دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مصدر فرنسي : إخفاء ملف"جاكييه" جرى بتواطؤ بين الخارجية الفرنسية وجهاز الاستخبارات الفرنسي وسفير قطر في باريس محمد الكواري ورئيس الجامعة نبيل العربي
باريس - كشف المدعي العام الفرنسي في ضاحية "نانتير" الفرنسية، فيليب كوروا، الذي تولى الإشراف على التحقيق في قضية مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص السورية بتاريخ 11 كانون الثاني / يناير 2012 ، أن جامعة الدول العربية أخفت التحقيقات التي أجراها مراقبوها بشأن الجريمة ولم يعد لها أثر في أرشيف وثائق الجامعة. وقال كوروا في حديث غير رسمي مع أحد الأصدقاء من المحامين الفرنسيين كانت كلفته "الحقيقة" بمقابلته في باريس أول من أمس :"إن النيابة العامة في نانتير طلبت من جامعة الدول العربية، عبر وزارة الخارجية الفرنسية وسفير جامعة الدول العربية في باريس ناصيف حتي ، موافاتها بملف التحقيق الذي أجراه مراقبوها بشأن مقتل جاكييه، لكن الجامعة رفضت ذلك عمليا من خلال عدم ردها على الطلب. وقد علمنا لاحقا أن الملف اختفى من إرشف الجامعة ولم يعد له أثر"! وأوضح بالقول" كل ما حصلنا عليه هو التقرير الذي أصدرته الجامعة، والذي أشار في فقرته الـ44 إلى أن جاكييه قتل بقذيفة هاون أطلقتها المعارضة، لكننا فشلنا في الحصول على حيثيات وتفاصيل التحقيق التي تتضمن الجوانب التقنية وإفادات الشهود و الوصف الجرمي وإفادة الطبيب الشرعي وغير ذلك من الجوانب التي تلقي الضوء على حيثيات التحقيق المختلفة التي أجراها فريق المراقبين العرب".
وكان فريق المراقبين العرب، برئاسة الفريق محمد أحمد الدابي، الذي صودف وجوده في حمص عند وقوع الجريمة، أجرى تحقيقا مفصلا في الجريمة ثبته في تقرير مفصل يقع في عشرات الصفحات، وأورد خلاصته في الفقرة 44 من التقرير المذكور.
ويعتبر النائب العام فيليب كوروا من أقرب المقربين إلى دائرة الرئيس السابق نيكولاي ساركوزي ومناوئي النظام السوري . وقد أثير الكثير في الصحافة الفرنسية عن طبيعة العلاقة التي تربطه بساركوزي، لاسيما بعد أن منحه هذا الأخير وسام الاستحقاق في العام 2009. ولم ينكر أي منهما هذه العلاقة، وأكدا أنها"أمر إنساني شخصي، ولا يمكن لها أن تؤثر على وظيفة كوروا كممثل للعدالة".
على الصعيد نفسه، أكد مصدر لبناني في مكتب جامعة الدول العربية في باريس ، مقرب من السفير حتي، لـ"الحقيقة" أن النيابة العامة الفرنسية "طلبت فعلا ملف التحقيق في قضية جاكييه عن طريق الخارجية الفرنسية، وقد أحلناه إلى الجامعة منذ حوالي العام ،ولم يردنا أي رد عليه من القاهرة حتى الآن ، لكنني لا أعلم ما إذا كان الملف اختفى فعلا أم لا". غير أن مصدرا فرنسيا تقاعد للتو من الخارجية الفرنسية، وكان على تماس مع الملفات العربية في الوزارة، أكد صحة اختفاء ملف التحقيقات بشأن جيل جاكييه، وأوضح بالقول"إن وزير الخارجية الفرنسي السابق آلان جوبيه ومسؤولا في الاستخبارات الفرنسية طلبا في آذار / ماس من العام الماضي من السفير القطري في باريس ، محمد الكواري، التدخل من أجل إخفاء ملف التحقيقات من أرشيف وثائق الجامعة . كما أن مداخلات بهذا الشأن جرت من قبل محطة الاستخبارات الفرنسية في القاهرة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مباشرة. وأنا متأكد من أن الملف الذي يقع في أكثر من ثلاثين صفحة، فضلا عن الملحقات البصرية والصوتية به (أشرطة فيديو) اختفى ولم يعد له أثر، وأتحدى الجامعة العربية وأي جهة أخرى إظهاره". وأوضح المصدر بالقول"الوحيد ، ربما ، الذي لديه نسخة منه هو الفريق الدابي . ومن الغريب أن الخارجية الفرنسية رفضت توجيه الدعوة للفريق الدابي للإدلاء بشهادته ، وأن الوحيد الذي جرى الاستماع إلى إفادته هو المحتال الجزائري أنور مالك الذي أرسلته رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان ، الدكتورة فيوليت داغر، ليكون ممثلا للجنة في فريق المراقبين العرب، ولم يكن أصلا في مدينة حمص حين وقعت الجريمة، وبالتالي لا يعرف عنها شيئا عما حصل، علما بأن مالك ، وقبل ذهابه إلى سوريا، كان أبلغ أكثر من جهة فرنسية وعربية في باريس بأنه سيفجر قنابل إعلامية فور وصوله. وهذا ما حصل فعلا". وعن هذه القضية، وبالعودة للنائب العام فيليب كوروا، يؤكد هذا الأخير أنه "لم يجر توجيه الدعوة للفريق السوداني محمد الدابي للإدلاء بشهادته، رغم أننا طالبنا بذلك رسميا ، ولم يكن بإمكاننا أن نستدعيه مباشرة بالنظر لكونه شخصية عسكرية وديبلوماسية لا يمكن استدعاؤها إلا عبر الطرق الديبلوماسية المرعية".
وكانت جهة قضائية فرنسية استمعت في كانون الأول / ديسمبر الماضي إلى إفادة الصحفي السوري نزار نيوف بشأن القضية. وذلك على خلفية التقرير الذي نشره موقع "الحقيقة" بعد ساعات من مقتل جاكييه، رغم أنه لا علاقة له بالتقرير ولم يكن هو من أعده. وقد أكد التقرير في حينه أن جاكييه قتل بقذيفة هاون عيار 81 مم أطلقت من منطقة باب السباع في حمص التي تسيطر عليها كتيبة الفاروق، وهو ما أكدته صحيفة "لو فيغارو" بعد ذلك بأسابيع. وقد أدلى نيوف بإفادته عبر دارة تلفزيونية مغلقة بعد أن رفض المجيء إلى فرنسا من البلد الأوربي الذي يقيم فيه ، بالنظر لمشاكله المزمنة مع الإدارة الفرنسية. وفي الوقت نفسه تقريبا، حضر فريق من برنامج" بعثة خاصة" الذي تنتجه القناة الفرنسية الثانية، التي كان يعمل جاكييه لصالحها عند مقتله، إلى العاصمة الأوربية التي يقيم فيها نيوف ، وسجل إفادته في شريط من حوالي ساعة ونصف الساعة. وقد بثت القناة مقتطفا صغيرا جدا من هذه المقابلة في سياق التحقيق الذي بثته مساء الخميس 10 من الشهر الماضي، عشية اليوم الذي صادف مرور عام على مقتل جاكييه. لكن الغريب في الأمر هو أن الشريط اختفى أيضا من أرشيف القناة الفرنسية بعد أن كانت نشرته على الرابط هنا بالتاريخ نفسه! وقد حاول صاحب العلاقة الحصول على نسخة منه من معدّة التحقيق "أنوك بورل"، وقد وعدت بذلك منذ الشهر الماضي، لكنها لم تنفذ وعدها. وكان طلبه منها "لغاية مقصودة في نفسه"(!!)، رغم أن صديقا كان صور المقابلة في ليلة بثها وأرسلها له
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة