إزاء المواقف المتسارعة تجاه ملف استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، ما السيناريوهات والإحتمالات المطروحة؟

البعض يتحدث عن حرب نفسية وآخرون عن ضربات جوية محدودة..

ساعات ترقب في المنطقة تنتظر القرار النهائي لمسار الأمور المتصل بالأزمة السورية، ربما تحسمها النتائج المنتظرة من لجنة الخبراء الدوليين بشأن الأسلحة الكيميائية بعد الكشف على الغوطة. وفي هذا الإطار تزدحم التصاريح الدولية حول ضربة عسكرية محتملة لسورية. ضربة رأت موسكو أنها إذا نفذت فإنها ستعد انتهاكاً للقانون الدولي، لكن وزير خارجيتِها سيرغي لافروف لفت إلى أن بلاده لن تحارب أحداً بسببها.

إزاء هذه المواقف المتسارعة تجاه ملف استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية ما هي السيناريوهات والإحتمالات الممكنة؟

هي حرب نفسية يقول البعض، أو تمهيد لضربات جوية محدودة يقول آخرون.. في الحالتين يبدو الموقف الغربي والإسرائيلي اليوم حيال سورية أكثر ميلاً لرفع مستوى الضغوط. لعل قبول دمشق بدخول المفتشين إلى الريف الدمشقي سحب البساط قليلاً من تحت أقدام الراغبين بتغيير مجرى التوازن العسكري في سورية.

هذا القبول يساعد موسكو في الدرع الدبلوماسي الذي تسعى لتشكيله مع إيران وبكين وغيرهما لمنع أي هجوم عسكري واسع على سورية، لكن الإحتمالات تبقى مفتوحة.

الميل نحو ضربات محدودة ورد في أكثر من مكان، صحيفة "واشنطن بوست" تحدثت عن احتمال استهداف سورية بصواريخ تطلق من البوارج الحربية الأميركية في المنطقة، أو إرسال أسلحة متطورة للمعارضة، أو فرض منطقة حظر جوي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية قالت "إن البحرية الأميركية قد تشارك في الحرب. صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية ذهبت إلى حد توقع الضربات في الأسبوع المقبل.

القضية الآن في يد فريق المفتشين الدوليين. هو سيقول هل استخدم الجيش السوري سلاحاً كيمائياً أم المعارضة أم الإثنان أم لا دلائل؟ الإحتمال الأخير سيحرج الغرب ولذلك مهد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لذلك بالقول إن الدلائل ربما أتلفت بعد هجوم النظام السوري على ريف دمشق.

ومن إسرائيل قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "إن القرار لم يتخذ بعد. وإن هناك رد فعل مناسباً سيتخذ في الأيام المقبلة". أما تركيا فأكدت أنها مستعدة للإنضمام إلى الائتلاف ضد سورية حتى في غياب إجماع دولي.

السؤال الآن لو غامر الغرب بضربات محدودة، ماذا ستفعل موسكو وبكين وطهران وحزب الله؟

يبدو أن الصراع في ذروته حالياً، يد على الزناد وأخرى تنحو صوب تسوية. وإلا لما كانت إيران استقبلت مسؤولاً من نمط جيفري فيلتمان، ولا كان حصل اتصال هاتفي بين وزيري خارجية اميركا وسورية أمس ولما قبلت دمشق فريق التفتيش.

وبين الزناد والتسوية، كل الإحتمالات تبدو اليوم مفتوحة خصوصاً إذا كان الهدف هو إعاقة تقدم الجيش في الريف الدمشقي كما قال الرئيس بشار الأسد.

  • فريق ماسة
  • 2013-08-26
  • 10148
  • من الأرشيف

بين الزناد والتسوية.. كل الإحتمالات مفتوحة في سورية

إزاء المواقف المتسارعة تجاه ملف استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، ما السيناريوهات والإحتمالات المطروحة؟ البعض يتحدث عن حرب نفسية وآخرون عن ضربات جوية محدودة.. ساعات ترقب في المنطقة تنتظر القرار النهائي لمسار الأمور المتصل بالأزمة السورية، ربما تحسمها النتائج المنتظرة من لجنة الخبراء الدوليين بشأن الأسلحة الكيميائية بعد الكشف على الغوطة. وفي هذا الإطار تزدحم التصاريح الدولية حول ضربة عسكرية محتملة لسورية. ضربة رأت موسكو أنها إذا نفذت فإنها ستعد انتهاكاً للقانون الدولي، لكن وزير خارجيتِها سيرغي لافروف لفت إلى أن بلاده لن تحارب أحداً بسببها. إزاء هذه المواقف المتسارعة تجاه ملف استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية ما هي السيناريوهات والإحتمالات الممكنة؟ هي حرب نفسية يقول البعض، أو تمهيد لضربات جوية محدودة يقول آخرون.. في الحالتين يبدو الموقف الغربي والإسرائيلي اليوم حيال سورية أكثر ميلاً لرفع مستوى الضغوط. لعل قبول دمشق بدخول المفتشين إلى الريف الدمشقي سحب البساط قليلاً من تحت أقدام الراغبين بتغيير مجرى التوازن العسكري في سورية. هذا القبول يساعد موسكو في الدرع الدبلوماسي الذي تسعى لتشكيله مع إيران وبكين وغيرهما لمنع أي هجوم عسكري واسع على سورية، لكن الإحتمالات تبقى مفتوحة. الميل نحو ضربات محدودة ورد في أكثر من مكان، صحيفة "واشنطن بوست" تحدثت عن احتمال استهداف سورية بصواريخ تطلق من البوارج الحربية الأميركية في المنطقة، أو إرسال أسلحة متطورة للمعارضة، أو فرض منطقة حظر جوي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية قالت "إن البحرية الأميركية قد تشارك في الحرب. صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية ذهبت إلى حد توقع الضربات في الأسبوع المقبل. القضية الآن في يد فريق المفتشين الدوليين. هو سيقول هل استخدم الجيش السوري سلاحاً كيمائياً أم المعارضة أم الإثنان أم لا دلائل؟ الإحتمال الأخير سيحرج الغرب ولذلك مهد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لذلك بالقول إن الدلائل ربما أتلفت بعد هجوم النظام السوري على ريف دمشق. ومن إسرائيل قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "إن القرار لم يتخذ بعد. وإن هناك رد فعل مناسباً سيتخذ في الأيام المقبلة". أما تركيا فأكدت أنها مستعدة للإنضمام إلى الائتلاف ضد سورية حتى في غياب إجماع دولي. السؤال الآن لو غامر الغرب بضربات محدودة، ماذا ستفعل موسكو وبكين وطهران وحزب الله؟ يبدو أن الصراع في ذروته حالياً، يد على الزناد وأخرى تنحو صوب تسوية. وإلا لما كانت إيران استقبلت مسؤولاً من نمط جيفري فيلتمان، ولا كان حصل اتصال هاتفي بين وزيري خارجية اميركا وسورية أمس ولما قبلت دمشق فريق التفتيش. وبين الزناد والتسوية، كل الإحتمالات تبدو اليوم مفتوحة خصوصاً إذا كان الهدف هو إعاقة تقدم الجيش في الريف الدمشقي كما قال الرئيس بشار الأسد.

المصدر : الميادين/ سامي كليب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة