اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن الرئيس محمد مرسي ليس صانع القرار الوحيد في مصر، لكن هناك المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، طالرجل القوي وأبرز الاستراتيجيين داخل الجماعة". وأرجعت استعصاء الأزمة الراهنة في مصر إلى وجود جهتين، الأولى هي المحتجون المطالبون بدولة مدنية ودستور مناسب يضمن للجميع حقوق الإنسان، وهو أمر يزعمون أنه غير موجود في المسودة الحالية، والجهة الثانية هي لجحافل المؤيدين للإخوان المسلمين، الذين قالت إنهم يأتون إلى العاصمة القاهرة من مختلف الأقاليم والأحياء ويكونون بمثابة "جنود مشاة" يحتجون بشكل منظم وفي وقت واحد، يدفعهم إيمان مطلق تجاه القيادة الهرمية للجماعة، فضلا عن كراهيتهم لكل من يعارض رئيسهم ويعتبرونه عميلا أجنبيا يسعى لخراب مصر.

وأكدت المجلة أن ما يجعل الأزمة الراهنة مستعصية على الحل هو تزايد الخلاف السياسي بين المتظاهرين والحكومة، وامتداده بين المتظاهرين المعارضين و "جنود المشاة" من أنصار جماعة الإخوان، الذين يعتبرون الصراع دينيا أخلاقيا أكثر من كونه صراعا سياسيا، معتبرة أن وجود مثل هذه الخلافات الموازية على مستويين مختلفين يضمن استحالة التوصل إلى أرضية مشتركة.

وأشارت إلى أن الاعتصام مستمر، وأن غدا الجمعة سيخرج نحو 1.5 مليون شخص إلى الشوارع، ورأت أن فلسفة إدارة الإخوان لهذا الصراع تبدو غير متماسكة ومنقسمة إلى شقين، الأول: هو أن مرسي وحاشيته اتبعوا استراتيجية "نفاد الوقت" على افتراض أن الوقت في صالحهم، وهو ما يفسر صمت الحكومة على مدار الـ48 ساعة الأولى من الصراع قبل أن يجري الرئيس مرسي حوارا وطنيا ويصدر إعلانا دستوريا جديدا، النهج الثاني هو ردود الأفعال العصبية في الجماعة التي تطالب بوضع نهاية فورية وحاسمة لحالة العنف الحالية.

  • فريق ماسة
  • 2012-12-12
  • 12386
  • من الأرشيف

مجلة اميركية: محمد مرسي ليس صانع القرار الوحيد في مصر

اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن الرئيس محمد مرسي ليس صانع القرار الوحيد في مصر، لكن هناك المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، طالرجل القوي وأبرز الاستراتيجيين داخل الجماعة". وأرجعت استعصاء الأزمة الراهنة في مصر إلى وجود جهتين، الأولى هي المحتجون المطالبون بدولة مدنية ودستور مناسب يضمن للجميع حقوق الإنسان، وهو أمر يزعمون أنه غير موجود في المسودة الحالية، والجهة الثانية هي لجحافل المؤيدين للإخوان المسلمين، الذين قالت إنهم يأتون إلى العاصمة القاهرة من مختلف الأقاليم والأحياء ويكونون بمثابة "جنود مشاة" يحتجون بشكل منظم وفي وقت واحد، يدفعهم إيمان مطلق تجاه القيادة الهرمية للجماعة، فضلا عن كراهيتهم لكل من يعارض رئيسهم ويعتبرونه عميلا أجنبيا يسعى لخراب مصر. وأكدت المجلة أن ما يجعل الأزمة الراهنة مستعصية على الحل هو تزايد الخلاف السياسي بين المتظاهرين والحكومة، وامتداده بين المتظاهرين المعارضين و "جنود المشاة" من أنصار جماعة الإخوان، الذين يعتبرون الصراع دينيا أخلاقيا أكثر من كونه صراعا سياسيا، معتبرة أن وجود مثل هذه الخلافات الموازية على مستويين مختلفين يضمن استحالة التوصل إلى أرضية مشتركة. وأشارت إلى أن الاعتصام مستمر، وأن غدا الجمعة سيخرج نحو 1.5 مليون شخص إلى الشوارع، ورأت أن فلسفة إدارة الإخوان لهذا الصراع تبدو غير متماسكة ومنقسمة إلى شقين، الأول: هو أن مرسي وحاشيته اتبعوا استراتيجية "نفاد الوقت" على افتراض أن الوقت في صالحهم، وهو ما يفسر صمت الحكومة على مدار الـ48 ساعة الأولى من الصراع قبل أن يجري الرئيس مرسي حوارا وطنيا ويصدر إعلانا دستوريا جديدا، النهج الثاني هو ردود الأفعال العصبية في الجماعة التي تطالب بوضع نهاية فورية وحاسمة لحالة العنف الحالية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة