عاش البقاعيون حالة «شد أعصاب» على وقع معارك عبرا. ودارت نقاشات بين أبناء الصف الواحد في معسكري 8 و14 آذار، على المستويين الشعبي والسياسي، حول ظاهرة الشيخ أحمد الأسير ونتائجها. في أحد الصالونات البقاعية، يستهل خالد حديثه بالنتيجة قبل مقدماتها، فرأى أن «من فرّخ الأسير وأتى به أراد أن يأخذه». فالأسير، في رأيه، «صناعة استخبارات الجيش وحزب الله، وهما اليوم أخذا قراراً بإنهاء ظاهرته بعدما أدركا حاجتهما للخطاب المعتدل».

أما حسين، «المتعصب» لظاهرة الأسير، فيرى أن الأخير «ما أراد أن يضرب الجيش، بل جرّه الحزب إلى ذلك». واتهم عناصر من الحزب بإطلاق النار على الجيش في محيط «مربع الأسير» لتكون للجيش الحجة بالرد على مصادر النيران. وحمّل مسؤولية ما حصل في صيدا، لـ«تخاذل تيار المستقبل، وعلى رأسه سعد الحريري»؛ لأن الأخير يريد مواجهة حزب الله «بأقلام البيك، والتزحلق على الثلج». هذه العبارة استفزّت سليم الذي علا صوته في وجه «الأسيري»، بسؤال: «كيف بدنا الدولة ونمد أيدينا على مؤسساتها؟»، مكملاً سؤاله عن المنفعة التي جاء بها الأسير للبنان و«للطائفة السنية من هذه المعركة، باعتبار أن الأسير بمعركته ضد الجيش وضع الطائفة في موضع اتهام بأنها ضد الدولة ومؤسساتها، وضد الجيش». ليرد عليه حسين: «شفنا بـ 7 أيار شو عمل فينا معلمك وجماعتو، خلونا مسخرة لحزب الله ومؤيديه». أما وليد فتمتم بعبارات لا تخلو من الشتائم، وتنتهي باتهام الجيش بالانحياز إلى جانب حزب الله. يسرد حوادث جرت في الضاحية الجنوبية واللبوة ومشاهد «إعلان الأجنحة العسكرية لعائلات». وقال: «طيب خلّص هالجيش من الأسير، شو عمل بالضاحية؟ عيلتين نزلوا ببعضهم رصاص وصواريخ، وين الجيش هون؟»، ثم ذكر المشهد الذي عرض على إحدى الشاشات، وكيف وقف عناصر الجيش ينظرون إلى حاجز «للمسلحين في اللبوة».

لا يختلف الوضع عند أحزاب 8 آذار. أيضاً تتمحور النقاشات حول كيف أتى الأسير. يرفض مصدر في صفوف مؤيدي المقاومة في البقاع الأوسط الربط بين انتصار الجيش السوري وحزب الله في القصير، بانتصار الجيش اللبناني على حالة الأسير. ويوضح أن «مجرد الحديث في هذا الشأن يعني أن حزب الله مشترك في إنهاء حالة الأسير، وهذا يعطي الشارع السني انطباعاً اتهامياً للجيش بأنه منحاز إلى فريق سياسي دون الآخر، ويجعلنا نحن أصحاب الخطاب الوطني والقومي متهمين بنظر الطائفة». ويرى أن ظاهرة الأسير انطلقت في غياب تيار المستقبل، فكان جمهوره من جمهور التيار المتشدد، «أراد الحريري أن يجعل من الأسير حصان طروادة، ليجمّل صورته بأنه التيار السني المعتدل». ويلوم «الوسائل الإعلامية التابعة لحلفائنا التي فتحت للأسير الهواء».

في المقابل، يقول أحد قياديي تيار المستقبل في البقاع الأوسط: «نحن أم الصبي. لا يمكن أن نرفض سلاح حزب الله ونؤيد سلاح الأسير وغيره». وإذ رأى أن ظاهرة الأسير نبتت كالطفيليات، رأى أن إنهاء حالة الأسير «لا يعني إنهاء سبب هذه الطفيليات»، مضيفاً أنه «ما دام هناك حزب يستقوي بسلاحه على اللبنانيين، فسنشاهد حالات عديدة تضرب على التوتر المذهبي، وتعمل على التسلح».

كيف يفسر التيار السلفي المعتدل الأجواء في البقاع بعد إنهاء حالة الأسير ودوره في تهدئة الأجواء في البقاع إثر مقتل الشاب محمد أبو عباس من بلدة مجدل عنجر؟ يفصّل الشيخ حسن المعروف بـ«السلفي المعتدل» بين تعاطفه مع الأسير وضرورة إبعاد الجيش عن الصراع السياسي الداخلي. ويقول: «الأسير تسرّع كثيراً، وللأسف حاولنا مناقشته في هذا الأمر، ومن شدة اندفاعه الغوغائي، لم يعر نصيحتنا أهمية». النصيحة كانت أن يخفف من تحركه ومن تصريحاته النارية تجاه حزب الله، «لأن شبابنا السني مندفع، وهائج منذ أحداث 7 أيار». ورأى أن الأسير أخطأ في تقديره للأمور، و«الخطأ ليس خطأً عادياً، بل وضعنا في بوز المدفع. كلنا نبكي على دماء إخواننا السوريين، وما يفعله بهم الطاغية، إنما لا يعني أن نجرّ الحرب إلى بلدنا. شبابنا في حاجة إلى خطاب واعٍ هادئ». ويرى أن الدولة لا تكيل بمكيال واحد، تجاه هيبتها وسيادتها؛ فهي لا ترى أن سلاح حزب الله وما يسمى سرايا المقاومة، و«الاجنحة العسكرية» سلاح غير شرعي. وبرأي الشيخ السلفي، «لا بد من أن تجتمع الجهود كلها على العمل بالتساوي، وألا يعني قتل الأسير أو حبسه وأنصاره انتهاء الأزمة، بل سنشهد حالات كثيرة مثل الأسير، ما دامت هذه السياسة هي المعتمدة في لفلفة الملف ووضع الجيش في الواجهة.

 

  • فريق ماسة
  • 2013-06-27
  • 1272
  • من الأرشيف

«أسيريو» البقاع يتهمون «المستقبل» بالتخاذل

عاش البقاعيون حالة «شد أعصاب» على وقع معارك عبرا. ودارت نقاشات بين أبناء الصف الواحد في معسكري 8 و14 آذار، على المستويين الشعبي والسياسي، حول ظاهرة الشيخ أحمد الأسير ونتائجها. في أحد الصالونات البقاعية، يستهل خالد حديثه بالنتيجة قبل مقدماتها، فرأى أن «من فرّخ الأسير وأتى به أراد أن يأخذه». فالأسير، في رأيه، «صناعة استخبارات الجيش وحزب الله، وهما اليوم أخذا قراراً بإنهاء ظاهرته بعدما أدركا حاجتهما للخطاب المعتدل». أما حسين، «المتعصب» لظاهرة الأسير، فيرى أن الأخير «ما أراد أن يضرب الجيش، بل جرّه الحزب إلى ذلك». واتهم عناصر من الحزب بإطلاق النار على الجيش في محيط «مربع الأسير» لتكون للجيش الحجة بالرد على مصادر النيران. وحمّل مسؤولية ما حصل في صيدا، لـ«تخاذل تيار المستقبل، وعلى رأسه سعد الحريري»؛ لأن الأخير يريد مواجهة حزب الله «بأقلام البيك، والتزحلق على الثلج». هذه العبارة استفزّت سليم الذي علا صوته في وجه «الأسيري»، بسؤال: «كيف بدنا الدولة ونمد أيدينا على مؤسساتها؟»، مكملاً سؤاله عن المنفعة التي جاء بها الأسير للبنان و«للطائفة السنية من هذه المعركة، باعتبار أن الأسير بمعركته ضد الجيش وضع الطائفة في موضع اتهام بأنها ضد الدولة ومؤسساتها، وضد الجيش». ليرد عليه حسين: «شفنا بـ 7 أيار شو عمل فينا معلمك وجماعتو، خلونا مسخرة لحزب الله ومؤيديه». أما وليد فتمتم بعبارات لا تخلو من الشتائم، وتنتهي باتهام الجيش بالانحياز إلى جانب حزب الله. يسرد حوادث جرت في الضاحية الجنوبية واللبوة ومشاهد «إعلان الأجنحة العسكرية لعائلات». وقال: «طيب خلّص هالجيش من الأسير، شو عمل بالضاحية؟ عيلتين نزلوا ببعضهم رصاص وصواريخ، وين الجيش هون؟»، ثم ذكر المشهد الذي عرض على إحدى الشاشات، وكيف وقف عناصر الجيش ينظرون إلى حاجز «للمسلحين في اللبوة». لا يختلف الوضع عند أحزاب 8 آذار. أيضاً تتمحور النقاشات حول كيف أتى الأسير. يرفض مصدر في صفوف مؤيدي المقاومة في البقاع الأوسط الربط بين انتصار الجيش السوري وحزب الله في القصير، بانتصار الجيش اللبناني على حالة الأسير. ويوضح أن «مجرد الحديث في هذا الشأن يعني أن حزب الله مشترك في إنهاء حالة الأسير، وهذا يعطي الشارع السني انطباعاً اتهامياً للجيش بأنه منحاز إلى فريق سياسي دون الآخر، ويجعلنا نحن أصحاب الخطاب الوطني والقومي متهمين بنظر الطائفة». ويرى أن ظاهرة الأسير انطلقت في غياب تيار المستقبل، فكان جمهوره من جمهور التيار المتشدد، «أراد الحريري أن يجعل من الأسير حصان طروادة، ليجمّل صورته بأنه التيار السني المعتدل». ويلوم «الوسائل الإعلامية التابعة لحلفائنا التي فتحت للأسير الهواء». في المقابل، يقول أحد قياديي تيار المستقبل في البقاع الأوسط: «نحن أم الصبي. لا يمكن أن نرفض سلاح حزب الله ونؤيد سلاح الأسير وغيره». وإذ رأى أن ظاهرة الأسير نبتت كالطفيليات، رأى أن إنهاء حالة الأسير «لا يعني إنهاء سبب هذه الطفيليات»، مضيفاً أنه «ما دام هناك حزب يستقوي بسلاحه على اللبنانيين، فسنشاهد حالات عديدة تضرب على التوتر المذهبي، وتعمل على التسلح». كيف يفسر التيار السلفي المعتدل الأجواء في البقاع بعد إنهاء حالة الأسير ودوره في تهدئة الأجواء في البقاع إثر مقتل الشاب محمد أبو عباس من بلدة مجدل عنجر؟ يفصّل الشيخ حسن المعروف بـ«السلفي المعتدل» بين تعاطفه مع الأسير وضرورة إبعاد الجيش عن الصراع السياسي الداخلي. ويقول: «الأسير تسرّع كثيراً، وللأسف حاولنا مناقشته في هذا الأمر، ومن شدة اندفاعه الغوغائي، لم يعر نصيحتنا أهمية». النصيحة كانت أن يخفف من تحركه ومن تصريحاته النارية تجاه حزب الله، «لأن شبابنا السني مندفع، وهائج منذ أحداث 7 أيار». ورأى أن الأسير أخطأ في تقديره للأمور، و«الخطأ ليس خطأً عادياً، بل وضعنا في بوز المدفع. كلنا نبكي على دماء إخواننا السوريين، وما يفعله بهم الطاغية، إنما لا يعني أن نجرّ الحرب إلى بلدنا. شبابنا في حاجة إلى خطاب واعٍ هادئ». ويرى أن الدولة لا تكيل بمكيال واحد، تجاه هيبتها وسيادتها؛ فهي لا ترى أن سلاح حزب الله وما يسمى سرايا المقاومة، و«الاجنحة العسكرية» سلاح غير شرعي. وبرأي الشيخ السلفي، «لا بد من أن تجتمع الجهود كلها على العمل بالتساوي، وألا يعني قتل الأسير أو حبسه وأنصاره انتهاء الأزمة، بل سنشهد حالات كثيرة مثل الأسير، ما دامت هذه السياسة هي المعتمدة في لفلفة الملف ووضع الجيش في الواجهة.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة