دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اذا كانت اوروبا الغربية توصف باوروبا العجوز او الهرمة (باستثناء المانيا) لأن نسبة الشباب فيها متدنية، فإن الوصف الموازي للشرق هو الشرق الشاب بالنظر الى النسبة العالية للشباب بين السكان..
وكما نجح المستعمرون الاوروبيون والامريكيون بتحويل طاقة النفط من نعمة الى نقمة، هناك ما يؤشر على سيناريو مماثل لتحويل طاقة الشرق الشاب الى نقمة ايضا.
ويلاحظ في كل ذلك تنوع الاساليب والادوات المستخدمة في ترجمة هذا السيناريو:
1- تحطيم الهوية القومية المدنية التنويرية واستبدالها بهويات فرعية، طائفية ومذهبية واقليمية وجهوية وظلامية وتكفيرية محورها المشترك التوتر والاحتقان والاقصاء ازاء او مقابل الآخر.
2- ربط ذلك بالمشروع العام لتحطيم وتفكيك الدول والمجتمعات واستبدالها بكانتونات وفدراليات مذهبية وجهوية على ايقاع يهودية الدول في تل ابيب.
3- وحيث لا توجد مذاهب وطوائف متناحرة يجري خلق اشكال جديدة من الاحتقانات والتوترات العشائرية والجهوية.
4- الانحطاط بمستوى التعليم ومناهجه وتفريغه من اي بعد ثقافي ونقدي وحواري وليس بلا معنى إلغاء مساقات الفلسفة، مثلا في دول عربية عديدة او تخفيض الموازنات المخصصة للثقافة والابداع في المؤسسات والصحف والمنابر العربية المختلفة.
5- الهرب المبرمج من الاسباب المذكورة نحو ذرائع واسباب شكلية اخرى.
6- دخول جماعات مشبوهة على هذه الحالة من الاحتقانات والفقر المعرفي والفراغ والاملاق الثقافي والسياسي التنويري النقدي.
7- وتتراوح الجماعات المذكورة بين جماعات الاسلام الامريكي الناعم والخشن التكفيري، وبين جماعات الليبرالية المزعومة مثل (الاوتبور) التي تستغل عند بعض الشباب اكثر من قضية، مثل: القضية الاولى، الفقر المعرفي والثقافي للفصل بين حقوق الانسان ومعركة التحرر الوطني والقومي وقد رأينا كيف قام (شباب 7 ابريل) في مصر مثلا بالتركيز على حقوق الانسان وتغيير الدستور.. الخ.
بمعزل عن التحولات الاجتماعية – الاقتصادية في مواجهة الرأسمالية والتطبيع.
القضية الثانية: رغبة بل وحق الشباب في التواصل مع العالم والسفر والمشاركة في مؤتمرات عربية وعالمية مما وفر الفرصة لاختراقات الشباب بتأمين مناخات كهذه ولكن في اطار مبرمج لجماعات التمويل الاجنبي ومراكزها العالمية المشبوهة بعلاقات مع المخابرات الامريكية والاطلسية والصهيونية.
8- ذلك يستدعي وقفة وطنية من كل القوى المعنية لبناء مناهج ومناخات دراسية تعزز الهوية القومية المدنية والثقافة التنويرية النقدية وقبل ذلك لصياغة برنامج وتصورات وطنية ديمقراطية تعزز الاستقلال وفرص العمل المنتج وتوفير مناخات للتواصل ومشاركة الشباب في المحافل العربية والعالمية الممانعة..
المصدر :
العرب اليوم/ موفق محادين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة