يسعى الدب الروسي إلى تعزيز لياقته الحركية في ميدان السياسة الدولية فارضاً نفسه من البوابة السورية كلاعب قوي لا يمكن أن تُرسم أو تمضي قرارات أممية إلا برضاه أو موافقته الضمنية بعد الانعتاق من انكفاء جيوستراتيجي، جراء انهيار الاتحاد السوفياتي وحال اللاستقرار خلال سنوات مضت، مستنداً إلى الوفرة الاقتصادية التي أمنتها ثروة الغاز الطبيعي كأول احتياطي في العالم.

مؤتمر "جنيف 2"، الخاص بتسوية الأزمة السورية، شكل التحدي الأبرز للخارجية الروسية، مع إدراكها صعوبة تحديد موعد لعقد المؤتمر، وسط مراوحة بند تمثيل المشاركين في المؤتمر مكانه، وبينما وافقت دمشق على الحضور، رغم مطالبة "المعارضات" السورية تنحي الرئيس بشار الأسد شرطاً للدخول في مفاوضات التسوية، أصرت موسكو على حضور إيران (القوة الإقليمية الصاعدة) بحكم "تأثيرها" في الملف السوري، ولم يتراجع هذا "الإصرار" الروسي، على الرغم من تفعيل الولايات المتحدة والحلفاء الدعم المالي والتسليحي للجماعات المقاتلة على الأراضي السورية، ويبدو أن ذلك ما دفع وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعي للقاء "نظيره الروسي سيرغي لافروف في سلطنة بروناي ضمن اجتماع "رابطة دول جنوب آسيا وشركائها" مطلع الأسبوع المقبل.

المواجهة في عقدة "جنيف 2"، انسحبت على محاولة زعزعة "الثقة" أو "التحالف" بين موسكو ودمشق، حيث سارعت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إلى نفي خبر إخلاء عاملين في "قاعدة طرطوس البحرية للإمداد والصيانة" على الساحل السوري، وأشار البيان إلى أن القاعدة البحرية تخلو من العسكريين، ولا يتواجد بداخلها سوى موظفين مدنيين "يواصلون عملهم كالمعتاد"، وأضاف أن القاعدة "يتم فيها إصلاح السفن الروسية، التي تواصل مهامها في المتوسط"، وهو كلام أكده رأس الدبلوماسية الروسية، صباح الجمعة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المغربي سعدالدين العثماني في موسكو، نافياً خبر آخر يتعلق بـ"نية روسيا إخلاء سفارتها في دمشق".

وفي سياق إجراءات الكرملين لمواجهة تحديات ومستجدات قضايا السياسة الدولية، عقد رئيس البلاد فلاديمير بوتين، الجمعة، اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي برئاسته، متناولاً التحضيرات لعقد مؤتمر "جنيف 2" في ضوء اللقاءات الروسية الأميركية المرتقبة، التي من المفترض، أن يواجه فيها لافروف نظيره الأميركي بـ"وقائع تجاوز وانتهاك مقررات مجلس الأمن الدولي والتفاهمات المتفق عليها" بتاريخ 30 حزيران/يونيو 2012 في المدينة السويسرية، بحسب مصادر روسية رفيعة المستوى.

في المحصلة يقر الروس بأن مفاتيح حل الأزمة السورية لا تكمن فقط في موسكو وواشنطن، ولو كانت تلك المفاتيح بيد روسيا والولايات المتحدة، لكان الحل أسهل بكثير أو كان الجانبان تمكنا من إحراز تقدم ملموس، نفتقده حتى الآن، في مسار تسوية الأزمة أو حلها، وهذا يعني أن على الرغم من وجود أوراق ضغط ومساومة بين الجانبين الروسي و الأميركي، إلا أن ليس بإمكانهم الإمساك بكامل خيوط الأزمة التي يبقى الميدان سيد الحسم فيها. صعود روسي من البوابة السورية ....احمد الحاج علي

يسعى الدب الروسي إلى تعزيز لياقته الحركية في ميدان السياسة الدولية فارضاً نفسه من البوابة السورية كلاعب قوي لا يمكن أن تُرسم أو تمضي قرارات أممية إلا برضاه أو موافقته الضمنية بعد الانعتاق من انكفاء جيوستراتيجي، جراء انهيار الاتحاد السوفياتي وحال اللاستقرار خلال سنوات مضت، مستنداً إلى الوفرة الاقتصادية التي أمنتها ثروة الغاز الطبيعي كأول احتياطي في العالم.

مؤتمر "جنيف 2"، الخاص بتسوية الأزمة السورية، شكل التحدي الأبرز للخارجية الروسية، مع إدراكها صعوبة تحديد موعد لعقد المؤتمر، وسط مراوحة بند تمثيل المشاركين في المؤتمر مكانه، وبينما وافقت دمشق على الحضور، رغم مطالبة "المعارضات" السورية تنحي الرئيس بشار الأسد شرطاً للدخول في مفاوضات التسوية، أصرت موسكو على حضور إيران (القوة الإقليمية الصاعدة) بحكم "تأثيرها" في الملف السوري، ولم يتراجع هذا "الإصرار" الروسي، على الرغم من تفعيل الولايات المتحدة والحلفاء الدعم المالي والتسليحي للجماعات المقاتلة على الأراضي السورية، ويبدو أن ذلك ما دفع وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعي للقاء "نظيره الروسي سيرغي لافروف في سلطنة بروناي ضمن اجتماع "رابطة دول جنوب آسيا وشركائها" مطلع الأسبوع المقبل.

المواجهة في عقدة "جنيف 2"، انسحبت على محاولة زعزعة "الثقة" أو "التحالف" بين موسكو ودمشق، حيث سارعت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إلى نفي خبر إخلاء عاملين في "قاعدة طرطوس البحرية للإمداد والصيانة" على الساحل السوري، وأشار البيان إلى أن القاعدة البحرية تخلو من العسكريين، ولا يتواجد بداخلها سوى موظفين مدنيين "يواصلون عملهم كالمعتاد"، وأضاف أن القاعدة "يتم فيها إصلاح السفن الروسية، التي تواصل مهامها في المتوسط"، وهو كلام أكده رأس الدبلوماسية الروسية، صباح الجمعة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المغربي سعدالدين العثماني في موسكو، نافياً خبر آخر يتعلق بـ"نية روسيا إخلاء سفارتها في دمشق".وفي سياق إجراءات الكرملين لمواجهة تحديات ومستجدات قضايا السياسة الدولية، عقد رئيس البلاد فلاديمير بوتين، الجمعة، اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي برئاسته، متناولاً التحضيرات لعقد مؤتمر "جنيف 2" في ضوء اللقاءات الروسية الأميركية المرتقبة، التي من المفترض، أن يواجه فيها لافروف نظيره الأميركي بـ"وقائع تجاوز وانتهاك مقررات مجلس الأمن الدولي والتفاهمات المتفق عليها" بتاريخ 30 حزيران/يونيو 2012 في المدينة السويسرية، بحسب مصادر روسية رفيعة المستوى.

 

في المحصلة يقر الروس بأن مفاتيح حل الأزمة السورية لا تكمن فقط في موسكو وواشنطن، ولو كانت تلك المفاتيح بيد روسيا والولايات المتحدة، لكان الحل أسهل بكثير أو كان الجانبان تمكنا من إحراز تقدم ملموس، نفتقده حتى الآن، في مسار تسوية الأزمة أو حلها، وهذا يعني أن على الرغم من وجود أوراق ضغط ومساومة بين الجانبين الروسي و الأميركي، إلا أن ليس بإمكانهم الإمساك بكامل خيوط الأزمة التي يبقى الميدان سيد الحسم فيها.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-06-29
  • 10919
  • من الأرشيف

صعود روسي من البوابة السورية

يسعى الدب الروسي إلى تعزيز لياقته الحركية في ميدان السياسة الدولية فارضاً نفسه من البوابة السورية كلاعب قوي لا يمكن أن تُرسم أو تمضي قرارات أممية إلا برضاه أو موافقته الضمنية بعد الانعتاق من انكفاء جيوستراتيجي، جراء انهيار الاتحاد السوفياتي وحال اللاستقرار خلال سنوات مضت، مستنداً إلى الوفرة الاقتصادية التي أمنتها ثروة الغاز الطبيعي كأول احتياطي في العالم. مؤتمر "جنيف 2"، الخاص بتسوية الأزمة السورية، شكل التحدي الأبرز للخارجية الروسية، مع إدراكها صعوبة تحديد موعد لعقد المؤتمر، وسط مراوحة بند تمثيل المشاركين في المؤتمر مكانه، وبينما وافقت دمشق على الحضور، رغم مطالبة "المعارضات" السورية تنحي الرئيس بشار الأسد شرطاً للدخول في مفاوضات التسوية، أصرت موسكو على حضور إيران (القوة الإقليمية الصاعدة) بحكم "تأثيرها" في الملف السوري، ولم يتراجع هذا "الإصرار" الروسي، على الرغم من تفعيل الولايات المتحدة والحلفاء الدعم المالي والتسليحي للجماعات المقاتلة على الأراضي السورية، ويبدو أن ذلك ما دفع وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعي للقاء "نظيره الروسي سيرغي لافروف في سلطنة بروناي ضمن اجتماع "رابطة دول جنوب آسيا وشركائها" مطلع الأسبوع المقبل. المواجهة في عقدة "جنيف 2"، انسحبت على محاولة زعزعة "الثقة" أو "التحالف" بين موسكو ودمشق، حيث سارعت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إلى نفي خبر إخلاء عاملين في "قاعدة طرطوس البحرية للإمداد والصيانة" على الساحل السوري، وأشار البيان إلى أن القاعدة البحرية تخلو من العسكريين، ولا يتواجد بداخلها سوى موظفين مدنيين "يواصلون عملهم كالمعتاد"، وأضاف أن القاعدة "يتم فيها إصلاح السفن الروسية، التي تواصل مهامها في المتوسط"، وهو كلام أكده رأس الدبلوماسية الروسية، صباح الجمعة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المغربي سعدالدين العثماني في موسكو، نافياً خبر آخر يتعلق بـ"نية روسيا إخلاء سفارتها في دمشق". وفي سياق إجراءات الكرملين لمواجهة تحديات ومستجدات قضايا السياسة الدولية، عقد رئيس البلاد فلاديمير بوتين، الجمعة، اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي برئاسته، متناولاً التحضيرات لعقد مؤتمر "جنيف 2" في ضوء اللقاءات الروسية الأميركية المرتقبة، التي من المفترض، أن يواجه فيها لافروف نظيره الأميركي بـ"وقائع تجاوز وانتهاك مقررات مجلس الأمن الدولي والتفاهمات المتفق عليها" بتاريخ 30 حزيران/يونيو 2012 في المدينة السويسرية، بحسب مصادر روسية رفيعة المستوى. في المحصلة يقر الروس بأن مفاتيح حل الأزمة السورية لا تكمن فقط في موسكو وواشنطن، ولو كانت تلك المفاتيح بيد روسيا والولايات المتحدة، لكان الحل أسهل بكثير أو كان الجانبان تمكنا من إحراز تقدم ملموس، نفتقده حتى الآن، في مسار تسوية الأزمة أو حلها، وهذا يعني أن على الرغم من وجود أوراق ضغط ومساومة بين الجانبين الروسي و الأميركي، إلا أن ليس بإمكانهم الإمساك بكامل خيوط الأزمة التي يبقى الميدان سيد الحسم فيها. صعود روسي من البوابة السورية ....احمد الحاج علي يسعى الدب الروسي إلى تعزيز لياقته الحركية في ميدان السياسة الدولية فارضاً نفسه من البوابة السورية كلاعب قوي لا يمكن أن تُرسم أو تمضي قرارات أممية إلا برضاه أو موافقته الضمنية بعد الانعتاق من انكفاء جيوستراتيجي، جراء انهيار الاتحاد السوفياتي وحال اللاستقرار خلال سنوات مضت، مستنداً إلى الوفرة الاقتصادية التي أمنتها ثروة الغاز الطبيعي كأول احتياطي في العالم. مؤتمر "جنيف 2"، الخاص بتسوية الأزمة السورية، شكل التحدي الأبرز للخارجية الروسية، مع إدراكها صعوبة تحديد موعد لعقد المؤتمر، وسط مراوحة بند تمثيل المشاركين في المؤتمر مكانه، وبينما وافقت دمشق على الحضور، رغم مطالبة "المعارضات" السورية تنحي الرئيس بشار الأسد شرطاً للدخول في مفاوضات التسوية، أصرت موسكو على حضور إيران (القوة الإقليمية الصاعدة) بحكم "تأثيرها" في الملف السوري، ولم يتراجع هذا "الإصرار" الروسي، على الرغم من تفعيل الولايات المتحدة والحلفاء الدعم المالي والتسليحي للجماعات المقاتلة على الأراضي السورية، ويبدو أن ذلك ما دفع وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعي للقاء "نظيره الروسي سيرغي لافروف في سلطنة بروناي ضمن اجتماع "رابطة دول جنوب آسيا وشركائها" مطلع الأسبوع المقبل. المواجهة في عقدة "جنيف 2"، انسحبت على محاولة زعزعة "الثقة" أو "التحالف" بين موسكو ودمشق، حيث سارعت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إلى نفي خبر إخلاء عاملين في "قاعدة طرطوس البحرية للإمداد والصيانة" على الساحل السوري، وأشار البيان إلى أن القاعدة البحرية تخلو من العسكريين، ولا يتواجد بداخلها سوى موظفين مدنيين "يواصلون عملهم كالمعتاد"، وأضاف أن القاعدة "يتم فيها إصلاح السفن الروسية، التي تواصل مهامها في المتوسط"، وهو كلام أكده رأس الدبلوماسية الروسية، صباح الجمعة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المغربي سعدالدين العثماني في موسكو، نافياً خبر آخر يتعلق بـ"نية روسيا إخلاء سفارتها في دمشق".وفي سياق إجراءات الكرملين لمواجهة تحديات ومستجدات قضايا السياسة الدولية، عقد رئيس البلاد فلاديمير بوتين، الجمعة، اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي برئاسته، متناولاً التحضيرات لعقد مؤتمر "جنيف 2" في ضوء اللقاءات الروسية الأميركية المرتقبة، التي من المفترض، أن يواجه فيها لافروف نظيره الأميركي بـ"وقائع تجاوز وانتهاك مقررات مجلس الأمن الدولي والتفاهمات المتفق عليها" بتاريخ 30 حزيران/يونيو 2012 في المدينة السويسرية، بحسب مصادر روسية رفيعة المستوى.   في المحصلة يقر الروس بأن مفاتيح حل الأزمة السورية لا تكمن فقط في موسكو وواشنطن، ولو كانت تلك المفاتيح بيد روسيا والولايات المتحدة، لكان الحل أسهل بكثير أو كان الجانبان تمكنا من إحراز تقدم ملموس، نفتقده حتى الآن، في مسار تسوية الأزمة أو حلها، وهذا يعني أن على الرغم من وجود أوراق ضغط ومساومة بين الجانبين الروسي و الأميركي، إلا أن ليس بإمكانهم الإمساك بكامل خيوط الأزمة التي يبقى الميدان سيد الحسم فيها.  

المصدر : احمد الحاج علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة