دعا رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، خلال إفطار في اسطنبول أمس الأول، أنصار «جماعة الإخوان المسلمين» في مصر إلى استمرار الاحتشاد في ميدان رابعة العدوية، لاستعادة الشرعية بعد إطاحة الرئيس محمد مرسي.

وبدت كلمة اردوغان في الإفطار دليلا على أن «الإخوان المسلمين» يتحركون وفقا لـ«خريطة طريق» تم رسمها بالتنسيق الكامل مع «حزب العدالة والتنمية» التركي وبتلقين من رئيس الحكومة التركية بالذات.

وتستنسخ دعوات اردوغان لـ«الإخوان» في مصر المسار الذي اتبعه في التعامل مع «انتفاضة تقسيم»، التي سخر من المشاركين فيها بقوله «أين هم؟ لقد جاؤوا وذهبوا».

وركز اردوغان على اهمية إظهار القوة في حشد الجماهير في الميادين. وقال ان «ميدان تقسيم ليس الأكبر في تركيا بل انه ميدان قازلي تشيشمه» حيث اقام اردوغان مهرجانا مضادا ضد المحتجين في تقسيم.

ولأن المعيار عند اردوغان هو الميدان، فقد اعتبر انه كما يوجد ميدان تحرير يوجد ميدان رابعة العدوية. وقال «انهم يظهرون يوميا على شاشات التلفزة التظاهرات في ميدان التحرير ضد الرئيس مرسي. لكن الاحتشاد هناك لا يعطي مشروعية للانقلاب العسكري الذي حصل. إذا كان الميدان مظهرا للمشروعية فأين تقع تظاهرات ميدان رابعة العدوية؟»، مضيفا أيا تكن السلطة وأيا تكن الدولة فإن الانقلاب هو عمل غير مشروع».

واعتبر اردوغان أن «الانقلابات في السابق كانت تتم عبر العسكر وإغلاق الإذاعة والتلفزيون وإعلان حالة الطوارئ، أما اليوم فتتم كما حصل في مصر، عبر التحضير للبنية التحتية من خلال التظاهرات ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام ومن ثم تأتي القوات المسلحة خلفهم. لكن في كل هذه الألاعيب والسيناريوهات نقطة لم يحسبوا لها حسابا، وهي انهم كما ينصبون أفخاخا فإن الله أيضا ينصب لهم الأفخاخ وللشعوب أيضا أفخاخها». واضاف «قد يكون للجيش قوته وأصحابه وإعلامه وقواه الدولية وأصحاب الثروات، لكن دعاء الأمة سيقلب كل حساباتهم».

ومن ثم خاطب اردوغان جماهير ميدان رابعة العدوية قائلا «يا ربي ألهم شعب مصر الصبر، وانا واثق من ان أخوتنا في ميدان العدوية، ومن دون اي تحريض وانجرار الى اللعبة، سوف يواصلون بصبر تحركهم. ومهما كان الآخرون يملكون القوة فإن الأخوة في ميدان العدوية يملكون الصبر».

ولم يهمل اردوغان الاشارة الى سوريا في كلمة الإفطار، مع فارق هذه المرة انه وضع مصر الى جانب سوريا. وقال ان «ازدواجية المعايير الدولية تجاه سوريا تطبق الآن تجاه مصر. وأسف لأن الدول الديموقراطية لم تر في ما يجري في مصر انقلابا». وأنهى كلمته قائلا إن «القوى الكبرى لا تريد تركيا قوية في المنطقة لذا يحاولون تخريب استقرارها السياسي ووقف نموها الاقتصادي».

وسخر سادات ارغين، في صحيفة «حرييت»، من محاولة اردوغان إظهار الانقلاب على مرسي كما لو انه انقلاب عليه «حيث لا يخلو اي حديث له منذ خلع مرسي من مفردات مثل مصر ومرسي وجنرالات الإنقلاب والظلم والمجازر والمغدورية»، لكن ارغين يقول ان «مثل هذه اللعبة كان يمكن لها ان تنجح في الماضي لكنها غير قابلة للصرف اليوم».

ويضيف ارغين ان «اردوغان يشير الى مقتل الـ53 شخصا في المجزرة مع الحرس الجمهوري في القاهرة، ويطالب بمحاسبة القتلة. لكن ألم يقتل اردوغان خمسة اشخاص مدنيين في ساحة تقسيم على يد الشرطة، فيما فقد 12 شخصا عيونهم وجرح الآلاف؟ من يحاسب مرتكبي هذه الأمور، وهل يظن أن الله سيغفر له ذلك؟».

ولفت الكاتب إلى أن «مدعي عام أنقرة فتح تحقيقا حول أن الانقلاب الذي جرى في مصر هو جريمة ضد الإنسانية، ويفترض أن يستمع في هذا المجال إلى إفادة وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات. ولكن أليس الرئيس السوداني عمر البشير مطلوبا من محكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب، في حين استقبلته تركيا على ارفع المستويات في وقت سابق؟ أليس عجيبا أن يفتح المدعي العام تحقيقا في مقتل 53 شخصا فيما لا يفعل ذلك بحق من قتل 200 ألف شخص؟». وقال «إنني أطالب بفتح تحقيق حول المسؤولين الذي سمحوا بزيارة البشير إلى أنقرة رغم انه مطلوب كمجرم حرب وارتكابات ضد الإنسانية».
  • فريق ماسة
  • 2013-07-12
  • 11589
  • من الأرشيف

القضاء التركي يفتح تحقيقاً في «الانقلاب» على مرسي! ...أردوغان لـ«إخوان» مصر: واصلوا التظاهر

دعا رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، خلال إفطار في اسطنبول أمس الأول، أنصار «جماعة الإخوان المسلمين» في مصر إلى استمرار الاحتشاد في ميدان رابعة العدوية، لاستعادة الشرعية بعد إطاحة الرئيس محمد مرسي. وبدت كلمة اردوغان في الإفطار دليلا على أن «الإخوان المسلمين» يتحركون وفقا لـ«خريطة طريق» تم رسمها بالتنسيق الكامل مع «حزب العدالة والتنمية» التركي وبتلقين من رئيس الحكومة التركية بالذات. وتستنسخ دعوات اردوغان لـ«الإخوان» في مصر المسار الذي اتبعه في التعامل مع «انتفاضة تقسيم»، التي سخر من المشاركين فيها بقوله «أين هم؟ لقد جاؤوا وذهبوا». وركز اردوغان على اهمية إظهار القوة في حشد الجماهير في الميادين. وقال ان «ميدان تقسيم ليس الأكبر في تركيا بل انه ميدان قازلي تشيشمه» حيث اقام اردوغان مهرجانا مضادا ضد المحتجين في تقسيم. ولأن المعيار عند اردوغان هو الميدان، فقد اعتبر انه كما يوجد ميدان تحرير يوجد ميدان رابعة العدوية. وقال «انهم يظهرون يوميا على شاشات التلفزة التظاهرات في ميدان التحرير ضد الرئيس مرسي. لكن الاحتشاد هناك لا يعطي مشروعية للانقلاب العسكري الذي حصل. إذا كان الميدان مظهرا للمشروعية فأين تقع تظاهرات ميدان رابعة العدوية؟»، مضيفا أيا تكن السلطة وأيا تكن الدولة فإن الانقلاب هو عمل غير مشروع». واعتبر اردوغان أن «الانقلابات في السابق كانت تتم عبر العسكر وإغلاق الإذاعة والتلفزيون وإعلان حالة الطوارئ، أما اليوم فتتم كما حصل في مصر، عبر التحضير للبنية التحتية من خلال التظاهرات ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام ومن ثم تأتي القوات المسلحة خلفهم. لكن في كل هذه الألاعيب والسيناريوهات نقطة لم يحسبوا لها حسابا، وهي انهم كما ينصبون أفخاخا فإن الله أيضا ينصب لهم الأفخاخ وللشعوب أيضا أفخاخها». واضاف «قد يكون للجيش قوته وأصحابه وإعلامه وقواه الدولية وأصحاب الثروات، لكن دعاء الأمة سيقلب كل حساباتهم». ومن ثم خاطب اردوغان جماهير ميدان رابعة العدوية قائلا «يا ربي ألهم شعب مصر الصبر، وانا واثق من ان أخوتنا في ميدان العدوية، ومن دون اي تحريض وانجرار الى اللعبة، سوف يواصلون بصبر تحركهم. ومهما كان الآخرون يملكون القوة فإن الأخوة في ميدان العدوية يملكون الصبر». ولم يهمل اردوغان الاشارة الى سوريا في كلمة الإفطار، مع فارق هذه المرة انه وضع مصر الى جانب سوريا. وقال ان «ازدواجية المعايير الدولية تجاه سوريا تطبق الآن تجاه مصر. وأسف لأن الدول الديموقراطية لم تر في ما يجري في مصر انقلابا». وأنهى كلمته قائلا إن «القوى الكبرى لا تريد تركيا قوية في المنطقة لذا يحاولون تخريب استقرارها السياسي ووقف نموها الاقتصادي». وسخر سادات ارغين، في صحيفة «حرييت»، من محاولة اردوغان إظهار الانقلاب على مرسي كما لو انه انقلاب عليه «حيث لا يخلو اي حديث له منذ خلع مرسي من مفردات مثل مصر ومرسي وجنرالات الإنقلاب والظلم والمجازر والمغدورية»، لكن ارغين يقول ان «مثل هذه اللعبة كان يمكن لها ان تنجح في الماضي لكنها غير قابلة للصرف اليوم». ويضيف ارغين ان «اردوغان يشير الى مقتل الـ53 شخصا في المجزرة مع الحرس الجمهوري في القاهرة، ويطالب بمحاسبة القتلة. لكن ألم يقتل اردوغان خمسة اشخاص مدنيين في ساحة تقسيم على يد الشرطة، فيما فقد 12 شخصا عيونهم وجرح الآلاف؟ من يحاسب مرتكبي هذه الأمور، وهل يظن أن الله سيغفر له ذلك؟». ولفت الكاتب إلى أن «مدعي عام أنقرة فتح تحقيقا حول أن الانقلاب الذي جرى في مصر هو جريمة ضد الإنسانية، ويفترض أن يستمع في هذا المجال إلى إفادة وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات. ولكن أليس الرئيس السوداني عمر البشير مطلوبا من محكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب، في حين استقبلته تركيا على ارفع المستويات في وقت سابق؟ أليس عجيبا أن يفتح المدعي العام تحقيقا في مقتل 53 شخصا فيما لا يفعل ذلك بحق من قتل 200 ألف شخص؟». وقال «إنني أطالب بفتح تحقيق حول المسؤولين الذي سمحوا بزيارة البشير إلى أنقرة رغم انه مطلوب كمجرم حرب وارتكابات ضد الإنسانية».

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة