أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدم وجود أية أهداف جيوسياسية لروسيا في سورية، مشددا على أن ما تريده موسكو هو أن يقرر السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم.

وفي حديث لصحيفة "الخبر" الجزائرية نشر يوم 3 /تموز قال لافروف: "ليس لروسية أية أهداف جيوسياسية في سورية. كما لا يوجد لنا هناك عملاء ينفذون أوامرنا. إن كل ما نريده هو أن يقوم السوريون أنفسهم بتقرير مصير بلادهم مستخدمين الآليات الديموقراطية". وواصل: " نحن لا نتدخل في النزاع السوري ولا نقسم السوريين إلى موالين ومعارضين. لكنا بكل حسم ندين جميع مظاهر الإرهاب والتطرف والعنف ضد المدنيين، لا سيما الجرائم المرتكبة من منطلق الكراهية الطائفية أو العرقية. كما لا نؤيد تصرف الرافضين للتفاوض الذين يقدمون شروطا مسبقة ويدفعون الأمور نحو المواجهة ولا يتورعون عن سفك دماء الشعب السوري من أجل إسقاط النظام بالقوة". ولم يوافق لافروف على وصف الأوضاع في سورية وكأنها في الحقيقة مواجهة بين القوى العظمى، وقال: "لا أرى أن هناك مواجهة بين القوى العظمى في سورية.

روسيا تدعو إلى حل هذه الأزمة الخطيرة بطريقة سياسية عبر حوار داخلي دون أي تدخل أو إملاء أجنبي. هذا يتماشى تماما مع المعايير والقواعد الواقعة في أساس نظام العلاقات الدولية المعاصر المعتمد على ميثاق الأمم المتحدة. هذا هو الطريق الوحيد إلى حل طويل الأمد يستجيب لمصالح جميع أطياف وشرائح المجتمع السوري". وأضاف أن هذا المنطق "أدى إلى إحراز التوافقات الروسية الأمريكية يوم 7 مايو/أيار في موسكو التي يتم حاليا على أساسها العمل من أجل عقد المؤتمر الدولي حول سورية بهدف إجلاس الحكومة والمعارضة إلى طاولة التفاوض وإطلاق العملية السياسية وفق بيان جنيف لمجموعة العمل حول سورية المتبنى يوم 30 يونيو/حزيران 2012". وواصل الوزير: "نتابع بقلق تعزيز التنسيق بين مختلف فروع "القاعدة" وأعمالها الهادفة إلى تقويض كل فرص التقدم نحو السلام في سورية، والمؤججة للتوتر الطائفي والعرقي، لا سيما بين "السنة والشيعة".

إن المتشددين يرتكبون جرائم نكراء، بما فيها العمليات الإرهابية في الأماكن العامة أو عمليات التطهير الطائفي على غرار المجزرة في قرية حطلة   في ريف دير الزور، حيث قتل 60 مدنيا وفجرت بيوتهم وأُعدم رجال الدين شنقا". وجدد لافروف رفض روسيا لتسليح المعارضة السورية التي تتبعها بعض دول الغرب وقال: "لا يمكن تحقيق السلام بهذه الطريقة ولن تؤدي هذه الأعمال إلا إلى المزيد من معانات الشعب السوري والتصعيد الخطير للأوضاع الإقليمية. ولا يصح هنا الحديث عن الفائز أو الخاسر، إذ أن الجميع سيخسرون. هذا هو الفرق بين عالمنا المعاصر المترابط والموحد والعالم في القرن الـ19 أو حتى في القرن الـ20". وشدد لافروف على أن المؤتمر الدولي حول سورية "قد يكون فرصة سانحة لإعادة سورية إلى الحياة الطبيعية"، وقال: "ان تحقيق هذا واجب يقع على جميع مشاركيه(المؤتمر) المحتملين، الذين سنرحب بانضمام الجزائر إليهم، ويتعين عليهم إظهار القدر الأكبر من الإرادة الطيبة والسعي إلى تقديم دعم حقيقي للسوريين. نحن على يقين بأنه أمر صعب، لكن ليس بمستحيل".

  • فريق ماسة
  • 2013-07-03
  • 10887
  • من الأرشيف

لافروف: ليس لروسيا أهداف جيوسياسية في سورية..والمواجهة هناك ليست بين القوى العظمى

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدم وجود أية أهداف جيوسياسية لروسيا في سورية، مشددا على أن ما تريده موسكو هو أن يقرر السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم. وفي حديث لصحيفة "الخبر" الجزائرية نشر يوم 3 /تموز قال لافروف: "ليس لروسية أية أهداف جيوسياسية في سورية. كما لا يوجد لنا هناك عملاء ينفذون أوامرنا. إن كل ما نريده هو أن يقوم السوريون أنفسهم بتقرير مصير بلادهم مستخدمين الآليات الديموقراطية". وواصل: " نحن لا نتدخل في النزاع السوري ولا نقسم السوريين إلى موالين ومعارضين. لكنا بكل حسم ندين جميع مظاهر الإرهاب والتطرف والعنف ضد المدنيين، لا سيما الجرائم المرتكبة من منطلق الكراهية الطائفية أو العرقية. كما لا نؤيد تصرف الرافضين للتفاوض الذين يقدمون شروطا مسبقة ويدفعون الأمور نحو المواجهة ولا يتورعون عن سفك دماء الشعب السوري من أجل إسقاط النظام بالقوة". ولم يوافق لافروف على وصف الأوضاع في سورية وكأنها في الحقيقة مواجهة بين القوى العظمى، وقال: "لا أرى أن هناك مواجهة بين القوى العظمى في سورية. روسيا تدعو إلى حل هذه الأزمة الخطيرة بطريقة سياسية عبر حوار داخلي دون أي تدخل أو إملاء أجنبي. هذا يتماشى تماما مع المعايير والقواعد الواقعة في أساس نظام العلاقات الدولية المعاصر المعتمد على ميثاق الأمم المتحدة. هذا هو الطريق الوحيد إلى حل طويل الأمد يستجيب لمصالح جميع أطياف وشرائح المجتمع السوري". وأضاف أن هذا المنطق "أدى إلى إحراز التوافقات الروسية الأمريكية يوم 7 مايو/أيار في موسكو التي يتم حاليا على أساسها العمل من أجل عقد المؤتمر الدولي حول سورية بهدف إجلاس الحكومة والمعارضة إلى طاولة التفاوض وإطلاق العملية السياسية وفق بيان جنيف لمجموعة العمل حول سورية المتبنى يوم 30 يونيو/حزيران 2012". وواصل الوزير: "نتابع بقلق تعزيز التنسيق بين مختلف فروع "القاعدة" وأعمالها الهادفة إلى تقويض كل فرص التقدم نحو السلام في سورية، والمؤججة للتوتر الطائفي والعرقي، لا سيما بين "السنة والشيعة". إن المتشددين يرتكبون جرائم نكراء، بما فيها العمليات الإرهابية في الأماكن العامة أو عمليات التطهير الطائفي على غرار المجزرة في قرية حطلة   في ريف دير الزور، حيث قتل 60 مدنيا وفجرت بيوتهم وأُعدم رجال الدين شنقا". وجدد لافروف رفض روسيا لتسليح المعارضة السورية التي تتبعها بعض دول الغرب وقال: "لا يمكن تحقيق السلام بهذه الطريقة ولن تؤدي هذه الأعمال إلا إلى المزيد من معانات الشعب السوري والتصعيد الخطير للأوضاع الإقليمية. ولا يصح هنا الحديث عن الفائز أو الخاسر، إذ أن الجميع سيخسرون. هذا هو الفرق بين عالمنا المعاصر المترابط والموحد والعالم في القرن الـ19 أو حتى في القرن الـ20". وشدد لافروف على أن المؤتمر الدولي حول سورية "قد يكون فرصة سانحة لإعادة سورية إلى الحياة الطبيعية"، وقال: "ان تحقيق هذا واجب يقع على جميع مشاركيه(المؤتمر) المحتملين، الذين سنرحب بانضمام الجزائر إليهم، ويتعين عليهم إظهار القدر الأكبر من الإرادة الطيبة والسعي إلى تقديم دعم حقيقي للسوريين. نحن على يقين بأنه أمر صعب، لكن ليس بمستحيل".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة