دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رأى خبراء إسرائيليون أمس أن اختراق الطائرة للأجواء الإسرائيلية حوّل موضوع حماية المنشآت النفطية في البحر المتوسط إلى قضية داهمة، في وقت أشارت فيه تقارير إعلامية إلى أن الجيش الإسرائيلي يجري تحقيقا داخليا يتمحور حول الوقت المحدد لتشخيص الطائرة ولمسارها المقدر.
ونقل موقع "Israel defense" عن الخبراء قولهم إن التهديد الأساسي للحفارات وعوامات استخراج النفط في البحر كان حتى الآن متمثلا في قوارب مفخخة أو محملة بـ«مخربين مسلحين»، إلا أن نجاح حزب الله في التحليق بطائرة غير مأهولة على امتداد الساحل الإسرائيلي والانتقال بها بعد ذلك إلى داخل الأجواء الإسرائيلية من شأنه أن يغير الصورة كليا. ورأى بعض الخبراء أن «كل هذه العملية تهدف بالدرجة الأولى إلى فحص قدرة التشخيص المبكرة للطائرات غير المأهولة» لدى إسرائيل، معتبرين أن ما حصل أظهر أن هذه القدرة مصابة بالقنص في ضوء اختراق الطائرة للأجواء الإسرائيلية وتحليقها فيها لأكثر من نصف ساعة.
وذكّر الموقع المتخصص بالشؤون الأمنية بأن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، كان قد «أسمع في الماضي تهديدات تتعلق بالمخزونات الغازية الخاصة بإسرائيل في البحر المتوسط» مرجحا أن تكون «الطائرات التي حصل عليها من إيران غير مخصصة لأغراض استخبارية إذ إن ما يمكنه أن يحصل عليه من الطائرة باستطاعته أن يحصل عليه من غوغل إيرث». وقال أحد الخبراء للموقع إن حزب الله لا يحتاج إلى معلومات استخبارية تكتيكية لأن السلاح الرئيسي الذي بحوزته هو الصواريخ التي هي في الأساس سلاح عشوائي لا يتطلب معلومات استخبارية في الوقت الحقيقي من النوع الذي تؤمنه الطائرات الحديثة من دون طيار.
وقدر الخبير حاجة الحزب إلى هذا النوع من الطائرات بأنها لغرض الإزعاج والهجوم على هدف كبير مثل حفارة أو منشأة لاستخراج النفظ. واعتبر الخبير أن الوضع الجديد يحتم فرز وسائل إضافية كثيرة للدفاع عن المنشآت الغازية في المياه الاقتصادية الإسرائيلية.
وشدد الخبراء على ضرورة إعطاء الأولوية لتزويد المنشآت بمنظومة رادارية وأجهزة استشعار قادرة على كشف الأهداف ذات البصمة المنخفضة بشكل مبكر.
إلى ذلك، ذكرت مصادر في شعبة الاستخبارات العسكرية أن حزب الله يمتلك المئات من الطائرات بدون طيار معظمها روسية الصنع وبعضها من صناعة إيران.
ونقلت القناة العاشرة عن مصادر عسكرية قولها إن الاعتقاد السائد لدى الاستخبارات العسكرية هو أن هذه الطائرات من الطراز القديم، وأن جزءا منها خُصص لحمل متفجرات وهي قادرة على ضرب أهداف في الداخل. وحسب المصادر فإن معرفة حزب الله بالطائرات غير المأهولة ليست جديدة، لكن قدرته على استخدامها ليست واضحة للاستخبارات الاسرائيلية، ومن الواضح الآن أن طائرات حزب الله تعمل لمسافات طويلة.
وقال ضابط في سلاح الجو لموقع القناة إن تلك الطائرات لا تشكل مصدر قلق، إذ إن الجيش الاسرائيلي يمتلك منظومات لإسقاطها.
من جهته، قال رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس غلعاد، إن الجهة المسؤولة عن إطلاق الطائرة لا تزال غير واضحة معتبرا أنها فشلت في تحقيق المهام الكامنة وراء عملية الإطلاق. ورأى غلعاد في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أمس، إن هناك مهمتين سعت هذه الجهة إلى تحقيقهما، الأولى هي جمع معلومات استخبارية والثانية هي المس بصورة إسرائيل كدولة محصنة ضد الاختراقات الجوية. وادعى غلعاد أن المهمة الاستخبارية للطائرة فشلت لأنه تم تشخيص الطائرة من مسافة بعيدة وتم إسقاطها فقط عندما كانت فوق منطقة مفتوحة .
وفي خطوة غير بعيدة عن قضية الطائرة، قام وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس بزيارة إلى قاعدة تابعة لسلاح الجو في شمال إسرائيل يرافقه قائد السلاح، أمير إيشل. وخلال الزيارة التقى باراك بضباط في الدفاع الجوي وشدد أمامهم على أهمية الدور الذي يقومون به والمسؤولية المنوطة بهم «لأن أفراد الدفاع الجوي مطلوب منهم التصدي لتحديات غير بسيطة في فترة تتميز بانعدام اليقين».
إلى ذلك، شددت مصادر في الجيش أمس أن نشر بطارية الباتريوت في منطقة الكرمل أول من أمس لا علاقة له بحادثة اختراق الطائرة، وإنما يأتي في إطار الاستعدادات للمناورة المشتركة مع القوات الأميركية التي ستجرى بعد أسبوعين. إلا أنه بالرغم من ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن محللين عسكريين قولهم إن منظومة الرادار الخاصة بالباتريوت مهيأة بشكل مرجح لاكتشاف الطائرات غير المأهولة قبل وقت طويل من اختراقها للأجواء الإسرائيلية.
المصدر :
الاخبار/محمد بدير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة