يبدو الذهب الذي ينقب عنه عشوائيا في بعض الولايات السودانية ورغبة الحصول عليه بكميات كبيرة، من المغريات التي دفعت مواطني دول الجوار العربية والأفريقية -كل بثقافته- للتدافع عبر منافذ مختلفة للحصول على ما يقدرون عليه من هذا الكنز.

 ووفقاً للإحصاءات التي كشفتها لجنة الأمن بولاية نهر النيل فإن 1400 أجنبي من 18 دولة -بينها مصر وسوريا والمغرب وإرتيريا وإثيوبيا- وفدوا إلى ولاية نهر النيل شمالي السودان للتنقيب عن الذهب.

غير أن هذه الأعداد المرصودة وغيرها من الأعداد البشرية الكبيرة التي ظلت تجوب أطراف البلاد الشمالية رغم المعاناة أحيانا بحثا عن الذهب، أصبحت تشكل أحيانا تهديدا أمنياً كبيراً بحسب سلطات الولاية.

 كثافة بشرية

وتقول السلطات إن 77 شخصاً قتلوا في مناطق التنقيب، وإن هناك انتشارا واسعا للمخدرات وسط الوافدين، "الأمر الذي يشكل خطورة بالغة على أمن واستقرار الولاية"، مشيرة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وقلة الأيدي العاملة في ذات المنطقة.

 وتؤكد أن التعدين العشوائي جذب أعدادا كبيرة من العمالة الوافدة التي تجاوزت 40 ألف عامل، مما ترتبت عليه بعض النتائج السلبية والمخاطر التي تهدد أمن وسلامة الولاية برمتها.

 وتشير السلطات إلى دخول ثقافات وافدة وعادات وتقاليد غريبة عن المجتمع المحلي "أفقدت بعض المناطق خصوصيتها"، وطغت ثقافة الكسب السريع على حساب المبادئ والقيم والأخلاق.

 وتنبه إلى ازدياد الفاقد التربوي بسبب تحول الأطفال في سن الدراسة للعمل في التنقيب "وتعرضهم للانتهاكات الجسدية"، بجانب تفشي الأمراض والأوبئة في أوساط العاملين وغياب الرقابة الصحية على المأكولات والمشروبات.

 وتؤكد على الارتفاع الملحوظ لنسبة الجرائم بدخول نوعية جديدة منها، مشيرة إلى ضبط نحو 48 كلغ من المخدرات في العام الحالي مقارنة بنحو 12 كلغ في العام الماضي، مع ارتفاع عدد البلاغات في جرائم مختلفة إلى قرابة مئة بلاغ.
  • فريق ماسة
  • 2010-07-30
  • 12325
  • من الأرشيف

تزايد الأجانب بالسودان بحثا عن الذهب

يبدو الذهب الذي ينقب عنه عشوائيا في بعض الولايات السودانية ورغبة الحصول عليه بكميات كبيرة، من المغريات التي دفعت مواطني دول الجوار العربية والأفريقية -كل بثقافته- للتدافع عبر منافذ مختلفة للحصول على ما يقدرون عليه من هذا الكنز.  ووفقاً للإحصاءات التي كشفتها لجنة الأمن بولاية نهر النيل فإن 1400 أجنبي من 18 دولة -بينها مصر وسوريا والمغرب وإرتيريا وإثيوبيا- وفدوا إلى ولاية نهر النيل شمالي السودان للتنقيب عن الذهب. غير أن هذه الأعداد المرصودة وغيرها من الأعداد البشرية الكبيرة التي ظلت تجوب أطراف البلاد الشمالية رغم المعاناة أحيانا بحثا عن الذهب، أصبحت تشكل أحيانا تهديدا أمنياً كبيراً بحسب سلطات الولاية.  كثافة بشرية وتقول السلطات إن 77 شخصاً قتلوا في مناطق التنقيب، وإن هناك انتشارا واسعا للمخدرات وسط الوافدين، "الأمر الذي يشكل خطورة بالغة على أمن واستقرار الولاية"، مشيرة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وقلة الأيدي العاملة في ذات المنطقة.  وتؤكد أن التعدين العشوائي جذب أعدادا كبيرة من العمالة الوافدة التي تجاوزت 40 ألف عامل، مما ترتبت عليه بعض النتائج السلبية والمخاطر التي تهدد أمن وسلامة الولاية برمتها.  وتشير السلطات إلى دخول ثقافات وافدة وعادات وتقاليد غريبة عن المجتمع المحلي "أفقدت بعض المناطق خصوصيتها"، وطغت ثقافة الكسب السريع على حساب المبادئ والقيم والأخلاق.  وتنبه إلى ازدياد الفاقد التربوي بسبب تحول الأطفال في سن الدراسة للعمل في التنقيب "وتعرضهم للانتهاكات الجسدية"، بجانب تفشي الأمراض والأوبئة في أوساط العاملين وغياب الرقابة الصحية على المأكولات والمشروبات.  وتؤكد على الارتفاع الملحوظ لنسبة الجرائم بدخول نوعية جديدة منها، مشيرة إلى ضبط نحو 48 كلغ من المخدرات في العام الحالي مقارنة بنحو 12 كلغ في العام الماضي، مع ارتفاع عدد البلاغات في جرائم مختلفة إلى قرابة مئة بلاغ.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة