على الرغم من انشغال تركيا بمسألة الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا، فقد حوّلت قضية اختيار المدينة التي ستقام الألعاب الأولمبية الصيفية فيها في العام 2020 الأنظار إليها بكل تشعباتها.

وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، راهن على اختيار اسطنبول لما في ذلك من زيادة الاعتبار لسلطته.

لكن خسارة اسطنبول للسباق أمام طوكيو، أدخلت السجال حول الخسارة إلى المربع السياسي. فقد كان مسؤولون في «حزب العدالة والتنمية» صرّحوا قبل فترة أنه إذا لم تفز اسطنبول بشرف الاستضافة، فإن المسؤولية تقع على «رعاع» انتفاضة حديقة «جيزي» وساحة «تقسيم» نظراً لتشويههم صورة تركيا أمام الرأي العام الدولي.

لم يخف أردوغان انزعاجه من عدم اختيار اسطنبول. إذ كان يريد توظيف ذلك سياسياً، لذلك انتقد من أبدوا سرورهم من الأتراك لفشل الاستضافة قائلاً إن «الشعب سيرد عليهم في الانتخابات المحلية في العام المقبل، والجهد الآن يجب أن ينصب على الفوز في ساحة الألعاب».

وكان زعيم «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيليتشدار أوغلو واضحاً في رد السبب إلى أسباب سياسية بالقول إنه «لا يمكن إقامة الألعاب الأولمبية في مكان يشهد حروباً».

وقد أجمعت التحليلات على أن سبب عدم اختيار اسطنبول تم بسبب عدم الاستقرار في تركيا والشرق الأوسط. وقد ركزّت بعض التحليلات على كلام في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية من أن «عامل عدم الاستقرار كما السلطة الاستبدادية لأردوغان كانا السبب في ذلك».

غير أن الكاتب في صحيفة «زمان» التركية أحمد طوران آيهان، يرد السبب إلى أن «النظام العالمي غير مستعد بعد ليهضم الدور المتنامي لتركيا على الصعيد العالمي، لذلك استبعد اسطنبول من استضافة الألعاب».

وعلى صعيد آخر، ذكرت الصحف التركية أن الحكومة قررت إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في لواء الاسكندرون مواجهة للحدود والمياه الإقليمية السورية.

وتقرر بناء القاعدة العسكرية الجديدة في قمة جبل كلداغ في قضاء جيلان بينار قبالة الساحل السوري، وقد بدأ التفكير بإنشاء القاعدة بعد إسقاط سوريا لطائرة عسكرية تركية في العام الماضي، وحسم الأمر بعد تفجيري الريحانية قبل أشهر ومقتل 53 شخصاً.

وسوف تتألف القاعدة من محطة رادارات وأنظمة صاروخية تكفل مراقبة الحدود البرية والبحرية على مدار الساعة.

وفي سياق آخر، استمرت الانتقادات لموقف الحكومة من المشاركة في ضربة عسكرية أميركية لسوريا.

وفي مقالة في صحيفة «ميللييت»، يقول قدري غورسيل إن «حزب العدالة والتنمية يتقدم الصفوف بكونه بطل العالم في المطالبة بشن حرب على سوريا وإنهاء نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد خلال يومين».

ويضيف غورسيل «لكن اتجاهات الرأي العام التركي في العامين الأخيرين تشير إلى ارتفاع المعارضين لمشاركة تركيا في الحرب على سوريا من 57 في المئة في العام 2012 إلى 72 في المئة في العام 2013. ولو أجري استطلاع اليوم لكانت نسبة المعارضة للحرب أكبر أيضاً».

وفي صحيفة «حرييت»، كتب تولغا تانيش أن «تركيا تعودت على الوقوف متناقضة مع سوريا، لكن الحرب الفعلية المقبلة ستكون في العام 2014 ومع تنظيم القاعدة». وأضاف أن «المصادر الاستخبارية الأميركية ترى أن إسقاط الأسد سوف يقوي جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، وعندها ستبدأ المعركة مع القاعدة. واليوم لا ترى واشنطن حاجة كبيرة إلى الدور التركي العسكري ضد الأسد، لكن الحاجة الفعلية لقاعدة اينجيرليك».

وأشار تانيش إلى أن «تركيا ستبدأ العام المقبل، على غرار اليمن وباكستان، باستخدام طائرات من دون طيار. لكن المفاجأة الكبرى ستكون في احتمال بقاء الأسد إلى حين بدء الحرب ضد القاعدة وأن يكون الأسد ... جزءاً منها!».
  • فريق ماسة
  • 2013-09-09
  • 11633
  • من الأرشيف

لماذا فشلت تركيا في استضافة أولمبياد 2020؟

على الرغم من انشغال تركيا بمسألة الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا، فقد حوّلت قضية اختيار المدينة التي ستقام الألعاب الأولمبية الصيفية فيها في العام 2020 الأنظار إليها بكل تشعباتها. وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، راهن على اختيار اسطنبول لما في ذلك من زيادة الاعتبار لسلطته. لكن خسارة اسطنبول للسباق أمام طوكيو، أدخلت السجال حول الخسارة إلى المربع السياسي. فقد كان مسؤولون في «حزب العدالة والتنمية» صرّحوا قبل فترة أنه إذا لم تفز اسطنبول بشرف الاستضافة، فإن المسؤولية تقع على «رعاع» انتفاضة حديقة «جيزي» وساحة «تقسيم» نظراً لتشويههم صورة تركيا أمام الرأي العام الدولي. لم يخف أردوغان انزعاجه من عدم اختيار اسطنبول. إذ كان يريد توظيف ذلك سياسياً، لذلك انتقد من أبدوا سرورهم من الأتراك لفشل الاستضافة قائلاً إن «الشعب سيرد عليهم في الانتخابات المحلية في العام المقبل، والجهد الآن يجب أن ينصب على الفوز في ساحة الألعاب». وكان زعيم «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيليتشدار أوغلو واضحاً في رد السبب إلى أسباب سياسية بالقول إنه «لا يمكن إقامة الألعاب الأولمبية في مكان يشهد حروباً». وقد أجمعت التحليلات على أن سبب عدم اختيار اسطنبول تم بسبب عدم الاستقرار في تركيا والشرق الأوسط. وقد ركزّت بعض التحليلات على كلام في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية من أن «عامل عدم الاستقرار كما السلطة الاستبدادية لأردوغان كانا السبب في ذلك». غير أن الكاتب في صحيفة «زمان» التركية أحمد طوران آيهان، يرد السبب إلى أن «النظام العالمي غير مستعد بعد ليهضم الدور المتنامي لتركيا على الصعيد العالمي، لذلك استبعد اسطنبول من استضافة الألعاب». وعلى صعيد آخر، ذكرت الصحف التركية أن الحكومة قررت إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في لواء الاسكندرون مواجهة للحدود والمياه الإقليمية السورية. وتقرر بناء القاعدة العسكرية الجديدة في قمة جبل كلداغ في قضاء جيلان بينار قبالة الساحل السوري، وقد بدأ التفكير بإنشاء القاعدة بعد إسقاط سوريا لطائرة عسكرية تركية في العام الماضي، وحسم الأمر بعد تفجيري الريحانية قبل أشهر ومقتل 53 شخصاً. وسوف تتألف القاعدة من محطة رادارات وأنظمة صاروخية تكفل مراقبة الحدود البرية والبحرية على مدار الساعة. وفي سياق آخر، استمرت الانتقادات لموقف الحكومة من المشاركة في ضربة عسكرية أميركية لسوريا. وفي مقالة في صحيفة «ميللييت»، يقول قدري غورسيل إن «حزب العدالة والتنمية يتقدم الصفوف بكونه بطل العالم في المطالبة بشن حرب على سوريا وإنهاء نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد خلال يومين». ويضيف غورسيل «لكن اتجاهات الرأي العام التركي في العامين الأخيرين تشير إلى ارتفاع المعارضين لمشاركة تركيا في الحرب على سوريا من 57 في المئة في العام 2012 إلى 72 في المئة في العام 2013. ولو أجري استطلاع اليوم لكانت نسبة المعارضة للحرب أكبر أيضاً». وفي صحيفة «حرييت»، كتب تولغا تانيش أن «تركيا تعودت على الوقوف متناقضة مع سوريا، لكن الحرب الفعلية المقبلة ستكون في العام 2014 ومع تنظيم القاعدة». وأضاف أن «المصادر الاستخبارية الأميركية ترى أن إسقاط الأسد سوف يقوي جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، وعندها ستبدأ المعركة مع القاعدة. واليوم لا ترى واشنطن حاجة كبيرة إلى الدور التركي العسكري ضد الأسد، لكن الحاجة الفعلية لقاعدة اينجيرليك». وأشار تانيش إلى أن «تركيا ستبدأ العام المقبل، على غرار اليمن وباكستان، باستخدام طائرات من دون طيار. لكن المفاجأة الكبرى ستكون في احتمال بقاء الأسد إلى حين بدء الحرب ضد القاعدة وأن يكون الأسد ... جزءاً منها!».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة