دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في اتصال هاتفي مع الاخبارية السورية كشف الاعلامي الجزائري عن رسالة أرسلها له فيصل القاسم و قام بالرد عليها وفي التفاصيل ..
رسالة من فيصل القاسم إلى يحيى ابوزكريا : "أحيي فيك روح العروبة والإسلام والمقاومة أخي يحيى، لكن أربأ بك أن تدافع عن واحد من أسوأ الطواغيت عبر التاريخ. لقد نسفت بذلك تاريخك المشرف في المقاومة ضد الطغيان الذي لطالما تناوله الملايين عبر يوتيوب بالمديح والإعجاب. اين ذلك الفارس الذي حرض الشاع العربي على الثورة بعبارته التاريخية من يحيى الذي يدافع الآن عن نظام يستخدم كل أنواع السلاح ضد شعبه للبقاء في السلطة. صديقك من صدقك أخي أبا علي "
رد يحيى ابوزكريا
أخي فيصل , و الله العظيم ما زلت كما عهدتني و الحجم الهائل من المعلومات بين يدي إستقيتها من أوروبا و أمريكا و ما يدبر لهذه الأمة مهول , مستعد أن أبعث لك الكثير منها , بغض النظر عن المعلومات التي سأطلعك عليها بشكل شخصي أخي فيصل , مشكلة الثوار و الإخوان منهم على وجه التحديد وهم أصدقائي , الغنوشي قال لي قبل وقت قصير أنت أفضل من كتب عني كتابا بعنوان : تونس من الثعالبي إلى الغنوشي
صديقي فيصل ...الثورات سرقت , و المشهد مظلم في تونس و مصر ذاهبة إلى التقسيم كما بلغني جنرال مصري وطني هذا اليوم , و اليمن ضاعت ...لنفكر قليلا حبيبي ..
ثورات بدون قيادات , و أنت تعلم أن رموز المعارضة السورية كانوا أصدقائي و عبد الباسط سيدا كان ساكنا في نفس المدينة التي قطنتها عشر سنوات في أوبسالا السويد , و غليون كذلك جمعتنا منتديات الفكر و هيثم مناع أكثر من صديق ...نترك سورية و نحيدها بالكامل ...
أين أصبحت تونس وفيما يختلف النهضويون عن الدستوريين ...النهضويون أمروا بإطلاق النار على متظاهرين نددوا بالإعتداء الوحشي على كرامة رسول الله عليه الصلاة والسلام , و النهضويون الذين وصلوا إلى دوائر القرار التونسي بلافتة رسول الإسلام أمروا باطلاق النار على من تظاهر إنتصارا لرسول الله حفاظا على كرامة أمريكا , لو فعلها زين العابدين لكفروه و زندقوه ,,,
ثم الإخوان في مصر تصافوا و تعاقدوا مع الأمرييكيين و النتيجة ثلاثة قواعد أمريكية في مصر , أولها تم الإنتهاء من خارطتها الهندسية في سيناء ...
و الوثائق عندي ...
اليمن ضاعت و في ليبيا ما فعل الثوار بشكان بني الوليد , لم يفعله هتلر في أعدائه و الشواهد عندي كما الصور ...
أخي فيصل الثورة فعل جميل , لكن ما أقبحه عندما ينتهي سريعا ويتحول إلى ثورة , و معادلتي الأساس هي :
الثورة عندما تتقد القادة الإستراتيجية و الوضوح في الرؤية السياسية و الأهداف و البديل المتكامل في صناعة الدولة ستصبح مدخلا لحروب أهلية و المصاديق في مدن الملح و الإستبداد والثورة نحن شهود عليها الآن ...
نعود الآن إلى سورية أنا أعلم أن ثغرات عديدة لازمت الأداء السياسي الرسمي ,, وأنا أتكلم من منطلق عربي و ليس من منطلق سوري وأنتم أدرى ببلادكم التي نحبها و نحترمها و مهما كان عندما نترك الإنفعال و الإنتقام من الأجهزة الأمنية جانبا لا ننسى أنها قدمت الكثير للقضية الفلسطينية , و أنا كعربي متخوف من أن يصيب سورية ما أصاب تونس و مصر و ليبيا و اليمن و بقية البلاد العربية المرشحة للتقسيم و التشرذم السياسي ..
نعم للسوريين كل الحق في أن يصنعوا قرارهم و يتدولوا على الحكم و الجهر بنقد الفساد والإعتداء , لكن من حقي أيضا أن أقلق على الدور القومي لسورية و الدور الريادي في نشر ثقافة المقاومة ..
سورية التي أعرفها يوجد فيها تجاوزات و عدت القيادة السورية بالإنفتاح على المواطنين و المعارضين الشرفاء ..
وفي سورية الجديدة التي تنادون بها صديقي العزيز فيصل , هي سورية الطائفية وتفجير الطوائف و القتل بدم بارد و التكفير , عنصران كبيران في المشهد السوري المعارض الإخوان و الإرهابيون التكفيريون الطائفيون ..
فهل هؤلاء سيشكلون ضمانة لمستقبل سورية , و الله لحد الآن لم أقراء لهؤلاء مشروعا لإدارة الدولة السورية و آليات البناء الجديد .
صديقي فيصل تتهمون عناصر النظام السوري بالفساد , والفساد نخر المعارضة السورية إلى العظم , أحدهم صديق معارض حكم عليه بالإعدام في سورية في أحداث حماه سرق 30 مليون يورو وحولها إلى حساب خاص و لم تصرف على اللاجئين السوريين في مخميات تل الزعتري في الأردن ..و التكفيريون أهدوا سورية تكفيرا و زواجا من الفتيات السوريات أسأل الله أن يحمي عرض السوريات ..
وقد إتصل بي أحد الإسلاميين من أوروبا و قال أنه قادم إلى المنطقة لإصطحاب بعض الفتيات السوريات ..
حبيبي فيصل , صحيح أنك مثقف ثقافة واسعة عربية و غربية , و أنت واحد من أبناء جبل العرب , جبل الرجال و الأشاوس , لكن أخي و حبيبي أبا أصيل ..هل دورنا أن ندمر الدول ببدائل هشة لم تتكامل , و بعناوين الإسلام هو الحل ثم يترحم الناس على زمن مبارك و يلعنون الشريعة الإسلامية , ولا يبقي في الخارطة العربية غير التلمود و النموذج الغربي , و نكون قد خدمنا مجانا الإرادات الغربية و نؤكد بمسلكيتنا ما ذاهب إليه فرانسيس فوكوياما من أن الليبرالية الغربية إنتصرت على كل الأفكار و الإيديولوجيات , وبالتالي تهزمنا أمريكا فكريا و عسكريا ..
أخي فيصل أنت خير من يعرفني و خير من يقرأني , وتعرف تاريخي بالكامل يا فيصل , و الله العظيم كلما يموت مواطن عربي سوري من المعارضة و الشعب و الجيش العربي السوري و الأجهزة الأمنية أبكي بصدق , يخنقني الألم يا فيصل ...
أعترف لك أن الموضوع السوري أرقني عذبني و أنا أرى الدماء تسيل وتحصن الأمن القومي الصهيوني و لا نحصن الأمن القومي السوري أو غيره ..
قرآنيا , الله يقول الصلح خير , و أصلحوا بينهما , فكريا , كل القضايا الكبرى و المعقدة في التاريخ إنتهت بالحل السياسي ...
تأمل يا فيصل و إقرأ مفردات خطاب المعارضة السورية , خطباء و محللوا الإخوان المسلمين ...يرددون دوما في برنامج الجدلي :
كلب , حمار , خنزير إبن زنا , حقير , أدوس عليه , إبن اليهودية , آلاف المفردات جمعتها رصدا و إستقراءا وإطلاعا , مبدئيا كيف سيدير عقل كهذا و لسان كهذا دولة سورية فيها عشرات الطوائف ...
ذات يوم قال الدكتور عباسي مدني زعيم الجبهة الإسلامية المنحلة في الجزائر ...أنت ما أوصل الإسلاميين إلى السلطة في الجزائر بقلمك ولسانك ,,,ولكني أقول الحمد لله مليون حمدا أن الإسلاميين لم يحكموا الجزائر و أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أفضل للجزائر من كل الإسلاميين الذي أصبحوا أفظع من "ألكابون" في جمع المال ...
ثم يا فيصل , تأمل معي مشهد إعتقال الشاعر القطري الذي هجا حمد بن خليفة آل ثاني , أيعقل أن يحكم بالسجن المؤبد على إبن الذيب ...
لماذا موقف حمد سليم , و موقف بشار في ملاحقة بعض المثقفين , أنا معكم في ضرورة الحرية , و العدل والمساواة لكن لا شك أن الصدقية تقتضي أن تتحدثوا في الجزيرة عن إضطهاد المثقف في قطر و سورية على السواء ,,هكذا تكون الحيادية , و المهنية و الحرية ...
أنا الدكتور يحيى أبوزكريا بملء شدقي أقولها بملء فيّ وفمي :
لا للمساس بالمثقف السوري و لا للمساس بالمثقف القطري أو أي مثقف عربي ...
أخي أبا أصيل , هل اكون بعدها شبيحا , وتكونون في الجزيرة أصحاب صدقية ...
إنتهاء أخي فيصل , لا أريد لإبنتك بردى التي سميتها تيمنا بنهر بردى السوري , أنت تضيع في المنافي و المجهول , وهي تملك أقدم الحضارات الإنسانية , لأن النفط القطري الذي سينضب بعد ثلاثين سنة , سيغير كل شيئ ....أبا أصيل " المضيّع وطن فين الوطن يلقاه "
أخي فيصل رغم الأراء و الأفكار التي بالتأكيد ستتقارب لو أدنا النظر سوية في الراهن العربي ...سأظل أحبك و ستظل صديقي إلى الأبد , أتعرف لم يا أبا أصيل لأني عربي , و العربي الشريف لا ينسى الملح و الطعام الذي كان بيننا ...
و أستميحك عذرا , حبيبي فيصل , و الخلاف لا يفسد للود قضية , سأنشر رسالتك لي و ردي حتى تكون ربما شهادة للتاريخ تفهم الأجيال المقبل لماذا إنهار عالمنا العربي .................أخوك .د.يحيى ابوزكريا
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة