عاد خط الجنوب الشرقي من محافظة طرطوس للتوتر مجددا، باشتعال محدود للاشتباكات بين الجيش السوري وفصائل مسلحة في قرية المتراس، القريبة من قلعة الحصن التاريخية.

وانتهت اشتباكات استمرت أياما، مترافقة مع عملية «مصالحة وطنية» إلى تسليم العشرات من المسلحين أنفسهم للجيش السوري. وبلغ عددهم، وفقا لما قاله أحد أعضاء هيئة المصالحة لـ«السفير» 64 شخصا (فيما ذكرت «سانا» إن العدد هو 74)، وقتل البعض ممن فضل خوض المعركة مع الجيش على تسليم نفسه.

ويعود التوتر في المتراس إلى عام مضى، حيث شهدت القرية ذات الغالبية التركمانية المسلمة، تظاهرة معادية للسلطة، خلال تشييع الشيخ حسين عبد الكريم عزو الذي قتل في ظروف مثيرة للجدل. وردد المشاركون حينها شعارات معادية للنظام وللرئيس السوري بشار الاسد، كما رددوا الشعارات الدينية.

إلا أن القرية ظلت تعيش مدا وجزرا في علاقتها مع طرفي السلطة والمعارضة، لا سيما أن قتلاها في عمر الأزمة انقسموا بين قتلى لمقاتلين في الجيش، وآخرين مقاتلين في صفوف المعارضة، خاصة في منطقتي تلكلخ والحصن، كما في أحياء حمص. إلا أن انفجارا مفاجئا منذ أسبوعين في أحد مباني القرية أعادها لمراصد الأخبار، بعد أن تبين أن التفجير، الذي قتل أربعة شبان بينهم لبناني مجهول الهوية، كان في مصنع للعبوات.

وتفاقم الوضع الميداني عند منع مسلحين من القرية ومن خارجها، وفقا للمصدر، سيارات الإسعاف من مدينة صافيتا المجاورة من الدخول لإسعاف الجرحى، ولاحقا محاولة منع القوى الأمنية من الدخول أيضا.

إلا أن لجنة سياسية وأهلية تمكنت من حصر الأضرار في القرية، في تكرار لتجارب سبق وجرت في مناطق أخرى في المنطقة بينها تلكلخ، حيث جرى الاتفاق على تجنيب أحيائها الصراع عبر عملية أهلية.

ووفقا للمصدر السابق، فإن لجنة مؤلفة من مختار القرية وشيوخها، وقيادة «حزب البعث» في طرطوس، وقادة أجهزة أمنية وعسكرية، تمكنت من التوصل الى اتفاق لم يخل من هامش قتالي، لإنهاء أزمة القرية.

وقتل في المعركة التي استخدمت فيها اسلحة ثقيلة، 40 شخصا من المعارضة، فيما سلم 74 آخرين أنفسهم. وسجلت وسائل الإعلام الرسمية سقوط 3 قتلى للجيش و4 من قوى «الدفاع الوطني» المرافقة.

واحتلت أخبار القرية واجهة التغطية الإعلامية أمس الأول، باعتبارها في مناطق موالية بالكامل للسلطة، تعيش وضعا أمنيا مستقرا. وهو أمر فيه تقليل من واقع بعض مناطق ريف طرطوس، لا سيما التي كانت تشكل امتدادا اجتماعيا واقتصاديا لريف المدينة المحاذي للحدود اللبنانية، حيث نشطت شبكات التهريب سابقا، وشبكات التسليح في الأزمة الراهنة.

وكان سبق لقرية «الزارة» التي لا تبعد سوى كيلومترات عدة عن المتراس أن شهدت اشتباكات لم تتوقف حتى الآن مع الجيش. وكانت «زارة» من أوائل القرى التي انتشرت فيها أعلام تنظيم «القاعدة» السوداء، وفقا لما نقلت وكالة «فرانس برس» في تحقيق مصور في ربيع العام 2012. كما ما زال المئات من المسلحين، وبعضهم من جنسيات عربية، يتحصنون في قلعة الحصن التاريخية على طريق حمص - طرطوس الدولي، حيث ان قراه ذات غالبية مسيحية وتعرضت لهجوم مباغت منذ أشهر ذهب ضحيته 13 شخصا من المدنيين.

ووفقا لما نقلته وسائل الإعلام الرسمية امس الاول فقد أحكمت وحدات الجيش السوري «سيطرتها بالكامل على قرية المتراس في صافيتا، إثر اشتباكات دارت مع مسلحين معظمهم من ميليشيا الجيش الحر، وهو ما أدى لمقتل عدد منهم، فيما استشهد 3 عناصر من قوات الجيش وأصيب سبعة. من جهتها تكبدت المجموعات المسلحة خسائر كبيرة بالارواح وتمت مصادرة اسلحتهم».

وذكر خبر وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الجيش أمهل المسلحين بعض الوقت لتسليم أنفسهم في البداية، كما قامت لجنة المصالحة الوطنية بالاجتماع مع الأهالي في قرية المتراس، فيما أغلق الجيش جميع منافذ القرية تحسباً لفرار أي مسلح، وهو ما انتهى إلى قيام «قائد كتيبة المتراس خالد تامر و74 مسلحاً وعدداً من الضباط المنشقين بتسليم أنفسهم، فيما قتل آخرون».
  • فريق ماسة
  • 2013-10-06
  • 11120
  • من الأرشيف

استسلام المسلحين في قرية المتراس: بعد مصالحة.. وضغط الجيش عسكرياً

عاد خط الجنوب الشرقي من محافظة طرطوس للتوتر مجددا، باشتعال محدود للاشتباكات بين الجيش السوري وفصائل مسلحة في قرية المتراس، القريبة من قلعة الحصن التاريخية. وانتهت اشتباكات استمرت أياما، مترافقة مع عملية «مصالحة وطنية» إلى تسليم العشرات من المسلحين أنفسهم للجيش السوري. وبلغ عددهم، وفقا لما قاله أحد أعضاء هيئة المصالحة لـ«السفير» 64 شخصا (فيما ذكرت «سانا» إن العدد هو 74)، وقتل البعض ممن فضل خوض المعركة مع الجيش على تسليم نفسه. ويعود التوتر في المتراس إلى عام مضى، حيث شهدت القرية ذات الغالبية التركمانية المسلمة، تظاهرة معادية للسلطة، خلال تشييع الشيخ حسين عبد الكريم عزو الذي قتل في ظروف مثيرة للجدل. وردد المشاركون حينها شعارات معادية للنظام وللرئيس السوري بشار الاسد، كما رددوا الشعارات الدينية. إلا أن القرية ظلت تعيش مدا وجزرا في علاقتها مع طرفي السلطة والمعارضة، لا سيما أن قتلاها في عمر الأزمة انقسموا بين قتلى لمقاتلين في الجيش، وآخرين مقاتلين في صفوف المعارضة، خاصة في منطقتي تلكلخ والحصن، كما في أحياء حمص. إلا أن انفجارا مفاجئا منذ أسبوعين في أحد مباني القرية أعادها لمراصد الأخبار، بعد أن تبين أن التفجير، الذي قتل أربعة شبان بينهم لبناني مجهول الهوية، كان في مصنع للعبوات. وتفاقم الوضع الميداني عند منع مسلحين من القرية ومن خارجها، وفقا للمصدر، سيارات الإسعاف من مدينة صافيتا المجاورة من الدخول لإسعاف الجرحى، ولاحقا محاولة منع القوى الأمنية من الدخول أيضا. إلا أن لجنة سياسية وأهلية تمكنت من حصر الأضرار في القرية، في تكرار لتجارب سبق وجرت في مناطق أخرى في المنطقة بينها تلكلخ، حيث جرى الاتفاق على تجنيب أحيائها الصراع عبر عملية أهلية. ووفقا للمصدر السابق، فإن لجنة مؤلفة من مختار القرية وشيوخها، وقيادة «حزب البعث» في طرطوس، وقادة أجهزة أمنية وعسكرية، تمكنت من التوصل الى اتفاق لم يخل من هامش قتالي، لإنهاء أزمة القرية. وقتل في المعركة التي استخدمت فيها اسلحة ثقيلة، 40 شخصا من المعارضة، فيما سلم 74 آخرين أنفسهم. وسجلت وسائل الإعلام الرسمية سقوط 3 قتلى للجيش و4 من قوى «الدفاع الوطني» المرافقة. واحتلت أخبار القرية واجهة التغطية الإعلامية أمس الأول، باعتبارها في مناطق موالية بالكامل للسلطة، تعيش وضعا أمنيا مستقرا. وهو أمر فيه تقليل من واقع بعض مناطق ريف طرطوس، لا سيما التي كانت تشكل امتدادا اجتماعيا واقتصاديا لريف المدينة المحاذي للحدود اللبنانية، حيث نشطت شبكات التهريب سابقا، وشبكات التسليح في الأزمة الراهنة. وكان سبق لقرية «الزارة» التي لا تبعد سوى كيلومترات عدة عن المتراس أن شهدت اشتباكات لم تتوقف حتى الآن مع الجيش. وكانت «زارة» من أوائل القرى التي انتشرت فيها أعلام تنظيم «القاعدة» السوداء، وفقا لما نقلت وكالة «فرانس برس» في تحقيق مصور في ربيع العام 2012. كما ما زال المئات من المسلحين، وبعضهم من جنسيات عربية، يتحصنون في قلعة الحصن التاريخية على طريق حمص - طرطوس الدولي، حيث ان قراه ذات غالبية مسيحية وتعرضت لهجوم مباغت منذ أشهر ذهب ضحيته 13 شخصا من المدنيين. ووفقا لما نقلته وسائل الإعلام الرسمية امس الاول فقد أحكمت وحدات الجيش السوري «سيطرتها بالكامل على قرية المتراس في صافيتا، إثر اشتباكات دارت مع مسلحين معظمهم من ميليشيا الجيش الحر، وهو ما أدى لمقتل عدد منهم، فيما استشهد 3 عناصر من قوات الجيش وأصيب سبعة. من جهتها تكبدت المجموعات المسلحة خسائر كبيرة بالارواح وتمت مصادرة اسلحتهم». وذكر خبر وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الجيش أمهل المسلحين بعض الوقت لتسليم أنفسهم في البداية، كما قامت لجنة المصالحة الوطنية بالاجتماع مع الأهالي في قرية المتراس، فيما أغلق الجيش جميع منافذ القرية تحسباً لفرار أي مسلح، وهو ما انتهى إلى قيام «قائد كتيبة المتراس خالد تامر و74 مسلحاً وعدداً من الضباط المنشقين بتسليم أنفسهم، فيما قتل آخرون».

المصدر : زياد حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة