في تقرير لها عن مدينة طرطوس الساحلية عنونت صحيفة الفاينانشال تايمز أحد عناوينها بـ " الساحل السوري ما زال موالياً لنظام الأسد " حيث تصف الصحيفة في تقريرها دكان طباعة تتوضع على جدرانه لوحة تتضمن صور لعشرات الشهداء مرفقة بالعلم السوري و صورة الرئيس السوري بشار الأسد و والده حافظ الأسد .

و في حوارٍ للصحيفة مع صاحب الدكان " لماح " قال للصحفي : " انظر لكل هذه الملصقات ، إنهم شبان استشهدوا و هم يحاربون الإرهابيين و ستجد المزيد من هذه الملصقات في أنحاء طرطوس كافة ، على الدوارات و نوافذ السيارات و في كل شوارع المدينة .. في كل يوم يأتي المزيد من الزبائن إلى دكاني لطباعة ملصق لشهيد قريب أو صديق لهم ".

و قد أكملت الصحيفة في وصفها لحال المدينة و قد رصدت بالتفاصيل جنازة لشهيد من المشفى العسكري في طرطوس : << خارج المستشفى العسكري ثلاثة توابيت مغطاة بالعلم السوري يحملها عدد من الجنود ويتم نقلها في سيارة إسعاف تعيدهم إلى أسرهم جندي يمسح عينيه وآخر يصرخ " هذا هو الجيش ! الشعب يضحي بنفسه لأجل بلاده "

هذا و خلال الجنازة تسلّط الصحيفة الضوء على أم الشهيد التي لم تجف دموعها و هي تحمل صورته "سميرة " أم الشهيد " علي " الذي استشهد في ريف دمشق ، و تنقل الصحيفة من كلامها خلال الجنازة : كان ولدي محباً و قد كان يقوم بواجبه الوطني و هذه مواساتي الوحيدة هو أن وفاته " ليست رخيصة " لأنه حارب الإرهابيين المسلحين الذين لا يهتمون بحياة الناس و لا المدنيين ، إنهم لا يريدون سلاماً و لا حرية و لا ديمقراطية ، إنهم يريدون تدمير هذا البلد فقط "

و تشير الصحيفة أنه رغم أن مدينة طرطوس بعيدة عن الصراع إلّا أنها استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين منذ بداية الأحداث في سورية مما أدى إلى تضخم سكاني فيها.

و يقول بيتر هارلينغ، من مجموعة الأزمات الدولية " إنهم لاجئون فقراء من المناطق الساخنة في شمال سورية و إن النظام السوري يعمل على تقديم المساعدات لهم ، إن طرطوس هي ما يريد السوريون أن تكون عليه دولتهم لهذا يعمل النظام على إحيائها "

و يكمل هارلينغ قوله : " حقاً في هذه الأيام تبدو هذه المدينة مشابهة لسورية القديمة أكثر من العاصمة دمشق فصور الرئيس و الملصقات الوطنية للشهداء و غيرها تتزايد و هذا المشهد قد غاب عن العاصمة و تستطيع ملاحظته هنا في طرطوس ".

و تختتم الصحيفة تقريرها بقول أم الشهيد " سميرة " : " سنبقى نقدم الشهداء شهيداً بعد شهيد حتى تبقى سورية آمنة "

الصورة لجنود سوريين يحملون نعش زميل لهم استشهد و الصورة خارج المستشفى العسكري في طرطوس .

  • فريق ماسة
  • 2013-03-15
  • 7768
  • من الأرشيف

الفاينانشال تايمز: "طرطوس" مدينة مشابهة لسورية القديمة

في تقرير لها عن مدينة طرطوس الساحلية عنونت صحيفة الفاينانشال تايمز أحد عناوينها بـ " الساحل السوري ما زال موالياً لنظام الأسد " حيث تصف الصحيفة في تقريرها دكان طباعة تتوضع على جدرانه لوحة تتضمن صور لعشرات الشهداء مرفقة بالعلم السوري و صورة الرئيس السوري بشار الأسد و والده حافظ الأسد . و في حوارٍ للصحيفة مع صاحب الدكان " لماح " قال للصحفي : " انظر لكل هذه الملصقات ، إنهم شبان استشهدوا و هم يحاربون الإرهابيين و ستجد المزيد من هذه الملصقات في أنحاء طرطوس كافة ، على الدوارات و نوافذ السيارات و في كل شوارع المدينة .. في كل يوم يأتي المزيد من الزبائن إلى دكاني لطباعة ملصق لشهيد قريب أو صديق لهم ". و قد أكملت الصحيفة في وصفها لحال المدينة و قد رصدت بالتفاصيل جنازة لشهيد من المشفى العسكري في طرطوس : << خارج المستشفى العسكري ثلاثة توابيت مغطاة بالعلم السوري يحملها عدد من الجنود ويتم نقلها في سيارة إسعاف تعيدهم إلى أسرهم جندي يمسح عينيه وآخر يصرخ " هذا هو الجيش ! الشعب يضحي بنفسه لأجل بلاده " هذا و خلال الجنازة تسلّط الصحيفة الضوء على أم الشهيد التي لم تجف دموعها و هي تحمل صورته "سميرة " أم الشهيد " علي " الذي استشهد في ريف دمشق ، و تنقل الصحيفة من كلامها خلال الجنازة : كان ولدي محباً و قد كان يقوم بواجبه الوطني و هذه مواساتي الوحيدة هو أن وفاته " ليست رخيصة " لأنه حارب الإرهابيين المسلحين الذين لا يهتمون بحياة الناس و لا المدنيين ، إنهم لا يريدون سلاماً و لا حرية و لا ديمقراطية ، إنهم يريدون تدمير هذا البلد فقط " و تشير الصحيفة أنه رغم أن مدينة طرطوس بعيدة عن الصراع إلّا أنها استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين منذ بداية الأحداث في سورية مما أدى إلى تضخم سكاني فيها. و يقول بيتر هارلينغ، من مجموعة الأزمات الدولية " إنهم لاجئون فقراء من المناطق الساخنة في شمال سورية و إن النظام السوري يعمل على تقديم المساعدات لهم ، إن طرطوس هي ما يريد السوريون أن تكون عليه دولتهم لهذا يعمل النظام على إحيائها " و يكمل هارلينغ قوله : " حقاً في هذه الأيام تبدو هذه المدينة مشابهة لسورية القديمة أكثر من العاصمة دمشق فصور الرئيس و الملصقات الوطنية للشهداء و غيرها تتزايد و هذا المشهد قد غاب عن العاصمة و تستطيع ملاحظته هنا في طرطوس ". و تختتم الصحيفة تقريرها بقول أم الشهيد " سميرة " : " سنبقى نقدم الشهداء شهيداً بعد شهيد حتى تبقى سورية آمنة " الصورة لجنود سوريين يحملون نعش زميل لهم استشهد و الصورة خارج المستشفى العسكري في طرطوس .

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة