إقتربت السّاعة، وحان موعد الحساب. كلّ المعلومات تشير إلى ارتفاع حرارة الجبهات في محيط الدائرة السوريّة، بدءاً من لبنان.

المعلومات التي تساقطت على الدوائر البريطانية خلال السّاعات الماضية توحي بأنّ قرارات مهمّة اتخذت على غير صعيد إقليميّ، وأنّ الأيام القليلة المقبلة، إن لم تكن السّاعات، قد تشهد ترجمة لهذه القرارات ميدانيّاً.

تتوقع دوائر دبلوماسية في العاصمة البريطانية بناءً على معلومات وردتها في الأيام القليلة الماضية، أن يقوم «حزب الله» بعمل عسكريّ تحت عناوين عديدة، أبرزها، أنّ الطائرات الإسرائيلية خرقت الأجواء اللبنانيّة في طريقها إلى تنفيذ الغارات على سورية، وهذا الخرق، في مفهوم «حزب الله»، خرق لقرار مجلس الأمن الدوليّ الرقم 1701، وأنّ المسؤولين الإسرائيليّين اعترفوا أنّ الغارة استهدفت قواعد للحزب ومخازن أسلحة وصواريخ.

حتى أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز قال إنّ الغارات التي شنّتها إسرائيل ضدّ أهداف في سورية، استهدفت منع تعاظم قوّة «حزب الله» وردع إيران. وأضاف موفاز: «إنّ المبدأ الذي يواجه إسرائيل هو منع تسرّب أسلحة متطوّرة إلى أيدي «حزب الله»، والعمليّات العسكرية الإسرائيلية التي تمّ تنفيذها في الماضي في سوريا تبعث رسالة ردع إلى إيران وأعداء آخرين لإسرائيل».

إذن، فإنّ إسرائيل، بالنسبة إلى «حزب الله»، خرقت الاتفاق الدوليّ، وبالتالي فإنّه بات في حلّ من الإتفاق، وبات ملزماً الردّ على الغارة الإسرائيلية، حفاظاً على مصداقيّته، والتزاماً مبدأ عدم انتظار وقوع الواقعة.

فهل يستطيع الحزب المبادرة إلى الردّ من دون التنسيق مع سورية وإيران؟

وفق المعلومات الغربيّة، إنّ الحزب اتخذ القرار، والدوائر الغربيّة تتحرّك في كلّ الاتجاهات، سواء لمنع تفاقم الأوضاع أو لمحاولة استيعابها وحصرها.

أمّا على السّاحة السوريّة، فإنّ مقولة الحكومة بالاحتفاظ بحقّ الردّ في الزمان والمكان المناسبين، تختلف عن كلّ المقولات في المرحلة السابقة.

فالحكومة السوريّة بات لديها من الذرائع ما يؤهّلها للردّ على الغارات الإسرائيلية، لكي لا تبقى الطائرات الإسرائيلية تعربد في الأجواء السوريّة من دون رقيب أو حسيب.

أمّا نوعية الردّ وحجمه ومكانه وزمانه، فهو لا يخرج عن إطار الردّ المحدود، لكنّه يعيد إلى الحكومة السوريّة بعضاً من هيبتها، وبعضاً من مصداقية مقولتها بمنهج المقاومة.

تبقى الأنظار موجّهة إلى العاصمة الإيرانية ودورها في كلّ ما يجري. فاستهداف «حزب الله» وسورية ينعكس سلباً على مصداقيّتها تجاه حلفائها، في الدرجة الأولى، وتجاه القوى «التحرّرية» التي ترى في إيران قاعدة لحماية تطلّعاتها «النضالية» في مواجهة «إسرائيل والاستكبار العالمي».

لقد كان ردّ الفعل الإيراني الأوّلي على الغارة الإسرائيلية على سورية، بأنّ المقاومة ستردّ. وهذا يعني أنّ إيران اعتمدت أسلوب «الحرب بالواسطة». لكن، هذه الحرب مرهونة بتطوّر العمليّات العسكرية تبعاً للسّاعات الأولى للحرب، ولنوعها ومدى التزام الطرف الآخر سياقاتها.

فإذا كانت الحرب على غرار العام 2006، فإنّ «حزب الله» كفيل بالتعامل معها. أمّا إذا كانت على نحو مختلف، فإنّ كلّ معطى له حسابه.

تبقى الإشارة إلى التحضيرات الإسرائيلية والاستعدادات التي اتخذتها لمواجهة كلّ الاحتمالات.

كلّ المعلومات في الدوائر الغربيّة تشير إلى ارتياح غربيّ لقدرات إسرائيل وخططها لمواجهة الموقف، مهما بلغت تعقيداته في التعامل مع سورية و«حزب الله»، غير أنّ القلق يبدأ في الظهور إذا قرّرت إيران التدخّل مباشرة في مسار العمليّات العسكرية.

وتشير هذه المعلومات إلى أنّ القدرات الإسرائيلية لمواجهة مع «حزب الله» تطوّرت في شكل يسمح لها بإلحاق خسارة كبيرة ضمن صفوفه، خلال فترة زمنيّة لا تتعدّى أسبوعاً، وأنّ تطوّر العمليّات العسكرية مرهون بالمسار الذي سيعتمده الحزب.

وتوضح المعلومات أنّ حرب العام 2006 لم تكن تلحظ استخداماً للقوّات البرّية في البدايات، وهو ما جعلها تمتدّ إلى ثلاثة وثلاثين يوماً. أمّا اليوم، فإنّ إسرائيل وضعت خططاً واحتمالات، منها، اجتياح جديد للبنان، مع كلّ ما يترتّب على ذلك من مخاطر ونتائج. وفق هذه المعلومات، يبدو أنّ التحضيرات أخذت طريقها إلى التنفيذ، وأنّ كلّ الأمور مرهونة بلحظة القرار.
  • فريق ماسة
  • 2013-05-08
  • 10273
  • من الأرشيف

حزب الله اتخذ قراره .. حان موعد الحساب

إقتربت السّاعة، وحان موعد الحساب. كلّ المعلومات تشير إلى ارتفاع حرارة الجبهات في محيط الدائرة السوريّة، بدءاً من لبنان. المعلومات التي تساقطت على الدوائر البريطانية خلال السّاعات الماضية توحي بأنّ قرارات مهمّة اتخذت على غير صعيد إقليميّ، وأنّ الأيام القليلة المقبلة، إن لم تكن السّاعات، قد تشهد ترجمة لهذه القرارات ميدانيّاً. تتوقع دوائر دبلوماسية في العاصمة البريطانية بناءً على معلومات وردتها في الأيام القليلة الماضية، أن يقوم «حزب الله» بعمل عسكريّ تحت عناوين عديدة، أبرزها، أنّ الطائرات الإسرائيلية خرقت الأجواء اللبنانيّة في طريقها إلى تنفيذ الغارات على سورية، وهذا الخرق، في مفهوم «حزب الله»، خرق لقرار مجلس الأمن الدوليّ الرقم 1701، وأنّ المسؤولين الإسرائيليّين اعترفوا أنّ الغارة استهدفت قواعد للحزب ومخازن أسلحة وصواريخ. حتى أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز قال إنّ الغارات التي شنّتها إسرائيل ضدّ أهداف في سورية، استهدفت منع تعاظم قوّة «حزب الله» وردع إيران. وأضاف موفاز: «إنّ المبدأ الذي يواجه إسرائيل هو منع تسرّب أسلحة متطوّرة إلى أيدي «حزب الله»، والعمليّات العسكرية الإسرائيلية التي تمّ تنفيذها في الماضي في سوريا تبعث رسالة ردع إلى إيران وأعداء آخرين لإسرائيل». إذن، فإنّ إسرائيل، بالنسبة إلى «حزب الله»، خرقت الاتفاق الدوليّ، وبالتالي فإنّه بات في حلّ من الإتفاق، وبات ملزماً الردّ على الغارة الإسرائيلية، حفاظاً على مصداقيّته، والتزاماً مبدأ عدم انتظار وقوع الواقعة. فهل يستطيع الحزب المبادرة إلى الردّ من دون التنسيق مع سورية وإيران؟ وفق المعلومات الغربيّة، إنّ الحزب اتخذ القرار، والدوائر الغربيّة تتحرّك في كلّ الاتجاهات، سواء لمنع تفاقم الأوضاع أو لمحاولة استيعابها وحصرها. أمّا على السّاحة السوريّة، فإنّ مقولة الحكومة بالاحتفاظ بحقّ الردّ في الزمان والمكان المناسبين، تختلف عن كلّ المقولات في المرحلة السابقة. فالحكومة السوريّة بات لديها من الذرائع ما يؤهّلها للردّ على الغارات الإسرائيلية، لكي لا تبقى الطائرات الإسرائيلية تعربد في الأجواء السوريّة من دون رقيب أو حسيب. أمّا نوعية الردّ وحجمه ومكانه وزمانه، فهو لا يخرج عن إطار الردّ المحدود، لكنّه يعيد إلى الحكومة السوريّة بعضاً من هيبتها، وبعضاً من مصداقية مقولتها بمنهج المقاومة. تبقى الأنظار موجّهة إلى العاصمة الإيرانية ودورها في كلّ ما يجري. فاستهداف «حزب الله» وسورية ينعكس سلباً على مصداقيّتها تجاه حلفائها، في الدرجة الأولى، وتجاه القوى «التحرّرية» التي ترى في إيران قاعدة لحماية تطلّعاتها «النضالية» في مواجهة «إسرائيل والاستكبار العالمي». لقد كان ردّ الفعل الإيراني الأوّلي على الغارة الإسرائيلية على سورية، بأنّ المقاومة ستردّ. وهذا يعني أنّ إيران اعتمدت أسلوب «الحرب بالواسطة». لكن، هذه الحرب مرهونة بتطوّر العمليّات العسكرية تبعاً للسّاعات الأولى للحرب، ولنوعها ومدى التزام الطرف الآخر سياقاتها. فإذا كانت الحرب على غرار العام 2006، فإنّ «حزب الله» كفيل بالتعامل معها. أمّا إذا كانت على نحو مختلف، فإنّ كلّ معطى له حسابه. تبقى الإشارة إلى التحضيرات الإسرائيلية والاستعدادات التي اتخذتها لمواجهة كلّ الاحتمالات. كلّ المعلومات في الدوائر الغربيّة تشير إلى ارتياح غربيّ لقدرات إسرائيل وخططها لمواجهة الموقف، مهما بلغت تعقيداته في التعامل مع سورية و«حزب الله»، غير أنّ القلق يبدأ في الظهور إذا قرّرت إيران التدخّل مباشرة في مسار العمليّات العسكرية. وتشير هذه المعلومات إلى أنّ القدرات الإسرائيلية لمواجهة مع «حزب الله» تطوّرت في شكل يسمح لها بإلحاق خسارة كبيرة ضمن صفوفه، خلال فترة زمنيّة لا تتعدّى أسبوعاً، وأنّ تطوّر العمليّات العسكرية مرهون بالمسار الذي سيعتمده الحزب. وتوضح المعلومات أنّ حرب العام 2006 لم تكن تلحظ استخداماً للقوّات البرّية في البدايات، وهو ما جعلها تمتدّ إلى ثلاثة وثلاثين يوماً. أمّا اليوم، فإنّ إسرائيل وضعت خططاً واحتمالات، منها، اجتياح جديد للبنان، مع كلّ ما يترتّب على ذلك من مخاطر ونتائج. وفق هذه المعلومات، يبدو أنّ التحضيرات أخذت طريقها إلى التنفيذ، وأنّ كلّ الأمور مرهونة بلحظة القرار.

المصدر : صحيفة الجمهورية /عصام عبدالله


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة