دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
صد أبناء عشائر محافظة القامشلي السورية في الفترة الاخيرة هجوماً كبيراً نفذته عناصر من “جبهة النصرة” على مطار القامشلي موقعة عشرات القتلى في صفوفهم.
هذا الحادث يشير إلى دور بات يلعبه المكون العشائري في سورية والمتواجد في أغلب المحافظات السورية كدير الزور والحسكة والقامشلي ودرعا والقنيطرة وحمص، في مواجهة الميليشيات المسلحة وعلى رأسها عناصر “جبهة النصرة”.
ما يقوم به أبناء العشائر في سورية خلال الأزمة الحالية قرأه المراقبون على أنه حركة صحوة تشبه إلى حد كبير الصحوات العراقية التي ظهرت إبان الاحتلال الأمريكي للعراق، إلا أن شيوخ عشائر سورية نفوا لموقعنا أن تكون “الصحوة السورية ” تقليد للحالة العراقية، مؤكدين في الوقت ذاته، صحة وجود ما يشبه “كتائب الصحوات” خاصة في المحافظات ذات الطابع العشائري.
الشيخ صالح النعيمي، مؤسس ملتقى القبائل والعشائر السورية أكد لموقع ” العهد” الإخباري أن “حركة الصحوات تتواجد بشكل فاعل في الجزيرة السورية (محافظة الحسكة) ومحافظة دير الزور وذلك عبر كتائب وتجمع عشائر مسلحة تأخذ على عاتقها مهمة الدفاع عن أرض الوطن ضد أي خطر يداهم مناطقهم بما فيها “جبهة النصرة” والميليشيات المسلحة” .
ويرى الشيخ النعيمي أن “هناك تواجداً لكتائب مسلحة من أبناء العشائر في المحافظات السورية ذات الطابع العشائري للوقوف إلى جانب الجيش السوري”، منوهاً بأن “القبائل والعشائر في سورية هم جزء من النسيج الاجتماعي وليس عنصر غريب عنه وتتواجد في كل مكان من المحافظات وحتى على الحدود”.
وعلق النعيمي على دور القبائل والعشائر في الأزمة الحالية قائلاَ:” تتصدى القبائل والعشائر لأي تنظيم إرهابي يحاول دخول أي منطقة أو حي، وهذا يعني غياب العنصر الحاضن لهم بسبب وعي أهلها لحجم المؤامرة التي تتعرض لها سورية” .
وبين النعيمي أن “أكثر من 60 % من مكونات النسيج السوري هم عشائر تتوزع معظمها في الرقة والحسكة ودير الزور وحمص وريف دمشق والقنيطرة ودرعا وباقي المحافظات الأخرى”، مؤكدأ أن “حركة الصحوات ليست تقليداً للعراق بشكل كامل بل إنها ظهرت في سورية في ظل حاجة المناطق التي تتواجد فيها عشائر لمن يدافع عنها ويصون أمنها المجتمعي وهذا ما دفع أبناء العشائر إلى المناداة بتشكيل كتائب أو تنظيمات للدفاع عن أرضها” .
بدوره أكد الشيخ محمود سراج الناس، شيخ عشيرة السادة الأشراف في محافظة الحسكة أن “رجال الصحوات من أبناء العشائر في محافظة القامشلي والحسكة كعشائر الغنامة والبوعاصي والسياد يؤدون واجبهم في الدفاع عن مناطقهم خاصة التصدي لهجمات عناصر “جبهة النصرة “.
وأما في ما يخص مصدر السلاح، فقد أكد سراج الناس أن “أبناء العشائر مسلحين بطبيعة الحال فضلا عما يقدم لهم من سلاح من قبل الدولة السورية للتصدي لكل أجنبي أو حامل للسلاح خارج إطار سيادة وقانون الدولة”. ولم يغفل شيخ عشيرة السادة الأشراف في إشارته إلى أن” حركة الصحوة بين أبناء العشائر تتواجد منذ بداية الأزمة إلا أنه كان ينقصها التنظيم والإعداد.”
من ناحيته أكد أحد شيوخ العشائر في ريف دمشق (رفض الإفصاح عن اسمه) أن “الصحوات موجودة في مناطق مختلفة من ريف دمشق كمناطق زاكية وخان دنون وخيارة دنون والعادلية وحرجلة”، مشيراً إلى أن” أبناء العشائر في تلك المناطق يؤدون واجبهم الوطني في حماية ممتلكاتهم وأرضهم “.
بدوره تحفظ الشيخ فياض الناصر من عشيرة “بوسرايا” في دير الزور على إطلاق تسمية الصحوات على الدور الذي يقوم به أبناء العشائر في سورية في دفاعهم عن أرضهم وقال : “الصحوة تعني أن الإنسان عاد إلى رشده ووعيه أو أن يقع في الخطأ ومن ثم يعود إلى صوابه، إلا أن أبناء القبائل السورية واعين لحجم المؤامرة التي يتعرض لها بلدهم منذ بداية الأزمة ،حيث كان للعشائر منذ بداية الأحدث دور في توجيه الناس وفي أهمية الحفاظ على بلدهم” .
ولفت الناصر إلى أن “أبناء عشائر “بوسرايا” يقفون إلى جانب الجيش السوري ويؤدون واجبهم الوطني في منع سيطرة العناصر المسلحة بما فيها “جبهة النصرة” على أي منطقة من مناطقهم” .
المصدر :
العهد \ علي العبد الله
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة