دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انتقد الكاتب التونسي أمين بن مسعود بشدة اجتماع الدوحة الأخير لجامعة الدول العربية وقرصنة مقعد سورية واعطائه لبقايا معارضة مشتتة مؤكدا أن على دمشق أن تنفض يدها من هذا الهيكل العربي العاجز عن تحقيق الطموحات العربية والالتفات إلى التكتلات الدولية الحرة والمتحررة من رؤوس الأموال الخليجية لانها أكثر عروبة من العرب وأكثر أخلاقا ممن يدعون الدفاع عن الاسلام وقيمه.
وقال بن مسعود في مقال له نشرته صحيفة الشروق التونسية أمس: "اجتمع العرب على كلمة واحدة في قمة واحدة في أزمنة وأمكنة واحدة.. اجتمعوا وأجمعوا على الانقلاب على الشام في قمة إمارة الغاز".
وأضاف الكاتب بن مسعود.. يحق اليوم لسورية الدولة والدور أن تفخر بنزع مقعدها من أشلاء وبقايا الجامعة العربية وألا تنزعج من منحه لبقايا معارضة مشتتة ووظيفية وفق الطلب القطري التركي الفرنسي البريطاني ذلك أن المكان الحقيقي لسورية الدولة والدور بغض النظر عن الأشخاص والأحزاب هو ضمن التكتلات الاقتصادية والسياسية الحرة والمتحررة من استعباد رؤوس الأموال الغربية الخليجية واستبداد الأنظمة القروسطية.
وأكد بن مسعود انه كفى سورية فخرا أن تهاجر مقعدا ضمن تكتل تآمري عربي خان كل القضايا العربية والاسلامية وتآمر عليها وقدم العواصم العربية لقمة سائغة للناتو ولأدواته في المنطق وعلى دمشق أن تفكر عروبيا خارج الاطار العربي الرسمي واسلاميا خارج الاطار الاخواني أو السلفي الوهابي وأن تدرك أن في العالم من هم أكثر عروبة من العرب وأكثر أخلاقا ممن يدعون الدفاع عن الاسلام وعلى دمشق أن تنفض يدها من هذا الهيكل العربي العاجز عن تحقيق اي من الطموحات العربية.
وقارن الكاتب بن مسعود ما بين قمة الدوحة التآمرية وقمة دول بريكس قائلا.. ما بين دوربان في جنوب افريقيا والدوحة في قطر عشرات الآلاف من الأميال جغرافيا وسياسيا وأخلاقيا واستراتيجية وخيارا مبدئيا وما بين قمة البريكس وقمة الدوحة بون بائن وفرق فارق بين خطين ونهجين ومقاربتين ومدرستين وهيكلين ومنظمتين وحاضرين ومستقبلين أيضا.
ولفت بن مسعود إلى أن الفرق واضح بين جنوب افريقيا الدولة التي عانت العنصرية وعاشتها ودفعتها وبين دولة تسعى إلى قطرنة الحداثة عوضا عن تحديث قطر وترمي إلى قطرنة العالم عوضا عن التفاعل مع تراث الانسانية وحضارة العالم البشري مشيرا إلى أن الفرق بين الدولتين والمنظمتين جاء كالفرق بين البيانين الختاميين وما بين التوصيات والمقررات النهائية.
وأوضح بن مسعود ان الدول ذات الاقتصادات الصاعدة تعرف أن صعودها بالتراكم وتطورها بالصبر ووفقا لذلك فان حل الأزمات يكون بالهدوء والتريث والتؤدة في حين أن الدول الثقيلة جدا على الحضارة الانسانية والنشاز في التراث العالمي تعكس كينونتها في طرحها الحلول للمشاكل التي افتعلتها.
وبين بن مسعود أن الدول الثقيلة على الحضارة تريد حلولا على شاكلة أنظمتها وتريد ثورات على شاكلة بناياتها الشاهقة كالدفع بإرهابيي العالم إلى سورية أو تشكيل سريع لمعارضات من وراء العمل السياسي السوري لتوضع في مقعد جامعة الدول العربية أو تخويل الأطلسي ليفعل ما يريد في الشام. وقال بن مسعود.. "لأن العقل السياسي لهذه الدول لم ولن يصل إلى مستوى التفكيك والترتيب فهي تترك الوضع على حاله من السوء والمثال الليبي هو نموذج بعد تلبية أمراء الغاز والنفط لنقماتهم الشخصية من رؤساء الجمهوريات العربية والأدهى والأمر أن عقلها المأزوم يصور لها أن مؤتمر اعادة الاعمار قادر على اعمار الأخلاق والتراث والتجانس والأمن والاستقرار واللحمة الاجتماعية".
وختم الكاتب مقاله بالتعريف بالدول القذرة قائلا إن ثلاثة اشياء ان اجتمعت في دولة فهي اقذر الدول وهي "العلاقة مع إسرائيل واحتضان للقواعد الأمريكية وتدخل في الشؤون الداخلية للدول عبر الفتن ونشر الفوضى" وأربعة أشياء ان اجتمعت في دولة فهي ساقطة لا محالة وهي "أن تحكمها عائلة فاسدة مستبدة وأن تنتفخ انتفاخ الضفادع تقليدا للحصان وأن تشارك في قصف عواصم عربية أخرى وأن يحكمها منقلب على أبيه".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة