أثار عرض مسلسل "المسيح" التلفزيوني الإيراني احتجاجات واسعة في أوساط المسيحيين في لبنان, ما دفع تلفزيون "المنار" التابع لـ "حزب الله" و"ان بي ان" التابع لحركة "أمل" إلى إعلان وقفه "مراعاة لبعض الخصوصيات"

وقال مدير عام قناة "ان بي ان" قاسم سويد"توقفنا عند الملاحظات التي أدلى بها مسؤولون يتحدثون باسم الكنيسة المارونية والتي هي مهمة جداً في نظرهم, إننا نحترم الكنيسة المارونية ونجلها, وتجاوبنا مع الملاحظات حتى لا يقدم احد ما على استغلال الأمر سلبيا".

وأكد ان بث البرنامج الذي بدأ مع بداية "شهر رمضان المبارك ليس توقيتاً دينياً", مشيراً إلى أن المقصود "كان إعطاء قيمة للسيد المسيح, النبي عيسى بن مريم"

وقال سويد ان "العمل ممتاز ولا غبار عليه", مؤكدا انه "لا يمس بشخص المسيح". واعتبر ان الاحتجاجات تستند إلى "تفسيرات لاهوتية لها علاقة بالمعتقدات الدينية", مؤكداً تمسك "المنار" و"ان بي ان" بـ "رفض المس بالعقيدة الدينية لأي طائفة لبنانية".

وأصدرت قناتا "المنار" و"ان بي ان" بياناً مشتركاً أعلنتا فيه وقف عرض المسلسل "مراعاة منهما لبعض الحساسيات, وللحؤول دون أي محاولة للتوظيف السلبي".

وجاء في بيان أن المسلسل "يضيء على الشخصية العظيمة لنبي الله عيسى بن مريم عليه السلام وعلى رسالته الإلهية ويعكس بكل تمجيد وإجلال وتعظيم مسيرة حياته وآلامه وتضحياته ولدوره وصورته".

ويستند المسلسل المدبلج إلى العربية, إلى فيلم إيراني صدر العام 2008, ويروي حياة المسيح بحسب ما هو وارد في النصوص والتراث الإسلاميين. وأثار عرضه احتجاج عدد من رجال الدين المسيحيين الذين طالبوا بوقفه باعتباره مسيئاً غالى الإيمان المسيحي.

ودعا الأسقف الماروني بشارة الراعي الأمن العام اللبناني إلى التدخل لمنع عرض المسلسل, وأكد أن "هناك تحريفاً في المسلسل لشخص المسيح والمسيحية, وهناك بلبلة للضمائر وإفساد للحقائق".

وقال الراعي الذي يرئس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في الكنيسة المارونية إن "المسلسل ينكر أن المسيح هو إله وابن الله" و"يفيد أن المسيح لم يصلب وان المصلوب هو يهوذا, وبهذا لا يكون هناك قيامة", ورأى في ذلك "إنكارا لأسس الدين المسيحي وفكرة الخلاص.

وفي مؤتمر صحافي عقده إثر اعلان المحطتين التلفزيونيتين وقف عرض المسلسل, أعرب الراعي عن "سعادته بأخذ ملاحظاتنا في الاعتبار", وقال "أعبر عن فرحي باننا لا نزال في لبنان قادرين على تنوع ثقافاتنا ودياناتنا, لا سيما كمسيحيين ومسلمين, ان نضع الخير العام فوق كل أمر آخر.

ويؤمن المسيحيون بأن يسوع المسيح هو ابن الله, وبأنه صلب وقام من بين الأموات وأقام معه جميع الموتى, فيما يؤمن المسلمون بأن يسوع أو عيسى هو نبي مرسل من الله

وكان مخرج الفيلم الإيراني نادر طالب زاده قال في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الأميركية العام 2008 أن الفيلم محاولة لتصوير "حياة المسيح من المنظارين الإسلامي والمسيحي في وقت واحد", مشيرا إلى أن القرآن يتحدث "كثيرا عن عيسى وعن مريم أمه.

وفي لقطات من المسلسل تم بثها على الانترنت, يصور المسيح وهو يصلي فيما يسمع صوت يقول "نزل أمير الوحي جبرائيل وأحضر كتابا كأنه مرآة مضيئة وأوحي الإنجيل في تلك اللحظة على قلب بن مريم

والإنجيل, بحسب العقيدة المسيحية, كتبه أربعة من رسل المسيح وليس موحى به كما يعتقد المسلمون

وكانت اتصالات سياسية على أعلى المستويات جرت الليلة الماضية للحؤول دون جنوح الموضوع إلى انقسام طائفي أو سياسي حاد في بلد متعدد الطوائف وشديد الحساسية في المسائل الدينية, لا سيما في ضوء اتساع دائرة الاحتجاجات لتشمل تحركات شعبية.

وتجمع عشرات المسيحيين, في مقر المركز الكاثوليكي للإعلام شرق بيروت وعمدوا إلى إنشاد التراتيل وتلاوة الصلوات حاملين المسابح وكتب الإنجيل, رافضين "المس بيسوع والمسيحية".

  • فريق ماسة
  • 2010-08-13
  • 9956
  • من الأرشيف

وقف عرض مسلسل تلفزيوني إيراني مراعاة للمسيحيين

أثار عرض مسلسل "المسيح" التلفزيوني الإيراني احتجاجات واسعة في أوساط المسيحيين في لبنان, ما دفع تلفزيون "المنار" التابع لـ "حزب الله" و"ان بي ان" التابع لحركة "أمل" إلى إعلان وقفه "مراعاة لبعض الخصوصيات" وقال مدير عام قناة "ان بي ان" قاسم سويد"توقفنا عند الملاحظات التي أدلى بها مسؤولون يتحدثون باسم الكنيسة المارونية والتي هي مهمة جداً في نظرهم, إننا نحترم الكنيسة المارونية ونجلها, وتجاوبنا مع الملاحظات حتى لا يقدم احد ما على استغلال الأمر سلبيا". وأكد ان بث البرنامج الذي بدأ مع بداية "شهر رمضان المبارك ليس توقيتاً دينياً", مشيراً إلى أن المقصود "كان إعطاء قيمة للسيد المسيح, النبي عيسى بن مريم" وقال سويد ان "العمل ممتاز ولا غبار عليه", مؤكدا انه "لا يمس بشخص المسيح". واعتبر ان الاحتجاجات تستند إلى "تفسيرات لاهوتية لها علاقة بالمعتقدات الدينية", مؤكداً تمسك "المنار" و"ان بي ان" بـ "رفض المس بالعقيدة الدينية لأي طائفة لبنانية". وأصدرت قناتا "المنار" و"ان بي ان" بياناً مشتركاً أعلنتا فيه وقف عرض المسلسل "مراعاة منهما لبعض الحساسيات, وللحؤول دون أي محاولة للتوظيف السلبي". وجاء في بيان أن المسلسل "يضيء على الشخصية العظيمة لنبي الله عيسى بن مريم عليه السلام وعلى رسالته الإلهية ويعكس بكل تمجيد وإجلال وتعظيم مسيرة حياته وآلامه وتضحياته ولدوره وصورته". ويستند المسلسل المدبلج إلى العربية, إلى فيلم إيراني صدر العام 2008, ويروي حياة المسيح بحسب ما هو وارد في النصوص والتراث الإسلاميين. وأثار عرضه احتجاج عدد من رجال الدين المسيحيين الذين طالبوا بوقفه باعتباره مسيئاً غالى الإيمان المسيحي. ودعا الأسقف الماروني بشارة الراعي الأمن العام اللبناني إلى التدخل لمنع عرض المسلسل, وأكد أن "هناك تحريفاً في المسلسل لشخص المسيح والمسيحية, وهناك بلبلة للضمائر وإفساد للحقائق". وقال الراعي الذي يرئس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في الكنيسة المارونية إن "المسلسل ينكر أن المسيح هو إله وابن الله" و"يفيد أن المسيح لم يصلب وان المصلوب هو يهوذا, وبهذا لا يكون هناك قيامة", ورأى في ذلك "إنكارا لأسس الدين المسيحي وفكرة الخلاص. وفي مؤتمر صحافي عقده إثر اعلان المحطتين التلفزيونيتين وقف عرض المسلسل, أعرب الراعي عن "سعادته بأخذ ملاحظاتنا في الاعتبار", وقال "أعبر عن فرحي باننا لا نزال في لبنان قادرين على تنوع ثقافاتنا ودياناتنا, لا سيما كمسيحيين ومسلمين, ان نضع الخير العام فوق كل أمر آخر. ويؤمن المسيحيون بأن يسوع المسيح هو ابن الله, وبأنه صلب وقام من بين الأموات وأقام معه جميع الموتى, فيما يؤمن المسلمون بأن يسوع أو عيسى هو نبي مرسل من الله وكان مخرج الفيلم الإيراني نادر طالب زاده قال في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الأميركية العام 2008 أن الفيلم محاولة لتصوير "حياة المسيح من المنظارين الإسلامي والمسيحي في وقت واحد", مشيرا إلى أن القرآن يتحدث "كثيرا عن عيسى وعن مريم أمه. وفي لقطات من المسلسل تم بثها على الانترنت, يصور المسيح وهو يصلي فيما يسمع صوت يقول "نزل أمير الوحي جبرائيل وأحضر كتابا كأنه مرآة مضيئة وأوحي الإنجيل في تلك اللحظة على قلب بن مريم والإنجيل, بحسب العقيدة المسيحية, كتبه أربعة من رسل المسيح وليس موحى به كما يعتقد المسلمون وكانت اتصالات سياسية على أعلى المستويات جرت الليلة الماضية للحؤول دون جنوح الموضوع إلى انقسام طائفي أو سياسي حاد في بلد متعدد الطوائف وشديد الحساسية في المسائل الدينية, لا سيما في ضوء اتساع دائرة الاحتجاجات لتشمل تحركات شعبية. وتجمع عشرات المسيحيين, في مقر المركز الكاثوليكي للإعلام شرق بيروت وعمدوا إلى إنشاد التراتيل وتلاوة الصلوات حاملين المسابح وكتب الإنجيل, رافضين "المس بيسوع والمسيحية".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة