ربط نائب لرئيس الوزراء التركي بين "اليهود في الشتات" والاضطرابات الأخيرة المناوئة للحكومة التي شهدتها البلاد، وعبرت الجالية اليهودية عن خوفها من أن تؤدي التعليقات إلى استهدافهم بسبب الغضب الشعبي.

وكانت تركيا قد تعرضت لاحتجاجات عنيفة الشهر الماضي حينما أدت محاولة لحماية حديقة غيزي الواقعة في وسط اسطنبول من إعادة تطويرها إلى مظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين المعارضين لما وصفوه بحكم رجب طيب أردوغان الذي يزداد ديكتاتورية.

وقد أشار أردوغان - الذي لايزال في السلطة منذ عشر سنوات - ومسؤولون آخرون في الحكومة إلى مؤامرات شاركت فيها "دوائر أجنبية"، تضم "جماعة ضغط أسعار الفائدة"، ومنظمات إعلامية دولية دبرت الاحتجاجات لإضعاف الاقتصاد التركي المتنامي وضعضعة نفوذها السياسي.

وكان بصير أتالاي، أحد نواب رئيس الوزراء الأربعة، قد قال للصحفيين الاثنين في تعليق نشر على موقع وكالة جيهان للأنباء "هناك أناس في داخل البلاد وخارجها يحسدوننا على نمو تركيا السريع".

وأضاف "أنهم يتحدون. في جانب يوجد يهود الشتات. لقد شاهدنا اتجاه وسائل الإعلام الأجنبية إزاء أحداث حديقة غيزي، وكيف حضروا بسرعة، وبدؤوا البث على نطاق واسع قبل أي تقييم للوضع".

وقالت الجالية التركية اليهودية، التي تمثل غالبية اليهود المتدينين البالغ عددهم 23.000 شخص إن ملاحظات أتالاي قد تفضي إلى الانتقام من أعضائها في بلد يبلغ تعداده 76 مليون نسمة، أغلبيته من المسلمين.

وقالت الجالية اليهودية، وكبير الحاخامات في بيان مشترك نشر على موقع الجالية "نحن نسعى إلى الحصول على معلومات بشأن المقصود من بيان أتالاي، ومداه، وتفاصيله حيال ضلوع "يهود الشتات في احتجاجات غيزي".ونظرا لاحتمال استهداف المواطنين اليهود الأتراك، وكذلك اليهود الآخرين الذين يعيشون في أرجاء العالم دون غيرهم، فإننا نريد أن نعبر عن قلقنا ومخاوفنا من عواقب مثل هذه التصريحات".

وقد واجه اليهود في تركيا - الذين تعود أصولهم إلى القرن الخامس عشر، عندما لجأ أجدادهم إلى الإمبراطورية العثمانية بعد سقوط أسبانيا - ضغوطا في السنوات الأخيرة عقب توتر العلاقات بين إسرائيل وتركيا.

وكانت العلاقات بين الحليفين العسكريين السابقين قد تدنت في مايو 2010 عندما قتلت قوات الكوماندوز الإسرائيلية تسعة نشطاء أتراك في هجوم شنته على سفينة مرمرة التركية، التي كانت تشارك في قافلة تسعى إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

وفي أوائل هذا العام وصف أردوغان الصهيونية بأنها "جريمة ضد الإنسانية"، مما أثار اعتراض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

ثم رتب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فيما بعد لاعتذار إسرائيلي عن غارتها على سفينة مرمرة.

  • فريق ماسة
  • 2013-07-02
  • 13209
  • من الأرشيف

احتجاجات اسطنبول: اليهود الأتراك يعبرون عن مخاوفهم بسبب اتهامهم بالضلوع في الاضطرابات

ربط نائب لرئيس الوزراء التركي بين "اليهود في الشتات" والاضطرابات الأخيرة المناوئة للحكومة التي شهدتها البلاد، وعبرت الجالية اليهودية عن خوفها من أن تؤدي التعليقات إلى استهدافهم بسبب الغضب الشعبي. وكانت تركيا قد تعرضت لاحتجاجات عنيفة الشهر الماضي حينما أدت محاولة لحماية حديقة غيزي الواقعة في وسط اسطنبول من إعادة تطويرها إلى مظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين المعارضين لما وصفوه بحكم رجب طيب أردوغان الذي يزداد ديكتاتورية. وقد أشار أردوغان - الذي لايزال في السلطة منذ عشر سنوات - ومسؤولون آخرون في الحكومة إلى مؤامرات شاركت فيها "دوائر أجنبية"، تضم "جماعة ضغط أسعار الفائدة"، ومنظمات إعلامية دولية دبرت الاحتجاجات لإضعاف الاقتصاد التركي المتنامي وضعضعة نفوذها السياسي. وكان بصير أتالاي، أحد نواب رئيس الوزراء الأربعة، قد قال للصحفيين الاثنين في تعليق نشر على موقع وكالة جيهان للأنباء "هناك أناس في داخل البلاد وخارجها يحسدوننا على نمو تركيا السريع". وأضاف "أنهم يتحدون. في جانب يوجد يهود الشتات. لقد شاهدنا اتجاه وسائل الإعلام الأجنبية إزاء أحداث حديقة غيزي، وكيف حضروا بسرعة، وبدؤوا البث على نطاق واسع قبل أي تقييم للوضع". وقالت الجالية التركية اليهودية، التي تمثل غالبية اليهود المتدينين البالغ عددهم 23.000 شخص إن ملاحظات أتالاي قد تفضي إلى الانتقام من أعضائها في بلد يبلغ تعداده 76 مليون نسمة، أغلبيته من المسلمين. وقالت الجالية اليهودية، وكبير الحاخامات في بيان مشترك نشر على موقع الجالية "نحن نسعى إلى الحصول على معلومات بشأن المقصود من بيان أتالاي، ومداه، وتفاصيله حيال ضلوع "يهود الشتات في احتجاجات غيزي".ونظرا لاحتمال استهداف المواطنين اليهود الأتراك، وكذلك اليهود الآخرين الذين يعيشون في أرجاء العالم دون غيرهم، فإننا نريد أن نعبر عن قلقنا ومخاوفنا من عواقب مثل هذه التصريحات". وقد واجه اليهود في تركيا - الذين تعود أصولهم إلى القرن الخامس عشر، عندما لجأ أجدادهم إلى الإمبراطورية العثمانية بعد سقوط أسبانيا - ضغوطا في السنوات الأخيرة عقب توتر العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وكانت العلاقات بين الحليفين العسكريين السابقين قد تدنت في مايو 2010 عندما قتلت قوات الكوماندوز الإسرائيلية تسعة نشطاء أتراك في هجوم شنته على سفينة مرمرة التركية، التي كانت تشارك في قافلة تسعى إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وفي أوائل هذا العام وصف أردوغان الصهيونية بأنها "جريمة ضد الإنسانية"، مما أثار اعتراض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ثم رتب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فيما بعد لاعتذار إسرائيلي عن غارتها على سفينة مرمرة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة