عقدت في مدينة اسطنبول الجولة الأولى من الاجتماع الرباعي لوزراء الاقتصاد والتجارة في كل من سورية ولبنان والأردن وتركيا بهدف التوصل لإقامة منطقة تجارة حرة تضم هذه الدول الأربع وذلك انطلاقا مما تمّ الاتفاق عليه خلال المنتدى العربي- التركي الذي عقد في تركيا في حزيران الماضي

وقد أكدت وزيرة الاقتصاد والتجارة لمياء مرعي عاصي أن المشروع يهدف إلى إقامة فضاء اقليمي وتكتل اقتصادي أصبح حاجة لنا لمواجهة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية وسيجعل دولنا أقوى، وأضافت الوزيرة عاصي: إن إحداث منطقة تجارة حرة سيؤدي إلى تأسيس بيئة مستدامة تضمن زيادة معدلات التبادل التجاري وتعزز تدفق الاستثمارات، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الحوار السياسي والنمو الاقتصادي في المنطقة وستستفيد كل دولة من الميزات النسبية لدى الدول الأخرى، مشيرة أن ما يجمع هذه الدول أكثر بكثير مما جمع العديد من التكتلات الاقتصادية العالمية الأخرى وهذا الأمر من شأنه أن يلقي على عاتق الحكومات في هذه الدول الكثير مما يجب فعله لتحقيق المصلحة المشتركة لشعوب هذه الدول وللأجيال القادمة. ‏

وعرضت عاصي مراحل التطور الاقتصادي السوري والانتقال نحو اقتصاد السوق الاجتماعي ومميزات البيئة الاستثمارية والبنى التحتية المتوافرة. ‏

كما أكد وزير التجارة التركي ظافر شاغليان أن الاجتماع سيضع خريطة الطريق المستقبلية لتحقيق هذا المشروع الكبير ولفت إلى أن الأزمة العالمية أدت لتوجه رؤوس الأموال من أمريكا وأوروبا إلى الشرق الأوسط، ومنطقتنا أصبحت منطقة بارزة كأسواق بديلة وعلينا استغلال هذه الفرصة، وأضاف شاغليان: إن العلاقات بين تركيا وسورية بنيت على أساس (اربح ونربح). ‏

من جهته الدكتور عامر الحديدي وزير التجارة والصناعة الأردني أوضح أن الظروف الاقتصادية تستدعي التعاون المشترك الذي لا يقف عند التجارة والاستثمار بل تبادل المعرفة وتنسيق المواقف في مفاوضات التجارة الإقليمية والدولية.. ‏

وأشار محمد الصفدي وزير الاقتصاد اللبناني إلى أن الإعلان المشترك يستند لرؤية مهمة ستجعل من بلداننا مركز قوة إقليمية لها مكانتها وشدد على ضرورة عقد جلسات فنية لوضع فترة انتقالية. ‏

وفي نهاية الاجتماع أصدر المجتمعون إعلاناً مشتركاً تضمن تأسيس مجلس اقتصادي للدول الأربع مهمته متابعة عملية تأسيس منطقة تجارة حرة بين سورية ولبنان والأردن وتركيا والكشف والتعريف بالفرص المتاحة بين هذه الدول للتجارة والاستثمار وتعزيز التنافسية ودعم الأبحاث العلمية والاختراع وبناء شراكة إستراتيجية لتشجيع التطوير التجاري ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإزالة العقبات التي تعترض التجارة. ‏

ومن المخطط له أن يتابع الفنيون مفاوضات إحداث منطقة التجارة الحرة المقترحة على أنّ يعقد الاجتماع الوزاري القادم في سورية خلال شهر كانون الأول. ‏

وفي تصريح بعد الاجتماع قال الوزير التركي شاغليان: إن وجهات النظر كانت متطابقة بشكل كبير وأعرب عن تشجيع تركيا لجهود الدول الثلاث للانضمام لمنظمة التجارة العالمية وأكد أن بلاده تدعم جميع المبادرات وتهتم بالاندماج الاقتصادي والتجاري، وأكد أن المنطقة ستكون منطقة جذب للاستثمارات العالمية، وأشاد شاغليان بالعلاقات الأخوية المتطورة بين سورية وتركيا وهي مثال يحتذى به بين كل الدول
  • فريق ماسة
  • 2010-07-31
  • 12419
  • من الأرشيف

تأسيس مجلس اقتصادي سوري - لبناني - أردني - تركي

عقدت في مدينة اسطنبول الجولة الأولى من الاجتماع الرباعي لوزراء الاقتصاد والتجارة في كل من سورية ولبنان والأردن وتركيا بهدف التوصل لإقامة منطقة تجارة حرة تضم هذه الدول الأربع وذلك انطلاقا مما تمّ الاتفاق عليه خلال المنتدى العربي- التركي الذي عقد في تركيا في حزيران الماضي وقد أكدت وزيرة الاقتصاد والتجارة لمياء مرعي عاصي أن المشروع يهدف إلى إقامة فضاء اقليمي وتكتل اقتصادي أصبح حاجة لنا لمواجهة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية وسيجعل دولنا أقوى، وأضافت الوزيرة عاصي: إن إحداث منطقة تجارة حرة سيؤدي إلى تأسيس بيئة مستدامة تضمن زيادة معدلات التبادل التجاري وتعزز تدفق الاستثمارات، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الحوار السياسي والنمو الاقتصادي في المنطقة وستستفيد كل دولة من الميزات النسبية لدى الدول الأخرى، مشيرة أن ما يجمع هذه الدول أكثر بكثير مما جمع العديد من التكتلات الاقتصادية العالمية الأخرى وهذا الأمر من شأنه أن يلقي على عاتق الحكومات في هذه الدول الكثير مما يجب فعله لتحقيق المصلحة المشتركة لشعوب هذه الدول وللأجيال القادمة. ‏ وعرضت عاصي مراحل التطور الاقتصادي السوري والانتقال نحو اقتصاد السوق الاجتماعي ومميزات البيئة الاستثمارية والبنى التحتية المتوافرة. ‏ كما أكد وزير التجارة التركي ظافر شاغليان أن الاجتماع سيضع خريطة الطريق المستقبلية لتحقيق هذا المشروع الكبير ولفت إلى أن الأزمة العالمية أدت لتوجه رؤوس الأموال من أمريكا وأوروبا إلى الشرق الأوسط، ومنطقتنا أصبحت منطقة بارزة كأسواق بديلة وعلينا استغلال هذه الفرصة، وأضاف شاغليان: إن العلاقات بين تركيا وسورية بنيت على أساس (اربح ونربح). ‏ من جهته الدكتور عامر الحديدي وزير التجارة والصناعة الأردني أوضح أن الظروف الاقتصادية تستدعي التعاون المشترك الذي لا يقف عند التجارة والاستثمار بل تبادل المعرفة وتنسيق المواقف في مفاوضات التجارة الإقليمية والدولية.. ‏ وأشار محمد الصفدي وزير الاقتصاد اللبناني إلى أن الإعلان المشترك يستند لرؤية مهمة ستجعل من بلداننا مركز قوة إقليمية لها مكانتها وشدد على ضرورة عقد جلسات فنية لوضع فترة انتقالية. ‏ وفي نهاية الاجتماع أصدر المجتمعون إعلاناً مشتركاً تضمن تأسيس مجلس اقتصادي للدول الأربع مهمته متابعة عملية تأسيس منطقة تجارة حرة بين سورية ولبنان والأردن وتركيا والكشف والتعريف بالفرص المتاحة بين هذه الدول للتجارة والاستثمار وتعزيز التنافسية ودعم الأبحاث العلمية والاختراع وبناء شراكة إستراتيجية لتشجيع التطوير التجاري ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإزالة العقبات التي تعترض التجارة. ‏ ومن المخطط له أن يتابع الفنيون مفاوضات إحداث منطقة التجارة الحرة المقترحة على أنّ يعقد الاجتماع الوزاري القادم في سورية خلال شهر كانون الأول. ‏ وفي تصريح بعد الاجتماع قال الوزير التركي شاغليان: إن وجهات النظر كانت متطابقة بشكل كبير وأعرب عن تشجيع تركيا لجهود الدول الثلاث للانضمام لمنظمة التجارة العالمية وأكد أن بلاده تدعم جميع المبادرات وتهتم بالاندماج الاقتصادي والتجاري، وأكد أن المنطقة ستكون منطقة جذب للاستثمارات العالمية، وأشاد شاغليان بالعلاقات الأخوية المتطورة بين سورية وتركيا وهي مثال يحتذى به بين كل الدول


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة