دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتدفق من سورية بصورة ممنهجة عناصر من جبهة النصرة، تسعى الى تأسيس بؤر تتمركز فيها لتنفيذ عمليات قد تتطور في مرحلة لاحقة الى مواجهة مباشرة مع حزب الله.
تناقلت الأوساط اللبنانية مؤخراً أنباء عن توافد أعداد من عناصر جبهة النصرة من سوريا ضمن عمليات ممنهجة لتنفيذ مخططات ما، كأن لبنان لا تكفيه المصائب المتدحرجة من كل الاتجاهات. المؤشرات الأولية تؤكد أن الهدف الأول لهؤلاء لتكوين أرضية صلبة تتيح للجبهة تنفيذ مخططات في المرحلة المقبلة، قد لا تقف عند حدود السيطرة على المناطق التي يتواجدون فيها بل ربما تصل إلى الانخراط في مواجهة مباشرة مع حزب الله.
ورغم نفي الجهات الأمنية اللبنانية والفلسطينية هذه الأنباء والتأكيد أن الأمور لا تزال تحت السيطرة، إلا أن ذلك لا ينفي مشروعية المخاوف التي يشعر بها اللبنانيون الذين يعتبرون أن الانزلاق إلى حرب جديدة قد تعرف بدايته لكن لا أحد يمكن أن يتكهن أين سينتهي.
“البنتاغون” على الخط
ونقلت إحدى الصحف المحلية عن مسؤول لم تسمه في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” قوله إن “تنظيم النصرة بدأ التوسع ويهدد دولاً مجاورة، خصوصاً أن المعلومات التي كشفتها الاستخبارات الأردنية عنه، تبيّن أنها صحيحة، وهي تشير إلى أن التنظيم يأوي مجموعات إنتحارية يتمركز بعضها في لبنان”.
ولفت المسؤول الأميركي وفق الصحيفة ذاتها، إلى أن جبهة النصرة باتت تمثل خطراً على المنطقة برمتها، وأن الاستخبارات الأردنية حذّرت من أن الجبهة جزء من تنظيم القاعدة، وينبغي مواجهتها بجدية.
في سياق متصل، تناقلت وسائل إعلام لبنانية معلومات عن أن جبهة النصرة إتخذت قراراً بتفعيل نشاطها في لبنان، وربطت الخلايا التابعة لها والمنتشرة في الشمال والبقاع والجنوب، بما في ذلك المخيمات الفلسطينية. ولفتت إلى أن الجبهة باتت في جهوزية تامة لتنفيذ ما يُطلب منها، بعد أن خضع عناصرها إلى عمليات تدريب وتسليح.
المخيمات بريئة
إلا أن اللواء منير المقدح، القيادي في حركة فتح، أكد أن لا صحة لما يحكى عن أن عناصر جبهة النصرة القادمين من سوريا لجأوا إلى مخيم عين الحلوة أو إلى مخيمات فلسطينية أخرى وقال “المعلوم أن القوى الفلسطينية اتفقت ووحدت صفوفها وبندقيتها موجهة صوب إسرائيل فقط، هذه الحركات تتطلب بيئة حاضنة ونحن في المخيمات الفلسطينية لا نوفر هذه البيئة واتخذنا قراراً مركزياً بذلك”.
وتابع ” التنسيق الأمني مع الجيش اللبناني ومع السلطات اللبنانية مستمر ولم ينقطع، ونحن لم نأخذ علماً بدخول عناصر مشبوهة من جبهة النصرة إلى عين الحلوة كما روّج بعض الاعلام، الذي يريد إظهار المخيمات على أنها بؤر مشبوهة، ونحن نعرف أن الغاية من ذلك هي الاستخدام السياسي بين الفرقاء اللبنانيين”.
وشددد المقدح على أن القوى الفلسطينية الموجودة في مخيم عين الحلوة بقسميها “الوطنية” و”الإسلامية” اتفقت على عدم التسامح مع أي عمل من شأنه الاخلال بالأمن اللبناني وقال “نحن واضحون في هذا المجال الجميع يضع نفسه تحت القانون والحديث الذي يساق عن عين الحلوة وغيره من المخيمات لا أساس له من الدقة”.
وكانت صحيفة مقربة من حزب الله نشرت أن عناصر جبهة النصرة ومن يأويهم في عين الحلوة يعملون حالياً على التذخير بوتيرة متسارعة وكذلك الأمر بالنسبة إلى تدشيم المواقع الأمنية في حيّ الطوارئ. ولفتت الصحيفة إلى أن استعدادات الإسلاميين لا تقف عند هذا الحد إذ سيطروا على “50% من مساحة المخيم، فيما الخمسون الباقية هي للفصائل مجتمعة،” الأمر الذي ينفيه المقدح تماماً.
عددهم بالعشرات
مصادر أمنية أكدت أن موضوع جبهة النصرة أخذ أكثر من حجمه وأنه أخضع إلى توظيف سياسي بهدف تصويب الفرقاء على بعضهم البعض. وشددت على أن الأجهزة الأمنية تتابع الوضع عن كثب وهي لا تنكر وجود مخاطر من الوضع القائم في سوريا يمكن أن تنعكس على لبنان، معتبرة أن موضوع جبهة النصرة ليس الخطر الوحيد لكن لا شك أنه من الأبرز.
وأكدت المصادر في اتصال مع “إيلاف” ما يحكى عن دخول عناصر من الجبهة الى لبنان وقدّرت أن عدد هؤلاء لم يتجاوز العشرات، لافتة إلى أن ما يحكى عن أنهم بالمئات لا صحة له. لكنها استدركت أن هؤلاء يمكن أن يكونوا قد جنّدوا آخرين، نافية علمها بأماكن وجودهم.
بقايا تنظيمات
واعتبرت المصادر أن بعض المناطق توفر بيئة حاضنة لهؤلاء ربما، إلا أن الأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها وتتابع التفاصيل وتبذل جهودها لمنع حصول أي خلل أمني.
لكن المعلومات التي تتناقلها الاوساط اللبنانية تقول إن عدد هؤلاء ليس بقليل، خصوصاً أنهم من بقايا فتح الإسلام وجند الشام وبعض الذين التحقوا بهم، وأن مهمة هذه القوى مواجهة حزب الله.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة