دعا البرلمان الأوروبي إلى إلغاء اتفاقين لتبادل معلومات مع الولايات المتحدة، إذا لم تكشف الأخيرة حجم تنصّتها الإلكتروني على أوروبا، أفراداً ومؤسسات، فيما ناقش وزراء خارجية دول الاتحاد اتخاذ موقف مشترك في هذا الصدد.

وامتدت فضيحة التجسس إلى باريس، إذ أوردت صحيفة «لوموند» أن جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي يتنصّت على اتصالات هاتفية وإلكترونية، في فرنسا وخارجها.

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مُذ كشف إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركي، معلومات أفادت بتنصّت واشنطن على الاتصالات الهاتفية والإلكترونية في العالم. كما اتهمت مجلة «در شبيغل» الألمانية واشنطن، بالتنصّت على مسؤولين في الاتحاد ومكاتبه.

وفي قرار غير ملزم أُقرّ بتأييد 483 نائباً ومعارضة 98 وامتناع 65، دان البرلمان الأوروبي «بشدة التجسس على ممثليات تابعة للاتحاد الأوروبي»، محذراً من أن تأكّد هذه المعلومات «سيؤثر في العلاقات عبر الأطلسي». وطلب البرلمان من الولايات المتحدة «توضيحات فورية» حول مزاعم بتجسسها على مؤسسات ومواطنين أوروبيين، وكلّف إحدى لجانه التحقيق في ذلك، ملوّحاً بالسعي إلى إلغاء اتفاقين لتبادل معلومات، أُبرما بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.

ولا يمكن للبرلمان إلغاء الاتفاقين، من دون موافقة حكومات دول الاتحاد ولجنته التنفيذية، ما يبدو غير مرجّح. والاتفاقان هما «برنامج تتبّع تمويل الإرهاب» و»سجلات أسماء الركاب» أُبرما العقد الماضي، على رغم شكوك في البرلمان بأنهما سيمنحان واشنطن اطلاعاً مفرطاً على بيانات أوروبية.

وقرّر رؤساء الكتل السياسية السبع في البرلمان بالإجماع، تكليف لجنة الحريات المدنية والقضاء والشؤون الداخلية فتح «تحقيق معمّق» في القضية ورفع تقرير بحلول نهاية السنة.

وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن خبراء أوروبيين متخصصين في الاستخبارات، سيشاركون الاثنين في واشنطن مع نظراء أميركيين، في أول اجتماع لمجموعة عمل حول البرامج الأميركية لجمع المعلومات. ونقلت عن مصدر إن فرنسا أصرّت على أن يُعقد هذا اللقاء، مع اجتماع اتفاق التبادل الحر، في المدينة ذاتها في اليوم ذاته.

وأشارت الوكالة إلى أن مجموعة الخبراء ستبحث في مراقبة أجهزة الاستخبارات ونشاطاتها، وستتوصل إلى اتفاق حول حماية المعلومات والحياة الخاصة.

وفي محاولة للحدّ من الفضيحة، ابلغ الرئيس الأميركي باراك اوباما المستشارة الألمانية انغيلا مركل هاتفياً، أن الولايات المتحدة «تتعامل بجدية مع قلق حلفائها الأوروبيين». واتفق الجانبان على إجراء اجتماع على مستوى عال لمسؤولين أمنيين أميركيين وألمان قريباً، لمناقشة المسألة.

في غضون ذلك، أفادت «فرانس برس» بأن مدير الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كلابر أقرّ بأنه ضلّل مجلس الشيوخ، لدى نفيه تجسّس وكالة الأمن القومي على اتصالات الأميركيين. وأبلغ رئيسة لجنة الاستخبارات في المجلس دايان فاينشتاين انه بات قادراً على «تصحيح الخطأ علناً، لأن وجود برنامج جمع المعلومات لم يعدْ سراً».

إلى ذلك، أوردت صحيفة «لوموند» أن جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي يتنصّت على المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، في فرنسا وخارجها.

وأضافت أن الجهاز اعترض، في شكل غير شرعي، إشارات من أجهزة كومبيوتر وهواتف في فرنسا، وبين فرنسا ودول أخرى، ولكن ليس مضمون المكالمات الهاتفية، لإيجاد خريطة تفصّل «مَن يتحدث إلى مَن». وكتبت الصحيفة: «كلّ اتصالاتنا يتمّ التجسس عليها»، معددة اتصالات «البريد الإلكتروني والرسائل النصية وسجلات الهاتف ودخول (موقعَي) فايسبوك وتويتر التي تُخزّن لسنوات».

الى ذلك، لقي الرئيس البوليفي إيفو موراليس استقبال الأبطال، لدى عودته إلى بلاده، بعدما منعت فرنسا وإسبانيا والبرتغال طائرته الآتية من روسيا، من عبور مجالها الجوي، ما اضطرها للتوقف في فيينا، للاشتباه بأنها تُقلّ سنودن الذي تطالب واشنطن بتسلّمه. لكن بوليفيا رفضت طلباً أميركياً في هذا الصدد، علماً أن واشنطن ولاباز أبرمتا عام 1995 معاهدة لتسليم مطلوبين.

  • فريق ماسة
  • 2013-07-03
  • 11088
  • من الأرشيف

البرلمان الأوروبي ...سيقوم بإلغاء اتفاقين لتبادل معلومات مع اميركا

دعا البرلمان الأوروبي إلى إلغاء اتفاقين لتبادل معلومات مع الولايات المتحدة، إذا لم تكشف الأخيرة حجم تنصّتها الإلكتروني على أوروبا، أفراداً ومؤسسات، فيما ناقش وزراء خارجية دول الاتحاد اتخاذ موقف مشترك في هذا الصدد. وامتدت فضيحة التجسس إلى باريس، إذ أوردت صحيفة «لوموند» أن جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي يتنصّت على اتصالات هاتفية وإلكترونية، في فرنسا وخارجها. وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مُذ كشف إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركي، معلومات أفادت بتنصّت واشنطن على الاتصالات الهاتفية والإلكترونية في العالم. كما اتهمت مجلة «در شبيغل» الألمانية واشنطن، بالتنصّت على مسؤولين في الاتحاد ومكاتبه. وفي قرار غير ملزم أُقرّ بتأييد 483 نائباً ومعارضة 98 وامتناع 65، دان البرلمان الأوروبي «بشدة التجسس على ممثليات تابعة للاتحاد الأوروبي»، محذراً من أن تأكّد هذه المعلومات «سيؤثر في العلاقات عبر الأطلسي». وطلب البرلمان من الولايات المتحدة «توضيحات فورية» حول مزاعم بتجسسها على مؤسسات ومواطنين أوروبيين، وكلّف إحدى لجانه التحقيق في ذلك، ملوّحاً بالسعي إلى إلغاء اتفاقين لتبادل معلومات، أُبرما بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. ولا يمكن للبرلمان إلغاء الاتفاقين، من دون موافقة حكومات دول الاتحاد ولجنته التنفيذية، ما يبدو غير مرجّح. والاتفاقان هما «برنامج تتبّع تمويل الإرهاب» و»سجلات أسماء الركاب» أُبرما العقد الماضي، على رغم شكوك في البرلمان بأنهما سيمنحان واشنطن اطلاعاً مفرطاً على بيانات أوروبية. وقرّر رؤساء الكتل السياسية السبع في البرلمان بالإجماع، تكليف لجنة الحريات المدنية والقضاء والشؤون الداخلية فتح «تحقيق معمّق» في القضية ورفع تقرير بحلول نهاية السنة. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن خبراء أوروبيين متخصصين في الاستخبارات، سيشاركون الاثنين في واشنطن مع نظراء أميركيين، في أول اجتماع لمجموعة عمل حول البرامج الأميركية لجمع المعلومات. ونقلت عن مصدر إن فرنسا أصرّت على أن يُعقد هذا اللقاء، مع اجتماع اتفاق التبادل الحر، في المدينة ذاتها في اليوم ذاته. وأشارت الوكالة إلى أن مجموعة الخبراء ستبحث في مراقبة أجهزة الاستخبارات ونشاطاتها، وستتوصل إلى اتفاق حول حماية المعلومات والحياة الخاصة. وفي محاولة للحدّ من الفضيحة، ابلغ الرئيس الأميركي باراك اوباما المستشارة الألمانية انغيلا مركل هاتفياً، أن الولايات المتحدة «تتعامل بجدية مع قلق حلفائها الأوروبيين». واتفق الجانبان على إجراء اجتماع على مستوى عال لمسؤولين أمنيين أميركيين وألمان قريباً، لمناقشة المسألة. في غضون ذلك، أفادت «فرانس برس» بأن مدير الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كلابر أقرّ بأنه ضلّل مجلس الشيوخ، لدى نفيه تجسّس وكالة الأمن القومي على اتصالات الأميركيين. وأبلغ رئيسة لجنة الاستخبارات في المجلس دايان فاينشتاين انه بات قادراً على «تصحيح الخطأ علناً، لأن وجود برنامج جمع المعلومات لم يعدْ سراً». إلى ذلك، أوردت صحيفة «لوموند» أن جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي يتنصّت على المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، في فرنسا وخارجها. وأضافت أن الجهاز اعترض، في شكل غير شرعي، إشارات من أجهزة كومبيوتر وهواتف في فرنسا، وبين فرنسا ودول أخرى، ولكن ليس مضمون المكالمات الهاتفية، لإيجاد خريطة تفصّل «مَن يتحدث إلى مَن». وكتبت الصحيفة: «كلّ اتصالاتنا يتمّ التجسس عليها»، معددة اتصالات «البريد الإلكتروني والرسائل النصية وسجلات الهاتف ودخول (موقعَي) فايسبوك وتويتر التي تُخزّن لسنوات». الى ذلك، لقي الرئيس البوليفي إيفو موراليس استقبال الأبطال، لدى عودته إلى بلاده، بعدما منعت فرنسا وإسبانيا والبرتغال طائرته الآتية من روسيا، من عبور مجالها الجوي، ما اضطرها للتوقف في فيينا، للاشتباه بأنها تُقلّ سنودن الذي تطالب واشنطن بتسلّمه. لكن بوليفيا رفضت طلباً أميركياً في هذا الصدد، علماً أن واشنطن ولاباز أبرمتا عام 1995 معاهدة لتسليم مطلوبين.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة