شهد الدولار الامريكي انخفاضاً مفاجئ تجاوزت نسبته 15% أمام الليرة السورية في تعاملات السوق السوداء يوم أمس.

فبعد أن أغلق أول من أمس عند مستوى 230 ليرة، تراوحت أسعاره يوم أمس بين 185 و190 للشراء وبحدود الـ200 ليرة للمبيع، مع تحركات محددة لا تتعدى الخمس ليرات على سعر المبيع، وذلك على اختلاف الأسواق بين المحافظات. ويمكن وصف تحركات السعر خلال اليوم بالمحدودة النطاق، بعد أن انخفضت ظهراً إلى مستوى 200 ليرة.

من جهة أخرى تواصل شركات الصرافة ببيع الدولار للمواطنين على الهوية الشخصية بسعر بحدود 175 ليرة، إلا أن العملية ليست سهلة بحكم حالات الازدحام الشديد أمام مكاتب وشركات الصرافة المرخصة، الأمر الذي اقتضى تدخل جهات رقابية ورسمية أخرى لتنظيم الدور أمام الصرافين.

ولاحظت صحيفة الوطن السورية أن حالات ازدحام أمام عدة شركات صرافة، خلافاً لشركات أخرى لاتبيع الدولار، وأفاد مواطنون "أنهم قدموا منذ ساعات الصباح الأولى، فبعضهم قدم منذ السابعة صباحاً لحجز دور قريب أمام الشركة كي يضمن أن يشتري الدولار، نظراً لقلة عدد الشركات التي تبيع الدولار، وقبل نفاد الكميات المخصصة".

وتلجأ الشركات المتعاملة بتسجيل قوائم للمواطنين الراغبين بالشراء، ثم البيع وفق الأسماء بحضور جهات رسمية تساعد لبعض الوقت.

ويخشى مراقبون من أن قيام بعض العاطلين عن العمل بالدخول إلى المضاربة عبر الشراء من الشركات المرخصة، والاستفادة من الفارق بينها وبين السوق السوداء، فيبيع الدولار للصرافين غير المرخصين بمربح بتجاوز الـ10 ليرات في كل دولار، أي 5000 ليرة لكل 500 دولار على أقل تقدير، رغم وجود السقوف القانونية لعمليات الشراء، إلا أنه يمكن للبعض التحايل على الموضوع، واستخدام بطاقات شخصية لآخرين مقابل نسبة معينة من الربح، وهذا في أحد وجوهه قد يسبب ازدحاماً أمام الشركات، عدا عن كونه يشكل قناة لشفط الدولار من المركزي إلى خزائن تجار العملة الصعبة في السوق السوداء، عبر شركات الصرافة المرخصة، وهذا ما قد يجعل تقلبات أسعار الدولار في السوق غير النظامية أكثر شدةً وتواتراً.

من جانب آخر تؤثر هذه المضاربات على الاستقرار في أسواق السلع التي لم تتعاف حتى اليوم من صدمات ارتفاع الدولار فوق 300 ليرة، حيث لا تزال الأسعار مرتفعة، فصدمات سعر الصرف التي تضرب الاقتصاد في يوم واحد قد تتطلب أشهراً للتعافي منها بعد ضبط سعر الصرف وإعادته إلى المستوى المقبول.
  • فريق ماسة
  • 2013-07-27
  • 10820
  • من الأرشيف

دولار السوداء يتراجع 15% بعد خضات الارتفاع المفاجئ

شهد الدولار الامريكي انخفاضاً مفاجئ تجاوزت نسبته 15% أمام الليرة السورية في تعاملات السوق السوداء يوم أمس. فبعد أن أغلق أول من أمس عند مستوى 230 ليرة، تراوحت أسعاره يوم أمس بين 185 و190 للشراء وبحدود الـ200 ليرة للمبيع، مع تحركات محددة لا تتعدى الخمس ليرات على سعر المبيع، وذلك على اختلاف الأسواق بين المحافظات. ويمكن وصف تحركات السعر خلال اليوم بالمحدودة النطاق، بعد أن انخفضت ظهراً إلى مستوى 200 ليرة. من جهة أخرى تواصل شركات الصرافة ببيع الدولار للمواطنين على الهوية الشخصية بسعر بحدود 175 ليرة، إلا أن العملية ليست سهلة بحكم حالات الازدحام الشديد أمام مكاتب وشركات الصرافة المرخصة، الأمر الذي اقتضى تدخل جهات رقابية ورسمية أخرى لتنظيم الدور أمام الصرافين. ولاحظت صحيفة الوطن السورية أن حالات ازدحام أمام عدة شركات صرافة، خلافاً لشركات أخرى لاتبيع الدولار، وأفاد مواطنون "أنهم قدموا منذ ساعات الصباح الأولى، فبعضهم قدم منذ السابعة صباحاً لحجز دور قريب أمام الشركة كي يضمن أن يشتري الدولار، نظراً لقلة عدد الشركات التي تبيع الدولار، وقبل نفاد الكميات المخصصة". وتلجأ الشركات المتعاملة بتسجيل قوائم للمواطنين الراغبين بالشراء، ثم البيع وفق الأسماء بحضور جهات رسمية تساعد لبعض الوقت. ويخشى مراقبون من أن قيام بعض العاطلين عن العمل بالدخول إلى المضاربة عبر الشراء من الشركات المرخصة، والاستفادة من الفارق بينها وبين السوق السوداء، فيبيع الدولار للصرافين غير المرخصين بمربح بتجاوز الـ10 ليرات في كل دولار، أي 5000 ليرة لكل 500 دولار على أقل تقدير، رغم وجود السقوف القانونية لعمليات الشراء، إلا أنه يمكن للبعض التحايل على الموضوع، واستخدام بطاقات شخصية لآخرين مقابل نسبة معينة من الربح، وهذا في أحد وجوهه قد يسبب ازدحاماً أمام الشركات، عدا عن كونه يشكل قناة لشفط الدولار من المركزي إلى خزائن تجار العملة الصعبة في السوق السوداء، عبر شركات الصرافة المرخصة، وهذا ما قد يجعل تقلبات أسعار الدولار في السوق غير النظامية أكثر شدةً وتواتراً. من جانب آخر تؤثر هذه المضاربات على الاستقرار في أسواق السلع التي لم تتعاف حتى اليوم من صدمات ارتفاع الدولار فوق 300 ليرة، حيث لا تزال الأسعار مرتفعة، فصدمات سعر الصرف التي تضرب الاقتصاد في يوم واحد قد تتطلب أشهراً للتعافي منها بعد ضبط سعر الصرف وإعادته إلى المستوى المقبول.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة