دعى الرئيس باراك اوباما نظيره السوري إلى التنحي مرارا، وبحسب ما توفر لي من إحصاء، الرئيس الأميركي ذكر كلمة تنحي عند الحديث عن الرئيس الأسد اثنين وعشرون مرة . فضلا عن وزارة الخارجية والناطقين باسمها ووزراء الدفاع ونوابهم.

في حين لم يذكر الرئيس الأسد أي باراك اوباما بأي سوء.. يصر اوباما على وصف الرئيس السوري بألفاظ يعرف المختصون أنها تكتب للرئيس الأميركي بتوصية من الاستخبارات وتحديدا من قسم الحرب النفسية. فكلمات الرئيس الأميركي سلاح يستخدمه العسكريون والأمنيون الأميركيون في حروبهم.

يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية بالضبط ثلاثة عشر ضعفا فاصلة اثنان مقارنة بسكان سورية.

أي أن كل سوري يقابله ثلاثة عشر أميركي  تقريبا.

مقارنة ديمقراطية بين البلدين تميل لصالح الولايات المتحدة الأميركية إذا كان المقصود بالديمقراطية " الصورة الجميلة للممارسة الديكتاتورية والتي تستبدل القمع الأمني المباشر بديلا عن غسيل الأدمغة والسيطرة المستندة إلى الدعاية الإعلامية التي لا يمكن أن يملكها أدواتها إلا مالكي الحكم والحزبين الحاكمين (الحزب الجمهوري الديمقراطي).

 طبعا الإخراج الأميركي للديكتاتورية أرقى وأنظف و"تحسينته منه وفيه"...

هل هذا يعني أن سورية ديمقراطية على قياس البعثيين ؟

بالطبع لا،لكن نظامها ورئيسها أعلن والتزم ويسعى لكل ما يمكن له أن يرضي شعبه سواء أنصاره وهم جزء لا يستهان به أم المحايدين وهم أيضا جزء لا يستهان به أصبحوا من أنصار الرئيس أم المعارضين وهم كثر جدا جداً قياسا بأثنين من المفجرين ادخلوا بوسطن في غيبوبة وشلل منذ يومين.

 أميركا دولة عظيمة تعرف كيف تضحك على شعبها، والحكم في سورية في مرحلته البعثية اتسم بالحنان الفائض فقط مع من "يخرس في التعبير عن توجه سياسي مخالف للحكم" .

القمعيون الأميركيون أقوى واثبت وأشجع لذا هامش تحركهم هوليودي ويقدم السم والأمرة والتحكم والتجبر لا بالقوة بل بالتوجيه ، لذا ترى الأميركيين ينتخبون من يعلن بصراحة انه سيحرص على أن يموتوا من المرض لأنه ضد التأمين الصحي لجميع الأميركيين!!.

قل ما تشاء في أميركا يضحكون لك، انتقد من تشاء لن يعتقلك احد، فقط لا تقترب من إسرائيل ومن الحاكم الحقيقي و السري للشعب وللمؤسسات بمن فيهم مؤسسة الرئاسة التي هي منفذ محدود الصلاحية والصلاحيات لخيارات لمالكي أسهم الشركات الكبرى أميركيا ( والتي تضم تجارة السلاح وصناعتها، والمصارف والشركات المالية، وشركات النفط وجهات الاستثمار الخارجي) .

 شكل حزبا سياسيا أو حركة ثورية ليس في الأمر مشكلة أبدا في أميركا  وستبقى حرا لتفعل ما تشاء، لأنك لن تشكل أي خطر في ظل حصر اللوبي الحاكم للأحزاب الفاعلة بحزبين فقط يمولهما من ماله ويدير حركة كل منهما بقراره وينشر شعبية كل منهما طولا وعرضا في بلاد العم سام بالإعلام وبالمال وبالدعاية المباشرة والتي لا يقدر على تحمل نفقاتها إلا كل جبار خاضع لجبابرة الحكم السريين.

 ومن يخالف ، لن يعرف مصيره وسينتهي سياسيا وإعلاميا وسيتوه في صحراء التجاهل الأميركية كما تاه موسى وشعبه في صحراء مصر .

هذا في أميركا ...

أما في سورية فالوضع سيان  مثل كل دول العالم الثالث،لكنه أخيرا وبسبب الأزمة أعلن الحكم فيها عن تغييرات تطال بنيته وهيكله ومستقبله حتى. فهل في أميركا من يعترف بان اللوبي الحاكم مخطىء وأن من حق الناس أن تحصل على حق معرفة ما يفوتها من حقوق ؟

 النظام الأميركي حنون في الانتخابات وفي الحياة نسبيا مع مواطنيه. ولكن هيهات أن نعرف مصير من يخالف النظام الحاكم، هل سمعتم بما جرى للشيوعيين ؟

هل سمعتم بما جرى من قمع مدمر حتى الانتحار للسفير غونتر دين ؟

هل سمعتم بما تعرضت له من قمع هيلين توماس ، أو مؤلفي كتاب " اللوبي الصهيوني في أميركا " ؟

في سورية  كل من لا يتعرض بكلمة لإمكانية تغيير النظام كان يعيش مرتاح البال وهانيء، مثله مثل الأميركي الذي لا يعرف أصلا أي نظام يحكمه، وأما المخالفين في البلدين فكلاهما يتعرض للقمع.

قمع مؤقت في سورية ، مهما طال يبقى مرتبطا بالموقف ، ولكن في أميركا لا ينتهي العقاب ولو أعلن المخالف التوبة.

إذا في أميركا ، قمع ؟؟

وبالتأكيد في سورية كان هناك  قمع ... أعلن الشعب عن نهايته وعن رفضه له وصدق ما أعلنه رئيسه بشار الأسد من رغبة في الإصلاح السريع والجذري فوقف اغلب السوريين (بالحساب الديمقراطي خمسون بالمئة  وفاصلة من الشعب هي أغلبية) مع الرئيس ومع السلطة ضد الإرهاب.

إذا ، ماضي سورية القمعي ، ظاهرا وحاليا يمكن القول انه انتهى ...

لكن في أميركا يبقى الحال ورديا من الظاهر وسوداويا في العمق بكل المعايير الفلسفية للمنطق الديمقراطي.

في سورية يستخدمون الأمن الآن لا  لقمع المخالفين للحكم بل لقمع الإرهاب (واللي مش مصدق فليسأل قادة التنسيقيات كيف استمروا أحرارا وكيف يستمر معارضون سياسيون وصحافيون وفنانون في داخل سورية بالتهجم على النظام دون أن يتعرض لهم أحد إن لم يحملوا السلاح (هل يتعرض أي كان للصحافي الكذاب وسام كنعان أو للصحافي الفلسطيني مراسل السفير اللبنانية للشؤون الثقافية الموالي للثورة السورية الممولة من رجعيي الخليج  مثلا...)

في أميركا يقمعون من يخالف الحكم (لا الرئيس لأنه ليس الحاكم حقا) بالتجويع وبالقتل البارد، ينفونه إلى نفسه، يسوغون له فكرة قتل نفسه ويجعلونه عبرة لمن يعتبر.

في أميركا يمكنك قول ما تشاء في أي وقت عن الرئيس، ولكن إن اقتربت من إسرائيل ...فأنت ستتمنى لو كنت تتعرض للقمع السوري لا للقمع الأميركي. أتذكرون كل من تفوه بنقد لإسرائيل في أميركا ؟ أين هم ؟. هل بينهم من بقي في وظيفته؟ هل منهم من يظهر على شاشة – فضائية أو كيبل أو صحيفة ؟

لن أعدد الأسماء ،تعرفونهم إسما إسما ...

لم ينتقد إسرائيل رجل أو امرأة في أميركا وبقي مواطنا له كامل الصلاحية والحقوق كما الآخرين.

إذا لا فرق بين القمع السوري والقمع الأميركي إلا في الأسباب . سورية تقمع من يريد تغيير النظام بدءا بكلمة، وفي أميركا إن تفوهت كلمة بحق إسرائيل انتهيت.

سورية تطلق سراحك بعد سنتين – خمس ثمانية عشر – عشرون .....في أميركا تنتهي صلاحيتك للعيش في بلاد الحلم الأميركي إلى الأبد، لعنة انتقاد إسرائيل ستلاحقك إلى القبر.

قد يقول جاهل أو مغرض ....

" فقط من ينتقدون إسرائيل يعانون من ديكتاتورية قمعية في الغرب....

ليس القول السابق صحيحا...هناك طرف آخر غير إسرائيل إذا انتقدته انتهيت بقسوة اشد وعوقبت عقوبة أقوى من تلك التي تنالها إن تطاولت على إسرائيل .

 اذكر الحاكم الأميركي الحقيقي بالاسم تنتهي حقوقك المدنية.

قل كلمة عن اللوبي الحاكم الذي يقف خلف الحزبين وخلف الكونغرس وخلف البيت الأبيض وخلف السياسات الأميركية في العالم اجمع منذ قرن وأربعة عشر عاما و إلى الآن وستنتهي فورا .

ستتمنى لو انك ضيف من ضيوف سجن تدمر أو عدرا أو المزة لو تفوهت بحرف عن المئتي شركة التي تحكم أميركا والعالم .

قل أي شيء عن تجارة السلاح في الخارج...تنتهي

قل شيئا يهدد عرش الشركات التي تبيع الموت والنفط والقدرات المالية وستنتهي

قل أي شيء عمن يحكم أميركا حقا وستنتهي .

افضح سطرا من توراة الحكام الحقيقيين لواشنطن وسيسقطونك من تاريخ الولادات ومن حقيقة الوجود.....

الديمقراطية الأميركية حقيقية وحرية التعبير حقيقية، فقط لا تقترب من الشركات التجارية الحاكمة التي يملكها من يملكون القدرة على إدخال من يشاؤون إلى البيت وعلى إبعاده ساعة يشاؤون.

الديمقراطية الأميركية حقيقية وحرية التعبير حق مشروع ولكن من يتحمل عقوبة التطاول على الشركات التي تنّصب الرئيس وتقتل آخر(كينيدي ) وتعزل نيكسون وتفضح كلينتون ...؟

في بلادنا العربية وفي سورية مثلا، يقمعون الناس بعد أن يفكروا ، وفي أميركا تمتلك الجهات الحاكمة قدرة على منع التفكير عن ثلاثمئة مليون مواطن في المواضيع التي تخص تبديل الحكم وتبديل الحاكم.

 بالإعلام يتحكمون بعقول مواطنيهم، وبالمال يقمعون أي خطر.

هل سمعتم بقناة تلفزيونية لا تسبح بحمد النظام الأميركي؟

هل قيل لكم أن مؤسسة صحافية تقدمية بقيت قادرة على الاستمرار حين أصبحت فاعلة في التأثير على تفكير الأميركيين؟

في سورية كان هناك حزب حاكم ورئيس ينفرد بالقرار ، وفي أميركا صلاحيات الرئيس والحزب بيد الشركات التي تتمثل في مجالس إدارتها عائلات محدود في العدد لم تتبدل ولم تتغير كثيرا موازين ملكية الأسهم فيها أبا عن جد منذ حرب الفليبين أي منذ العام 1899

في سورية ممنوع التعبير عن أفكارك بحرية ، فيما مضى ، الآن اسألوا رزان زيتونة المقيمة في السفارة الأميركية كيف يتحرك عملائها بحرية فقط لأنهم لا يحملون السلاح؟

وكيف يتحرك معارضوا النظام علنا وفي ظل الأزمة الحالية ولا يتعرض لهم احد لأن الحكم والسلطة قرر أن العدو هو الإرهاب وأن الماضي انتهى وأن الثقة بالناس هي المنقذ للبلاد وللعباد.

ما سلف من كلام مسهب له علاقة بتأكيد أن المضمون القمعي للبلدين – أميركا وسورية موجود، وربما متشابه في الجوهر لا في الشكل. يمثل الأمر نموذجا من المقارنة بين قتل محكوم بالإعدام على خازوق،(قمع المخالفين في سورية) وبين إعطائه مخدر ثم حقنه بإبرة مادتها الكيميائية تقتله بلا الم (منع الديمقراطية الحقيقية والتعتيم الإعلامي والتعتيم على المعرفة السياسية عند المواطنين وإيصال الأفكار التي تناسب فقط استمرار اللوبي الحاكم ).

الأمر يشبه أكثر، رجلا تستعبده بالقوة وآخر تقنعه بالتحول إلى عبد بقوة إعلامك.

مساواة في الممارسة القمعية فماذا عن كفاءة الحاكمين:

تفجيرين إرهابيين صغيري الحجم دفعا السلطات الأميركية إلى إقفال مدينة بوسطن التي يسكنها الملايين. إقفال تام سببه البحث عن إرهابي للقبض عليه!!

في سورية ثمانون ألفا من الإرهابيين في غوطة دمشق فقط، تدعمهم الولايات المتحدة ماليا وإعلاميا (عبر حلفائها) وتسلحهم وتقدم لهم قدراتها في القيادة والسيطرة وفي الاستخبارات البشرية والتقنية بما فيها الأقمار الصناعية، ومع ذلك تعج دمشق بالحياة رغم الجروح والألم.

سنتان وسورية تعاني من آلاف العمليات الإرهابية التي دمرت الحجر والشجر، والرئيس السوري يدير بلاده بكفاءة وصبر وتفاني وجدارة إلى الحد الذي تمكن فيه من التحول من حاكم إلى رمز تحرير، رمز وطني تاريخي غصبا عمن ينكرون عليه حقه في تسليم البلاد ديمقراطيا إلى رئيس ينتخبه شعبه لا المال السعودي والقطري ويفرضه القانون السوري لا الرغبة الأميركية والإسرائيلية ولا الفتاوى الجهنمية لأسطول رجال دين وضعت في خدمتهم ثلاثمئة محطة لا هم لها سوى تخريب سورية.

السيد رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك اوباما ، السادة أعضاء الكونغرس، السادة أعضاء اللوبي الحاكم السري وشبه السري، تنحو عن حكم أميركا فلا كفاءة ولا جدارة ظهرت في تصرفاتكم ، وان كان فيكم بعض عدالة وفهم ....تعالوا إلى سورية لتتعلموا كيف تحافظون على امن شعبكم .....واستمرار الحياة في بلادكم ...حتى والرجل ذاك يقاوم سلطانكم الأعظم في هذه الدنيا.

بعد ما رأيته في بوسطن ....أيها العرب ....لو فيكم شريف فليصرخ معي ، يحيا الشعب السوري تحيا سورية ...وعاش الأسد

  • فريق ماسة
  • 2013-04-18
  • 10505
  • من الأرشيف

بين الرئيسين باراك أوباما وبشار الأسد ....أيهما أقوى بشعبه؟

دعى الرئيس باراك اوباما نظيره السوري إلى التنحي مرارا، وبحسب ما توفر لي من إحصاء، الرئيس الأميركي ذكر كلمة تنحي عند الحديث عن الرئيس الأسد اثنين وعشرون مرة . فضلا عن وزارة الخارجية والناطقين باسمها ووزراء الدفاع ونوابهم. في حين لم يذكر الرئيس الأسد أي باراك اوباما بأي سوء.. يصر اوباما على وصف الرئيس السوري بألفاظ يعرف المختصون أنها تكتب للرئيس الأميركي بتوصية من الاستخبارات وتحديدا من قسم الحرب النفسية. فكلمات الرئيس الأميركي سلاح يستخدمه العسكريون والأمنيون الأميركيون في حروبهم. يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية بالضبط ثلاثة عشر ضعفا فاصلة اثنان مقارنة بسكان سورية. أي أن كل سوري يقابله ثلاثة عشر أميركي  تقريبا. مقارنة ديمقراطية بين البلدين تميل لصالح الولايات المتحدة الأميركية إذا كان المقصود بالديمقراطية " الصورة الجميلة للممارسة الديكتاتورية والتي تستبدل القمع الأمني المباشر بديلا عن غسيل الأدمغة والسيطرة المستندة إلى الدعاية الإعلامية التي لا يمكن أن يملكها أدواتها إلا مالكي الحكم والحزبين الحاكمين (الحزب الجمهوري الديمقراطي).  طبعا الإخراج الأميركي للديكتاتورية أرقى وأنظف و"تحسينته منه وفيه"... هل هذا يعني أن سورية ديمقراطية على قياس البعثيين ؟ بالطبع لا،لكن نظامها ورئيسها أعلن والتزم ويسعى لكل ما يمكن له أن يرضي شعبه سواء أنصاره وهم جزء لا يستهان به أم المحايدين وهم أيضا جزء لا يستهان به أصبحوا من أنصار الرئيس أم المعارضين وهم كثر جدا جداً قياسا بأثنين من المفجرين ادخلوا بوسطن في غيبوبة وشلل منذ يومين.  أميركا دولة عظيمة تعرف كيف تضحك على شعبها، والحكم في سورية في مرحلته البعثية اتسم بالحنان الفائض فقط مع من "يخرس في التعبير عن توجه سياسي مخالف للحكم" . القمعيون الأميركيون أقوى واثبت وأشجع لذا هامش تحركهم هوليودي ويقدم السم والأمرة والتحكم والتجبر لا بالقوة بل بالتوجيه ، لذا ترى الأميركيين ينتخبون من يعلن بصراحة انه سيحرص على أن يموتوا من المرض لأنه ضد التأمين الصحي لجميع الأميركيين!!. قل ما تشاء في أميركا يضحكون لك، انتقد من تشاء لن يعتقلك احد، فقط لا تقترب من إسرائيل ومن الحاكم الحقيقي و السري للشعب وللمؤسسات بمن فيهم مؤسسة الرئاسة التي هي منفذ محدود الصلاحية والصلاحيات لخيارات لمالكي أسهم الشركات الكبرى أميركيا ( والتي تضم تجارة السلاح وصناعتها، والمصارف والشركات المالية، وشركات النفط وجهات الاستثمار الخارجي) .  شكل حزبا سياسيا أو حركة ثورية ليس في الأمر مشكلة أبدا في أميركا  وستبقى حرا لتفعل ما تشاء، لأنك لن تشكل أي خطر في ظل حصر اللوبي الحاكم للأحزاب الفاعلة بحزبين فقط يمولهما من ماله ويدير حركة كل منهما بقراره وينشر شعبية كل منهما طولا وعرضا في بلاد العم سام بالإعلام وبالمال وبالدعاية المباشرة والتي لا يقدر على تحمل نفقاتها إلا كل جبار خاضع لجبابرة الحكم السريين.  ومن يخالف ، لن يعرف مصيره وسينتهي سياسيا وإعلاميا وسيتوه في صحراء التجاهل الأميركية كما تاه موسى وشعبه في صحراء مصر . هذا في أميركا ... أما في سورية فالوضع سيان  مثل كل دول العالم الثالث،لكنه أخيرا وبسبب الأزمة أعلن الحكم فيها عن تغييرات تطال بنيته وهيكله ومستقبله حتى. فهل في أميركا من يعترف بان اللوبي الحاكم مخطىء وأن من حق الناس أن تحصل على حق معرفة ما يفوتها من حقوق ؟  النظام الأميركي حنون في الانتخابات وفي الحياة نسبيا مع مواطنيه. ولكن هيهات أن نعرف مصير من يخالف النظام الحاكم، هل سمعتم بما جرى للشيوعيين ؟ هل سمعتم بما جرى من قمع مدمر حتى الانتحار للسفير غونتر دين ؟ هل سمعتم بما تعرضت له من قمع هيلين توماس ، أو مؤلفي كتاب " اللوبي الصهيوني في أميركا " ؟ في سورية  كل من لا يتعرض بكلمة لإمكانية تغيير النظام كان يعيش مرتاح البال وهانيء، مثله مثل الأميركي الذي لا يعرف أصلا أي نظام يحكمه، وأما المخالفين في البلدين فكلاهما يتعرض للقمع. قمع مؤقت في سورية ، مهما طال يبقى مرتبطا بالموقف ، ولكن في أميركا لا ينتهي العقاب ولو أعلن المخالف التوبة. إذا في أميركا ، قمع ؟؟ وبالتأكيد في سورية كان هناك  قمع ... أعلن الشعب عن نهايته وعن رفضه له وصدق ما أعلنه رئيسه بشار الأسد من رغبة في الإصلاح السريع والجذري فوقف اغلب السوريين (بالحساب الديمقراطي خمسون بالمئة  وفاصلة من الشعب هي أغلبية) مع الرئيس ومع السلطة ضد الإرهاب. إذا ، ماضي سورية القمعي ، ظاهرا وحاليا يمكن القول انه انتهى ... لكن في أميركا يبقى الحال ورديا من الظاهر وسوداويا في العمق بكل المعايير الفلسفية للمنطق الديمقراطي. في سورية يستخدمون الأمن الآن لا  لقمع المخالفين للحكم بل لقمع الإرهاب (واللي مش مصدق فليسأل قادة التنسيقيات كيف استمروا أحرارا وكيف يستمر معارضون سياسيون وصحافيون وفنانون في داخل سورية بالتهجم على النظام دون أن يتعرض لهم أحد إن لم يحملوا السلاح (هل يتعرض أي كان للصحافي الكذاب وسام كنعان أو للصحافي الفلسطيني مراسل السفير اللبنانية للشؤون الثقافية الموالي للثورة السورية الممولة من رجعيي الخليج  مثلا...) في أميركا يقمعون من يخالف الحكم (لا الرئيس لأنه ليس الحاكم حقا) بالتجويع وبالقتل البارد، ينفونه إلى نفسه، يسوغون له فكرة قتل نفسه ويجعلونه عبرة لمن يعتبر. في أميركا يمكنك قول ما تشاء في أي وقت عن الرئيس، ولكن إن اقتربت من إسرائيل ...فأنت ستتمنى لو كنت تتعرض للقمع السوري لا للقمع الأميركي. أتذكرون كل من تفوه بنقد لإسرائيل في أميركا ؟ أين هم ؟. هل بينهم من بقي في وظيفته؟ هل منهم من يظهر على شاشة – فضائية أو كيبل أو صحيفة ؟ لن أعدد الأسماء ،تعرفونهم إسما إسما ... لم ينتقد إسرائيل رجل أو امرأة في أميركا وبقي مواطنا له كامل الصلاحية والحقوق كما الآخرين. إذا لا فرق بين القمع السوري والقمع الأميركي إلا في الأسباب . سورية تقمع من يريد تغيير النظام بدءا بكلمة، وفي أميركا إن تفوهت كلمة بحق إسرائيل انتهيت. سورية تطلق سراحك بعد سنتين – خمس ثمانية عشر – عشرون .....في أميركا تنتهي صلاحيتك للعيش في بلاد الحلم الأميركي إلى الأبد، لعنة انتقاد إسرائيل ستلاحقك إلى القبر. قد يقول جاهل أو مغرض .... " فقط من ينتقدون إسرائيل يعانون من ديكتاتورية قمعية في الغرب.... ليس القول السابق صحيحا...هناك طرف آخر غير إسرائيل إذا انتقدته انتهيت بقسوة اشد وعوقبت عقوبة أقوى من تلك التي تنالها إن تطاولت على إسرائيل .  اذكر الحاكم الأميركي الحقيقي بالاسم تنتهي حقوقك المدنية. قل كلمة عن اللوبي الحاكم الذي يقف خلف الحزبين وخلف الكونغرس وخلف البيت الأبيض وخلف السياسات الأميركية في العالم اجمع منذ قرن وأربعة عشر عاما و إلى الآن وستنتهي فورا . ستتمنى لو انك ضيف من ضيوف سجن تدمر أو عدرا أو المزة لو تفوهت بحرف عن المئتي شركة التي تحكم أميركا والعالم . قل أي شيء عن تجارة السلاح في الخارج...تنتهي قل شيئا يهدد عرش الشركات التي تبيع الموت والنفط والقدرات المالية وستنتهي قل أي شيء عمن يحكم أميركا حقا وستنتهي . افضح سطرا من توراة الحكام الحقيقيين لواشنطن وسيسقطونك من تاريخ الولادات ومن حقيقة الوجود..... الديمقراطية الأميركية حقيقية وحرية التعبير حقيقية، فقط لا تقترب من الشركات التجارية الحاكمة التي يملكها من يملكون القدرة على إدخال من يشاؤون إلى البيت وعلى إبعاده ساعة يشاؤون. الديمقراطية الأميركية حقيقية وحرية التعبير حق مشروع ولكن من يتحمل عقوبة التطاول على الشركات التي تنّصب الرئيس وتقتل آخر(كينيدي ) وتعزل نيكسون وتفضح كلينتون ...؟ في بلادنا العربية وفي سورية مثلا، يقمعون الناس بعد أن يفكروا ، وفي أميركا تمتلك الجهات الحاكمة قدرة على منع التفكير عن ثلاثمئة مليون مواطن في المواضيع التي تخص تبديل الحكم وتبديل الحاكم.  بالإعلام يتحكمون بعقول مواطنيهم، وبالمال يقمعون أي خطر. هل سمعتم بقناة تلفزيونية لا تسبح بحمد النظام الأميركي؟ هل قيل لكم أن مؤسسة صحافية تقدمية بقيت قادرة على الاستمرار حين أصبحت فاعلة في التأثير على تفكير الأميركيين؟ في سورية كان هناك حزب حاكم ورئيس ينفرد بالقرار ، وفي أميركا صلاحيات الرئيس والحزب بيد الشركات التي تتمثل في مجالس إدارتها عائلات محدود في العدد لم تتبدل ولم تتغير كثيرا موازين ملكية الأسهم فيها أبا عن جد منذ حرب الفليبين أي منذ العام 1899 في سورية ممنوع التعبير عن أفكارك بحرية ، فيما مضى ، الآن اسألوا رزان زيتونة المقيمة في السفارة الأميركية كيف يتحرك عملائها بحرية فقط لأنهم لا يحملون السلاح؟ وكيف يتحرك معارضوا النظام علنا وفي ظل الأزمة الحالية ولا يتعرض لهم احد لأن الحكم والسلطة قرر أن العدو هو الإرهاب وأن الماضي انتهى وأن الثقة بالناس هي المنقذ للبلاد وللعباد. ما سلف من كلام مسهب له علاقة بتأكيد أن المضمون القمعي للبلدين – أميركا وسورية موجود، وربما متشابه في الجوهر لا في الشكل. يمثل الأمر نموذجا من المقارنة بين قتل محكوم بالإعدام على خازوق،(قمع المخالفين في سورية) وبين إعطائه مخدر ثم حقنه بإبرة مادتها الكيميائية تقتله بلا الم (منع الديمقراطية الحقيقية والتعتيم الإعلامي والتعتيم على المعرفة السياسية عند المواطنين وإيصال الأفكار التي تناسب فقط استمرار اللوبي الحاكم ). الأمر يشبه أكثر، رجلا تستعبده بالقوة وآخر تقنعه بالتحول إلى عبد بقوة إعلامك. مساواة في الممارسة القمعية فماذا عن كفاءة الحاكمين: تفجيرين إرهابيين صغيري الحجم دفعا السلطات الأميركية إلى إقفال مدينة بوسطن التي يسكنها الملايين. إقفال تام سببه البحث عن إرهابي للقبض عليه!! في سورية ثمانون ألفا من الإرهابيين في غوطة دمشق فقط، تدعمهم الولايات المتحدة ماليا وإعلاميا (عبر حلفائها) وتسلحهم وتقدم لهم قدراتها في القيادة والسيطرة وفي الاستخبارات البشرية والتقنية بما فيها الأقمار الصناعية، ومع ذلك تعج دمشق بالحياة رغم الجروح والألم. سنتان وسورية تعاني من آلاف العمليات الإرهابية التي دمرت الحجر والشجر، والرئيس السوري يدير بلاده بكفاءة وصبر وتفاني وجدارة إلى الحد الذي تمكن فيه من التحول من حاكم إلى رمز تحرير، رمز وطني تاريخي غصبا عمن ينكرون عليه حقه في تسليم البلاد ديمقراطيا إلى رئيس ينتخبه شعبه لا المال السعودي والقطري ويفرضه القانون السوري لا الرغبة الأميركية والإسرائيلية ولا الفتاوى الجهنمية لأسطول رجال دين وضعت في خدمتهم ثلاثمئة محطة لا هم لها سوى تخريب سورية. السيد رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك اوباما ، السادة أعضاء الكونغرس، السادة أعضاء اللوبي الحاكم السري وشبه السري، تنحو عن حكم أميركا فلا كفاءة ولا جدارة ظهرت في تصرفاتكم ، وان كان فيكم بعض عدالة وفهم ....تعالوا إلى سورية لتتعلموا كيف تحافظون على امن شعبكم .....واستمرار الحياة في بلادكم ...حتى والرجل ذاك يقاوم سلطانكم الأعظم في هذه الدنيا. بعد ما رأيته في بوسطن ....أيها العرب ....لو فيكم شريف فليصرخ معي ، يحيا الشعب السوري تحيا سورية ...وعاش الأسد

المصدر : عربي برس/ خضر عواركة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة