دعا تقرير لبعثة من مجلس النواب الفرنسي باريس والاتحاد الأوروبي إلى مواصلة التقارب مع سوريا لدورها في إنهاء الأزمة اللبنانية، وسعيها لعلاقات متوازنة مع جوارها الإسلامي، وانفتاحها الدبلوماسي على الغرب، وشدّد على "عدم واقعية" مطالبتها بفك تحالفها مع إيران، أو وقف دعمها لحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)

وكشفت رئيسة البعثة النائبة إليزابيت غيغو -في مؤتمر صحفي الثلاثاء بباريس- عن أن تقرير "أي طريق إلى دمشق" هو ثمرة عمل لجنة من 12 برلمانيا عهد لهم مجلس النواب في مايو/أيار 2009، بدراسة تطورات الوضع الدبلوماسي لسوريا التي مرت بعزلة دولية بين عامي 2004 و2006

وقالت غيغو إن البعثة استمعت إلى 20 دبلوماسيا وخبيرا في باريس، قبل أن تزور الشرق الأوسط وتتباحث مع قادة دمشق وشخصيات فاعلة من دول الجوار

أول ثغرة

ويثني التقرير -الواقع في 142 صفحة- على قرار الرئيس نيكولا ساركوزي باستئناف الحوار مع دمشق في 2007، وهو قرار فتح -حسب تعبيره- أول ثغرة في جدار عزلة دولية كانت "ستؤدي -لو استمرت- إلى تصلب مواقف دمشق وتعميق تبعيتها لإيران

ويضيف محررو الوثيقة أن "أوروبا والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة -باستثناء مصر- حذت حذو فرنسا" في سعيها لتقارب دبلوماسي مع سوريا

وترى البعثة البرلمانية أن التقارب ساهم في إقناع دمشق بلعب "دور بناء" في إخراج لبنان من أزمته السياسية في مايو/أيار 2008، ومساعدته على تنظيم انتخابات تشريعية وتشكيل حكومة ائتلافية في 2009

ونوه النواب بمشاركة سوريا حتى نهاية 2008 في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل برعاية تركية، وأثنوا على "التحسن النسبي" في مراقبة حدودها مع العراق

إليزابيت غيغو كشفت للصحفيين عن محتوى تقرير "أي طريق إلى دمشق

إعادة اندماج

ويؤكد التقرير أن "إعادة اندماج سوريا في المجتمع الدولي" عززت سياسة الانفتاح الاقتصادي التي ينتهجها الرئيس بشار الأسد منذ تسلمه الحكم في عام 2000

وأوصى النواب باريس بمواصلة التقارب مع سوريا، ونوهوا إلى أن حجم التبادلات الاقتصادية ما زال ضعيفا، إذْ لم تتجاوز في 2008 صادراتُ فرنسا إلى سوريا 289 مليون يورو، وناهزت وارداتها من هذا البلد 700 مليون يورو

لكن اللجنة أشادت بتطور العلاقات الثقافية، وضربت مثلا بالتبادل الأكاديمي الذي سيكون بموجبه مستقبلا، خمس الأساتذة الجامعيين السوريين قد تعلموا في فرنسا

وتطالب البعثة البرلمانية الاتحاد الأوروبي بتسريع مفاوضات اتفاق الشراكة مع سوريا، وأرجعت رفض دمشق في أكتوبر/تشرين الثاني 2009 توقيع الاتفاق الذي اقترحه الاتحاد أساسا إلى عدم رضاها بمبلغ التعويضات المالية التي يقترحها التكتل الأوروبي مقابل رفع الحواجز الجمركية أمام منتجاته

سوريا وأميركا

ويرجّح التقرير أن يكون التباطؤ الملحوظ في التقارب بين دمشق وواشنطن ناتجا عن كون الولايات المتحدة -خلاف فرنسا والاتحاد الأوروبي- لا تقيّم علاقاتها مع سوريا من منظور تعاطي الأخيرة مع الملف اللبناني وحده، وإنما تتطلع أيضا إلى أن تقبل الابتعاد عن إيران وحزب الله وحماس وتظهر استعدادا أكبر للصلح مع إسرائيل

ووصف النواب مطالبة سوريا بفك تحالفها مع إيران وإنهاء تأييدها لتنظيمات المقاومة، في الظروف الحالية بـ"الأمر غير الواقعي"، ورأوا أن دمشق يمكن أن تكون وسيطا بين طهران والغرب
  • فريق ماسة
  • 2010-06-22
  • 9748
  • من الأرشيف

تقرير فرنسي يوصي بالتقارب مع سوريا

دعا تقرير لبعثة من مجلس النواب الفرنسي باريس والاتحاد الأوروبي إلى مواصلة التقارب مع سوريا لدورها في إنهاء الأزمة اللبنانية، وسعيها لعلاقات متوازنة مع جوارها الإسلامي، وانفتاحها الدبلوماسي على الغرب، وشدّد على "عدم واقعية" مطالبتها بفك تحالفها مع إيران، أو وقف دعمها لحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكشفت رئيسة البعثة النائبة إليزابيت غيغو -في مؤتمر صحفي الثلاثاء بباريس- عن أن تقرير "أي طريق إلى دمشق" هو ثمرة عمل لجنة من 12 برلمانيا عهد لهم مجلس النواب في مايو/أيار 2009، بدراسة تطورات الوضع الدبلوماسي لسوريا التي مرت بعزلة دولية بين عامي 2004 و2006 وقالت غيغو إن البعثة استمعت إلى 20 دبلوماسيا وخبيرا في باريس، قبل أن تزور الشرق الأوسط وتتباحث مع قادة دمشق وشخصيات فاعلة من دول الجوار أول ثغرة ويثني التقرير -الواقع في 142 صفحة- على قرار الرئيس نيكولا ساركوزي باستئناف الحوار مع دمشق في 2007، وهو قرار فتح -حسب تعبيره- أول ثغرة في جدار عزلة دولية كانت "ستؤدي -لو استمرت- إلى تصلب مواقف دمشق وتعميق تبعيتها لإيران ويضيف محررو الوثيقة أن "أوروبا والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة -باستثناء مصر- حذت حذو فرنسا" في سعيها لتقارب دبلوماسي مع سوريا وترى البعثة البرلمانية أن التقارب ساهم في إقناع دمشق بلعب "دور بناء" في إخراج لبنان من أزمته السياسية في مايو/أيار 2008، ومساعدته على تنظيم انتخابات تشريعية وتشكيل حكومة ائتلافية في 2009 ونوه النواب بمشاركة سوريا حتى نهاية 2008 في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل برعاية تركية، وأثنوا على "التحسن النسبي" في مراقبة حدودها مع العراق إليزابيت غيغو كشفت للصحفيين عن محتوى تقرير "أي طريق إلى دمشق إعادة اندماج ويؤكد التقرير أن "إعادة اندماج سوريا في المجتمع الدولي" عززت سياسة الانفتاح الاقتصادي التي ينتهجها الرئيس بشار الأسد منذ تسلمه الحكم في عام 2000 وأوصى النواب باريس بمواصلة التقارب مع سوريا، ونوهوا إلى أن حجم التبادلات الاقتصادية ما زال ضعيفا، إذْ لم تتجاوز في 2008 صادراتُ فرنسا إلى سوريا 289 مليون يورو، وناهزت وارداتها من هذا البلد 700 مليون يورو لكن اللجنة أشادت بتطور العلاقات الثقافية، وضربت مثلا بالتبادل الأكاديمي الذي سيكون بموجبه مستقبلا، خمس الأساتذة الجامعيين السوريين قد تعلموا في فرنسا وتطالب البعثة البرلمانية الاتحاد الأوروبي بتسريع مفاوضات اتفاق الشراكة مع سوريا، وأرجعت رفض دمشق في أكتوبر/تشرين الثاني 2009 توقيع الاتفاق الذي اقترحه الاتحاد أساسا إلى عدم رضاها بمبلغ التعويضات المالية التي يقترحها التكتل الأوروبي مقابل رفع الحواجز الجمركية أمام منتجاته سوريا وأميركا ويرجّح التقرير أن يكون التباطؤ الملحوظ في التقارب بين دمشق وواشنطن ناتجا عن كون الولايات المتحدة -خلاف فرنسا والاتحاد الأوروبي- لا تقيّم علاقاتها مع سوريا من منظور تعاطي الأخيرة مع الملف اللبناني وحده، وإنما تتطلع أيضا إلى أن تقبل الابتعاد عن إيران وحزب الله وحماس وتظهر استعدادا أكبر للصلح مع إسرائيل ووصف النواب مطالبة سوريا بفك تحالفها مع إيران وإنهاء تأييدها لتنظيمات المقاومة، في الظروف الحالية بـ"الأمر غير الواقعي"، ورأوا أن دمشق يمكن أن تكون وسيطا بين طهران والغرب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة