دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
توجهت الأنظار أمس الى ملف النازحين واللاجئين السوريين حيث رفضت دمشق دعوة أطلقتها مسؤولة العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة فاليري آموس، أمس، لنقل المساعدات عبر الحدود إلى داخل سوريا، حتى من دون موافقة السلطات السورية، وذلك فيما أكد مصدر ديبلوماسي لبناني واسع الاطلاع لـ«السفير» أن الحكومة اللبنانية قررت بالتنسيق مع السلطات الأردنية، ان تطرح للمرة الاولى فكرة إقامة مخيمات للاجئين داخل الأراضي السورية بالقرب من الحدود اللبنانية والأردنية، وانما بعد التشاور مع دمشق حول مستلزمات خطوة كهذه.
وقال المصدر الديبلوماسي لـ«السفير» ان حكومتي لبنان والاردن قررتا الذهاب بملف اللاجئين إلى مجلس الأمن الدولي، من أجل جعل المجتمع الدولي يتحمل مسؤولياته، خاصة في ضوء التنصل من كل الالتزامات المقدمة سابقا، ولا سيما في مؤتمر الكويت.
وأوضح المصدر أن الاجتماع الوزاري والأمني والقضائي الاستثنائي الذي عقد الاثنين الماضي في القصر الجمهوري، ناقش ملف اللاجئين السوريين والفلسطينيين بكل أبعاده، وطرحت للمرة الأولى فكرة إقامة مخيمات لهم داخل الأراضي السورية بالقرب من الحدود اللبنانية والأردنية، على أن تناقش السلطات اللبنانية والأردنية مع السلطات السورية هذه الفكرة بكل مستلزماتها اللوجستية والأمنية والاغاثية حتى يصار إلى تسويقها مع الجهات الدولية لاحقا.
وأشار المصدر إلى أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا حاليا بلغ حوالي الـ450 ألفا بينهم حوالي 35 ألف فلسطيني نزحوا من مخيم اليرموك، وهذا الرقم يتوقع أن يرتفع ليتجاوز عتبة المليون في نهاية العام 2013، فيصبح إجمالي السوريين على الأراضي اللبنانية، من لاجئين ومقيمين، نحو مليوني نسمة.
وفي الوقت ذاته، أعلن مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام، خلال جلسة مجلس الأمن، أنه لن يكون بمقدور لبنان تقديم الرعاية المطلوبة للاجئين السوريين مع استمرار ارتفاع أعدادهم، من دون زيادة فعلية كما ونوعا للمساعدات من قبل المجتمع الدولي، لكنه شدد على أن «لبنان لن يغلق حدوده في وجه أي أسرة سورية تلجأ إليه».
وقالت مسؤولة العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة فاليري آموس، أمام مجلس الأمن، إن «الأرقام الأخيرة تظهر أن 6,8 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة»، مشيرة إلى أن «4,25 ملايين نزحوا داخل البلاد و1,3 مليون لجأوا إلى دول الجوار».
وأعلنت آموس انه منذ كانون الثاني الماضي «تزايدت العراقيل البيروقراطية من جانب السلطات السورية. وبالتالي فان لائحة المنظمات غير الحكومية المسموح لها بالعمل في سوريا تراجع من 110 إلى 29، وهناك 21 تأشيرة دخول قيد الانتظار، وطلب لإدخال 22 آلية مصفحة لم تتم الموافقة عليه بعد».
وأضافت أن الأمم المتحدة أبلغت لتوها بان «أي شاحنة عليها الحصول على إذن موقع من وزارتين لاجتياز نقاط العبور الحكومية». وتابعت «لا يمكننا العمل على هذا النحو»، داعية مجلس الأمن إلى «التفكير بطرق أخرى لإيصال المساعدة بما يشمل عمليات عبر الحدود، حتى لو لم توافق الحكومة السورية عليها».
لكن مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أكد رفض دمشق هذا الأمر، مشددا «على المسؤولية الحصرية للحكومة السورية في حماية مواطنيها وفقا لمبادئ القانون الدولي بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها».
وقال إن «الدعايات الفظة والمفرطة في سلبيتها وعدائيتها، والتي تحاول بعض الحكومات والهيئات ترويجها إنما تأتي تبريرا لمحاولاتها للتدخل في الشؤون الداخلية وانتهاك السيادة السورية، بذرائع من قبيل التدخل الإنساني وفرض مناطق حظر للطيران وإنشاء ممرات إنسانية آمنة ومسؤولية الحماية وغيرها».
وحذر رئيس مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين انطونيو غوتيريس، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، من أن عدد اللاجئين يمكن أن يتجاوز 3,5 ملايين نسمة في نهاية السنة الحالية. وقال «هذه الأرقام مخيفة، والوضع يمكن أن يصبح غير محتمل» داعيا إلى التضامن الدولي مع دول تستضيف اللاجئين مثل لبنان والأردن، مشيرا إلى أن ربع الموجودين في لبنان أصبحوا من السوريين.
الابراهيمي
يقدم المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى مجلس الأمن اليوم رؤيته للأوضاع في سوريا، فيما أعلن المتحدث باسم الجامعة العربية ناصيف حتي أنه «سيتم عقد اجتماع في جنيف الاثنين المقبل، يضم الأمينين العامين للجامعة العربية نبيل العربي والأمم المتحدة بان كي مون والإبراهيمي، للتشاور حول كل الأمور المتعلقة بتطورات الأوضاع في سوريا ومستقبل مهمة الإبراهيمي في ضوء التسريبات حول نيته النأي بنفسه عن الجامعة العربية».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ردا على سؤال حول شائعات عن أن الإبراهيمي يفكر بالاستقالة، ان موسكو تعتبر هذا الأمر مبررا. وقال، على هامش اجتماع لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، إن «اعتراف الجامعة العربية بالائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري وإعلانها الحكومة السورية غير شرعية، قد يجبر الإبراهيمي على الاستقالة». وتساءل «كيف كان على هذا الإنسان المهني والنزيه أن يتصرف، إذا كانت إحدى المنظمتين اللتين فوضتاه بالتوسط بين الحكومة والمعارضة، رفضت أن تدعم التفاوض بأي شكل».
وأضاف لافروف أن «الجامعة العربية أعلنت الحكومة في دمشق غير شرعية، واعترفت بالائتلاف السوري المعارض، الذي لا يمثل حتى كل المعارضة، ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. وفي الوقت ذاته، قررت الجامعة العربية زيادة تسليح المعارضة المسلحة. من الطبيعي أن رب العمل الذي ألغى موضوع العقد، وهو التفاوض، لا يمكن أن يستمر بهذه الصفة من وجهة نظر من تعاقد بتنفيذ تفويض الأمم المتحدة والجامعة العربية المتعلق بالتفاوض».
ميدانيا، شددت القوات السورية الخناق على المسلحين في محافظة حمص، بسيطرتها على قرية آبل الواقعة بين مدينتي حمص والقصير، فيما سيطر المسلحون على مطار الضبعة العسكري في ريف القصير.
وأكد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أحمد وحيدي، ردا على سؤال حول التدخل الخارجي والعسكري في سوريا، أن «التدخل الخارجي سيكون بمثابة انفجار في الشرق الأوسط يعم كل الدول الداعمة للإرهابيين ونظام الهيمنة والكيان الإسرائيلي»، فيما نفى رئيس هيئة الأركان العامة اللواء حسن فيروز أبادي أن تكون إيران أرسلت أي جندي أو معدات عسكرية إلى سوريا.
المصدر :
السفير \ الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة