يضع الجيشُ السوري ثقلـَه لإنجاز اهداف العمليةِ العسكرية التي ينفذها وسط مدينةِ حمص.

العملية جاءت بعد مراحل عدة لم تكترثْ فيها وحداتُ الجيش لعامل الوقت الذي روضته عاملاً إيجابياُ في إطالةِ أمد حصارِها لآلافِ المسلحين الذين تحصنوا في الأحياء القديمة وعملت هذه المجموعات على بناء الأنفاق والخنادق للتنقل والاختباء من ضربات الجيش السوري بأسلحته الثقيلة

سنياريو العملية العسكرية رسم بطريقة مختلفة عن باقي العمليات التي نفذها الجيش في بعض المدن كاللاذقية وحماه .. ففي تلك المحافظات اعتمد الجيش على طريقة تطهير المدن وترك منفذ للمسلحين للفرار نحو الأرياف البعيدة كما جرى منذ قرابة عامين في حي الرمل الجنوبي داخل مدينة اللاذقية حيث تم فرار المسلحين نحو مدينة الحفة وبعدها بعام قام الجيش السوري بعملية في مدينة الحفة التي تبعد 30 كم عن اللاذقية حيث تم إبعاد المسلحين 30 كم إضافية نحو منطقة سلمى لتصبح معظم أرجاء اللاذقية وريفها آمنة وتعيش حياة شبه طبيعية ولتنتقل المعارك على الحدود السورية التركية.

تموضع حمص الجغرافي وترامي أطرافها وانفتاحها على أكثر من منطقة حدودية جعل الجيش يوسع الدائرة وينفذ عملية معكوسة تمثلت بمراحل ثلاث وكانت المرحلة الأولى بمثابةِ عمليةٍ تمهيديةٍ انطلقت منذ نهايةِ شهر شباط/ فبراير وبداية آذار/مارس بسيطرة الجيش على بساتين كفرعايا وجوبر والسلطانية وتثبيتِ قواتهِ في حي بابا عمرو فلقد حاولت المجموعات المسلحة استعادته بعملية خاطفة لتحقق نصراً إعلامياً ونفسياً وتعيق تنفيذ خطة الجيش لكن الرد كان قاسياً جداً من القوات السورية وكبدت المسلحين نحو 300 قتيل منهم ليسيطر عليه من جديد ويفكَ الارتباط بين القصير وبين الأحياء القديمة .

المرحلة الثانية كانت السيطرة على مدينةِ القصير وريفِها لسد منافذ السلاح وضرب أبرز معاقل المسلحين على صعيد سورية، ومن ثم السيطرة على مدينة تلكلخ المنفذِ الهام في شمال حمص ومدينة القريتين جنوبَ شرق حمص في وسط الباديةِ السورية. وكانت قد سبقتها سيطرة الجيش على حي وادي السايح في عمقِ أحياء حمص المدينة ليفصلَ بين الخالدية وباقي الأحياء .

مرحلة ثالثة بدأت منذ قرابةِ أسبوعين بعمليةٍ عسكرية شاملة في حمص استهدفت بنيران مركزة أحياءَ جورة الشياح وباب هود والخالدية والقصور والقرابيص مع إشراف استراتيجي من قلعةِ حمص على هذه المناطقِ الساخنة.

ففي الخالدية يختبىء المسلحون في جامع خالد بن الوليد الذي يضم ضريح الصحابي وتشير معلومات إلى المسلحون قاموا بتفخيخه وحفر عشرات الأنفاق من تحته غير آبهين بما يعتبرونهم بأنفسهم مكانة دينية كبيرة لهم فلقد تم تحويله لثكنة عسكرية ليقينهم بأن الجيش لن يستهدفه رافعين تهديداً مبطناً بضرب مقامات دينية في مناطق أخرى في حال تم الاعتداء عليه .. لكن الجيش لم ينشغل بالجامع وما في داخله بل يركز في استكمال حصار المسلحين وضربهم بمختلف أنواع الأسلحة بالتزامن مع هجومٌ بري من قوات المشاة والوحداتِ الخاصة في الجيش السوري المدربةِ تدريباً عالياً على حربِ الشوارع وسيطرة سريعة على كتل وأبنيةٍ مع قوة ناريةٍ لم تتوقف، دفعت المجموعاتِ المسلحة الى التشتتِ والاستغاثة.

العملية عسكرية مستمرة حسبما أكد مصدر عسكري وقال أنها لن تتوقف لحين إعلان مدينة حمص آمنة بالكامل.
  • فريق ماسة
  • 2013-07-19
  • 10472
  • من الأرشيف

توسيع دائرة النار وتضييق الخيارات أمام المسلحين .. حمص تتحرر

يضع الجيشُ السوري ثقلـَه لإنجاز اهداف العمليةِ العسكرية التي ينفذها وسط مدينةِ حمص. العملية جاءت بعد مراحل عدة لم تكترثْ فيها وحداتُ الجيش لعامل الوقت الذي روضته عاملاً إيجابياُ في إطالةِ أمد حصارِها لآلافِ المسلحين الذين تحصنوا في الأحياء القديمة وعملت هذه المجموعات على بناء الأنفاق والخنادق للتنقل والاختباء من ضربات الجيش السوري بأسلحته الثقيلة سنياريو العملية العسكرية رسم بطريقة مختلفة عن باقي العمليات التي نفذها الجيش في بعض المدن كاللاذقية وحماه .. ففي تلك المحافظات اعتمد الجيش على طريقة تطهير المدن وترك منفذ للمسلحين للفرار نحو الأرياف البعيدة كما جرى منذ قرابة عامين في حي الرمل الجنوبي داخل مدينة اللاذقية حيث تم فرار المسلحين نحو مدينة الحفة وبعدها بعام قام الجيش السوري بعملية في مدينة الحفة التي تبعد 30 كم عن اللاذقية حيث تم إبعاد المسلحين 30 كم إضافية نحو منطقة سلمى لتصبح معظم أرجاء اللاذقية وريفها آمنة وتعيش حياة شبه طبيعية ولتنتقل المعارك على الحدود السورية التركية. تموضع حمص الجغرافي وترامي أطرافها وانفتاحها على أكثر من منطقة حدودية جعل الجيش يوسع الدائرة وينفذ عملية معكوسة تمثلت بمراحل ثلاث وكانت المرحلة الأولى بمثابةِ عمليةٍ تمهيديةٍ انطلقت منذ نهايةِ شهر شباط/ فبراير وبداية آذار/مارس بسيطرة الجيش على بساتين كفرعايا وجوبر والسلطانية وتثبيتِ قواتهِ في حي بابا عمرو فلقد حاولت المجموعات المسلحة استعادته بعملية خاطفة لتحقق نصراً إعلامياً ونفسياً وتعيق تنفيذ خطة الجيش لكن الرد كان قاسياً جداً من القوات السورية وكبدت المسلحين نحو 300 قتيل منهم ليسيطر عليه من جديد ويفكَ الارتباط بين القصير وبين الأحياء القديمة . المرحلة الثانية كانت السيطرة على مدينةِ القصير وريفِها لسد منافذ السلاح وضرب أبرز معاقل المسلحين على صعيد سورية، ومن ثم السيطرة على مدينة تلكلخ المنفذِ الهام في شمال حمص ومدينة القريتين جنوبَ شرق حمص في وسط الباديةِ السورية. وكانت قد سبقتها سيطرة الجيش على حي وادي السايح في عمقِ أحياء حمص المدينة ليفصلَ بين الخالدية وباقي الأحياء . مرحلة ثالثة بدأت منذ قرابةِ أسبوعين بعمليةٍ عسكرية شاملة في حمص استهدفت بنيران مركزة أحياءَ جورة الشياح وباب هود والخالدية والقصور والقرابيص مع إشراف استراتيجي من قلعةِ حمص على هذه المناطقِ الساخنة. ففي الخالدية يختبىء المسلحون في جامع خالد بن الوليد الذي يضم ضريح الصحابي وتشير معلومات إلى المسلحون قاموا بتفخيخه وحفر عشرات الأنفاق من تحته غير آبهين بما يعتبرونهم بأنفسهم مكانة دينية كبيرة لهم فلقد تم تحويله لثكنة عسكرية ليقينهم بأن الجيش لن يستهدفه رافعين تهديداً مبطناً بضرب مقامات دينية في مناطق أخرى في حال تم الاعتداء عليه .. لكن الجيش لم ينشغل بالجامع وما في داخله بل يركز في استكمال حصار المسلحين وضربهم بمختلف أنواع الأسلحة بالتزامن مع هجومٌ بري من قوات المشاة والوحداتِ الخاصة في الجيش السوري المدربةِ تدريباً عالياً على حربِ الشوارع وسيطرة سريعة على كتل وأبنيةٍ مع قوة ناريةٍ لم تتوقف، دفعت المجموعاتِ المسلحة الى التشتتِ والاستغاثة. العملية عسكرية مستمرة حسبما أكد مصدر عسكري وقال أنها لن تتوقف لحين إعلان مدينة حمص آمنة بالكامل.

المصدر : المنار/ سومر حاتم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة