مع استمرار المعارك على امتداد الجغرافية السورية، ظهرت على السطح وبشكل علني، بدايات الصراع بين ما يسمى جبهة "النصرة" وما يسمى بـ"الجيش الحر".

إن تعاظم قوة جبهة "النصرة" ميدانياً وعسكرياً على الأرض، جعل ما يسمى "بالجيش الحر" يشعر بأنها باتت تشكل خطراً وجودياً عليه، بالذات بعد أن قامت جبهة "النصرة" بإغراء الكثير من الكتائب الصغيرة للانشقاق، وبات ينظر لما يسمى "بالجيش الحر" على انه قوة معارضة لا تلتزم الاسلام شرعاً وأن ميولها الغربية، جعلتها في معرض هجوم جبهة "النصرة"، التي شكلت قوة إسلامية راديكالية، اشتد عودها في المناطق الريفية السورية، والتي وجدت فيها بيئة حاضنة.

حمص كانت البداية، وتحديداً من المناطق التي كانت تشهد تواجداً لما يسمى بكتائب "الفاروق" هناك ظهرت أولى الانشقاقات وتشكلت مجموعات تابعة للنصرة تعمل في الريف الحمصي، ليأخذ الصراع شكلاً مختلفاً، وتصبح المسألة نفوذ على الارض.

لم يمض وقت طويل حتى اندلعت الاشتباكات بين عدد من الكتائب وجبهة "النصرة" في حمص وريفها، لتصدر بعد هذا التطور احكاماً بالإعدام بحق قيادات في كتائب "الفاروق"، كما أقدمت جبهة "النصرة" على تصفية "ثائر وقاص" القائد فيها في منطقة سرمين بريف ادلب، ما دفع العلاقات بين ما يسمى جبهة "النصرة" وما يسمى بـ"الجيش الحر" نحو التدهور، وبدء مرحلة الاغتيالات المتبادلة بين الطرفين.

بعد فترة بسيطة أغتيل "ابو حرملة" ما يسمى بالمسؤول الشرعي بـ"جبهة النصرة" في ريف حمص، لتبدأ بعدها وساطات السياسيين للملمة الخلافات، والتوصل إلى هدنة مؤقتة.

انتشرت أخبار المعارك في حمص بين ما يسمى "الجيش الحر" وجبهة "النصرة" في كل مكان، وبات ينظر عنصر "الجيش الحر" إلى افراد جبهة "النصرة" كأعداء "للثورة"، لتنتقل الخلافات بين الطرفين نحو حماه التي شهدت صراعاً واغتيالات في ريفها، مروراً بحلب والاشتباكات المتزايدة، وصولاً الى ادلب، التي تشهد تنامي لنفوذ "النصرة" وأخواتها من التيارات الاسلامية المتطرفة، واشتباكات بين الطرفين في أكثر من قرية وبلدة.

وإثر استهداف قائد ما يسمى "الجيش الحر" رياض الاسعد، شهدت مدينتا الميادين والمو حسن في دير الزور، استنفاراً واسعاً لمقاتلي ما يسمى "الجيشِ الحر" وجبهة "النُصرة"، وسط قيام عناصر من الطرفين بحملة دهم للمنازل التابعة لعناصرهما، لتشهد الميدينتان حالة غليان وتأهب علني بين ما يمسى عناصر جبهة "النصرة" والمجموعات المسلحة.

ولا يمكن لأحد أن ينكر، أن خفايا الصراع بين ما يسمى "الجيش الحر" وجبهة "النصرة" هي عقائدية، يضاف إليها موضوع السيطرة والنفوذ، ما أسّس لصراع جديد بين جميع تلك القوى الممزقة سياسياً وتنظيمياً وعسكرياً، حيث يتبع لكل مجلس أو لكل سياسي فصيلاً عسكرياً.

لم تدم الهدنة طويلاً حتى بدأت جماعة جبهة "النصرة" إنقلابها على ما تسمى "الثورة" السورية وجناحها العسكري المتمثل بما يسمى الجيش "السوري الحر"، وذلك بعد قيامها بإغتيال قيادي بارز في "الحر" ما أدى الى تشنج الأوضاع بين الطرفين حتى وصلت لتهديدات من قبل الجيش الحر بـ"إعلان الحرب" على "النصرة".

وقامت جبهة "النصرة" الجناح التابع لتنظيم "القاعدة" تحت اسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" بإغتيال القيادي في ما يسمى "الجيش الحر" وأحد أعضاء قيادته العليا "كمال المحامي" الملقّب بـ "أبو بصير اللاذقاني" وهو قائد ما يسمى "كتائب العز بن عبد السلام"، وذلك خلال إجتماعه مع أركان "النصرة" في إحدى مناطق ريف اللاذقية. ومع هذه الخلافات واشتداد المعارك تظهر النقطة الأهم في كل ما يجري من خلافات بين هذه المجموعات وما هو الدور الذي تلعبه الدول الداعمة لها وهل الخلافات هي تأتي ضمن اطار خلافات الدول على المصالح في الاراضي السورية وهل تشكيل ما يسمى "الجيش الحر" هو بالاساس من اجل التغطية على جبهة "النصرة" .

  • فريق ماسة
  • 2013-07-14
  • 10286
  • من الأرشيف

جبهة "النصرة و الجيش الحر" وخلافات المصالح / الجزء الاول

مع استمرار المعارك على امتداد الجغرافية السورية، ظهرت على السطح وبشكل علني، بدايات الصراع بين ما يسمى جبهة "النصرة" وما يسمى بـ"الجيش الحر". إن تعاظم قوة جبهة "النصرة" ميدانياً وعسكرياً على الأرض، جعل ما يسمى "بالجيش الحر" يشعر بأنها باتت تشكل خطراً وجودياً عليه، بالذات بعد أن قامت جبهة "النصرة" بإغراء الكثير من الكتائب الصغيرة للانشقاق، وبات ينظر لما يسمى "بالجيش الحر" على انه قوة معارضة لا تلتزم الاسلام شرعاً وأن ميولها الغربية، جعلتها في معرض هجوم جبهة "النصرة"، التي شكلت قوة إسلامية راديكالية، اشتد عودها في المناطق الريفية السورية، والتي وجدت فيها بيئة حاضنة. حمص كانت البداية، وتحديداً من المناطق التي كانت تشهد تواجداً لما يسمى بكتائب "الفاروق" هناك ظهرت أولى الانشقاقات وتشكلت مجموعات تابعة للنصرة تعمل في الريف الحمصي، ليأخذ الصراع شكلاً مختلفاً، وتصبح المسألة نفوذ على الارض. لم يمض وقت طويل حتى اندلعت الاشتباكات بين عدد من الكتائب وجبهة "النصرة" في حمص وريفها، لتصدر بعد هذا التطور احكاماً بالإعدام بحق قيادات في كتائب "الفاروق"، كما أقدمت جبهة "النصرة" على تصفية "ثائر وقاص" القائد فيها في منطقة سرمين بريف ادلب، ما دفع العلاقات بين ما يسمى جبهة "النصرة" وما يسمى بـ"الجيش الحر" نحو التدهور، وبدء مرحلة الاغتيالات المتبادلة بين الطرفين. بعد فترة بسيطة أغتيل "ابو حرملة" ما يسمى بالمسؤول الشرعي بـ"جبهة النصرة" في ريف حمص، لتبدأ بعدها وساطات السياسيين للملمة الخلافات، والتوصل إلى هدنة مؤقتة. انتشرت أخبار المعارك في حمص بين ما يسمى "الجيش الحر" وجبهة "النصرة" في كل مكان، وبات ينظر عنصر "الجيش الحر" إلى افراد جبهة "النصرة" كأعداء "للثورة"، لتنتقل الخلافات بين الطرفين نحو حماه التي شهدت صراعاً واغتيالات في ريفها، مروراً بحلب والاشتباكات المتزايدة، وصولاً الى ادلب، التي تشهد تنامي لنفوذ "النصرة" وأخواتها من التيارات الاسلامية المتطرفة، واشتباكات بين الطرفين في أكثر من قرية وبلدة. وإثر استهداف قائد ما يسمى "الجيش الحر" رياض الاسعد، شهدت مدينتا الميادين والمو حسن في دير الزور، استنفاراً واسعاً لمقاتلي ما يسمى "الجيشِ الحر" وجبهة "النُصرة"، وسط قيام عناصر من الطرفين بحملة دهم للمنازل التابعة لعناصرهما، لتشهد الميدينتان حالة غليان وتأهب علني بين ما يمسى عناصر جبهة "النصرة" والمجموعات المسلحة. ولا يمكن لأحد أن ينكر، أن خفايا الصراع بين ما يسمى "الجيش الحر" وجبهة "النصرة" هي عقائدية، يضاف إليها موضوع السيطرة والنفوذ، ما أسّس لصراع جديد بين جميع تلك القوى الممزقة سياسياً وتنظيمياً وعسكرياً، حيث يتبع لكل مجلس أو لكل سياسي فصيلاً عسكرياً. لم تدم الهدنة طويلاً حتى بدأت جماعة جبهة "النصرة" إنقلابها على ما تسمى "الثورة" السورية وجناحها العسكري المتمثل بما يسمى الجيش "السوري الحر"، وذلك بعد قيامها بإغتيال قيادي بارز في "الحر" ما أدى الى تشنج الأوضاع بين الطرفين حتى وصلت لتهديدات من قبل الجيش الحر بـ"إعلان الحرب" على "النصرة". وقامت جبهة "النصرة" الجناح التابع لتنظيم "القاعدة" تحت اسم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" بإغتيال القيادي في ما يسمى "الجيش الحر" وأحد أعضاء قيادته العليا "كمال المحامي" الملقّب بـ "أبو بصير اللاذقاني" وهو قائد ما يسمى "كتائب العز بن عبد السلام"، وذلك خلال إجتماعه مع أركان "النصرة" في إحدى مناطق ريف اللاذقية. ومع هذه الخلافات واشتداد المعارك تظهر النقطة الأهم في كل ما يجري من خلافات بين هذه المجموعات وما هو الدور الذي تلعبه الدول الداعمة لها وهل الخلافات هي تأتي ضمن اطار خلافات الدول على المصالح في الاراضي السورية وهل تشكيل ما يسمى "الجيش الحر" هو بالاساس من اجل التغطية على جبهة "النصرة" .

المصدر : الماسة السورية/ حسين مرتضى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة