أصبح مؤكدا بما لا يدع مجالا للشك ان افتعال قضية الكيماوي في الغوطة الشرقية القريبة من دمشق كان استفزازا من الجماعات الارهابية مقصودا به استدعاء البوارج والطائرات والصواريخ الأمريكية للعدوان علي سورية نتيجة فشلها طوال 30 شهرا في احراز أي تقدم علي الأرض

رغم تدفق السلاح وقوافل المسلحين عليها وهي أيضا محاولة يائسة لوقف الانتصارات المتتالية للجيش السوري الباسل.

الجماعات المتطرفة والمعارضة المصطنعة والدول المراهقة قامت بهذا الاستفزاز بناء علي نصيحة أمريكية لتوفي الغطاء لأوباما الذي قال ان "استخدام السلاح الكيماوي خط أحمر" للتدخل العسكري لتحقيق توازن بينها وبين الجيش السوري قبل الذهاب إلي جنيف 2 وان كل العالم سوف يصدق مزاعمها رغم ان المنطق والحقائق علي الأرض تدحض أكاذيبها لأن القوات السورية هي الأقوي وتحقق الانتصارات وليست في حاجة لاستخدامه.

لكن جاءت رياح المبادرة الروسية للتخلص من الأسلحة الكيماوية والموافقة السورية عليها بما لا يشتهي الارهابيون ومن يؤيدهم بالتسليح والتمويل فأفشلت الهدف من المؤامرة العدوانية وأفرغتها من مضمونها وقضت علي أوهامهم وفضحت مزاعمهم ونواياهم الخبيثة وغيرت كثيرا من المواقف وكشفت وهو المهم ان العالم لم يعد غابة تمارس فيها أمريكا البلطجة العسكرية والسياسية بدون رادع أو كابح لبغيها وأسست لدور روسي وصيني بازغ في كل القضايا الدولية والإقليمية وأرست دعائم نظام عالمي جديد لا تنفرد فيه قوة واحدة بالهيمنة والسيطرة والتدخل العسكري السافر لتغيير الأنظمة وانما تتعدد وتتنوع فيه مصادر القوة وكانت معالجة أزمة السلاح الكيماوي أبرز مثال حي علي ميلاده في الأرض السورية اضافة إلي عوامل أخري لا يمكن اغفالها ساهمت في هذه الولادة وفي مقدمتها الصمود التاريخي للجيش العربي السوري والتلاحم بين الشعب والقيادة وتماسك كل مؤسسات الدولة في مواجهة هذه الحرب الكونية منذ اندلاعها وبنفس القوة ولولا كل ذلك ما وجدت روسيا وأصدقاء سوريا وأحرار العالم مبررات الدفاع عن إرادة الشعب السوري وخياراته الوطنية والوقوف معه ومساندته.

لقد أصبح من المؤكد ان العالم بعد انتهاء الأزمة السورية لن يكون كما كان قبلها وما يتمخض منها ويتبلور عنها الآن سيكون له تأثيراته الفاعلة في احداث تغييرات وتحولات وتوازنات وشراكات دولية واقليمية جديدة سوف يكون لها انعكاسات عميقة وايجابية علي الأزمات والقضايا الحالية أو ما ينشأ منها لاحقا ولن تتوقف التداعيات عند هذا الحد وانما سوف تدفع الأنظمة المتآمرة والتابعة ثمنا باهظا علي غبائها السياسي وسوف تسقط عروش واهية مثلما تسقط بيوت العنكبوت ولن تبقي إلا الأنظمة القوية صاحبة التاريخ والجغرافيا والتراث الانساني والحضاري وبقدر اسهامها في القرار الاقليمي والدولي.

سوف تزول الغمة عن سورية وشعبها قريبا وستنتصر وتبقي دولة حرة موحدة مقاومة وسوف يذهب المتآمرون عليها من ارهابيين وممولين إلي مزبلة التاريخ وستكون الكلمة الأولي والأخيرة في مصيرها ومستقبلها لشعبها الجسور وليس لغيره مهما كان شطط وغلو الحاقدين.
  • فريق ماسة
  • 2013-09-22
  • 8181
  • من الأرشيف

سيذهب المتآمرون وتبقي سورية ..

أصبح مؤكدا بما لا يدع مجالا للشك ان افتعال قضية الكيماوي في الغوطة الشرقية القريبة من دمشق كان استفزازا من الجماعات الارهابية مقصودا به استدعاء البوارج والطائرات والصواريخ الأمريكية للعدوان علي سورية نتيجة فشلها طوال 30 شهرا في احراز أي تقدم علي الأرض رغم تدفق السلاح وقوافل المسلحين عليها وهي أيضا محاولة يائسة لوقف الانتصارات المتتالية للجيش السوري الباسل. الجماعات المتطرفة والمعارضة المصطنعة والدول المراهقة قامت بهذا الاستفزاز بناء علي نصيحة أمريكية لتوفي الغطاء لأوباما الذي قال ان "استخدام السلاح الكيماوي خط أحمر" للتدخل العسكري لتحقيق توازن بينها وبين الجيش السوري قبل الذهاب إلي جنيف 2 وان كل العالم سوف يصدق مزاعمها رغم ان المنطق والحقائق علي الأرض تدحض أكاذيبها لأن القوات السورية هي الأقوي وتحقق الانتصارات وليست في حاجة لاستخدامه. لكن جاءت رياح المبادرة الروسية للتخلص من الأسلحة الكيماوية والموافقة السورية عليها بما لا يشتهي الارهابيون ومن يؤيدهم بالتسليح والتمويل فأفشلت الهدف من المؤامرة العدوانية وأفرغتها من مضمونها وقضت علي أوهامهم وفضحت مزاعمهم ونواياهم الخبيثة وغيرت كثيرا من المواقف وكشفت وهو المهم ان العالم لم يعد غابة تمارس فيها أمريكا البلطجة العسكرية والسياسية بدون رادع أو كابح لبغيها وأسست لدور روسي وصيني بازغ في كل القضايا الدولية والإقليمية وأرست دعائم نظام عالمي جديد لا تنفرد فيه قوة واحدة بالهيمنة والسيطرة والتدخل العسكري السافر لتغيير الأنظمة وانما تتعدد وتتنوع فيه مصادر القوة وكانت معالجة أزمة السلاح الكيماوي أبرز مثال حي علي ميلاده في الأرض السورية اضافة إلي عوامل أخري لا يمكن اغفالها ساهمت في هذه الولادة وفي مقدمتها الصمود التاريخي للجيش العربي السوري والتلاحم بين الشعب والقيادة وتماسك كل مؤسسات الدولة في مواجهة هذه الحرب الكونية منذ اندلاعها وبنفس القوة ولولا كل ذلك ما وجدت روسيا وأصدقاء سوريا وأحرار العالم مبررات الدفاع عن إرادة الشعب السوري وخياراته الوطنية والوقوف معه ومساندته. لقد أصبح من المؤكد ان العالم بعد انتهاء الأزمة السورية لن يكون كما كان قبلها وما يتمخض منها ويتبلور عنها الآن سيكون له تأثيراته الفاعلة في احداث تغييرات وتحولات وتوازنات وشراكات دولية واقليمية جديدة سوف يكون لها انعكاسات عميقة وايجابية علي الأزمات والقضايا الحالية أو ما ينشأ منها لاحقا ولن تتوقف التداعيات عند هذا الحد وانما سوف تدفع الأنظمة المتآمرة والتابعة ثمنا باهظا علي غبائها السياسي وسوف تسقط عروش واهية مثلما تسقط بيوت العنكبوت ولن تبقي إلا الأنظمة القوية صاحبة التاريخ والجغرافيا والتراث الانساني والحضاري وبقدر اسهامها في القرار الاقليمي والدولي. سوف تزول الغمة عن سورية وشعبها قريبا وستنتصر وتبقي دولة حرة موحدة مقاومة وسوف يذهب المتآمرون عليها من ارهابيين وممولين إلي مزبلة التاريخ وستكون الكلمة الأولي والأخيرة في مصيرها ومستقبلها لشعبها الجسور وليس لغيره مهما كان شطط وغلو الحاقدين.

المصدر : محمد الفوال


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة