يعيش لبنان أعقد فصول حياته السياسية في ظل مناخات الحرب الأهلية التي تجتاح المنطقة لاستيعاب الانتفاضات الشعبية وحرفها عن مسارها الطبيعي، بل وتوظيفها ضد أهدافها الأصلية عبر تدجينها بالشعار الإسلامي واحتمالات إغراقها بالفوضى الدموية.

فالتوافق غائب، بل لعله مغيّب بالأمر! والأزمة حادة جداً، وهي تشمل، إلى مشروع الحكومة الجديدة، مصير المجلس النيابي الذي يتعذر عليه الاجتماع لإقرار قانون جديد للانتخابات، أي قانون... وقيادة القوات المسلحة وأركانها التي يحتاج التمديد للقائم بالأمر منها تواقيع المراجع المختصة، وكذلك تعيين البدلاء، إذا أمكن التفاهم على صفقة متكاملة وإن تمّ تنفيذها بالتقسيط.

لا مجال لحكومة اللون الواحد، والتورّط في مثل هذه المغامرة (مجدداً) يفتح أبواب جهنم، مرة أخرى أمام هذا الوطن الصغير... والجميل.

لا دولة، إذن، في غياب التوافق الذي هو قاعدة للحكم، بل هو بين شروط وجودها... أما نظامها فثابت لا يحول ولا يزول لأنه يعكس إرادة «الدول»، ويمكنها أن تحميه حتى في غياب «دولته».

وهكذا يدور لبنان الذي دولته دائماً «قيد التأسيس»، والذي «بلا داخل»، على ذاته، محاذراً الاصطدام بأسباب الخلاف الداخلي، ومحاذراً الاحتراق بنار «الخارج» القريب إلى حد تهاوي الحدود، ومحاذراً الاحتراق بنار «الخارج» البعيد نسبياً، في حين تتمدد نيران الصراع على سوريا، مرة أخرى، إلى العراق، متخذة صيغة الفتنة بين المسلمين سنة وشيعة، مهددة وجود «الأقليات المسيحية» التي هي في أصل تكوين هذه المنطقة من العالم التي كانت مهد الديانات السماوية جميعاً.

تستنفر «الدول» سفاراتها، وتبعث بالموفدين تباعاً، حتى وصلت العدوى إلى الاتحاد الروسي الذي أوفد بعض الكبار في وزارة خارجيته فاستمتعوا بالفولكلور اللبناني وهم يطوفون بين قياداته يستمعون إلى ما يعرفون، وينصحونهم بما يعرف

  • فريق ماسة
  • 2013-04-28
  • 8791
  • من الأرشيف

على الطريق موفدون كُثُر .. ولا حل!

يعيش لبنان أعقد فصول حياته السياسية في ظل مناخات الحرب الأهلية التي تجتاح المنطقة لاستيعاب الانتفاضات الشعبية وحرفها عن مسارها الطبيعي، بل وتوظيفها ضد أهدافها الأصلية عبر تدجينها بالشعار الإسلامي واحتمالات إغراقها بالفوضى الدموية. فالتوافق غائب، بل لعله مغيّب بالأمر! والأزمة حادة جداً، وهي تشمل، إلى مشروع الحكومة الجديدة، مصير المجلس النيابي الذي يتعذر عليه الاجتماع لإقرار قانون جديد للانتخابات، أي قانون... وقيادة القوات المسلحة وأركانها التي يحتاج التمديد للقائم بالأمر منها تواقيع المراجع المختصة، وكذلك تعيين البدلاء، إذا أمكن التفاهم على صفقة متكاملة وإن تمّ تنفيذها بالتقسيط. لا مجال لحكومة اللون الواحد، والتورّط في مثل هذه المغامرة (مجدداً) يفتح أبواب جهنم، مرة أخرى أمام هذا الوطن الصغير... والجميل. لا دولة، إذن، في غياب التوافق الذي هو قاعدة للحكم، بل هو بين شروط وجودها... أما نظامها فثابت لا يحول ولا يزول لأنه يعكس إرادة «الدول»، ويمكنها أن تحميه حتى في غياب «دولته». وهكذا يدور لبنان الذي دولته دائماً «قيد التأسيس»، والذي «بلا داخل»، على ذاته، محاذراً الاصطدام بأسباب الخلاف الداخلي، ومحاذراً الاحتراق بنار «الخارج» القريب إلى حد تهاوي الحدود، ومحاذراً الاحتراق بنار «الخارج» البعيد نسبياً، في حين تتمدد نيران الصراع على سوريا، مرة أخرى، إلى العراق، متخذة صيغة الفتنة بين المسلمين سنة وشيعة، مهددة وجود «الأقليات المسيحية» التي هي في أصل تكوين هذه المنطقة من العالم التي كانت مهد الديانات السماوية جميعاً. تستنفر «الدول» سفاراتها، وتبعث بالموفدين تباعاً، حتى وصلت العدوى إلى الاتحاد الروسي الذي أوفد بعض الكبار في وزارة خارجيته فاستمتعوا بالفولكلور اللبناني وهم يطوفون بين قياداته يستمعون إلى ما يعرفون، وينصحونهم بما يعرف

المصدر : السفير \ طلال سلمان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة