فيما بدا أنه أول نتائج اصطدام واشنطن بالواقعية الروسية التي بدت جلية أثناء قمة الثماني أقر الرئيس الأمريكى باراك أوباما بان دول الثمانى "موحدة بشأن الاتفاق على التوصل الى تسوية سياسية للأزمة في سورية" مضيفا "نريد أن نرى سورية موحدة وديمقراطية وتنعم بالسلام".

تصريحات أوباما خلال مؤتمر صحفى جمعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس فى برلين جاءت بعد أن اقحم نفسه واتباعه بالأزمة في سورية من بوابة الدعوة للحرب وليس للسلام عبر إعلان واشنطن انها ستسلح المعارضة في سورية وذلك قبل يومين فقط من قمة الثماني التي غيرت المنطق الامريكي وجعلته يتحدث عن الحل السلمي مجددا.

وأكد أوباما أن هناك حاجة "لرؤية نهاية لسفك الدماء وعدم استخدام للاسلحة الكيماوية" معتبرا أن "الحديث عن أن الولايات المتحدة الامريكية تريد المشاركة فى حرب فى سورية ليس دقيقا وما نريد أن نفعله هو أن نضع حدا للحرب هناك".

ورفض الرئيس الأمريكي الإجابة عن سؤال حول نوع الاسلحة التى ستقدمها بلاده الى المجموعات الارهابية المسلحة فى سورية.

وقال اوباما" لا أستطيع ولن اعلق على برامجنا المتعلقة بدعم المعارضة السورية ولكن سياستنا كانت واضحة وثابتة فنحن نريد سورية تنعم بسلام غير طائفية وديمقراطية شرعية متسامحة".

تردد اوباما في تحديد نوعية التسليح قرأه متابعون على أنه انعكاس لواقع الحال إذ إن واشنطن لم تكن تتوقع ان تثير خطط التسليح التي أعلنتها حفيظة موسكو ومن ورائها برلين اللتين أكدتا ان التسليح لن يزيد الامور إلا سوءا وهنا اضطرت واشنطن للتعامل بواقعية فهي وان كانت ترغب بالحرب على سورية فإنها لا شك تحتاج لغطاء دولي وحلفاء يدعمونها حتى لا تتورط بمفردها ولذلك عادت لتتحدث بلغة الحل السياسي.

وكان ويسلي كلارك القائد الأعلى السابق للناتو اعتبر في حديث لقناة سي إن إن الأمريكية أمس "أنه من الذكاء عدم قول الرئيس أوباما ما نوع الأسلحة التي سيقدمها للمتمردين في سورية لأن القدرة على استخدام التدخل الأمريكي في سورية يعتمد على وجود بعض الغموض بشأنه" ما يطرح أسئلة كثيرة حول النوايا الأمريكية المبيتة بشأن التدخل في سورية.وادعى أوباما أن الوصول إلى سورية ديمقراطية هو "هدف دعم المعارضة السياسية والعسكرية" مشيرا إلى أن "الحديث عن أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد المشاركة في حرب أخرى في سورية ليس دقيقا وما نريد أن نفعله هو أن نضع حدا للحرب وأن نتوصل إلى عملية انتقالية".

أوباما الذي وارب مرارا فمرة تحدث عن دعم الحل السياسي في سورية وأخرى صرح عن نواياه بتقديم أشكال مختلفة من الدعم للإرهابيين في سورية بين أن "مجموعة الثماني أعادت التأكيد على ضرورة أن يكون هناك حكومة انتقالية في سورية وتحقيق أممي في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية".

وبينما كان أوباما يكرر اتهامات واشنطن لسورية باستخدام السلاح الكيماوي ويدعي أنه على "ثقة من ذلك" بدا في أشد درجات التناقض عندما قال " لنجري تحقيقا في هذه المسألة لكي نتوصل الى نتيجة" فالنتيجة إذا غير مؤكدة وإلا فما الداعي للتحقيق.

وكانت سورية أول من طلب اجراء تحقيق دولي مختص باستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل المعارضة في خان العسل بحلب إلا أن واشنطن وشركاءها الأوربيين عطلوا هذا التحقيق وارادوا توسيع الدائرة لاستهداف سورية على الطريقة العراقية.

وأمس الأول صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب قمة الثماني الكبار أنه "لا توجد لدينا أي أدلة على استخدام الحكومة السورية السلاح الكيميائي" مؤكدا أن "أي قرارات بتسليح المعارضة السورية تعتمد على اتهامات غير موءكدة بحق الحكومة السورية في استخدام الأسلحة الكيميائية لن تؤدي إلا إلى تصعيد الأزمة".

وبعد أن خلت جعبة أوباما من السهام السياسية لجأ الى السهام الشخصية وبدأ يكيل التهم جزافا للقيادة السورية معتمدا على تقارير شهود العيان والناشطين الذين يتحدثون من لندن وباريس عما يجري في القرى السورية ولو امتلك أدلة زودته بها مخابراته حول التهم التي القاها لما تردد في اطلاع الرأي العام وقيادا ت العالم الاخرى عليها ولكنه قطعا لم يجد هذه التأكيدات.

وحتى يضمن استمرار مرتزقته بالقتال والتدمير والتخريب عاد اوباما ليقول "بالنسبة إلينا نحاول أن نقدم الدعم للمعارضة السياسية والمعارضة العسكرية التي تزداد قدراتها وتصبح موحدة اكثر" رغم أنه يعلم أن سفيره في سورية روبرت فورد فشل في توحيد المعارضة وكان هذا حال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أيضا اللذين حضرا اجتماعات المعارضة في اسطنبول ووبخا قيادا تها على خذلانهم وعدم قدرتهم على تلبية الطموح الغربي بانتاج بديل مطواع للقيادة السورية.

وحتى لا يبدو محرجا بعد أن وضعت إدارته جبهة النصرة على قائمة الارهاب ما يجعل إرسال السلاح لسورية بمثابة تسليح للإرهاب ادعى اوباما أن بلاده تقوم " بعزل المتطرفين الذين يحاولون ان ينضموا الى المعارضة السورية".

وكالعادة أراد أوباما أن يلمح إلى ما يمكن ان تقوم به استخباراته لتغيير الوقائع على الارض عبر دعم الارهاب اذ حذر من" انه في الاشهر وفي الاسابيع المقبلة سنرى انه من دون حكومة مختلفة لا يمكن ان نحقق السلام وسوف تزداد الانقسامات وقد تتوسع رقعة النزاع السوري في المنطقة وهذا لا يصب في مصلحة احد".

 

من جانبها بينت المستشارة الألمانية أن لدى "ألمانيا قواعد واضحة وصارمة وبحسب هذه القواعد لا يسمح لنا ان نزود بالأسلحة من هم في مناطق تشهد نزاعات أو حروبا أهلية" معتبرة أن بإمكان ألمانيا "لعب دور بناء فيما يتعلق بعملية الانتقال السياسي في سورية أو المساعدة الإنسانية".

وأعادت ميركل التذكير بالنقطة الاساسية التي خرجت بها قمة الثماني حول "رفض القوى الإرهابية في سورية لأنها سوف تزيد من حدة الام ما يعانيه الشعب هناك".

وعولت ميركل على الحوار مع روسيا بدل كيل الاتهامات معترفة بتمايز الموقف الروسي عن مواقف الدول الغربية وقالت "حتى الآن ما من موقف موحد للأمم المتحدة لكن يجب ان نصل إلى أرض مشتركة تسمح لنا أيضا ان نتحدث إلى الروس حول النقاط التي تتباين فيها اراوءنا".

وحذرت ميركل من مخاطر نقل السلاح الى المنطقة داعية الى النظر "للحال في الأردن والبلدان المختلفة التي يتهدد استقرارها بزيادة تدفق الاسلحة "موضحة أنه من المهم " أن نبذل كل جهد ممكن ونحاول ان نتحرك على أساس لغة بيان يوم الأمس بما فيه مصلحة الشعب السوري".

  • فريق ماسة
  • 2013-06-19
  • 12634
  • من الأرشيف

في أول انعكاس لنتائج قمة الثماني.. أوباما يتجنب خطاب الحرب ويعود للدبلوماسية.. ميركل تحذر من تدفق السلاح للمنطقة

فيما بدا أنه أول نتائج اصطدام واشنطن بالواقعية الروسية التي بدت جلية أثناء قمة الثماني أقر الرئيس الأمريكى باراك أوباما بان دول الثمانى "موحدة بشأن الاتفاق على التوصل الى تسوية سياسية للأزمة في سورية" مضيفا "نريد أن نرى سورية موحدة وديمقراطية وتنعم بالسلام". تصريحات أوباما خلال مؤتمر صحفى جمعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس فى برلين جاءت بعد أن اقحم نفسه واتباعه بالأزمة في سورية من بوابة الدعوة للحرب وليس للسلام عبر إعلان واشنطن انها ستسلح المعارضة في سورية وذلك قبل يومين فقط من قمة الثماني التي غيرت المنطق الامريكي وجعلته يتحدث عن الحل السلمي مجددا. وأكد أوباما أن هناك حاجة "لرؤية نهاية لسفك الدماء وعدم استخدام للاسلحة الكيماوية" معتبرا أن "الحديث عن أن الولايات المتحدة الامريكية تريد المشاركة فى حرب فى سورية ليس دقيقا وما نريد أن نفعله هو أن نضع حدا للحرب هناك". ورفض الرئيس الأمريكي الإجابة عن سؤال حول نوع الاسلحة التى ستقدمها بلاده الى المجموعات الارهابية المسلحة فى سورية. وقال اوباما" لا أستطيع ولن اعلق على برامجنا المتعلقة بدعم المعارضة السورية ولكن سياستنا كانت واضحة وثابتة فنحن نريد سورية تنعم بسلام غير طائفية وديمقراطية شرعية متسامحة". تردد اوباما في تحديد نوعية التسليح قرأه متابعون على أنه انعكاس لواقع الحال إذ إن واشنطن لم تكن تتوقع ان تثير خطط التسليح التي أعلنتها حفيظة موسكو ومن ورائها برلين اللتين أكدتا ان التسليح لن يزيد الامور إلا سوءا وهنا اضطرت واشنطن للتعامل بواقعية فهي وان كانت ترغب بالحرب على سورية فإنها لا شك تحتاج لغطاء دولي وحلفاء يدعمونها حتى لا تتورط بمفردها ولذلك عادت لتتحدث بلغة الحل السياسي. وكان ويسلي كلارك القائد الأعلى السابق للناتو اعتبر في حديث لقناة سي إن إن الأمريكية أمس "أنه من الذكاء عدم قول الرئيس أوباما ما نوع الأسلحة التي سيقدمها للمتمردين في سورية لأن القدرة على استخدام التدخل الأمريكي في سورية يعتمد على وجود بعض الغموض بشأنه" ما يطرح أسئلة كثيرة حول النوايا الأمريكية المبيتة بشأن التدخل في سورية.وادعى أوباما أن الوصول إلى سورية ديمقراطية هو "هدف دعم المعارضة السياسية والعسكرية" مشيرا إلى أن "الحديث عن أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد المشاركة في حرب أخرى في سورية ليس دقيقا وما نريد أن نفعله هو أن نضع حدا للحرب وأن نتوصل إلى عملية انتقالية". أوباما الذي وارب مرارا فمرة تحدث عن دعم الحل السياسي في سورية وأخرى صرح عن نواياه بتقديم أشكال مختلفة من الدعم للإرهابيين في سورية بين أن "مجموعة الثماني أعادت التأكيد على ضرورة أن يكون هناك حكومة انتقالية في سورية وتحقيق أممي في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية". وبينما كان أوباما يكرر اتهامات واشنطن لسورية باستخدام السلاح الكيماوي ويدعي أنه على "ثقة من ذلك" بدا في أشد درجات التناقض عندما قال " لنجري تحقيقا في هذه المسألة لكي نتوصل الى نتيجة" فالنتيجة إذا غير مؤكدة وإلا فما الداعي للتحقيق. وكانت سورية أول من طلب اجراء تحقيق دولي مختص باستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل المعارضة في خان العسل بحلب إلا أن واشنطن وشركاءها الأوربيين عطلوا هذا التحقيق وارادوا توسيع الدائرة لاستهداف سورية على الطريقة العراقية. وأمس الأول صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب قمة الثماني الكبار أنه "لا توجد لدينا أي أدلة على استخدام الحكومة السورية السلاح الكيميائي" مؤكدا أن "أي قرارات بتسليح المعارضة السورية تعتمد على اتهامات غير موءكدة بحق الحكومة السورية في استخدام الأسلحة الكيميائية لن تؤدي إلا إلى تصعيد الأزمة". وبعد أن خلت جعبة أوباما من السهام السياسية لجأ الى السهام الشخصية وبدأ يكيل التهم جزافا للقيادة السورية معتمدا على تقارير شهود العيان والناشطين الذين يتحدثون من لندن وباريس عما يجري في القرى السورية ولو امتلك أدلة زودته بها مخابراته حول التهم التي القاها لما تردد في اطلاع الرأي العام وقيادا ت العالم الاخرى عليها ولكنه قطعا لم يجد هذه التأكيدات. وحتى يضمن استمرار مرتزقته بالقتال والتدمير والتخريب عاد اوباما ليقول "بالنسبة إلينا نحاول أن نقدم الدعم للمعارضة السياسية والمعارضة العسكرية التي تزداد قدراتها وتصبح موحدة اكثر" رغم أنه يعلم أن سفيره في سورية روبرت فورد فشل في توحيد المعارضة وكان هذا حال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أيضا اللذين حضرا اجتماعات المعارضة في اسطنبول ووبخا قيادا تها على خذلانهم وعدم قدرتهم على تلبية الطموح الغربي بانتاج بديل مطواع للقيادة السورية. وحتى لا يبدو محرجا بعد أن وضعت إدارته جبهة النصرة على قائمة الارهاب ما يجعل إرسال السلاح لسورية بمثابة تسليح للإرهاب ادعى اوباما أن بلاده تقوم " بعزل المتطرفين الذين يحاولون ان ينضموا الى المعارضة السورية". وكالعادة أراد أوباما أن يلمح إلى ما يمكن ان تقوم به استخباراته لتغيير الوقائع على الارض عبر دعم الارهاب اذ حذر من" انه في الاشهر وفي الاسابيع المقبلة سنرى انه من دون حكومة مختلفة لا يمكن ان نحقق السلام وسوف تزداد الانقسامات وقد تتوسع رقعة النزاع السوري في المنطقة وهذا لا يصب في مصلحة احد".   من جانبها بينت المستشارة الألمانية أن لدى "ألمانيا قواعد واضحة وصارمة وبحسب هذه القواعد لا يسمح لنا ان نزود بالأسلحة من هم في مناطق تشهد نزاعات أو حروبا أهلية" معتبرة أن بإمكان ألمانيا "لعب دور بناء فيما يتعلق بعملية الانتقال السياسي في سورية أو المساعدة الإنسانية". وأعادت ميركل التذكير بالنقطة الاساسية التي خرجت بها قمة الثماني حول "رفض القوى الإرهابية في سورية لأنها سوف تزيد من حدة الام ما يعانيه الشعب هناك". وعولت ميركل على الحوار مع روسيا بدل كيل الاتهامات معترفة بتمايز الموقف الروسي عن مواقف الدول الغربية وقالت "حتى الآن ما من موقف موحد للأمم المتحدة لكن يجب ان نصل إلى أرض مشتركة تسمح لنا أيضا ان نتحدث إلى الروس حول النقاط التي تتباين فيها اراوءنا". وحذرت ميركل من مخاطر نقل السلاح الى المنطقة داعية الى النظر "للحال في الأردن والبلدان المختلفة التي يتهدد استقرارها بزيادة تدفق الاسلحة "موضحة أنه من المهم " أن نبذل كل جهد ممكن ونحاول ان نتحرك على أساس لغة بيان يوم الأمس بما فيه مصلحة الشعب السوري".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة