دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
هي الأزمة في سورية التي طال أمدها منذ أشهر، حطت رحالها هذه المرة في معلولا، المدينة التي اشتهرت بوجود معالم مسيحية مقدسة ومعالم قديمة مهمة يعود تاريخها للقرن العاشر قبل الميلاد. عندما تتحدث عن تلك البلدة لا تستطيع إلا أن تذكر أن سكانها ما زالوا يتكلمون باللغة الآرامية، هناك استبيحت المقدسات الدينية وانتُهكت الأعراض فباتت هذه المدينة مسرحاً جديداً للقتال، ومرتعاً آخر يهجّر منه المسيحيون.
استفاق سكان تلك البلدة منذ أشهر على أصوات الرصاص والقذائف التي كانوا بمنأى عنها طيلة الفترة الماضية. ولم يقف القتال بين تلك المجموعات عند حدّ قتال الشوارع بل وصل الى حد دخول جبهة النصرة الى البيوت لذبح السكان. امام هذا المشهد الفظيع أجبر العديد من سكان تلك البلدة على مغادرتها فبات حالهم يشبه حال المسيحيين في العراق وغيرهم من البلدان العربية... العديد من هؤلاء المسيحيين غادروا سورية باتجاه لبنان، شكلوا وفداً التقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في الرابية. وبحسب مصادر مطلعة فإن "اعضاء الوفد طلبوا من العماد عون المساعدة على حلّ قضيتهم خصوصاً وأن معلولا لم تعد أبداً بلدةً آمنة، ووجهوا له دعوةً لحضور قداس فيها". وفي هذا الاطار علمت "النشرة" أن "العماد عون بدأ تحركه على هذا الصعيد وأوفد منتصف الشهر الفائت منسق عام "التيار الوطني الحر" بيار رفول الى هناك، حيث حضر قداسًا في معلولا".
ولكن وبحسب المعلومات المتوافرة فإن "زيارة رفول لم تقتصر على حضور القداس فقط بل كان لها الأثر الكبير في تغيير الأوضاع بشكل كبير". وأضافت المعلومات أن "رفول التقى في سورية وتحديداً في الشام قادة عسكريين في الفرقة الرابعة على أعلى المستويات وجرى التباحث في تحسين وضع الأهالي في معلولا وتم الإتفاق على خطوات في هذا الإطار".
رغم رفض مصادر "التيار الوطني الحر" التعليق على هذا الموضوع، الا أن التعتيم عليها يبقى أمراً محيّراً.
تجدر الاشارة الى أن معلومات كشفت لـ"النشرة" أن القرية المذكورة التي أخليت بعد اعتداء مسلّحي جبهة النصرة عليها، جرى مؤخّرًا اخراج عدد كبير من الأيتام الموجودين في دير مار تقلا فيها الى مكان آخر آمن في سورية.
المصدر :
النشرة/ باسكال أبو نادر
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة