بين مؤتمر «أصدقاء سورية» في اسطنبول العام المنصرم، ومؤتمر «شلّة» الأصدقاء نفسها في المدينة نفسها في نيسان من العام الجاري ستون فرقاً وفرقاً. العام الفائت اجتمعت أكثر من سبعين دولة «صديقة» في محاولة التفاف على مجلس الأمن والقيام بمغامرة خارج إطار المنظمة الدولية البائسة أصلاً لاحتلال سورية وتدميرها،على غرار ما حدث في العراق عام 2003. آنذاك تكالبت أميركا وأمها «العجوز» بريطانيا وبعض أذيالهم من الدول التي تجرّ اليوم أذيال الخيبة الاقتصادية وتدخل سن اليأس من تاريخها الحديث، مثل إيطاليا بقيادة الملياردير الفاسد سيلفيو برلوسكوني، أو بالأحرى «رفيق حريري إيطاليا» وإسبانيا اليميني الموتور «خوسيه ماريا أزنار» الذي كان عضواً في كتائب فرانكو الفاشية في سنيّ الحداثة، وأخيراً وليس آخراً اليابان ورئيس وزرائها «الهيبي» «كويزومي» المولع بالمغنّي الأميركي الراحل إلفيس بريسلي، ويبدو أنه اكتفى بدعوة رسمية لزيارة قصر «غريسلاند» الذي كان يقطنه المغنّي المشهور برفقة الرئيس الأميركي جورج بوش آنذاك، مقابل توريط بلاده في معمعة حرب العراق التي أتت بالذل والهزيمة إلى الأميركيين في المقام الأول وحلفائهم من أعداء الإنسانية الإنتهازيين، وفاجأت اليابان العالم آنذاك بقبولها المشاركة في تدمير العراق رغم أنها عانت الكثير من أهوال الحرب نتيجة نهجها الاستعماري العدواني تاريخياً منذ حربها الأولى ضد الصين في أواخر القرن التاسع عشر، ثم حربها الثانية ضد الصين أيضاً طمعاً بموارد الأخيرة في القرن العشرين، وحربها ضد الحلفاء في الحرب العالمية الثانية التي انتهت باستسلامها بعد اختبارها هول السلاح النووي. ونتيجة ما سبق نبذ دستور اليابان في المادة التاسعة منه استعمال العنف كوسيلة لحل النزاعات، لكن يبدو أن جاذبية أعمدة قصر «غريسلاند» البيضاء أو ظُرف شخصية بوش المخمور أبداً دفعا كويزومي إلى بيع شرف بلاده وإقحام جيشه، للمرة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية، في نزاع خارجي، وليزيد كويزومي من شرف بلاده «شرشحة» اكتفى الجيش الياباني في العراق بالمهمات غير القتالية فلم يبقَ لعسكر إمبراطور «أرض الشمس الطالعة» سوى المطبخ والماخور لإدارته.

 

في مؤتمر»أصدقاء سورية» الأول في اسطنبول العام المنصرم حضرت معظم الدول السبعين غير الأساسية في المحور العدواني على بلادنا المشاركة في المؤتمر آنذاك من باب الفضول أو رفع العتب، أو من باب اعتقادهم أن نموذج العراق سوف يُطبّق بحذافيره سريعاً في سورية، فأرادوا أن يكونوا في صف الرابحين من الدول التي يرضى عنها المنتصر الأميركي ويرمي لها بعض فتات تعهدات إعادة الإعمار بعد الانتصار المرتقب، وأتى الثوار ومجلسهم الوطني تفوح منهم رائحة العطور الغربية. ورغم مثابرتي على متابعة الأخبار، لم أتمكن من حفظ أيّ إسم من اسمائهم أو وجه من وجوههم، لكنني أتذكر فضائحهم تماماً كتسرب فيديو بسمة القضماني وهي تغازل الصهاينة مثلاً، وغيرها من الفضائح المماثلة التي سرّبها «ثوّار الساعة» في سورية، بعضهم عن بعضهم الآخر، فقادة الثوار كلهم من الموظفين الدمى في «ريجي إدارة حصر الثورة السورية التركية الأميركية بشيكات قطرية»، وتصرّفهم يعكس الثقافة العامة المهنية للشركات الأميركية، إذ يعتمد كبار الموظفين على نبش تاريخ منافسيهم واستعمال زلات قدم ماضيهم من الفضائح، لإقصائهم والجلوس مكانهم. طلب الثوار السلاح ببلاغة وبكثرة في مؤتمر اسطنبول الأول لـ»أصدقاء» عام 2012 ووعدوا بإسقاط الرئبس الأسد سريعاً وأغدقوا التطمينات على المحتلّ الصهيوني تملقاً لأميركا وحلفائها، وخطَبَ «الثوّار» في حفل الدول هذا، مستجدين التدخل الأجنبي ضد جيش بلادهم وشعبهم، وطالبين حظر الطيران السوري من سماء سورية! تناغم الإعلام العالمي مع المؤتمر وأغرقنا بالبروباغندا والخطط والتوقّعات والحرب النفسية المروّجة لمجالس الدمى الأميركية ممن أسموهم بـ«الثوار السوريين»، وطار «العقاب» من بيروت إلى اسطنبول وهمّ يوزّع «الحليب الثوري المتفجّر» على الشعب السوري عبوات عبوات ويهاتف معلّمه ناقلاً إليه التحديثات تباعاً في البارات الباريسية، بعدما قرّر معلّمه أن «يحسمها مهما كلّف الأمر» بحسب إحدى التسجيلات المسرّبة، معتقدين، على بلاهتهم، أن العملية بأسرها لعبة على الإكس بوكس» مثلاً.

 

مرّ عام طويل وشتاء قاس على «الثوار» العام المنصرم، والعرعور «يعرعر» يومياً محاولاً تجنيد الطاقات حتى بحّ صوته باكياً متوسلاً الرحمة لثواره الذين قضى منهم خمسمئة في ساعة من الزمن على أيدي جنود الجيش السوري الشهر الفائت بعدما بدأ الجيش بتطبيق خطة الإجهاز على الإرهابيين و«الثوار» اليوم يتذمرون من قلة السلاح، رغم أن تسجيلات الفيديوعلى الإنترنت تعرض باستمرار المدافع والصواريخ المضادة للطيران وحتى الدبابات التي بحوزتهم، بالإضافة إلى سيل المرتزقة الذي يتدفّق من دون اتقطاع من تركيا يتذمرون في العلن من قلة السلاح لكنهم في الحقيقة يشكون من الهزيمة وليس من قلّة السلاح إذ يعلمون أن سلاحهم مهما كثر وتطوّر لن يجدي نفعاً في مواجهة غضب أبناء سورية وبناتها وجيشها من أصحاب قضية الحق. «دغدغهم» الجيش السوري لبضعة أشهر، درس فيها تحرّكاتهم واستراتيجتهم وطريقة عملهم. اعتقدوا خلال ذلك أنهم «حرّروا ما حرّروا» بقوتهم و«بأسهم» وبمساعدة محطة «جزيرتهم الفضائية»، إلى أن أتاهم الردّ مدوياً في القصير ووادي الضيف والغوطة الشرقية الشهر المنصرم فباغتهم الجيش الشامي وهزمهم وسحق فلولهم، والأسد لم يكن نائماً أو مغلوباً على أمره بل كان يراقب صيده ويدعوه بطريقة الكرّ والفرّ إلى الثقة بالنفس والارتياح والظهور العلني ليعود ويثب عليه بعد كثير من التحضير والجهد والتدريب ليسحق جمجمته في لمحة بصر. والريف السوري ضاق بالمجاهدين التكفيريين خلال الأشهر الماضية إذ خرجوا من كنف راعيهم الأميركي وقرّروا الانضمام إلى تنظيم «القاعدة» والقتال تحت لوائها، ولم تتمكن الإدارة الأميركية من خداع شعبها طويلاً هذه المرة، محاولة تصوير الإرهابين كأنهم مقاتلون من أجل الحرية، إذ أن أثنين من الإرهابيين «استقربوا» الشهر المنصرم وقاموا بتفجيرات إرهابية تستهدف الأبرياء في مدينة بوسطن الأميركية بدلاً من تكلّف عناء السفر إلى سورية «للاستشهاد» هناك، ما أحرج القادة الأميركيين حيال شعبهم وجعلهم يبدأون كتابة «ورقة نعوة» ثوّار اللحى والسكاكين الذين أرسلوهم إلى الشام بعدما خرج هؤلاء على طاعتهم. مرة أخرى ينقلب السحر على الساحر ويقلب، إيمان السوري بأرضه كل المعادلات. ويحلّ علينا مؤتمر «أصدقاء سورية» هذا العام بستين فرقاً وفرقاً عن العام المنصرم أهمها غياب ستين دولة من التي حضرت مؤتمر العام الماضي في اسطنبول، فلم يبق في الميدان هذا العام إلاّ «حديدان» من أحد عشر دولة بينها خمس دول عربية أتت لتقديم الشاي والقهوة «الإسكورت سرفيس» أو خدمات الدعارة للمؤتمرين والسهر على راحتهم.

 

ست دول استعمارية سيرتها الذاتية في القتل والإبادة تطول صفحاتها، بقيت تشكل رأس حربة «أصدقاء سورية» في العالم اليوم بينما عادت أكثرية الدول إلى إنسانيتها ونأت بنفسها عن هذه الحملة المجنونة لإبادة البشر والحجر والمؤسسات في سورية، ولم يبق إلى جانب «ثوار سورية» سوى بريطانيا التي أبادت من أبادت في الهند وغيرها من المستعمرات، وخلقت مشروع «إسرائيل» الاستعماري في بلادنا، وأميركا التي شوّهت وقتلت مليون فيتنامي مستعملة السلاح الكميميائي المعروف بالعامل البرتقالي في فيتنام، وفرنسا التي أبادت مليون ونصف مليون جزائري ولم تعتذر، وألمانيا صاحبة التاريخ النازي الرهيب في العنصرية والإبادة الجماعية. فمن اليوم وصاعداً ناموا وأعينكم مفتوحة يا «ثوّار الدولار» في سورية لأن رعاتكم ليسوا سوى مصاصي دماء شعوب هذا الكوكب المسالمة، ويوم بيعكم بأبخس الأثمان والضغط على زرّ الـ»ديليت» لإنهاء مشوار ثورتكم القصير بات قريباً، فالتركي الذي أباد الملايين من الأرمن والكلدان والأشوريين سيكون أول من يستقبلكم بالمشانق والزنازين، وأنتم ترجعون القهقرى شمالاً نحو الحدود.

  • فريق ماسة
  • 2013-05-03
  • 9401
  • من الأرشيف

«أصدقاء» سورية أعداء الإنسانية

بين مؤتمر «أصدقاء سورية» في اسطنبول العام المنصرم، ومؤتمر «شلّة» الأصدقاء نفسها في المدينة نفسها في نيسان من العام الجاري ستون فرقاً وفرقاً. العام الفائت اجتمعت أكثر من سبعين دولة «صديقة» في محاولة التفاف على مجلس الأمن والقيام بمغامرة خارج إطار المنظمة الدولية البائسة أصلاً لاحتلال سورية وتدميرها،على غرار ما حدث في العراق عام 2003. آنذاك تكالبت أميركا وأمها «العجوز» بريطانيا وبعض أذيالهم من الدول التي تجرّ اليوم أذيال الخيبة الاقتصادية وتدخل سن اليأس من تاريخها الحديث، مثل إيطاليا بقيادة الملياردير الفاسد سيلفيو برلوسكوني، أو بالأحرى «رفيق حريري إيطاليا» وإسبانيا اليميني الموتور «خوسيه ماريا أزنار» الذي كان عضواً في كتائب فرانكو الفاشية في سنيّ الحداثة، وأخيراً وليس آخراً اليابان ورئيس وزرائها «الهيبي» «كويزومي» المولع بالمغنّي الأميركي الراحل إلفيس بريسلي، ويبدو أنه اكتفى بدعوة رسمية لزيارة قصر «غريسلاند» الذي كان يقطنه المغنّي المشهور برفقة الرئيس الأميركي جورج بوش آنذاك، مقابل توريط بلاده في معمعة حرب العراق التي أتت بالذل والهزيمة إلى الأميركيين في المقام الأول وحلفائهم من أعداء الإنسانية الإنتهازيين، وفاجأت اليابان العالم آنذاك بقبولها المشاركة في تدمير العراق رغم أنها عانت الكثير من أهوال الحرب نتيجة نهجها الاستعماري العدواني تاريخياً منذ حربها الأولى ضد الصين في أواخر القرن التاسع عشر، ثم حربها الثانية ضد الصين أيضاً طمعاً بموارد الأخيرة في القرن العشرين، وحربها ضد الحلفاء في الحرب العالمية الثانية التي انتهت باستسلامها بعد اختبارها هول السلاح النووي. ونتيجة ما سبق نبذ دستور اليابان في المادة التاسعة منه استعمال العنف كوسيلة لحل النزاعات، لكن يبدو أن جاذبية أعمدة قصر «غريسلاند» البيضاء أو ظُرف شخصية بوش المخمور أبداً دفعا كويزومي إلى بيع شرف بلاده وإقحام جيشه، للمرة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية، في نزاع خارجي، وليزيد كويزومي من شرف بلاده «شرشحة» اكتفى الجيش الياباني في العراق بالمهمات غير القتالية فلم يبقَ لعسكر إمبراطور «أرض الشمس الطالعة» سوى المطبخ والماخور لإدارته.   في مؤتمر»أصدقاء سورية» الأول في اسطنبول العام المنصرم حضرت معظم الدول السبعين غير الأساسية في المحور العدواني على بلادنا المشاركة في المؤتمر آنذاك من باب الفضول أو رفع العتب، أو من باب اعتقادهم أن نموذج العراق سوف يُطبّق بحذافيره سريعاً في سورية، فأرادوا أن يكونوا في صف الرابحين من الدول التي يرضى عنها المنتصر الأميركي ويرمي لها بعض فتات تعهدات إعادة الإعمار بعد الانتصار المرتقب، وأتى الثوار ومجلسهم الوطني تفوح منهم رائحة العطور الغربية. ورغم مثابرتي على متابعة الأخبار، لم أتمكن من حفظ أيّ إسم من اسمائهم أو وجه من وجوههم، لكنني أتذكر فضائحهم تماماً كتسرب فيديو بسمة القضماني وهي تغازل الصهاينة مثلاً، وغيرها من الفضائح المماثلة التي سرّبها «ثوّار الساعة» في سورية، بعضهم عن بعضهم الآخر، فقادة الثوار كلهم من الموظفين الدمى في «ريجي إدارة حصر الثورة السورية التركية الأميركية بشيكات قطرية»، وتصرّفهم يعكس الثقافة العامة المهنية للشركات الأميركية، إذ يعتمد كبار الموظفين على نبش تاريخ منافسيهم واستعمال زلات قدم ماضيهم من الفضائح، لإقصائهم والجلوس مكانهم. طلب الثوار السلاح ببلاغة وبكثرة في مؤتمر اسطنبول الأول لـ»أصدقاء» عام 2012 ووعدوا بإسقاط الرئبس الأسد سريعاً وأغدقوا التطمينات على المحتلّ الصهيوني تملقاً لأميركا وحلفائها، وخطَبَ «الثوّار» في حفل الدول هذا، مستجدين التدخل الأجنبي ضد جيش بلادهم وشعبهم، وطالبين حظر الطيران السوري من سماء سورية! تناغم الإعلام العالمي مع المؤتمر وأغرقنا بالبروباغندا والخطط والتوقّعات والحرب النفسية المروّجة لمجالس الدمى الأميركية ممن أسموهم بـ«الثوار السوريين»، وطار «العقاب» من بيروت إلى اسطنبول وهمّ يوزّع «الحليب الثوري المتفجّر» على الشعب السوري عبوات عبوات ويهاتف معلّمه ناقلاً إليه التحديثات تباعاً في البارات الباريسية، بعدما قرّر معلّمه أن «يحسمها مهما كلّف الأمر» بحسب إحدى التسجيلات المسرّبة، معتقدين، على بلاهتهم، أن العملية بأسرها لعبة على الإكس بوكس» مثلاً.   مرّ عام طويل وشتاء قاس على «الثوار» العام المنصرم، والعرعور «يعرعر» يومياً محاولاً تجنيد الطاقات حتى بحّ صوته باكياً متوسلاً الرحمة لثواره الذين قضى منهم خمسمئة في ساعة من الزمن على أيدي جنود الجيش السوري الشهر الفائت بعدما بدأ الجيش بتطبيق خطة الإجهاز على الإرهابيين و«الثوار» اليوم يتذمرون من قلة السلاح، رغم أن تسجيلات الفيديوعلى الإنترنت تعرض باستمرار المدافع والصواريخ المضادة للطيران وحتى الدبابات التي بحوزتهم، بالإضافة إلى سيل المرتزقة الذي يتدفّق من دون اتقطاع من تركيا يتذمرون في العلن من قلة السلاح لكنهم في الحقيقة يشكون من الهزيمة وليس من قلّة السلاح إذ يعلمون أن سلاحهم مهما كثر وتطوّر لن يجدي نفعاً في مواجهة غضب أبناء سورية وبناتها وجيشها من أصحاب قضية الحق. «دغدغهم» الجيش السوري لبضعة أشهر، درس فيها تحرّكاتهم واستراتيجتهم وطريقة عملهم. اعتقدوا خلال ذلك أنهم «حرّروا ما حرّروا» بقوتهم و«بأسهم» وبمساعدة محطة «جزيرتهم الفضائية»، إلى أن أتاهم الردّ مدوياً في القصير ووادي الضيف والغوطة الشرقية الشهر المنصرم فباغتهم الجيش الشامي وهزمهم وسحق فلولهم، والأسد لم يكن نائماً أو مغلوباً على أمره بل كان يراقب صيده ويدعوه بطريقة الكرّ والفرّ إلى الثقة بالنفس والارتياح والظهور العلني ليعود ويثب عليه بعد كثير من التحضير والجهد والتدريب ليسحق جمجمته في لمحة بصر. والريف السوري ضاق بالمجاهدين التكفيريين خلال الأشهر الماضية إذ خرجوا من كنف راعيهم الأميركي وقرّروا الانضمام إلى تنظيم «القاعدة» والقتال تحت لوائها، ولم تتمكن الإدارة الأميركية من خداع شعبها طويلاً هذه المرة، محاولة تصوير الإرهابين كأنهم مقاتلون من أجل الحرية، إذ أن أثنين من الإرهابيين «استقربوا» الشهر المنصرم وقاموا بتفجيرات إرهابية تستهدف الأبرياء في مدينة بوسطن الأميركية بدلاً من تكلّف عناء السفر إلى سورية «للاستشهاد» هناك، ما أحرج القادة الأميركيين حيال شعبهم وجعلهم يبدأون كتابة «ورقة نعوة» ثوّار اللحى والسكاكين الذين أرسلوهم إلى الشام بعدما خرج هؤلاء على طاعتهم. مرة أخرى ينقلب السحر على الساحر ويقلب، إيمان السوري بأرضه كل المعادلات. ويحلّ علينا مؤتمر «أصدقاء سورية» هذا العام بستين فرقاً وفرقاً عن العام المنصرم أهمها غياب ستين دولة من التي حضرت مؤتمر العام الماضي في اسطنبول، فلم يبق في الميدان هذا العام إلاّ «حديدان» من أحد عشر دولة بينها خمس دول عربية أتت لتقديم الشاي والقهوة «الإسكورت سرفيس» أو خدمات الدعارة للمؤتمرين والسهر على راحتهم.   ست دول استعمارية سيرتها الذاتية في القتل والإبادة تطول صفحاتها، بقيت تشكل رأس حربة «أصدقاء سورية» في العالم اليوم بينما عادت أكثرية الدول إلى إنسانيتها ونأت بنفسها عن هذه الحملة المجنونة لإبادة البشر والحجر والمؤسسات في سورية، ولم يبق إلى جانب «ثوار سورية» سوى بريطانيا التي أبادت من أبادت في الهند وغيرها من المستعمرات، وخلقت مشروع «إسرائيل» الاستعماري في بلادنا، وأميركا التي شوّهت وقتلت مليون فيتنامي مستعملة السلاح الكميميائي المعروف بالعامل البرتقالي في فيتنام، وفرنسا التي أبادت مليون ونصف مليون جزائري ولم تعتذر، وألمانيا صاحبة التاريخ النازي الرهيب في العنصرية والإبادة الجماعية. فمن اليوم وصاعداً ناموا وأعينكم مفتوحة يا «ثوّار الدولار» في سورية لأن رعاتكم ليسوا سوى مصاصي دماء شعوب هذا الكوكب المسالمة، ويوم بيعكم بأبخس الأثمان والضغط على زرّ الـ»ديليت» لإنهاء مشوار ثورتكم القصير بات قريباً، فالتركي الذي أباد الملايين من الأرمن والكلدان والأشوريين سيكون أول من يستقبلكم بالمشانق والزنازين، وأنتم ترجعون القهقرى شمالاً نحو الحدود.

المصدر : البناء \جورج كرم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة