توالت ردود الفعل الفلسطينية المنددة بقرار السلطة الوطنية الفلسطينية العودة إلى المفاوضات المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي في بداية سبتمبر/أيلول المقبل بحضور قادة عرب.

فقد أعلنت عدة فصائل معارضتها لهذا القرار، في حين علقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اجتماعا كان مقررا عقده أمس مع قياديين من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

وقال القيادي في حماس صلاح البردويل إن حركته علقت هذا الاجتماع "إلى إشعار آخر"، وعلل ذلك بأن اللقاء "كان سيعد غطاء" للمفاوضات التي وافقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على أن يجريها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأضاف البردويل أن موقف حماس جاء "تقديرا لموقف الشعب الفلسطيني ومواقف الفصائل الفلسطينية الرافضة لهذه المفاوضات"، التي وصفها بأنها "عبثية"، وقال إن "من شأنها أن تصفي القضية الفلسطينية في الوقت الذي يقوم فيه الاحتلال بكل الممارسات الإجرامية بحق الشعب والمقدسات والقضية.

وأكد أنه رغم تعليق الاجتماع فإن لدى حماس "رغبة جامحة" في أن تتم المصالحة الفلسطينية وينتهي الانقسام الداخلي و"يتم توحيد الشعب الفلسطيني وقواه الحية في مواجهة الاحتلال وليس في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة معه.

وفي السياق قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أمس إن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل "مس خطير بموقف الإجماع الوطني".

وأكد عضو اللجنة التنفيذية عضو المكتب السياسي للجبهة تيسير خالد أن الجبهة تعارض بقوه الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، معتبرا الدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لاستئناف المفاوضات "استفزازية ورضوخا للشروط الإسرائيلية.

وفي وقت سابق أعلنت حماس بدورها معارضتها استئناف المفاوضات، وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم إن "اتكاء" فريق التفاوض الفلسطيني على البيان الذي دعت فيه اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط بدورها لاستئناف المفاوضات مجرد "خداع وتضليل" للرأي العام الفلسطيني، مؤكدا أن حركته والشعب الفلسطيني غير ملزمين بنتائج هذه المفاوضات.

من جانبها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "شكليا، وما تمخض عنه لا يمثل الإجماع الوطني والشعبي.

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فاعتبرت بيان اللجنة الرباعية الدولية ينطوي على قبول ضمني وتشريع للاستيطان والحصار ومشروع الدولة المؤقتة، ويمثل تنازلا عن بيانها في مارس/آذار الماضي.

وقد دعت الرباعية الدولية لسلام الشرق الأوسط كلا من السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل إلى استئناف المفاوضات المباشرة التي توقفت بينهما منذ نهاية 2008 بعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت.

وحددت اللجنة –التي تضم كلا من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة- يوم 2 سبتمبر/أيلول المقبل موعدا لاستئناف المفاوضات، ودعت إلى التوصل لاتفاق في غضون سنة واحدة.

بيد أن بيان الرباعية خلا من الإشارة إلى حدود 1967، ودعا إلى عدم القيام بأعمال استفزازية عوضا عن المطالبة صراحة بوقف الاستيطان، بينما عد نجاحا سياسيا لنتنياهو حسب مراقبين.

وكانت منظمة التحرير الفلسطينية أعلنت الجمعة قبولها استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل, حيث سيجتمع نتنياهو وعباس في الأول من سبتمبر/أيلول مع الرئيس الأميركي باراك أوباما لإطلاق المفاوضات

كما قبل الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني دعوة وجهتها لهما كلينتون لحضور مراسم إطلاق المفاوضات المباشرة، كما سيحضر اللقاء ممثل اللجنة الدولية الرباعية توني بلير.

وبدورها وافقت إسرائيل على الدعوة الأميركية، غير أن بيانا صادرا عن مكتب نتنياهو أكد رفض ما أسماه "شروطا مسبقة" وضعها الفلسطينيون للعودة للمفاوضات، وعبر عن سعادته "بالتوضيح الأميركي بأن المفاوضات ستكون بدون شروط مسبقة".
  • فريق ماسة
  • 2010-08-21
  • 9516
  • من الأرشيف

معارضة الفصائل لقبول السلطة بالمفاوضات

توالت ردود الفعل الفلسطينية المنددة بقرار السلطة الوطنية الفلسطينية العودة إلى المفاوضات المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي في بداية سبتمبر/أيلول المقبل بحضور قادة عرب. فقد أعلنت عدة فصائل معارضتها لهذا القرار، في حين علقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اجتماعا كان مقررا عقده أمس مع قياديين من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح). وقال القيادي في حماس صلاح البردويل إن حركته علقت هذا الاجتماع "إلى إشعار آخر"، وعلل ذلك بأن اللقاء "كان سيعد غطاء" للمفاوضات التي وافقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على أن يجريها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأضاف البردويل أن موقف حماس جاء "تقديرا لموقف الشعب الفلسطيني ومواقف الفصائل الفلسطينية الرافضة لهذه المفاوضات"، التي وصفها بأنها "عبثية"، وقال إن "من شأنها أن تصفي القضية الفلسطينية في الوقت الذي يقوم فيه الاحتلال بكل الممارسات الإجرامية بحق الشعب والمقدسات والقضية. وأكد أنه رغم تعليق الاجتماع فإن لدى حماس "رغبة جامحة" في أن تتم المصالحة الفلسطينية وينتهي الانقسام الداخلي و"يتم توحيد الشعب الفلسطيني وقواه الحية في مواجهة الاحتلال وليس في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة معه. وفي السياق قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أمس إن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل "مس خطير بموقف الإجماع الوطني". وأكد عضو اللجنة التنفيذية عضو المكتب السياسي للجبهة تيسير خالد أن الجبهة تعارض بقوه الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، معتبرا الدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لاستئناف المفاوضات "استفزازية ورضوخا للشروط الإسرائيلية. وفي وقت سابق أعلنت حماس بدورها معارضتها استئناف المفاوضات، وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم إن "اتكاء" فريق التفاوض الفلسطيني على البيان الذي دعت فيه اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط بدورها لاستئناف المفاوضات مجرد "خداع وتضليل" للرأي العام الفلسطيني، مؤكدا أن حركته والشعب الفلسطيني غير ملزمين بنتائج هذه المفاوضات. من جانبها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "شكليا، وما تمخض عنه لا يمثل الإجماع الوطني والشعبي. أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فاعتبرت بيان اللجنة الرباعية الدولية ينطوي على قبول ضمني وتشريع للاستيطان والحصار ومشروع الدولة المؤقتة، ويمثل تنازلا عن بيانها في مارس/آذار الماضي. وقد دعت الرباعية الدولية لسلام الشرق الأوسط كلا من السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل إلى استئناف المفاوضات المباشرة التي توقفت بينهما منذ نهاية 2008 بعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت. وحددت اللجنة –التي تضم كلا من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة- يوم 2 سبتمبر/أيلول المقبل موعدا لاستئناف المفاوضات، ودعت إلى التوصل لاتفاق في غضون سنة واحدة. بيد أن بيان الرباعية خلا من الإشارة إلى حدود 1967، ودعا إلى عدم القيام بأعمال استفزازية عوضا عن المطالبة صراحة بوقف الاستيطان، بينما عد نجاحا سياسيا لنتنياهو حسب مراقبين. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية أعلنت الجمعة قبولها استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل, حيث سيجتمع نتنياهو وعباس في الأول من سبتمبر/أيلول مع الرئيس الأميركي باراك أوباما لإطلاق المفاوضات كما قبل الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني دعوة وجهتها لهما كلينتون لحضور مراسم إطلاق المفاوضات المباشرة، كما سيحضر اللقاء ممثل اللجنة الدولية الرباعية توني بلير. وبدورها وافقت إسرائيل على الدعوة الأميركية، غير أن بيانا صادرا عن مكتب نتنياهو أكد رفض ما أسماه "شروطا مسبقة" وضعها الفلسطينيون للعودة للمفاوضات، وعبر عن سعادته "بالتوضيح الأميركي بأن المفاوضات ستكون بدون شروط مسبقة".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة