ارتفع منسوب المخاوف من تداعيات أمنية خطيرة لما يجري في سوريا على لبنان، مع كشف وزير الداخلية معلومات عن احتمال حصول عمليات اغتيال وتفجيرات، فيما أعدّ العماد ميشال عون خطة لمواجهة الجميع خلال جلسة التمديد لقائد الجيش في ساحة النجمة الأسبوع المقبل

وسط الأجواء السياسية والأمنية الملبدة، كشف وزير الداخلية والبلديات مروان شربل معلومات بحوزة الأجهزة الأمنية عن احتمال حصول عمليات اغتيال سياسية وتفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، داعياً إلى معالجة سياسية تمنع حصول المزيد من التوترات والحروب كما حصل في صيدا. ونبه شربل إلى أن «ما يحصل في سوريا سوف ينتقل إلى لبنان قريباً». وقال، في حديث تلفزيوني مساء أمس، «إن الخوف في هذا السياق أساسه من النازحين السوريين في لبنان»، متوقعاً ألا يعود كل هؤلاء إلى سوريا حتى بعد انتهاء الأزمة هناك. ودعا شربل إلى التلاقي بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري لأن الاتفاق هو الأساس في إعادة توحيد البلاد.

تعزية كيري لسليمان

وفي سياق متصل، تواصل الاهتمام الأميركي بالتطورات الأمنية في لبنان. وإذا كان نائب وزير الخارجية الأميركية وليم بيرنز أرجأ زيارة لبيروت التي كانت مقررة أمس إلى الأحد المقبل بسبب مرافقته وزير الخارجية جون كيري في جولته على عدد من عواصم المنطقة، فقد أجرى الأخير اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية ميشال سليمان عزاه خلاله بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في عملية عبرا. وأكد استمرار بلاده في دعم الجيش «الذي أثبت أنه الضامن الوحيد للاستقرار والسلم الأهلي ومكافحة البؤر الإرهابية»، مثنياً «على السياسة التي يتبعها رئيس الجمهورية والدولة اللبنانية للحفاظ على الاستقرار الداخلي ».

ولفت كيري «الى أهمية المساعدة الخاصة في موضوع النازحين من سوريا، في ضوء الازدياد اليومي لعددهم بفعل الوضع القائم والعبء الذي بات يشكله أمنياً وديموغرافياً واجتماعياً».

وبالتوازي، زارت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون اللاجئين والسكان والهجرة آن ريتشارد لبنان «كجزء من جولة في المنطقة للتباحث في قضايا إنسانية ولتقويم جهود مساعدة اللاجئين في لبنان». ورحبت ريتشارد بـ«جهود حكومة لبنان لتلبية احتياجات اللاجئين من سوريا».

من جهته، أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور أن «لبنان دخل في مرحلة خطيرة بالنسبة إلى مسألة اللاجئين السوريين، وباتت تترتب عليه جراء هذا اللجوء أعباء مكلفة جداً». وأوضح أن المساعدات التي تقدم إلى لبنان من الدول المانحة والمنظمات الدولية غير كافية ولا تفي حتى بعشرين في المئة من حاجته إلى المساعدات»، كاشفاً عن أن «هناك أكثر من مليون ومئتي ألف لاجئ في لبنان.

عون والمواجهة

سياسياً، لن يمر التمديد الأسبوع المقبل لقائد الجيش العماد جان قهوجي من دون تداعيات سلبية على العلاقة بين التيار الوطني الحر الرافض بالمطلق لهذا التوجه، وبين حزب الله الذي يبدو حتى الساعة أنه يسير به حتى النهاية. وبعد خروج هذا الخلاف إلى العلن، بعد كلام رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أمس لـ«الأخبار»، يعقد التكتل اجتماعاً استثنائياً اليوم تحضيراً لجلسات المجلس النيابي أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء المقبلة.

وذكرت مصادر نيابية في التكتل أن الاجتماع سيحمل مواقف مهمة، ولا سيما أنه في صدد إعداد قراءة شاملة في شأن إدارة الجلسات النيابية ومشاريع القوانين المطروحة على جدول أعمال الجلسة وليس فقط مشروع التمديد لقائد الجيش. ولفتت الى أن نواب التكتل سيشاركون في جلسات المجلس وستكون لهم مواقف ومطالعات مفصلة حول التطورات الأخيرة وما حمله الأسبوع الأخير من مواقف لبعض الأطراف والتكتلات الجديدة ومستقبل العلاقة بين حلفاء الصف الواحد. وفيما تخوفت مصادر في «قوى 8 آذار» من أن يكون «جو التيار جواً صدامياً وأن تذهب الأمور الى تشنجات إضافية في أكثر من ملف»، ذكرت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن «اتصالات كثيفة وعلى أعلى المستويات تجرى بين التيار والحزب لحصر تداعيات الخلاف وعدم انعكاسها سلباً على وثيقة التفاهم بينهما».

من جهة أخرى، وخلافاً لما تردد عن تعديل صيغة اقتراح التمديد للقيادات العسكرية ليشمل عمداء وعقداء، فقد بيّن النص الذي وزعته دوائر المجلس النيابي للاقتراح ضمن جدول أعمال الجلسة التشريعية، أن التمديد لا يشمل الرتبتين المذكورتين. فقد اقتصر الاقتراح على «الضباط الذين يتولون قيادة الجيش أو رئاسة الأركان، وإدارة المؤسسات الأمنية في قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة».

وفيما أوضح نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري أن اقتراح التمديد الذي قدّمه نواب «تيار المستقبل» لم يلحظ أي بند لمفعول رجعي، وأن المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي كان لا يزال مديراً عاماً بالأصالة عندما تقدّموا بالاقتراح، لفت الى «إمكان اقتراح بعض النواب خلال المناقشات داخل الهيئة العامة، إضافة فقرة المفعول الرجعي». على الصعيد الحكومي، واصل رئيس الحكومة المكلف تمام سلام مشاوراته بشأن التأليف، والتقى وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور الذي أطلعه على نتائج لقائه بالرئيس سعد الحريري في جدة.

حملة «المستقبل» على الجيش

على خط آخر، واصل تيار المستقبل حملته على الجيش على خلفية أحداث صيدا. وفي هذا الإطار، أعلن اللقاء الوطني الإسلامي، بعد اجتماعه في منزل النائب محمد عبد اللطيف كبارة في طرابلس، أن المجتمعين أجروا «تقويماً معمقاً لوضع الطائفة السنية والتحديات التي تواجهها على مساحة لبنان في ضوء ملابسات وأبعاد وانعكاسات ما جرى، وما يجري، في مدينة صيدا ومحيطها».

وأوضح المجتمعون أنهم بحثوا في «الخيارات المتاحة للتعاطي مع الوضع الذي يهدد الوطن بتداعيات خطيرة إذا لم تتم معالجته وفقاً لمعطيات صادقة وشفافة وشاملة، لا يمكن الاستناد إليها إلا إذا كانت صادرة عن لجنة تحقيق قضائية _ نيابية محايدة».

واتهم المجتمعون حزب الله بـ«الاعتداء على صيدا وأهلها، فيما المدينة هي في عهدة الجيش اللبناني أمنياً وقانونياً، ما استدعى التساؤل عما إذا كان ما جرى ويجري هو انعكاس للعقيدة العسكرية _ الأمنية الجديدة للجيش اللبناني تطبيقاً للشعار المرفوض: شعب _ جيش _ مقاومة». ورأوا أنه «صار لزاماً على الجيش اللبناني أن يعيد الثقة الى أهله وأن يوضح ماذا يجري في صيدا... لأننا نريد أن يكون الجيش لكل لبنان بكل طوائفه، وعلى قيادة الجيش أن تتعاطى بروحية جديدة لإثبات ذلك».

في المقابل، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال استقباله العماد قهوجي، «دور المؤسسة العسكرية وصونها من كل الأنواء ومن كل محاولات النيل منها». ورأى أن «من الضروري أن يتعاطى الجيش مع جميع المواطنين بشكل متساو وعادل».

إلى ذلك، سلّم المدير العام لقوى الأمن الداخلي المحال إلى التقاعد العميد روجيه سالم قيادة الأمن الداخلي الى العميد إبراهيم بصبوص. وأشار سالم، في كلمة له، الى أن «السياسة والمذهبية لعبتا دوراً كبيراً بكل مؤسسات الدولة، ولكن نحن مستمرون وسنبقى».

 

  • فريق ماسة
  • 2013-06-27
  • 15256
  • من الأرشيف

وزير الداخلية اللبناني يتوقّع اغتيالات وتــفجيرات

ارتفع منسوب المخاوف من تداعيات أمنية خطيرة لما يجري في سوريا على لبنان، مع كشف وزير الداخلية معلومات عن احتمال حصول عمليات اغتيال وتفجيرات، فيما أعدّ العماد ميشال عون خطة لمواجهة الجميع خلال جلسة التمديد لقائد الجيش في ساحة النجمة الأسبوع المقبل وسط الأجواء السياسية والأمنية الملبدة، كشف وزير الداخلية والبلديات مروان شربل معلومات بحوزة الأجهزة الأمنية عن احتمال حصول عمليات اغتيال سياسية وتفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، داعياً إلى معالجة سياسية تمنع حصول المزيد من التوترات والحروب كما حصل في صيدا. ونبه شربل إلى أن «ما يحصل في سوريا سوف ينتقل إلى لبنان قريباً». وقال، في حديث تلفزيوني مساء أمس، «إن الخوف في هذا السياق أساسه من النازحين السوريين في لبنان»، متوقعاً ألا يعود كل هؤلاء إلى سوريا حتى بعد انتهاء الأزمة هناك. ودعا شربل إلى التلاقي بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري لأن الاتفاق هو الأساس في إعادة توحيد البلاد. تعزية كيري لسليمان وفي سياق متصل، تواصل الاهتمام الأميركي بالتطورات الأمنية في لبنان. وإذا كان نائب وزير الخارجية الأميركية وليم بيرنز أرجأ زيارة لبيروت التي كانت مقررة أمس إلى الأحد المقبل بسبب مرافقته وزير الخارجية جون كيري في جولته على عدد من عواصم المنطقة، فقد أجرى الأخير اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية ميشال سليمان عزاه خلاله بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في عملية عبرا. وأكد استمرار بلاده في دعم الجيش «الذي أثبت أنه الضامن الوحيد للاستقرار والسلم الأهلي ومكافحة البؤر الإرهابية»، مثنياً «على السياسة التي يتبعها رئيس الجمهورية والدولة اللبنانية للحفاظ على الاستقرار الداخلي ». ولفت كيري «الى أهمية المساعدة الخاصة في موضوع النازحين من سوريا، في ضوء الازدياد اليومي لعددهم بفعل الوضع القائم والعبء الذي بات يشكله أمنياً وديموغرافياً واجتماعياً». وبالتوازي، زارت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون اللاجئين والسكان والهجرة آن ريتشارد لبنان «كجزء من جولة في المنطقة للتباحث في قضايا إنسانية ولتقويم جهود مساعدة اللاجئين في لبنان». ورحبت ريتشارد بـ«جهود حكومة لبنان لتلبية احتياجات اللاجئين من سوريا». من جهته، أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور أن «لبنان دخل في مرحلة خطيرة بالنسبة إلى مسألة اللاجئين السوريين، وباتت تترتب عليه جراء هذا اللجوء أعباء مكلفة جداً». وأوضح أن المساعدات التي تقدم إلى لبنان من الدول المانحة والمنظمات الدولية غير كافية ولا تفي حتى بعشرين في المئة من حاجته إلى المساعدات»، كاشفاً عن أن «هناك أكثر من مليون ومئتي ألف لاجئ في لبنان. عون والمواجهة سياسياً، لن يمر التمديد الأسبوع المقبل لقائد الجيش العماد جان قهوجي من دون تداعيات سلبية على العلاقة بين التيار الوطني الحر الرافض بالمطلق لهذا التوجه، وبين حزب الله الذي يبدو حتى الساعة أنه يسير به حتى النهاية. وبعد خروج هذا الخلاف إلى العلن، بعد كلام رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أمس لـ«الأخبار»، يعقد التكتل اجتماعاً استثنائياً اليوم تحضيراً لجلسات المجلس النيابي أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء المقبلة. وذكرت مصادر نيابية في التكتل أن الاجتماع سيحمل مواقف مهمة، ولا سيما أنه في صدد إعداد قراءة شاملة في شأن إدارة الجلسات النيابية ومشاريع القوانين المطروحة على جدول أعمال الجلسة وليس فقط مشروع التمديد لقائد الجيش. ولفتت الى أن نواب التكتل سيشاركون في جلسات المجلس وستكون لهم مواقف ومطالعات مفصلة حول التطورات الأخيرة وما حمله الأسبوع الأخير من مواقف لبعض الأطراف والتكتلات الجديدة ومستقبل العلاقة بين حلفاء الصف الواحد. وفيما تخوفت مصادر في «قوى 8 آذار» من أن يكون «جو التيار جواً صدامياً وأن تذهب الأمور الى تشنجات إضافية في أكثر من ملف»، ذكرت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن «اتصالات كثيفة وعلى أعلى المستويات تجرى بين التيار والحزب لحصر تداعيات الخلاف وعدم انعكاسها سلباً على وثيقة التفاهم بينهما». من جهة أخرى، وخلافاً لما تردد عن تعديل صيغة اقتراح التمديد للقيادات العسكرية ليشمل عمداء وعقداء، فقد بيّن النص الذي وزعته دوائر المجلس النيابي للاقتراح ضمن جدول أعمال الجلسة التشريعية، أن التمديد لا يشمل الرتبتين المذكورتين. فقد اقتصر الاقتراح على «الضباط الذين يتولون قيادة الجيش أو رئاسة الأركان، وإدارة المؤسسات الأمنية في قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة». وفيما أوضح نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري أن اقتراح التمديد الذي قدّمه نواب «تيار المستقبل» لم يلحظ أي بند لمفعول رجعي، وأن المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي كان لا يزال مديراً عاماً بالأصالة عندما تقدّموا بالاقتراح، لفت الى «إمكان اقتراح بعض النواب خلال المناقشات داخل الهيئة العامة، إضافة فقرة المفعول الرجعي». على الصعيد الحكومي، واصل رئيس الحكومة المكلف تمام سلام مشاوراته بشأن التأليف، والتقى وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور الذي أطلعه على نتائج لقائه بالرئيس سعد الحريري في جدة. حملة «المستقبل» على الجيش على خط آخر، واصل تيار المستقبل حملته على الجيش على خلفية أحداث صيدا. وفي هذا الإطار، أعلن اللقاء الوطني الإسلامي، بعد اجتماعه في منزل النائب محمد عبد اللطيف كبارة في طرابلس، أن المجتمعين أجروا «تقويماً معمقاً لوضع الطائفة السنية والتحديات التي تواجهها على مساحة لبنان في ضوء ملابسات وأبعاد وانعكاسات ما جرى، وما يجري، في مدينة صيدا ومحيطها». وأوضح المجتمعون أنهم بحثوا في «الخيارات المتاحة للتعاطي مع الوضع الذي يهدد الوطن بتداعيات خطيرة إذا لم تتم معالجته وفقاً لمعطيات صادقة وشفافة وشاملة، لا يمكن الاستناد إليها إلا إذا كانت صادرة عن لجنة تحقيق قضائية _ نيابية محايدة». واتهم المجتمعون حزب الله بـ«الاعتداء على صيدا وأهلها، فيما المدينة هي في عهدة الجيش اللبناني أمنياً وقانونياً، ما استدعى التساؤل عما إذا كان ما جرى ويجري هو انعكاس للعقيدة العسكرية _ الأمنية الجديدة للجيش اللبناني تطبيقاً للشعار المرفوض: شعب _ جيش _ مقاومة». ورأوا أنه «صار لزاماً على الجيش اللبناني أن يعيد الثقة الى أهله وأن يوضح ماذا يجري في صيدا... لأننا نريد أن يكون الجيش لكل لبنان بكل طوائفه، وعلى قيادة الجيش أن تتعاطى بروحية جديدة لإثبات ذلك». في المقابل، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال استقباله العماد قهوجي، «دور المؤسسة العسكرية وصونها من كل الأنواء ومن كل محاولات النيل منها». ورأى أن «من الضروري أن يتعاطى الجيش مع جميع المواطنين بشكل متساو وعادل». إلى ذلك، سلّم المدير العام لقوى الأمن الداخلي المحال إلى التقاعد العميد روجيه سالم قيادة الأمن الداخلي الى العميد إبراهيم بصبوص. وأشار سالم، في كلمة له، الى أن «السياسة والمذهبية لعبتا دوراً كبيراً بكل مؤسسات الدولة، ولكن نحن مستمرون وسنبقى».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة