استطاع مسلسل "سوبر فاميلي" لمخرجه فادي سليم أن يخرج من عباءة التنميط الذي عانت منه معظم المسلسلات السورية الأخرى من إدراجها تحت مسميات من مثل دراما الأزمة أو أعمال البيئة الشامية أو مسلسلات الأجزاء إلى ما هنالك وذلك من خلال مجموعة من الحلقات المتصلة المنفصلة القائمة على وقائع حياتية بسيطة معالجة بطريقة الكوميديا الخفيفة التي تحقق بسمة صغيرة للمشاهد.

لكن هذا العمل وقع في مطب تنميط الشخصيات لاسيما ما يتعلق بالبطولة فشخصية رشيد.. زهير رمضان المحامي النزيه المتمثل لقيم وأخلاق الأجداد في الصدق والأمانة والالتزام بها كانت على نقيض شخصية أخيه "وديع.. باسل حيدر" من حيث سعيها للغنى بغض النظر عن الوسيلة وابتزازها الجميع من أجل تحقيق أرباح شخصية دون الاكتراث لعواقب ذلك فهي بالمختصر شخصية انتهازية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

وهناك شخصية "المدير العام السابق.. جرجس جبارة" الذي يعيش أمجاد الماضي دون أن يستطيع التخلي عنها أو الهروب منها إلى شخصية "أخت رشيد.. غادة بشور" المتسلطة على من حولها والراغبة دوماً بالاستفادة من جميع الظروف بغية أن تبقى مرتاحة ولو كان ذلك على حساب راحة الآخرين إضافة إلى شخصيات الأولاد الذين يتوزعون بين من يمتلكون الوعي الفطري ويرفضون ما يفرضه عليهم الآباء من مثل الشخصية التي جسدها "محمد الأحمد" كابن للمدير العام و"ميرنا معلولي" ابنة المحامي رشيد وبين من يعيشون رؤاهم الشخصية ولكن الخاطئة في معظم الأحيان كالتي جسدها علي الإبراهيم ومرام علي.

هذا التنميط جعلنا على اختلاف مواضيع الحلقات والقضايا التي تطرحها نستطيع استشراف مواقف معظم الشخصيات وكيفية تعاطيها مع موضوع الحلقة ما أفقد العمل أهم عنصر من عناصر الدراما وهو التشويق لاسيما في ظل السيناريو الضعيف الذي نتج عن ورشة عمل شارك فيها كل من تاج عبيدو.. رشا شاهين.. أكثم ديب.. زكي مارديني.. ناصر مارديني تحت إشراف ثائر العكل بحيث جاءت الحلقات متفاوتة النجاح في قدرتها على تحقيق بناء درامي متصاعد يجذب انتباه المشاهد على مدار كل حلقة.

يوافق هذا الرأي الفنان زهير رمضان الذي أوضح أن ذلك يعزى إلى أنها تجربة الكتابة الأولى لمجموعة من الشباب الذين لا يملكون أي خبرة سابقة في مجال كتابة السيناريو قائلاً: في بعض الحلقات كان التوتر الدرامي في حدوده الدنيا وفي أخرى كان الوضع أفضل وهذا ما حمل الممثلين عبئاً إضافياً لاسيما أننا اضطررنا في بعض الأحيان إلى الطلب من أولئك الكتاب أن يعيدوا صياغة بعد المشاهد.

وأضاف رمضان أن الهدف من وراء هذا العمل هو التأكيد على قدرة الدراما السورية على الاستمرار رغم كل الظروف وما يشفع له أنه لامس الواقع الذي نعيشه من خلال مجموعة من الموضوعات كأزمة الكهرباء والفساد الإداري والحب وما إلى هنالك وذلك عبر صياغة مبسطة ترسم ابتسامة من خلال كوميديا خفيفة.

بدوره بين الفنان باسل حيدر أن العمل أنجز في ظروف صعبة فرغم أن التصوير تم في مدينة طرطوس إلا أن هناك الكثير من الأمور الإنتاجية وقفت في طريق إنجاز العمل لكن إصرار فريق المسلسل كان أكبر حافز في تخطي جميع العوائق لافتاً إلى أن ذلك انعكس نوعاً ما على صورة العمل بحيث كان الجميع يعملون فيه كعائلة واحدة.

أما عن شخصيته التي كان تحتمل الشغل عليها كوميدياً بنسبة أكبر من الشخصيات الأخرى قال حيدر: اشتغلت مع المخرج على الكثير من ملامح شخصية وديع/ ومنها مقولة "كان عندي رفيق بالزبداني" التي تتكرر خاصة أمام أخي رشيد في المسلسل إضافة إلى موضوع اللدغة بحرف الراء وكلها ساهمت في تحقيق بعض المواقف الكوميدية لاسيما أثناء التعاطي معها بالتزامن مع توتر في الموقف الدرامي المطروح.

ولفت الفنان حيدرإلى أن بناء شخصيته ما كان ليتحقق لولا الحوار الجماعي مع أطراف العمل سواء الممثلين الشركاء أو المخرج فادي سليم الذي اشتغل معه وأنا مطمئن على النتيجة النهائية للعمل حيث أنه يعرف ماذا يريد وكيف يدير دفة المسلسل إلى بر الأمان.

يذكر أن العمل من بطولة كل من الفنانين زهير رمضان.. سلمى المصري.. جرجس جبارة.. تولاي هارون.. محمد خير الجراح.. محمد الأحمد.. غادة بشور.. رنا شميس.. باسل حيدر.. ميرنا معلولي.. علي الإبراهيم.. علا الباشا.. مرام علي.. عاطف حوشان.. وكثر آخرين.
  • فريق ماسة
  • 2013-08-08
  • 20588
  • من الأرشيف

مسلسل "سوبر فاميلي" يقع في فخ تنميط الشخصيات.. الفنان زهير رمضان: هدفنا تأكيد قدرة الدراما السورية على الاستمرار

استطاع مسلسل "سوبر فاميلي" لمخرجه فادي سليم أن يخرج من عباءة التنميط الذي عانت منه معظم المسلسلات السورية الأخرى من إدراجها تحت مسميات من مثل دراما الأزمة أو أعمال البيئة الشامية أو مسلسلات الأجزاء إلى ما هنالك وذلك من خلال مجموعة من الحلقات المتصلة المنفصلة القائمة على وقائع حياتية بسيطة معالجة بطريقة الكوميديا الخفيفة التي تحقق بسمة صغيرة للمشاهد. لكن هذا العمل وقع في مطب تنميط الشخصيات لاسيما ما يتعلق بالبطولة فشخصية رشيد.. زهير رمضان المحامي النزيه المتمثل لقيم وأخلاق الأجداد في الصدق والأمانة والالتزام بها كانت على نقيض شخصية أخيه "وديع.. باسل حيدر" من حيث سعيها للغنى بغض النظر عن الوسيلة وابتزازها الجميع من أجل تحقيق أرباح شخصية دون الاكتراث لعواقب ذلك فهي بالمختصر شخصية انتهازية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وهناك شخصية "المدير العام السابق.. جرجس جبارة" الذي يعيش أمجاد الماضي دون أن يستطيع التخلي عنها أو الهروب منها إلى شخصية "أخت رشيد.. غادة بشور" المتسلطة على من حولها والراغبة دوماً بالاستفادة من جميع الظروف بغية أن تبقى مرتاحة ولو كان ذلك على حساب راحة الآخرين إضافة إلى شخصيات الأولاد الذين يتوزعون بين من يمتلكون الوعي الفطري ويرفضون ما يفرضه عليهم الآباء من مثل الشخصية التي جسدها "محمد الأحمد" كابن للمدير العام و"ميرنا معلولي" ابنة المحامي رشيد وبين من يعيشون رؤاهم الشخصية ولكن الخاطئة في معظم الأحيان كالتي جسدها علي الإبراهيم ومرام علي. هذا التنميط جعلنا على اختلاف مواضيع الحلقات والقضايا التي تطرحها نستطيع استشراف مواقف معظم الشخصيات وكيفية تعاطيها مع موضوع الحلقة ما أفقد العمل أهم عنصر من عناصر الدراما وهو التشويق لاسيما في ظل السيناريو الضعيف الذي نتج عن ورشة عمل شارك فيها كل من تاج عبيدو.. رشا شاهين.. أكثم ديب.. زكي مارديني.. ناصر مارديني تحت إشراف ثائر العكل بحيث جاءت الحلقات متفاوتة النجاح في قدرتها على تحقيق بناء درامي متصاعد يجذب انتباه المشاهد على مدار كل حلقة. يوافق هذا الرأي الفنان زهير رمضان الذي أوضح أن ذلك يعزى إلى أنها تجربة الكتابة الأولى لمجموعة من الشباب الذين لا يملكون أي خبرة سابقة في مجال كتابة السيناريو قائلاً: في بعض الحلقات كان التوتر الدرامي في حدوده الدنيا وفي أخرى كان الوضع أفضل وهذا ما حمل الممثلين عبئاً إضافياً لاسيما أننا اضطررنا في بعض الأحيان إلى الطلب من أولئك الكتاب أن يعيدوا صياغة بعد المشاهد. وأضاف رمضان أن الهدف من وراء هذا العمل هو التأكيد على قدرة الدراما السورية على الاستمرار رغم كل الظروف وما يشفع له أنه لامس الواقع الذي نعيشه من خلال مجموعة من الموضوعات كأزمة الكهرباء والفساد الإداري والحب وما إلى هنالك وذلك عبر صياغة مبسطة ترسم ابتسامة من خلال كوميديا خفيفة. بدوره بين الفنان باسل حيدر أن العمل أنجز في ظروف صعبة فرغم أن التصوير تم في مدينة طرطوس إلا أن هناك الكثير من الأمور الإنتاجية وقفت في طريق إنجاز العمل لكن إصرار فريق المسلسل كان أكبر حافز في تخطي جميع العوائق لافتاً إلى أن ذلك انعكس نوعاً ما على صورة العمل بحيث كان الجميع يعملون فيه كعائلة واحدة. أما عن شخصيته التي كان تحتمل الشغل عليها كوميدياً بنسبة أكبر من الشخصيات الأخرى قال حيدر: اشتغلت مع المخرج على الكثير من ملامح شخصية وديع/ ومنها مقولة "كان عندي رفيق بالزبداني" التي تتكرر خاصة أمام أخي رشيد في المسلسل إضافة إلى موضوع اللدغة بحرف الراء وكلها ساهمت في تحقيق بعض المواقف الكوميدية لاسيما أثناء التعاطي معها بالتزامن مع توتر في الموقف الدرامي المطروح. ولفت الفنان حيدرإلى أن بناء شخصيته ما كان ليتحقق لولا الحوار الجماعي مع أطراف العمل سواء الممثلين الشركاء أو المخرج فادي سليم الذي اشتغل معه وأنا مطمئن على النتيجة النهائية للعمل حيث أنه يعرف ماذا يريد وكيف يدير دفة المسلسل إلى بر الأمان. يذكر أن العمل من بطولة كل من الفنانين زهير رمضان.. سلمى المصري.. جرجس جبارة.. تولاي هارون.. محمد خير الجراح.. محمد الأحمد.. غادة بشور.. رنا شميس.. باسل حيدر.. ميرنا معلولي.. علي الإبراهيم.. علا الباشا.. مرام علي.. عاطف حوشان.. وكثر آخرين.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة