«الإخوان المسلمون» ليسوا سوى «ذئاب بملابس حملان»، والرئيس المصري محمد مرسي «يفتقد العمق»، والخط الأحمر هو اتفاقية السلام مع إسرائيل، أما الرئيس السوري بشار الأسد فكان بحاجة إلى تدريب بعد وصوله إلى الحكم، تلك هي بعض آراء الملك الأردني عبد الله الثاني.

الملك لم يعد يؤمن بالملكيات! هذا ما ينقله مراسل صحيفة «ذي أتلانتيك» الأميركية جيفري غولدبيرغ أمس، وهو الإسرائيلي الأميركي والجندي الإسرائيلي السابق، وفي ذات الوقت صديق الملك الأردني.

حاول الديوان الملكي استدراك الأمور، ونشر في بيان أن الأحاديث «أخرجت من سياقها»، إلا إن ما قاله الملك تداولته كافة الصحف، وبالطبع وصل إلى مسامع من تكلم عنهم.

الإصلاحات الأردنية

يكتب مراسل «ذي أتلانتيك» أنّ الملك الأردني شرح له يوماً في مكتبه الخاص في منطقة الحمر في العاصمة عمان، خلال حديثه عن الانتخابات النيابية، أنه يريد إجراء تغييرات في الحياة السياسية، لكن من دون السماح لـ«جبهة العمل الإسلامي»، التابعة لـ«الإخوان المسلمين»، بخطف الإصلاحات الديموقراطية باسم الإسلام. كما ينقل المراسل وصف عبد الله الثاني لـ«الإخوان» بـ«الطائفة الماسونية».

وبالنسبة للملك الأردني فإن عصر الملكيات شارف على الانتهاء، وقد «ردد بأنه يريد تحويل السلطات إلى برلمان منتخب، لذلك سألته (غولدبيرغ) هل تريد أن تكون (الملكة البريطانية) إليزابيث؟»، فأجاب «أين ستكون الملكيات بعد 50 عاماً».

لكن يبدو أن العائلة المالكة لا تتفق معه في هذا التقدير، ويشرح الملك عبد الله أن «أفراد عائلتي لا يفهمون ذلك، فهم ليسوا معنيين بالحياة اليومية... فكلما ابتعدت عن الكرسي أصبحت أميرا أو أميرة بشكل أقل».

الإخوان المسلمون

وووفقاً للملك، على الغرب ـ وخصوصاً الولايات المتحدة ـ أن يغير من نظرته تجاه جماعة «الإخوان المسلمين»، فهم «يعتبرون أن الطريقة الوحيدة للديموقراطية هي عبر الإخوان المسلمين». وبالتالي، وبالنسبة إليه عمله يقضي توضيح هذه الصورة بأن «الإخوان المسلمين» ليسوا سوى «ذئاب في لباس حملان»، ويريدون فرض رؤيتهم على المجتمع والمتمثلة بسياسة معادية للغرب.

وبالنتيجة يقول الملك «معركتنا الكبرى» هي منع «الإخوان المسلمين» من الوصول إلى السلطة في المنطقة. ويضيف «أرى هلال الإخوان المسلمين يتطور في مصر وتركيا... الربيع العربي أبرز هلالاً جديداً (للإخوان) في طور التكون» في المنطقة. وهو الذي كان تحدث في العام 2004 عن «هلال شيعي» في المنطقة.

وفي حديثه عن القيادات، التي تنهج نهج «الإخوان» في المنطقة، اعتبر الملك أنّ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أكثر تحفظاً ودهاءً من الرئيس المصري محمد مرسي، موضحاً أنه «في حين استغرق تطبيق النموذج التركي ستة أو سبعة أعوام، يريد مرسي تطبيقه (في مصر) بين ليلة وضحاها». وتابع «يفتقد الرجل العمق».

كما أكد عبد الله الثاني أنه لا يثق بـ«جبهة العمل الإسلامي» في الأردن، لأن ولاءها يذهب إلى المرشد العام، وتهدف إلى خلق الاضطرابات في بلاده. ويبدو أن الملك متأكد من أن جماعة «الإخوان المسلمين» تريد أن تراه يرحل.

وينقل غولدبيرغ عن مصادر في الاستخبارات الأردنية، أن الإدارة العليا لـ«الإخوان المسلمين» في القاهرة تشارك في الاضطرابات في الأردن، حيث «يزعم هؤلاء أن الاستخبارت اعترضت اتصالات بين قيادات الإخوان المسلمين في مصر ونظرائهم في الأردن، لتشجيعهم على مقاطعة الانتخابات وإضفاء عدم الاستقرار على البلد»، الأمر الذي يقتنع به الملك.

الأردن وأميركا وإسرائيل

وفي فقرة أخرى، يلقي المراسل الضوء على العلاقات الوطيدة التي تجمع ملك الأردن بالولايات المتحدة، ويقول انه خلال حديث له مع السيناتور الأميركي جون ماكين، قال الأخير انّ «هذا الملك (عبد الله)، ووالده (حسين) عملا أشياء هائلة بالنسبة لنا»، مضيفاً «هناك دول أخرى ساعدتنا، لكن ليس كما فعل الأردن».

كما أشار غولدبيرغ إلى الدور الرئيسي الذي يقوم به عبد الله الثاني في المنطقة، وينقل عن أحد المسؤولين الخليجيين الرسميين قوله «نحن بحاجة إلى أن يقال لإدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما، وللغرب، انه في حال لم تدعموا الملك عبد الله، فأنتم تقوضون المعتدلين في جميع أنحاء المنطقة، وسوف تقومون بإنشاء منطقة يسودها المتطرفون».

ووفقاً للمقال، فإنّ إسرائيل هي أهم حليف للأردن، ويوضح في هذا السياق، مثلاً، أنّ «الأردن وإسرائيل يعملان معاً بهدف تجنب امتداد الفوضى في سورية إلى بلديهما». ويقول، في الواقع فإنّ «الملك لن يحدثك عن العمليات الأردنية – الإسرائيلية المشتركة، لكن عدداً من المصادر في عمان وتل أبيب أبلغتني (غولدبيرغ) أنّ الطائرات الإسرائيلية تراقب الحدود الأردنية – السورية نيابة عن الأردن، وأنّ المسؤولين في الاستخبارات والجيش في الأردن وإسرائيل هم على اتصال دائم، تحضيراً لمرحلة ما بعد فوضى (الرئيس السوري) بشار الأسد».

وفي هذا الصدد، يؤكد المقال هذه الفكرة، مشدداً على أنه حتى لو أنّ عبد الله الثاني يريد التنازل عن قسم من سلطاته، فإنه يرسم خطاً أحمر قائلاً «لا أريد أن تأتي حكومة وتقول نريد التنصل من معاهدة السلام مع إسرائيل».

وفي ما له علاقة بمفاوضات السلام، يقول غولدبيرغ «عندما سألته في شهر كانون الثاني (الماضي) كم تحتاج هذه الفكرة (حل الدولتين) من الوقت حتى تتحقق، فاجأني عندما أجاب: قد يكون تأخر الوقت على حل الدولتين». لكنه حين تحدث عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصف العلاقة بينهما بـ«القوية جداً»، وأضاف «نقاشاتنا تحسنت جداً».

ورداً على سؤال عما يحصل إذا سقط حل الدولتين، أجاب الملك الأردني «إسرائتين»، في إشارة إلى فكرة أطلقها العقيد الليبي السابق معمر القذافي»، وبالنسبة له إسرائيل ستكون أمام أمرين «الديموقراطية أو الآبرتهايد».

سورية

واعتبر الملك الأردني، وفقاً للمقال، أنّه من الواضح أنّ الأسد ومعاونيه أمروا بإطلاق النيران على المتظاهرين والمتمردين.

وفي هذا الإطار، لفت غولدبيرغ إلى أن الأردن يعمل، بشكل سري، مع إسرائيل والولايات المتحدة لتحديد مكان تواجد الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري.

ونقل المقال عن الملك الأردني، أيضاً، أنه دعا عائلة الأسد للمجيء إلى الأردن واعداً بالحماية، وكان الجواب، وفقاً للملك، «شكراً جزيلاً، لكن لماذا لا تقلق على بلادك أكثر مما تقلق علينا؟».

وخلال حديثه عن الأسد، قال الملك عبد الله انه حين وصل الأسد إلى الحكم، أخذ هو على عاتقه تدريبه على طرق السياسة الدولية، وقد حضر مشروعاً ليساعد الأسد على تحسين سمعته. وطلب منه خلال القمة العربية في تشرين الأول العام 2000، أن يشارك شخصياً في اجتماع لـ«المنتدى الاقتصادي العالمي» في الولايات المتحدة، إلا ان جواب الأسد كان «لا حاجة إلى ذلك، لدي رجال أعمال سيشاركون ويحضرون لي العقود والاستثمارات». ووصف الملك الأردني الرئيس السوري بـ«الذكي، فهو تزوج بامرأة عاشت في الغرب».
  • فريق ماسة
  • 2013-03-19
  • 7085
  • من الأرشيف

مجلة «ذي اتلانتيك»إسرائيل هي أهم حليف للأردن .....والطائرات الإسرائيلية تراقب الحدود الأردنية – السورية نيابة عن الأردن

«الإخوان المسلمون» ليسوا سوى «ذئاب بملابس حملان»، والرئيس المصري محمد مرسي «يفتقد العمق»، والخط الأحمر هو اتفاقية السلام مع إسرائيل، أما الرئيس السوري بشار الأسد فكان بحاجة إلى تدريب بعد وصوله إلى الحكم، تلك هي بعض آراء الملك الأردني عبد الله الثاني. الملك لم يعد يؤمن بالملكيات! هذا ما ينقله مراسل صحيفة «ذي أتلانتيك» الأميركية جيفري غولدبيرغ أمس، وهو الإسرائيلي الأميركي والجندي الإسرائيلي السابق، وفي ذات الوقت صديق الملك الأردني. حاول الديوان الملكي استدراك الأمور، ونشر في بيان أن الأحاديث «أخرجت من سياقها»، إلا إن ما قاله الملك تداولته كافة الصحف، وبالطبع وصل إلى مسامع من تكلم عنهم. الإصلاحات الأردنية يكتب مراسل «ذي أتلانتيك» أنّ الملك الأردني شرح له يوماً في مكتبه الخاص في منطقة الحمر في العاصمة عمان، خلال حديثه عن الانتخابات النيابية، أنه يريد إجراء تغييرات في الحياة السياسية، لكن من دون السماح لـ«جبهة العمل الإسلامي»، التابعة لـ«الإخوان المسلمين»، بخطف الإصلاحات الديموقراطية باسم الإسلام. كما ينقل المراسل وصف عبد الله الثاني لـ«الإخوان» بـ«الطائفة الماسونية». وبالنسبة للملك الأردني فإن عصر الملكيات شارف على الانتهاء، وقد «ردد بأنه يريد تحويل السلطات إلى برلمان منتخب، لذلك سألته (غولدبيرغ) هل تريد أن تكون (الملكة البريطانية) إليزابيث؟»، فأجاب «أين ستكون الملكيات بعد 50 عاماً». لكن يبدو أن العائلة المالكة لا تتفق معه في هذا التقدير، ويشرح الملك عبد الله أن «أفراد عائلتي لا يفهمون ذلك، فهم ليسوا معنيين بالحياة اليومية... فكلما ابتعدت عن الكرسي أصبحت أميرا أو أميرة بشكل أقل». الإخوان المسلمون وووفقاً للملك، على الغرب ـ وخصوصاً الولايات المتحدة ـ أن يغير من نظرته تجاه جماعة «الإخوان المسلمين»، فهم «يعتبرون أن الطريقة الوحيدة للديموقراطية هي عبر الإخوان المسلمين». وبالتالي، وبالنسبة إليه عمله يقضي توضيح هذه الصورة بأن «الإخوان المسلمين» ليسوا سوى «ذئاب في لباس حملان»، ويريدون فرض رؤيتهم على المجتمع والمتمثلة بسياسة معادية للغرب. وبالنتيجة يقول الملك «معركتنا الكبرى» هي منع «الإخوان المسلمين» من الوصول إلى السلطة في المنطقة. ويضيف «أرى هلال الإخوان المسلمين يتطور في مصر وتركيا... الربيع العربي أبرز هلالاً جديداً (للإخوان) في طور التكون» في المنطقة. وهو الذي كان تحدث في العام 2004 عن «هلال شيعي» في المنطقة. وفي حديثه عن القيادات، التي تنهج نهج «الإخوان» في المنطقة، اعتبر الملك أنّ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أكثر تحفظاً ودهاءً من الرئيس المصري محمد مرسي، موضحاً أنه «في حين استغرق تطبيق النموذج التركي ستة أو سبعة أعوام، يريد مرسي تطبيقه (في مصر) بين ليلة وضحاها». وتابع «يفتقد الرجل العمق». كما أكد عبد الله الثاني أنه لا يثق بـ«جبهة العمل الإسلامي» في الأردن، لأن ولاءها يذهب إلى المرشد العام، وتهدف إلى خلق الاضطرابات في بلاده. ويبدو أن الملك متأكد من أن جماعة «الإخوان المسلمين» تريد أن تراه يرحل. وينقل غولدبيرغ عن مصادر في الاستخبارات الأردنية، أن الإدارة العليا لـ«الإخوان المسلمين» في القاهرة تشارك في الاضطرابات في الأردن، حيث «يزعم هؤلاء أن الاستخبارت اعترضت اتصالات بين قيادات الإخوان المسلمين في مصر ونظرائهم في الأردن، لتشجيعهم على مقاطعة الانتخابات وإضفاء عدم الاستقرار على البلد»، الأمر الذي يقتنع به الملك. الأردن وأميركا وإسرائيل وفي فقرة أخرى، يلقي المراسل الضوء على العلاقات الوطيدة التي تجمع ملك الأردن بالولايات المتحدة، ويقول انه خلال حديث له مع السيناتور الأميركي جون ماكين، قال الأخير انّ «هذا الملك (عبد الله)، ووالده (حسين) عملا أشياء هائلة بالنسبة لنا»، مضيفاً «هناك دول أخرى ساعدتنا، لكن ليس كما فعل الأردن». كما أشار غولدبيرغ إلى الدور الرئيسي الذي يقوم به عبد الله الثاني في المنطقة، وينقل عن أحد المسؤولين الخليجيين الرسميين قوله «نحن بحاجة إلى أن يقال لإدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما، وللغرب، انه في حال لم تدعموا الملك عبد الله، فأنتم تقوضون المعتدلين في جميع أنحاء المنطقة، وسوف تقومون بإنشاء منطقة يسودها المتطرفون». ووفقاً للمقال، فإنّ إسرائيل هي أهم حليف للأردن، ويوضح في هذا السياق، مثلاً، أنّ «الأردن وإسرائيل يعملان معاً بهدف تجنب امتداد الفوضى في سورية إلى بلديهما». ويقول، في الواقع فإنّ «الملك لن يحدثك عن العمليات الأردنية – الإسرائيلية المشتركة، لكن عدداً من المصادر في عمان وتل أبيب أبلغتني (غولدبيرغ) أنّ الطائرات الإسرائيلية تراقب الحدود الأردنية – السورية نيابة عن الأردن، وأنّ المسؤولين في الاستخبارات والجيش في الأردن وإسرائيل هم على اتصال دائم، تحضيراً لمرحلة ما بعد فوضى (الرئيس السوري) بشار الأسد». وفي هذا الصدد، يؤكد المقال هذه الفكرة، مشدداً على أنه حتى لو أنّ عبد الله الثاني يريد التنازل عن قسم من سلطاته، فإنه يرسم خطاً أحمر قائلاً «لا أريد أن تأتي حكومة وتقول نريد التنصل من معاهدة السلام مع إسرائيل». وفي ما له علاقة بمفاوضات السلام، يقول غولدبيرغ «عندما سألته في شهر كانون الثاني (الماضي) كم تحتاج هذه الفكرة (حل الدولتين) من الوقت حتى تتحقق، فاجأني عندما أجاب: قد يكون تأخر الوقت على حل الدولتين». لكنه حين تحدث عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصف العلاقة بينهما بـ«القوية جداً»، وأضاف «نقاشاتنا تحسنت جداً». ورداً على سؤال عما يحصل إذا سقط حل الدولتين، أجاب الملك الأردني «إسرائتين»، في إشارة إلى فكرة أطلقها العقيد الليبي السابق معمر القذافي»، وبالنسبة له إسرائيل ستكون أمام أمرين «الديموقراطية أو الآبرتهايد». سورية واعتبر الملك الأردني، وفقاً للمقال، أنّه من الواضح أنّ الأسد ومعاونيه أمروا بإطلاق النيران على المتظاهرين والمتمردين. وفي هذا الإطار، لفت غولدبيرغ إلى أن الأردن يعمل، بشكل سري، مع إسرائيل والولايات المتحدة لتحديد مكان تواجد الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري. ونقل المقال عن الملك الأردني، أيضاً، أنه دعا عائلة الأسد للمجيء إلى الأردن واعداً بالحماية، وكان الجواب، وفقاً للملك، «شكراً جزيلاً، لكن لماذا لا تقلق على بلادك أكثر مما تقلق علينا؟». وخلال حديثه عن الأسد، قال الملك عبد الله انه حين وصل الأسد إلى الحكم، أخذ هو على عاتقه تدريبه على طرق السياسة الدولية، وقد حضر مشروعاً ليساعد الأسد على تحسين سمعته. وطلب منه خلال القمة العربية في تشرين الأول العام 2000، أن يشارك شخصياً في اجتماع لـ«المنتدى الاقتصادي العالمي» في الولايات المتحدة، إلا ان جواب الأسد كان «لا حاجة إلى ذلك، لدي رجال أعمال سيشاركون ويحضرون لي العقود والاستثمارات». ووصف الملك الأردني الرئيس السوري بـ«الذكي، فهو تزوج بامرأة عاشت في الغرب».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة