دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يعتقد الفنان النجم جمال سليمان أن هناك صراعاً قائماً الآن في المشهد الدرامي العربي بين تيارين رئيسيين الأول يعتبر دور التلفزيون ترفيهياً محضاً والثاني يرى أن التلفزيون إحدى أهم الوسائل المتاحة أمامنا اليوم للقيام بتغيير أو تنوير اجتماعي. ويرى سليمان أن هذا الصراع بدأ يتضح أكثر وأكثر في السنوات الأخيرة ويتجلى في الأعمال التي تحمل طابعاً ترفيهياً وأعمال أخرى تحاول أن تقدم رسائل مهمة للمشاهدين مع أنها لم تتخل عن الجانب الترفيهي المفترض وجوده في الفن.
وقد لعب سليمان في موسم 2010 الدرامي بطولة عملين: الأول بعنوان (قصة حب) وهو مسلسل مصري خالص والثاني هو (ذاكرة الجسد) المستقى من رواية شهيرة تحمل الاسم نفسه للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي وهو عمل سوري وقفت وراءه قناة (أبو ظبي).
وأرد سليمان أن يؤكد من خلال هذا العمل أن السلام الاجتماعي مرتبط بمسألتين أساسيتين الأولى أن المجتمع يجب أن يكون وسطياً في نظرته لدينه وتاريخه وفكرة أن العالم قد أصبح قرية صغيرة ليكون على خريطة المجتمعات الموجودة اليوم في العالم مع الحفاظ على الهوية والثانية أن التعليم هو الأساس وعندما تراجعت قيمة العلم وهيبة المعلم والمدرسة تراجع المجتمع العربي بأكمله
وعن مسلسل (ذاكرة الجسد) قال: هذا العمل قائم على رواية يعتقد الكثيرون أنها عاطفية فقط في حين أنها رواية عاطفية وسياسية في الوقت نفسه بسبب خلفية شخصياتها وأهمها خالد بن طوبال وهو مناضل في الثورة الجزائرية أصبح بعد الاستقلال مسؤولاً عن الرقابة واكتشف أنه تحول إلى أداة تستخدم لبتر نتاج المبدعين كما بتر الاستعمار يده، وهناك شخصية (حياة) ابنة المناضل الكبير في الثورة الجزائرية الذي دفع حياته ثمناً لاستقلال الجزائر ليصبح شقيقه بعد ذلك شخصية متنفذة وفاسدة وهناك شخصية (زياد) هذا الشاعر والمناضل الفلسطيني الذي يعيش بين المطارات والحدود وفي كل بلد له قبر وعندما تكون الرواية بهذا الشكل فلابد أن تحمل بعداً سياسياً
يضيف سليمان: عظمة الرواية أنها من خلال قصة حب تناولت تحولات كبرى حدثت في العالم العربي.
ويؤكد جمال سليمان أنه اشتغل العملين «بقناعة كبيرة وإخلاص وأعوّل عليهما كثيراً في رمضان
وعن تقييمه للدراما السورية اليوم وهل بدأت مرحلة المراوحة في المكان قال جمال سليمان: لقد نهضت هذه الدراما عندما كانت عناصر قوتها من مبدعيها، لقد كانت موضوعاتها وأفكارها من نتاج المبدعين السوريين أنفسهم والآن بدأ الأمر يختلف وأصبح جزء كبير من هذه الدراما يخضع لمبدأ (التواصي) بمعنى أن المحطة الفلانية تريد عملاً بمواصفات محددة. لقد أصبحت فكرة المنتج المنفذ السائدة اليوم في الدراما السورية ليست فقط مادية ولكنها وصلت إلى ما هو أبعد من ذلك، ولكن ما زالت هناك أعمال سورية لها طابع استقلالي وهي من نتاج مبدعين سوريين لديهم رؤى حيوية تجاه المجتمع
ورداً على سؤال يتعلق بالثقة والمصداقية التي بات يتمتع بها الفنان السوري لدرجة أن المحطات العربية تعتمد عليه في إنجاز ما ترغب من مشروعات قال: يجب أن نوظف هذه المصداقية في الاتجاه الصحيح. إن الدراما التي قدمت مسلسلات من قبيل: هجرة القلوب إلى القلوب وخان الحرير والعبابيد ونهاية رجل شجاع والثريا وإخوة التراب وسواها كانت نتاج إبداع وإرادة مستقلة لذلك حققت هذه المصداقية لدى المشاهد العربي.
ويرى سليمان أنه إذا تخلت الدراما السورية عن استقلاليتها الفكرية فستصبح مجرد صناعة وخطابها مشوّشاً وليس بيد أبنائها.
ولدى سؤاله عن الأعمال الدرامية التي سيحرص على متابعتها في رمضان أشار إلى أنه سيتابع العمل المصري (الجماعة) الذي يتناول سيرة حياة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر "أريد أن أعرف كيف تناول الكاتب وحيد حامد تاريخ الإخوان في مصر لأنه موضوع إشكالي وساخن". ولفت إلى أن لديه رغبة في متابعة مسلسل (ما ملكت أيمانكم) للمخرج نجدة أنزور "وخاصة أنه أثار جدلاً قبل عرضه" إضافة إلى المسلسل المصري (عابد كرمان) "وسوف أحاول مشاهدة أعمال أخرى"
ويبدأ جمال سليمان بعد رمضان مباشرة تصوير دور البطولة في المسلسل المصري (قطار الصعيد) المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للروائي المصري يوسف القعيد.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة