دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تظاهر أعضاء الحزب الشيوعي التركي أمس في ميناء اسكندرون احتجاجاً على وصول صواريخ باتريوت إلى الميناء معبرين عن رفضهم نشر بطاريات هذه الصواريخ على الأراضي التركية، وقال موقع صول خبر التركي: إن أعضاء الحزب الشيوعي التركي اعتصموا أمام مدخل الميناء لمنع خروج المركبات منه ثم تمكنوا من الدخول إليه رغم محاولات عناصر الشرطة التركية منعهم من ذلك.
وأضاف الموقع إن أعضاء الحزب رددوا شعارات تندد بحلف الناتو ونشر الصواريخ وبكل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان.
وألقى المتحدث باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي التركي خلال الاعتصام أركان باش بياناً أكد فيه أن مجلس الأمة التركي لم يناقش قرار نشر صواريخ باتريوت وقوات أجنبية في الأراضي التركية لافتاً إلى أن الشعب التركي لن يكون شريكاً في هذا القرار و سيمنع دخول قوات الاحتلال إلى بلده.
وبين باش أن سلاطين الدولة العثمانية سمحوا باحتلال البلاد بينما تصدى الشعب التركي للاحتلال و طرده منها مندداً بفتح حكومة حزب العدالة والتنمية المجال أمام القوات الأجنبية لاحتلال تركيا، وأكد باش أن حكومة حزب العدالة والتنمية ومن بقي صامتاً أمام قرار نشر قوات الاحتلال في تركيا سيحاسب من قبل الشعب التركي.
وكان الحزب الشيوعي التركي أطلق في العاشر من الشهر الجاري حملة جديدة لمنع نشر بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية ورفض أي تدخل لحلف الناتو في سورية، حسب ما كشف موقع غلوبال ريسيرتش الكندي في مقال حمل عنوان: "الناتو.. ارفع يديك عن سورية وعن تركيا" للكاتب "تايلور غويل"، وقال المقال: إن أعضاء في الحزب الشيوعي بتركيا نصبوا خيمة في حديقة بأنقرة لجمع تواقيع ضد نشر بطاريات الصواريخ وضد أي تدخل للناتو في سورية، مشيراً إلى أن الحملة التي أطلق عليها اسم "قفوا بقوة ضد صواريخ الباتريوت" تم تلقيها بالكثير من الاهتمام والدعم من الشعب التركي في أنحاء العاصمة.
وأضاف غويل: إن حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان وبذريعة الدفاع عن تركيا ضد هجوم محتمل طلب من الناتو نشر الصواريخ على حدوده مع سورية، رغم حقيقة أن هذا الحزب، المدافع الوفي عن المصالح الامبريالية لحلفائه الغربيين في المنطقة، هو من يتخذ موقفاً عدائياً من سورية منذ بداية الأزمة فيها، وتابع: إن تركيا هي من وفر الملجأ والتمويل والتسليح لما يدعى "الجيش الحر"، الذي يقاتل ضد الحكومة السورية، وقد حاول حزب العدالة والتنمية أكثر من مرة إثارة حرب مع سورية مرسلاً طائرات حربية إلى الأجواء السورية في حزيران الماضي، وشن هجوماً بالمدفعية ضد سورية في تشرين الأول، إضافة إلى تحريض الناتو على سورية في كل من هذه الحوادث..
ولفت غويل إلى أنه وعلى عكس السياسات العدائية لحزب أردوغان تجاه سورية فإن الأغلبية الكبرى من الشعب التركي تعارض أي نوع من التدخل في هذا البلد الجار، وأضاف: إن نشر بطاريات باتريوت ينتهك حتى الدستور التركي، ففي السابع من الشهر الجاري وجه الحزب الشيوعي رسالة إلى أعضاء البرلمان التركي يؤكد فيها حقيقة أن نشر هذه البطاريات وجنود حلف الناتو على الحدود التركية أمر غير دستوري، وأن حزب أردوغان مذنب بجريمة انتهاك الدستور.
وبحسب الدستور التركي فإن الجهة المخوّلة السماح بنشر جنود أجانب على الأراضي التركية تعود للبرلمان، فيما أن ما جرى كان نتيجة قرار أحادي من حزب العدالة والتنمية في تجاوز فاضح للبرلمان وانتهاك سافر للديمقراطية.
وجاء في رسالة الحزب الشيوعي: إن نشر بطاريات باتريوت لا علاقة له أبداً بزعم حزب العدالة بشأن الدفاع عن تركيا ضد خطر سوري، لافتاً إلى أن مصلحة تركيا والشعب التركي تقضي إعادة الجنود الأجانب وبطاريات الناتو إلى بلدانها التي أرسلت منها، وطالب البرلمانيين الأتراك باتخاذ إجراء حاسم لإعادة الصواريخ وجنود الناتو من حيث جاءت.
وكان حلف الأطلسي أعلن في وقت سابق أمس عن وصول صورايخ باتريوت أرض جو ألمانية وهولندية إلى قاعدة اينجرليك في تركيا، كما وصل أيضاً نحو240 عسكرياً ألمانياً سوف يشرفون على بطاريات صواريخ باتريوت الألمانية، وسبق أن أرسلت الولايات المتحدة تجهيزات عسكرية وجنوداً اعتباراً من بداية الشهر الجاري إلى تركيا، في إطار هذا الحشد العسكري العدائي.
وأشار الموقع إلى أن الحزب الشيوعي دعا في 13 من الشهر الجاري إلى مظاهرة ضد الناتو ولدعم الرسالة التي وجهها إلى البرلمان، وقد شارك في المظاهرة أكثر من ألف شخص تقريباً في أنقرة، وعندما حاول المتظاهرون الوصول إلى موقع الخيمة التي نصبها الحزب الشيوعي عمدت قوات الأمن التركية إلى إيقافهم ووضع حواجز لمنع المتظاهرين من الانضمام إلى المخيمين، وعندما رفض المتظاهرون التوقف وأكملوا طريقهم باتجاه الخيمة عمدت قوات الأمن إلى استعمال القوة المفرطة ضدهم واستخدمت الغازات المسيلة للدموع والهراوات لتفريقهم ما أدى لإصابة خمسة من أعضاء الحزب الشيوعي بجروح متفاوتة الشدة.
وقال ايديمير غولر عضو اللجنة المركزية للحزب مخاطباً الجموع: إن الشرطة لا يمكنها إيقاف الأتراك الوطنيين أو أن تفرض عليهم أين يتوجهون، وفي حال بقي البرلمان صامتاً فإننا سنقوم بالكلام ورفع الصوت عالياً وسنؤكد أن نصب بطاريات الصواريخ في تركيا أمر غير قانوني، وأن الادعاء بأن سورية تشكل خطراً على تركيا ليس أكثر من مجرد كذبة كبيرة، وتابع: إن الحقيقة هي أن هناك محاولة من حزب أردوغان لإخضاع الشعب التركي و لتحويله إلى مرتزقة للناتو والولايات المتحدة، وأضاف مخاطباً حكومة أردوغان: يمكن خنقنا بالغازات ولكن لا يمكنكم خنق ضمير تركيا، كما ردد المتظاهرون هاتفين: البلاد والشعب ليسوا للبيع.
وقال الكاتب غويل: في حال افترضت حكومة حزب العدالة والتنمية وأسيادها الامبرياليون بأنهم قادرون على حشد الشعب التركي وراء جنود الناتو لاحتلال تركيا وتوجيه صواريخ باتجاه سورية فإنهم مخطئون جداً، فالمواطنون الأتراك رفضوا وقاوموا منذ البداية حرب الناتو القذرة ضد سورية وسيواصلون اتخاذ هذا الموقف، وأضاف: الشعب التركي يدرك تماماً أن مقاومته ضد الناتو في تركيا والمقاومة البطولية لأشقائهم وشقيقاتهم في سورية ضد المرتزقة المدعومين من الناتو تشكل جزءاً من الصراع نفسه وهو الصراع ضد الامبريالية.
أردوغان يدفع تركيا إلى المستنقع
في الأثناء حذر الكاتب الصحفي التركي كمال بايتاش من خطورة الأوهام التي يعيشها أردوغان بأنه سيتزعم المنطقة مشيراً إلى أنه حول تركيا إلى أداة في يد الولايات المتحدة الأمريكية وبأنه يدفع بلاده نحو المستنقع في سبيل أوهامه، وقال في مقال نشرته صحيفة "سوزجو" وموقع "ايلك كورشون": إن الجميع بات يعرف أن حكومة حزب العدالة والتنمية تحولت إلى أداة في يد الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ خططها في سورية مشيراً إلى أن الفشل الذريع الذي منيت به الولايات المتحدة الأمريكية في العراق يمنعها من التدخل المباشر في سورية لذلك وضعت تركيا نيابة عنها في سورية.
وأكد بايتاش ضرورة أن يلتفت أردوغان إلى بلاده قبل كل شيء والتحقق من وجود الديمقراطية فيها لأن ما تشهده تركيا من انتهاكات حقوقية وقانونية يعتبر أكبر دليل على افتقارها لأبسط المبادىء الديمقراطية بدلاً من أن يبرر تدخله في سورية.
وأوضح بايتاش أن إسقاط الدولة في سورية سيؤدي إلى تقسيمها باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتسليم الإخوان المسلمين سدة الحكم فيها وقتل العديد من الناس وخلق صراع طائفي وتدمير التراث الثقافي وآثاره التاريخية ونهبها، وأضاف إن أردوغان يتخذ مواقف خاطئة بدلاً من أن يبقى محايداً في الأزمة في سورية الأمر الذي سيؤدي إلى دفع تركيا وشعبها ثمناً باهظاً على الصعيد المادي والمعنوي.
وفي هذا السياق، أكد أناتولي كورنوكوف القائد العام للقوات الجوية الروسية السابق أن نشر بطاريات صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود التركية السورية هو عمل موجه ضد روسيا وحلفائها في رابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي قبل أن يكون لصد صواريخ سورية محتملة.
وقال كورنوكوف في حديث صحفي في موسكو اليوم: إن نشر بطاريات صواريخ باتريوت موجه ضد رابطة الدول المستقلة ودول منظمة معاهدة الأمن الجماعي وهو ما يعني أنها موجهة قبل كل شيء ضد روسيا، وأوضح أن نشر هذه الصواريخ موجه ضد روسيا أكثر مما هو ضد سورية، إذ إن الحدود قريبة وأذربيجان تعتبر حليفاً لتركيا، لذا يمكنهم قصف أرمينيا بسهولة ودقة فائقة إذا نصبوا منظومات الصواريخ على الجبال المجاورة.
وأشار كورنوكوف إلى إمكانية تجنب إصابات هذه الصواريخ إذا تمت معرفة أماكن تواجدها، وهو ما يدل على أنها نشرت لأغراض "معنوية " قبل كل شيء، كما أن المدى المجدي لصواريخ باتريوت المنشورة على الحدود السورية التركية لا يتعدى 75 كم إذ يمكنها أن تقصف المناطق المجاورة للحدود فقط وهو ما لا يؤهلها على المستوى العملياتي لحل المشاكل الحربية إلا إذا كان هناك ما يحلق في هذه المنطقة من طائرات.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة