رفض السّفير الروسي ألكسندر زاسبيكين تشبيه الدور الروسي الجديد في لبنان، بالدور الأميركي، وتحديداً الدور الذي أداه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية السابق جيفري فيلتمان. مؤكّدا أن ما قام به بوغدانوف هو لقاءات مع مختلف الشخصيات اللبنانية من دون تمييز، و"ما يهمنا في لبنان أولاً وأخيراً هو الاستقرار والأمن". وطبعاً، تدعم روسيا "تشكيل حكومة جديدة تراعي كل الأطراف وإجراء انتخابات نيابية". "الربيع العربي" على ما يقول السفير، علّم روسيا أن "الانتخابات الحرّة ليست هي الطريق الأمثل للديموقراطية؛ لأن الديموقراطية عملية معقّدة تحتاج إلى مؤسسات الشعوب ووعيها، لا إلى الانتخابات فقط".

بحسب زاسبيكين، يتعاطى الأميركيون في لبنان مع مجموعة تتفق معهم في السياسة ضدّ أخرى تختلف معهم، ويدعمون مجموعة على حساب أخرى، موضحا في حديث مع "الاخبار" انه "لا مشكلة لدينا مع 8 ولا مع 14 آذار، نحن ندعم "إعلان بعبدا" والنأي بلبنان عن الأزمة السورية".

اضاف السفير: "يحاولون القول إن روسيا في محور الشيعة، لسنا في محور الشيعة ضدّ السنة، ولا مع السنة ضد الشيعة، نحن دولة علمانية لديها أغلبية أرثوذكسية ومواطنون سنّة، لا يمكن أن نكون مع طائفة ضد أخرى". وجزم بأن روسيا لا تتدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية.

أمّا عن الحديث عن دور حزب الله في سوريا، فيشير إلى أن البعض "يركّز على دور حزب الله في سوريا وما يقال عن قتاله إلى جانب النظام، ويتغاضون عن إرسال المسلّحين والسلاح من لبنان إلى الذين يقاتلون النظام". واوضح زاسبيكين، "النظام السوري هو من يقرّر من يخرق سيادته ومن لا يخرق سيادته، وحرّ بأن يقرّر إذا كان حزب الله يساعده أو لا".

واشار زاسبيكن الى إن "الخطيئة الكبرى التي اقترفها الغرب حين أعلن أن النظام السوري غير شرعي، لان الغرب نزع الشرعيّة عن النظام السوري من دون أن تكون هناك شرعيّة للمعارضة"، واوضح انه "لا يمكن أن تكسب المعارضة الشرعيّة من دون انتخابات ومن دون أن يقرّر الشعب السوري ما الذي يريده".

واوضح السفير الروسي ان "الغرب يحاول الإيحاء بأن الشعب السوري عاجز عن حلّ مشاكله من دون تدخّل خارجي، وبدء حوار، وهم يعرقلون الحوار بين النظام والمعارضة"، ولفت الى ان ما يعني روسيا في سورية "هو ما يقرّره السوريون والحلّ السياسي هو الطريق الوحيد. الإرهابيون يأتون من كل العالم لقتال النظام السوري، والقول إن دعم المعارضة بالسلاح ليس دعماً للإرهاب كلام غير منطقي؛ لأن المعارضين، وقد يكون بعضهم يختلف قليلاً من الناحية الأيديولوجية، يقاتلون الآن في الخندق نفسه والسلاح سيصل إلى أيدي الإرهابيين حتماً". وكرّر زاسبيكين الدعوة لمؤتمر موسّع تحت عنوان جنيف 2، لمتابعة مقررات جنيف واحد.

واكد زاسبيكن انه "حتى الآن، ترى روسيا أن النظام السوري هو الشرعية الوحيدة. لا يدافع الروس عن سورية كونها حليفاً لهم، فالرئيس السوري بشار الأسد كان مقرّباً جدّاً من باريس، ولم يزر موسكو إلا بعد خروج الجيش السوري من لبنان. بالإضافة إلى أن الأنظمة العربية التي سقطت لم تكن حليفة روسيا، بل الغرب. عندما وافقنا على منطقة حظر جوّي في ليبيا، كان الهدف حماية المدنيين، لكن الغرب شوّه القرار، وقتل الناتو من المدنيين أكثر مما قتل معمّر القذافي". اضاف ان روسيا تمنع أي تدخّل خارجي في الشؤون الداخليّة لدول العالم، "لم نستطع منع التدّخل الخارجي في يوغوسلافيا واحتلال العراق، لكن الأمور الآن تغيّرت".

وشدد على انه "لا يمكن أن تقبل روسيا بأي اعتداء خارجي على سورية أو تدخل في شؤونها، كما لن نقبل في المستقبل التدخل في شؤون أي دولة في آسيا مثلاً أو أي مكان في العالم".

وشرح زاسبيكين ما يسمّيه "تشويه دور روسيا"، بالقول إن "روسيا تدافع عن النظام السوري لأن لديها مصالح معه في قاعدة طرطوس البحريّة، مثلاً، وفي مجال التسليح". يردّ السّفير: "ما تتزوّد به بوارجنا في قاعدة طرطوس، يمكن أن نحصل عليه في ميناء بيروت أو موانئ قبرص أو اليونان، كذلك الأمر ليست له علاقة بالصناعات العسكرية؛ لأن حجم الصفقات العسكرية ليس بالمليارات ليقولوا ذلك. ما نفعله يقع ضمن مفهوم العالم المتعدّد الأقطاب". وعقّب السّفير على مفهوم "العالم المتعدّد الأقطاب"، "هذا لا يعني أن لدينا خطّة لإطلاق سباق تسلح في العالم، لسنا مجانين ولا نريد الانتحار، لكننا نعمل على تحديث القوات المسلّحة الروسية وتطويرها فنيّاً وتقنيّاً".

واشار السّفير إلى أن روسيا تتعاون مع أميركا وأوروبا في مجال مكافحة الإرهاب في أكثر من مكان في العالم، وكذلك مع "منظمة شانغهاي". أما في سورية، "فلا يمكن إلا أن يكون النظام السوري شريكاً لأميركا وروسيا في مجال مكافحة الإرهاب".

  • فريق ماسة
  • 2013-04-30
  • 14114
  • من الأرشيف

زاسبيكين: البعض يركز على دور حزب الله بسورية ويتغاضى عن ارسال المسلحين

رفض السّفير الروسي ألكسندر زاسبيكين تشبيه الدور الروسي الجديد في لبنان، بالدور الأميركي، وتحديداً الدور الذي أداه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية السابق جيفري فيلتمان. مؤكّدا أن ما قام به بوغدانوف هو لقاءات مع مختلف الشخصيات اللبنانية من دون تمييز، و"ما يهمنا في لبنان أولاً وأخيراً هو الاستقرار والأمن". وطبعاً، تدعم روسيا "تشكيل حكومة جديدة تراعي كل الأطراف وإجراء انتخابات نيابية". "الربيع العربي" على ما يقول السفير، علّم روسيا أن "الانتخابات الحرّة ليست هي الطريق الأمثل للديموقراطية؛ لأن الديموقراطية عملية معقّدة تحتاج إلى مؤسسات الشعوب ووعيها، لا إلى الانتخابات فقط". بحسب زاسبيكين، يتعاطى الأميركيون في لبنان مع مجموعة تتفق معهم في السياسة ضدّ أخرى تختلف معهم، ويدعمون مجموعة على حساب أخرى، موضحا في حديث مع "الاخبار" انه "لا مشكلة لدينا مع 8 ولا مع 14 آذار، نحن ندعم "إعلان بعبدا" والنأي بلبنان عن الأزمة السورية". اضاف السفير: "يحاولون القول إن روسيا في محور الشيعة، لسنا في محور الشيعة ضدّ السنة، ولا مع السنة ضد الشيعة، نحن دولة علمانية لديها أغلبية أرثوذكسية ومواطنون سنّة، لا يمكن أن نكون مع طائفة ضد أخرى". وجزم بأن روسيا لا تتدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية. أمّا عن الحديث عن دور حزب الله في سوريا، فيشير إلى أن البعض "يركّز على دور حزب الله في سوريا وما يقال عن قتاله إلى جانب النظام، ويتغاضون عن إرسال المسلّحين والسلاح من لبنان إلى الذين يقاتلون النظام". واوضح زاسبيكين، "النظام السوري هو من يقرّر من يخرق سيادته ومن لا يخرق سيادته، وحرّ بأن يقرّر إذا كان حزب الله يساعده أو لا". واشار زاسبيكن الى إن "الخطيئة الكبرى التي اقترفها الغرب حين أعلن أن النظام السوري غير شرعي، لان الغرب نزع الشرعيّة عن النظام السوري من دون أن تكون هناك شرعيّة للمعارضة"، واوضح انه "لا يمكن أن تكسب المعارضة الشرعيّة من دون انتخابات ومن دون أن يقرّر الشعب السوري ما الذي يريده". واوضح السفير الروسي ان "الغرب يحاول الإيحاء بأن الشعب السوري عاجز عن حلّ مشاكله من دون تدخّل خارجي، وبدء حوار، وهم يعرقلون الحوار بين النظام والمعارضة"، ولفت الى ان ما يعني روسيا في سورية "هو ما يقرّره السوريون والحلّ السياسي هو الطريق الوحيد. الإرهابيون يأتون من كل العالم لقتال النظام السوري، والقول إن دعم المعارضة بالسلاح ليس دعماً للإرهاب كلام غير منطقي؛ لأن المعارضين، وقد يكون بعضهم يختلف قليلاً من الناحية الأيديولوجية، يقاتلون الآن في الخندق نفسه والسلاح سيصل إلى أيدي الإرهابيين حتماً". وكرّر زاسبيكين الدعوة لمؤتمر موسّع تحت عنوان جنيف 2، لمتابعة مقررات جنيف واحد. واكد زاسبيكن انه "حتى الآن، ترى روسيا أن النظام السوري هو الشرعية الوحيدة. لا يدافع الروس عن سورية كونها حليفاً لهم، فالرئيس السوري بشار الأسد كان مقرّباً جدّاً من باريس، ولم يزر موسكو إلا بعد خروج الجيش السوري من لبنان. بالإضافة إلى أن الأنظمة العربية التي سقطت لم تكن حليفة روسيا، بل الغرب. عندما وافقنا على منطقة حظر جوّي في ليبيا، كان الهدف حماية المدنيين، لكن الغرب شوّه القرار، وقتل الناتو من المدنيين أكثر مما قتل معمّر القذافي". اضاف ان روسيا تمنع أي تدخّل خارجي في الشؤون الداخليّة لدول العالم، "لم نستطع منع التدّخل الخارجي في يوغوسلافيا واحتلال العراق، لكن الأمور الآن تغيّرت". وشدد على انه "لا يمكن أن تقبل روسيا بأي اعتداء خارجي على سورية أو تدخل في شؤونها، كما لن نقبل في المستقبل التدخل في شؤون أي دولة في آسيا مثلاً أو أي مكان في العالم". وشرح زاسبيكين ما يسمّيه "تشويه دور روسيا"، بالقول إن "روسيا تدافع عن النظام السوري لأن لديها مصالح معه في قاعدة طرطوس البحريّة، مثلاً، وفي مجال التسليح". يردّ السّفير: "ما تتزوّد به بوارجنا في قاعدة طرطوس، يمكن أن نحصل عليه في ميناء بيروت أو موانئ قبرص أو اليونان، كذلك الأمر ليست له علاقة بالصناعات العسكرية؛ لأن حجم الصفقات العسكرية ليس بالمليارات ليقولوا ذلك. ما نفعله يقع ضمن مفهوم العالم المتعدّد الأقطاب". وعقّب السّفير على مفهوم "العالم المتعدّد الأقطاب"، "هذا لا يعني أن لدينا خطّة لإطلاق سباق تسلح في العالم، لسنا مجانين ولا نريد الانتحار، لكننا نعمل على تحديث القوات المسلّحة الروسية وتطويرها فنيّاً وتقنيّاً". واشار السّفير إلى أن روسيا تتعاون مع أميركا وأوروبا في مجال مكافحة الإرهاب في أكثر من مكان في العالم، وكذلك مع "منظمة شانغهاي". أما في سورية، "فلا يمكن إلا أن يكون النظام السوري شريكاً لأميركا وروسيا في مجال مكافحة الإرهاب".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة