تعد الطاقة الشمسية الحل الأمثل لتوفير الطاقة البديلة والصديقة للبيئة وتأمين احتياجات الأسر اللازمة من الطاقة ولاسيما في الظروف الحالية التي تمر بها سورية والأضرار التي لحقت بالقطاع الكهربائي جراء الأعمال الإرهابية المسلحة.

ورغم تميز سورية بنسبة سطوع عالية جدا على مدار العام فضلا عن بساطة التقنية المستخدمة في الحصول على هذه الطاقة وقلة تكلفتها ومراعاتها لشروط السلامة البيئية بالمقارنة مع التقنية المستخدمة في مصادر الطاقة الأخرى الا ان قطاع الطاقة الشمسية فيها لم يتم استثماره واستخدامه بالمستوى المطلوب رغم أن الصناعة في هذا القطاع كغيرها من الصناعات المحلية تسهم في تنمية الاقتصاد الوطني.

ويوضح الدكتور زياد عربش خبير اقتصادي بالطاقة الشمسية لنشرة سانا الاقتصادية انه وفي ظل الأعمال التخريبية التي طالت المناطق الصناعية فإن "التشجيع على استخدام الطاقة الشمسية يخدم الاقتصاد الوطني من وجهتين الأولى تشجيع الاستثمار في قطاع جديد وما يضمنه من توفير فرص عمل جديدة والثانية اقامة معامل إنتاج مستلزمات توليد الطاقة الشمسية ما يسهم في تأمين الطاقة الضرورية لباقي المشاريع الاستثمارية في نفس المنطقة الصناعية".

ويرى عربش أن تكلفة انتاج الكيلو واط الساعي من الطاقة الشمسية أعلى من تكلفة انتاج نفس الكمية من الفيول أو الغاز غير انه على المستوى الكلي للاقتصاد يحقق التنمية المستدامة.

 

ويشير عضو غرفة صناعة دمشق الدكتور جمال قنبرية إلى ان استخدام السخان الشمسي يوفر ما بين 10-15 بالمئة من استهلاك المازوت على المستوى الأهلي ما يشكل رديفا لتوفير الطاقة للمواطن ويخفف من جهد وأعباء تأمينها لافتا إلى ضرورة دعم هذا المجال من قبل الجهات المعنية من خلال تقديم كل التسهيلات سواء من ناحية الاستثمار او الاستخدام وخاصة ان استخدام الطاقة الشمسية في سورية يقتصر على تسخين الماء فقط.

وتعد خطوات ومبادرات الاستثمار في الطاقة الشمسية وتوفير البيئة القانونية لإعطاء التسهيلات والحوافز مطلبا للقطاع الخاص كي يتمكن من الاستثمار في هذا المجال من الطاقة حسبما بينت جمعية رجال وسيدات الاعمال السورية في تقريرها الاخير بعنوان "أولويات الاصلاح الاقتصادي من وجهة نظر القطاع الخاص السوري".

وأشارت الجمعية إلى أن سورية تعاني من ضعف التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والبطء الشديد في خطوات الاستفادة منها رغم الجدوى الفنية والاقتصادية للطاقة الشمسية.

واقترحت اعتماد رسم تلوث بيئي يفرض على كل استخدامات الطاقة الاحفورية يغذي صندوقا مخصصا لدعم التحول إلى الطاقات المتجددة ما يجعل التحول اليها أكثر جدوى.

ويوضح غزوان سرور وكيل مبيعات مجموعات شمسية ومستلزماتها لعدة شركات في دمشق وريفها ان المجموعة الشمسية المطروحة في الأسواق غالبيتها محلية الصنع وتتميز بالمتانة والمقاومة وتكلفتها الاساسية تنافس تكلفة المستوردة الغالية الثمن مع توفر أعمال الصيانة وبتكلفة زهيدة ايضا.

ويشير سرور إلى أن هناك نسبة طلب كبيرة على اقتناء السخانات الشمسية للاستخدام المنزلي التي يناسبها السخانات ذات الانابيب المفرغة من الهواء وبمقاسات مختلفة تتراوح بين 180-330 ليترا كما ان الاستخدام الصناعي له نصيب لا باس به بواسطة مجمعات للسخانات الشمسية بسعة كبيرة تتراوح بين 350-500 ليتر بما يناسب طبيعة المنشآت كالمصانع والمشافي والفنادق والمسابح ودور العبادة وغيرها.

ويرى محمد القاسم وهو موظف ان استخدام أسرته المؤلفة من ستة أشخاص للسخان الشمسي وفر بشكل ملموس في مصاريف تسخين المياه إلى نصف القيمة شهريا موضحا أنه كان يدفع نفقات كهرباء ووقود قرابة 2500 ليرة وبعد استخدامه هذا السخان انخفض المبلغ إلى قرابة 1200 ليرة.

كما وفر السخان الشمسي الذي تقتنيه وفيقة العبد الله في منزلها الماء الساخن بشكل دائم ولكل الاستخدامات المنزلية من طهي وغسيل وتنظيف مبينة انها حصلت عليه من احدى الشركات المحلية وبالتقسيط وبدفعات شهرية تناسب دخل زوجها الموظف ذي الدخل المحدود مع توفر الكفالة وقطع الغيار بأسعار مناسبة.

 

وتزايدت في السنوات الماضية التحذيرات على مستوى العالم من عدم ترشيد استهلاك الطاقة الاحفورية المكلفة من بترول و فحم ما يؤدي إلى نضوبها وحرمان الاخرين منها وحدوث خلل في النظام البيئي وما له من تأثير كبير على الموارد الطبيعية والحياة على الأرض بشكل عام.. والتأكيد على اعتماد الطاقات المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية فهي طاقة صديقة للبيئة واستخدامها يعد الحل الامثل للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري وانبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون والتلوث البيئي المهددين لكوكب الأرض جراء استنزاف الموارد الطبيعية.

وتتزايد الحملات والدعوات من قبل الجهات الدولية والحكومية والشعبية لتحقيق المواطنة البيئية عبر تفعيل القضايا البيئية وإعطائها الأولوية ضمن خطط التنمية في الدولة وتعزيز التشريعات والبرامج المتخصصة البيئية بما يعزز الوعي البيئي للمواطنين ودعم الجمعيات البيئية الأهلية وزيادة عددها ومشاركتها في رسم الخطط والسياسات البيئية وتنفيذها بالإضافة لإعطاء القضايا البيئية الأهمية الكافية ضمن أنظمة التعليم المختلفة وتنسيق جهودها.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2013-02-19
  • 10713
  • من الأرشيف

الطاقة الشمسية بديل يؤمن احتياجات الأسر من الطاقة في الظروف الحالية

  تعد الطاقة الشمسية الحل الأمثل لتوفير الطاقة البديلة والصديقة للبيئة وتأمين احتياجات الأسر اللازمة من الطاقة ولاسيما في الظروف الحالية التي تمر بها سورية والأضرار التي لحقت بالقطاع الكهربائي جراء الأعمال الإرهابية المسلحة. ورغم تميز سورية بنسبة سطوع عالية جدا على مدار العام فضلا عن بساطة التقنية المستخدمة في الحصول على هذه الطاقة وقلة تكلفتها ومراعاتها لشروط السلامة البيئية بالمقارنة مع التقنية المستخدمة في مصادر الطاقة الأخرى الا ان قطاع الطاقة الشمسية فيها لم يتم استثماره واستخدامه بالمستوى المطلوب رغم أن الصناعة في هذا القطاع كغيرها من الصناعات المحلية تسهم في تنمية الاقتصاد الوطني. ويوضح الدكتور زياد عربش خبير اقتصادي بالطاقة الشمسية لنشرة سانا الاقتصادية انه وفي ظل الأعمال التخريبية التي طالت المناطق الصناعية فإن "التشجيع على استخدام الطاقة الشمسية يخدم الاقتصاد الوطني من وجهتين الأولى تشجيع الاستثمار في قطاع جديد وما يضمنه من توفير فرص عمل جديدة والثانية اقامة معامل إنتاج مستلزمات توليد الطاقة الشمسية ما يسهم في تأمين الطاقة الضرورية لباقي المشاريع الاستثمارية في نفس المنطقة الصناعية". ويرى عربش أن تكلفة انتاج الكيلو واط الساعي من الطاقة الشمسية أعلى من تكلفة انتاج نفس الكمية من الفيول أو الغاز غير انه على المستوى الكلي للاقتصاد يحقق التنمية المستدامة.   ويشير عضو غرفة صناعة دمشق الدكتور جمال قنبرية إلى ان استخدام السخان الشمسي يوفر ما بين 10-15 بالمئة من استهلاك المازوت على المستوى الأهلي ما يشكل رديفا لتوفير الطاقة للمواطن ويخفف من جهد وأعباء تأمينها لافتا إلى ضرورة دعم هذا المجال من قبل الجهات المعنية من خلال تقديم كل التسهيلات سواء من ناحية الاستثمار او الاستخدام وخاصة ان استخدام الطاقة الشمسية في سورية يقتصر على تسخين الماء فقط. وتعد خطوات ومبادرات الاستثمار في الطاقة الشمسية وتوفير البيئة القانونية لإعطاء التسهيلات والحوافز مطلبا للقطاع الخاص كي يتمكن من الاستثمار في هذا المجال من الطاقة حسبما بينت جمعية رجال وسيدات الاعمال السورية في تقريرها الاخير بعنوان "أولويات الاصلاح الاقتصادي من وجهة نظر القطاع الخاص السوري". وأشارت الجمعية إلى أن سورية تعاني من ضعف التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والبطء الشديد في خطوات الاستفادة منها رغم الجدوى الفنية والاقتصادية للطاقة الشمسية. واقترحت اعتماد رسم تلوث بيئي يفرض على كل استخدامات الطاقة الاحفورية يغذي صندوقا مخصصا لدعم التحول إلى الطاقات المتجددة ما يجعل التحول اليها أكثر جدوى. ويوضح غزوان سرور وكيل مبيعات مجموعات شمسية ومستلزماتها لعدة شركات في دمشق وريفها ان المجموعة الشمسية المطروحة في الأسواق غالبيتها محلية الصنع وتتميز بالمتانة والمقاومة وتكلفتها الاساسية تنافس تكلفة المستوردة الغالية الثمن مع توفر أعمال الصيانة وبتكلفة زهيدة ايضا. ويشير سرور إلى أن هناك نسبة طلب كبيرة على اقتناء السخانات الشمسية للاستخدام المنزلي التي يناسبها السخانات ذات الانابيب المفرغة من الهواء وبمقاسات مختلفة تتراوح بين 180-330 ليترا كما ان الاستخدام الصناعي له نصيب لا باس به بواسطة مجمعات للسخانات الشمسية بسعة كبيرة تتراوح بين 350-500 ليتر بما يناسب طبيعة المنشآت كالمصانع والمشافي والفنادق والمسابح ودور العبادة وغيرها. ويرى محمد القاسم وهو موظف ان استخدام أسرته المؤلفة من ستة أشخاص للسخان الشمسي وفر بشكل ملموس في مصاريف تسخين المياه إلى نصف القيمة شهريا موضحا أنه كان يدفع نفقات كهرباء ووقود قرابة 2500 ليرة وبعد استخدامه هذا السخان انخفض المبلغ إلى قرابة 1200 ليرة. كما وفر السخان الشمسي الذي تقتنيه وفيقة العبد الله في منزلها الماء الساخن بشكل دائم ولكل الاستخدامات المنزلية من طهي وغسيل وتنظيف مبينة انها حصلت عليه من احدى الشركات المحلية وبالتقسيط وبدفعات شهرية تناسب دخل زوجها الموظف ذي الدخل المحدود مع توفر الكفالة وقطع الغيار بأسعار مناسبة.   وتزايدت في السنوات الماضية التحذيرات على مستوى العالم من عدم ترشيد استهلاك الطاقة الاحفورية المكلفة من بترول و فحم ما يؤدي إلى نضوبها وحرمان الاخرين منها وحدوث خلل في النظام البيئي وما له من تأثير كبير على الموارد الطبيعية والحياة على الأرض بشكل عام.. والتأكيد على اعتماد الطاقات المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية فهي طاقة صديقة للبيئة واستخدامها يعد الحل الامثل للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري وانبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون والتلوث البيئي المهددين لكوكب الأرض جراء استنزاف الموارد الطبيعية. وتتزايد الحملات والدعوات من قبل الجهات الدولية والحكومية والشعبية لتحقيق المواطنة البيئية عبر تفعيل القضايا البيئية وإعطائها الأولوية ضمن خطط التنمية في الدولة وتعزيز التشريعات والبرامج المتخصصة البيئية بما يعزز الوعي البيئي للمواطنين ودعم الجمعيات البيئية الأهلية وزيادة عددها ومشاركتها في رسم الخطط والسياسات البيئية وتنفيذها بالإضافة لإعطاء القضايا البيئية الأهمية الكافية ضمن أنظمة التعليم المختلفة وتنسيق جهودها.    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة