من يتابع بموضوعية المواجهات الميدانية التي تدور حالياً على الساحة السورية، يتبين له أن المسلحين والجماعات الإرهابية التي منت النفس يوماً بإسقاط الدولة بالقوة والنار عبر خطط سمتها "بركاناً" أو "زلزالاً" أو "إعصاراً" لتوصيف عمليات الإرهاب المرتكب، يتبين، وبوضوح، أن تلك الجماعات ورغم أنها استطاعت أن تدخل إلى أكثر من منطقة وحي، فإنها عجزت عن بسط سيطرتها على ما وصلت إليه، وفقاً لما يستقيم مع مفهوم السيطرة، ثم عجزت عن البقاء فيه، كما أنها عجزت مؤخراً عن التقدم إلى مناطق جديدة لتنشر فيها إرهابها وتمارس القتل والتدمير الذي أتقنته.

والآن تشهد الساحة السورية تطوراً عسكرياً يفاقم أزمة المعتدين، حيث كثّف الجيش العربي السوري من تنفيذ عمليات عسكرية نوعية، تندرج تحت عنوان الهجوم المعاكس، وفقاً لاستراتيجية رفع الثمن الذي يفرضه على الإرهابين، استراتيجية تترافق مع تطور آخر تمثل في انخراط الفئات الشعبية السورية في عملية الدفاع عن الذات، عبر اللجان الشعبية أو جيش الدفاع الشعبي، كل ذلك حمل الجماعات المسلحة على رؤية تهاوي مشروعهم، وهي حقيقة يحاولون القفز فوقها، ويتجهون إلى الإمعان في العمل الإرهابي بذهنية المقامرين، رغم اليأس من النجاح، فيكثفون من أعمال القتل الجماعي بشكل يبتغون منه:

- إثبات القدرة الميدانية، بغية رفع المعنويات بعد الخسائر.

- المحافظة على ثقة رعاة الإرهاب بهم، من أجل مواصلة الدعم.

- الانتقام من الشعب السوري ومعاقبته، لأنه خذلهم.

- الضغط على الأطراف المعنية بالتفاوض بحثاً عن مخرج من الأزمة لحفظ موقع لهم.

والآن، وبعد تشكّل معالم انتصار سورية، وهو نصر لن يتيح لمرتزق أو مأجور أو مضلل الوصول إلى ما حلم به، بات أفق هذه الجماعات مسدوداً، لذا انطلقت للمقامرة بدماء السوريين وأموالهم، وفاتها أن إرهابها يقود إلى ما يعاكس رغباتها والتمنيات، حيث إن اقتصار العمل على السيارات المفخخة والانتحاريين والقصف عن بُعد، إنما هو سلوك يعني عسكرياً العجز عن الوصول والاحتلال والسيطرة، كما أن افتضاح أمرهم في استهداف المدنيين بهذه الوحشية، يعني يأسهم من استمالتهم إليهم، ودفعهم للتمسك أكثر بدولتهم وجيشهم، وهذا ما بات يسجل في أرض الواقع.

ومع إرهاصات النصر الآتي لسورية، لا بد من القول إن قدر السوريين أن يدفعوا باهظاً ثمن حريتهم وسيادتهم، لكنه يبقى ثمناً أقل بكثير من الثمن الذي يدفعه من يخسر حريته واستقلاله ويعمل عبداً مستتبعاً لدى الأجنبي، كما هو حال الكثير من دول العرب والمسلمين.

  • فريق ماسة
  • 2013-01-23
  • 13620
  • من الأرشيف

لماذا كثف الإرهابيون من عمليات القتل الجماعي في سورية؟...

من يتابع بموضوعية المواجهات الميدانية التي تدور حالياً على الساحة السورية، يتبين له أن المسلحين والجماعات الإرهابية التي منت النفس يوماً بإسقاط الدولة بالقوة والنار عبر خطط سمتها "بركاناً" أو "زلزالاً" أو "إعصاراً" لتوصيف عمليات الإرهاب المرتكب، يتبين، وبوضوح، أن تلك الجماعات ورغم أنها استطاعت أن تدخل إلى أكثر من منطقة وحي، فإنها عجزت عن بسط سيطرتها على ما وصلت إليه، وفقاً لما يستقيم مع مفهوم السيطرة، ثم عجزت عن البقاء فيه، كما أنها عجزت مؤخراً عن التقدم إلى مناطق جديدة لتنشر فيها إرهابها وتمارس القتل والتدمير الذي أتقنته. والآن تشهد الساحة السورية تطوراً عسكرياً يفاقم أزمة المعتدين، حيث كثّف الجيش العربي السوري من تنفيذ عمليات عسكرية نوعية، تندرج تحت عنوان الهجوم المعاكس، وفقاً لاستراتيجية رفع الثمن الذي يفرضه على الإرهابين، استراتيجية تترافق مع تطور آخر تمثل في انخراط الفئات الشعبية السورية في عملية الدفاع عن الذات، عبر اللجان الشعبية أو جيش الدفاع الشعبي، كل ذلك حمل الجماعات المسلحة على رؤية تهاوي مشروعهم، وهي حقيقة يحاولون القفز فوقها، ويتجهون إلى الإمعان في العمل الإرهابي بذهنية المقامرين، رغم اليأس من النجاح، فيكثفون من أعمال القتل الجماعي بشكل يبتغون منه: - إثبات القدرة الميدانية، بغية رفع المعنويات بعد الخسائر. - المحافظة على ثقة رعاة الإرهاب بهم، من أجل مواصلة الدعم. - الانتقام من الشعب السوري ومعاقبته، لأنه خذلهم. - الضغط على الأطراف المعنية بالتفاوض بحثاً عن مخرج من الأزمة لحفظ موقع لهم. والآن، وبعد تشكّل معالم انتصار سورية، وهو نصر لن يتيح لمرتزق أو مأجور أو مضلل الوصول إلى ما حلم به، بات أفق هذه الجماعات مسدوداً، لذا انطلقت للمقامرة بدماء السوريين وأموالهم، وفاتها أن إرهابها يقود إلى ما يعاكس رغباتها والتمنيات، حيث إن اقتصار العمل على السيارات المفخخة والانتحاريين والقصف عن بُعد، إنما هو سلوك يعني عسكرياً العجز عن الوصول والاحتلال والسيطرة، كما أن افتضاح أمرهم في استهداف المدنيين بهذه الوحشية، يعني يأسهم من استمالتهم إليهم، ودفعهم للتمسك أكثر بدولتهم وجيشهم، وهذا ما بات يسجل في أرض الواقع. ومع إرهاصات النصر الآتي لسورية، لا بد من القول إن قدر السوريين أن يدفعوا باهظاً ثمن حريتهم وسيادتهم، لكنه يبقى ثمناً أقل بكثير من الثمن الذي يدفعه من يخسر حريته واستقلاله ويعمل عبداً مستتبعاً لدى الأجنبي، كما هو حال الكثير من دول العرب والمسلمين.

المصدر : الماسة السورية/ أمين ح


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة