دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ما يفعله غالبية الفلسطينيين في الضفة الغربية والمحبطين في ظل عجزهم عن مساعدة أهلهم في غزة لا يتعدى «أضعف الإيمان». فمعظمهم تسمّر أمام شاشات التلفاز لمتابعة التطورات، وأعداد قليلة منهم نسبياً خرجت في تظاهرات متقطعة تخللتها اشتباكات على الحواجز، وأسفرت عن استشهاد فلسطينيين في الأيام الماضية، فيما اكتفى آخرون بالدعاء.
وسقطت صواريخ المقاومة التي انطلقت من قطاع غزة مرات عديدة على تل أبيب التي لم تطلها صواريخ عربية بعد حرب الخليج في العام 1991، وسقطت كذلك على القدس، وهي التي لم تشهد قصفاً بالصواريخ منذ العام 1970.
ويقول علاء النجار، وهو طالب جامعي، لـ«السفير»، «نعم الصواريخ فشت خلقنا لأنها تظهر أن الشعب الفلسطيني ليس نكرة، وأن هناك مقاومة حقيقية تخلق توازن الرعب، وتجعل الإسرائيلي يرتعب كما يرتعب الفلسطيني، وتنهي حالة الإحباط التي نعيشها في ظل عجزنا عن دعم غزة»، مضيفاً «حتى أن تأثير الصواريخ الفلسطينية التي تسقط على القدس وتل أبيب أكبر بكثير من تأثير الغارات الإسرائيلية على غزة، فنحن تعودنا على الموت، لكنهم لم يتعودوا على الرعب الذي يعيشونه الآن».
الفرحة بسقوط الصواريخ نقلها أيضا أهل مدينة القدس المحتلة التي سقط عليها أمس صاروخ أطلقته المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة. والنشوة بالفرحة عكستها العديد من الفيديوهات التي نشرت على المواقع الإلكترونية.
ويقول عماد القواسمي، وهو فلسطيني يعيش في القدس الشرقية، في حديث إلى «السفير»، «انتظرنا طويلا لنرى أحدا يوجه صواريخه إلى القدس المحتلة العربية الإسلامية»، مضيفاً «حين سقطت صواريخ المقاومة الفلسطينية عليها انتابتنا فرحة هستيرية. وزدنا فخرا بأنفسنا كشعب فلسطيني صنع مقاومة من لا شيء».
وأوضح القواسمي «حتى لو أن هذه الصواريخ أصابت منازلنا وأسقطتنا نحن شهداء، فلن يزيدنا ذلك إلا سعادة، وفي النهاية نحن لسنا أفضل من أهلنا في غزة».
وسادت حالة من الجدل داخل الشارع الفلسطيني بسبب «ضعف المناصرة» التي قدمتها الضفة لقطاع غزة.
ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على القطاع، خرجت تظاهرات فلسطينية متقطعة في كل أنحاء الضفة الغربية. وبدت التظاهرات ضعيفة وغير منظمة، ولم تتخللها في البداية مواجهات مع الاحتلال، لكنها ازدادت حدة، خصوصاً في اليومين الماضيين.
وبحسب العديد من الصحافيين المتابعين لتظاهرات الأيام الأخيرة، فإن الأعداد المشاركة في التظاهرات أقل بكثير، من تلك التي رافقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وتظاهر المئات أمس أمام الحواجز الإسرائيلية في مدن رام الله والخليل ونابلس وطولكرم والقدس وجنين، وأصيب العشرات خلالها بجروح، وصفت حالة أحدهم بالخطرة.
وتسبب الانقسام الفلسطيني فعلا في ضعف العديد من التظاهرات، إذ عادة تخرج تظاهرات لحماس وأخرى لفتح. لكن قرار الحركتين توحيد الفعاليات المشتركة أمس الأول انعكس إيجابا على الحراك الفلسطيني الشعبي.
لمشاهدة رد الفعل على الصواريخ التي سقطت في القدس:
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة