دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يتوجه المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل إلى دمشق في غضون أسبوعين، ليعرض أمام الرئيس بشار الأسد رؤية واشنطن لعملية سلام إقليمية مترابطة تبعد المنطقة عن هاوية الحرب، ولن يقترح على الأرجح خلال /ميتشل في لقاء سابق مع الأسد بدمشق هذه الجولة، التي ستشمل بيروت بطبيعة الحال، خطوات عملية لتحقيق خريطة الطريق هذه
ستكون هذه الزيارة الرابعة لميتشل إلى دمشق منذ تسلم إدارة الرئيس باراك اوباما الحكم، ومنذ بداية هذا الاختبار الأميركي للانخراط الدبلوماسي مع سوريا. زيارته الثانية في تموز 2009 كانت بارزة حين طلبت دمشق تفويض ميتشل بحث كل القضايا العالقة بين الطرفين خلال زيارة اعتبر فيها المبعوث الأميركي أن إعادة إحياء المسار السوري الإسرائيلي غاية تسعى إليها الإدارة الأميركية «على المدى القصير». بعدها دخلت المنطقة في نفق أزمة الاستيطان وشد الحبال بين اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتزامن مع توتر تركي إسرائيلي وتعقيدات عرقلت انطلاقة الحوار الأميركي السوري.
وقد توجه مساعد ميتشل، فريدريك هوف إلى دمشق الأسبوع الماضي لجس نبض الحكومة السورية حول إمكانية تحريك المسار التفاوضي مع إسرائيل حيث عقد اجتماعا مع وزير الخارجية وليد المعلم في زيارة تمهيدية لجولة ميتشل في المنطقة قريبا. وفي هذا السياق قال مصدر في وزارة الخارجية الأميركية إن زيارة هوف الأخيرة هي "جزء من جهودنا المستمرة لتحقيق سلام شامل ودائم في المنطقة".
تعتقد الإدارة الأميركية أن المسار الفلسطيني هو الأصعب لإنهاء فصول النزاع فيه، ولقبول التسويات على هامشه. ويمكن اختصار الرؤية الأميركية بأنها تسعى لإطلاق المسار الفلسطيني قريبا، تواكبه بعد مرحلة زمنية، لم تتحدد، بالمسار السوري، وترى إدارة اوباما بأن هذا الحراك التفاوضي في دمشق سيسهل تحريك المسار اللبناني بعد مرحلة زمنية ما من انطلاق المسار السوري. هذه الاتجاهات التفاوضية، بحسب الرؤية الأميركية، ستؤدي إلى تعديل جوهري في الرأي العام الإسرائيلي المشكك بحصول تسوية سلمية في لمنطقة، وسيشجع القادة الإسرائيليين على اتخاذ «قرارات صعبة» على المسار الفلسطيني الذي سيعود ليصبح محور المتابعة الأميركية في الربع الأخير من مبادرتها الدبلوماسية.
لا تزال الإدارة الأميركية ترى أن تعقيدات المسار السوري، على وفرتها، أقل بكثير من تعقيدات المسار الفلسطيني، لكن تعرقل المسار السوري مرده الى تمسك دمشق بالوساطة التركية مقابل رفض إسرائيل لهذه الوساطة مؤخرا، وعند هذه النقطة توقفت مشاورات هوف في آذار الماضي عندما كان في دمشق. وما يراه هوف في هذه المرحلة هو أن التوتر التركي الإسرائيلي وصل إلى «ذروته»، وهناك جهود أميركية وإسرائيلية لاستيعابه، وسيساعد هذا الأمر في نهاية المطاف على استعادة أنقرة لدور ما في هذه المفاوضات السورية الإسرائيلية. لكن حتى الآن على الأقل، لا يبدو أن هناك اقتراحا أميركيا لشرط الوساطة التركية أو إيحاء حول استعداد دمشق التخلي عنها.
الموقف السوري المعلن هو ترحيب بالجهود الأميركية لتحقيق السلام في المنطقة، واستعداد للاستماع إلى الأفكار الأميركية، لكن هناك تشكيكا سوريا ضمنيا باحتمال تقديم الحكومة الإسرائيلية أي تنازل، وبقدرة اوباما على إقناع نتنياهو القيام بتسوية. والتحدي أمام الطرفين هو الموازنة بين سقف التوقعات الأميركية وعمق الشكوك السورية. الجديد الذي سيحمله المبعوث الأميركي هو في توقيت وليس في مضمون طرح محادثات سلام تريدها إدارة اوباما على «أساس إقليمي» خلال زيارة ميتشل المرتقبة إلى دمشق التي ينتظر تحديد موعدها النهائي وضع اللمسات الأخيرة على المسار الفلسطيني الذي ستسير المبادرة الأميركية على وتيرته ومخاضه الصعب.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة