دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أيدت محكمة استئناف البحرين في شهر شباط الماضي حكم البراءة الصادر بحق شرطي متهم بقتل مواطن بحريني العام 2011، بعد أن برأته «المحكمة الكبرى» في شهر أيلول الماضي.
بعد ثلاثة أيام على بدء انتفاضة البحرين في شهر شباط العام 2011، تغيّرت حياة عائلة عبد الحسن عندما وجه رجل أمن سلاحه إلى رأس رب العائلة عيسى عبد الحسن (60 عاما)، وبدم بارد أطلق النار مفجراً إياه ليرحل عيسى عن الدنيا مخلفاً وراءه زوجة وتسعة أبناء و16 حفيداً.
الصورة البشعة التي نشرتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لرجل ستيني بنصف رأس أثرت في الكثيرين داخل البحرين وخارجها. أما عائلته الصغيرة، والكبيرة، فقد تلقت الصدمة بما يتناسب والتزامها الديني بالإيمان بقضاء الله، وبأن دماء الشهداء لا تذهب هدراً وأن النصر آت، ما وضعهم في مواجهة الحكومة والنظام الحاكم في البحرين.
وبرغم أن أحداً لم يُدن في مقتل عيسى عبد الحسن، فإن عائلة الأخير أصبحت مستهدفة من قبل النظام منذ ذلك اليوم ليقبع أحد عشر شاباً من شبابها خلف القضبان. ومن بين هؤلاء ابن أخت عيسى، وابن خاله، إضافة إلى أقرباء بعيدين مثل ابن أخت زوجته.
أما ابنه أحمد البالغ من العمر 23 عاماً، فكان آخر الضحايا، حيث داهمت دوريات أمنية وعشرات من رجال الأمن المنزل من البوابة والنوافذ ومن على السطح للقبض على الشاب العاطل من العمل والذي يعيش مع عدد من إخوته المتزوجين والعزاب في منزل واحد مع والدتهم.
روتين المداهمات التي تقوم بها قوات الأمن فجراً أصبح معروفاً في البحرين؛ تكسير الأبواب والمقتنيات الخاصة، وسرقة ما يمكن سرقته من إلكترونيات ومصوغات ذهبية وأموال، ضربٌ واعتداءٌ على القاطنين في المنزل، اعتقال الملاحق، أو استبداله برهينة حتى يسلّم نفسه.
حسن عبد الحسن، الأخ الأكبر لأحمد قال لـ«السفير»: «دخلوا إلى المنزل كما في الأفلام. كانوا ملثمين، كسروا وعاثوا وأخذوا الحاسوب المتنقل والهواتف التي يملكها أحمد. ضربوه أمامنا، وساقوه إلى الحافلة التي وضع فيها بقية المعتقلين من أبناء القرية، حصيلتهم لتلك الليلة»، مضيفاً «كنا نسمع صوت صاعق الكهرباء الذي يستخدمونه على أجساد المعتقلين».
وأشار في حديثه إلى أنّه «بعد يوم من الاعتقال، جاء اتصال من أحمد يخبرنا فيه أنه تم نقله إلى عيادة الأمن لإصابته بهبوط حاد في الدم، وظل يتنقل ما بين مبنى التحقيقات الجنائية وسجن الحوض الجاف لعدة أيام. كانت حصيلة تلك الأيام اعترافه بتهم وجهت إليه بالقيام بأعمال شغب وتجمهر وغيرها».
وترى عائلة عبد الحسن أن الملاحقة الدائمة لأبنائها وتوجيه التهم المحاكة ضدهم، والتي لا علاقة لهم بها، هي إمعان في الاستهداف، الذي بدأ بقتل الوالد بطريقة بشعة لا يتقبلها الإنسان الطبيعي، ولم ينته حتى اليوم.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة