بالرغم من ان الإدارة الأميركية تعلم جيدا، منذ زمن بعيد، بوجود عناصر تنظيم «القاعدة» وهم يقاتلون إلى جانب المتمردين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة، فإن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأميركية يشعرون بقلق متزايد من التنامي المتعاظم، يوما بعد يوم، لهذا التنظيم الإرهابي ضمن صفوف المعارضة السورية.

وهذا ما دفع بأحد هؤلاء المسؤولين إلى القول: “تنظيم القاعدة وسع انتشاره إلى خارج الجيوب المعزولة للنشاط داخل سوريا، ويعمل اليوم على إنشاء شبكة واسعة من الخلايا ذات التنظيم المحكم، ومن هنا برزت مخاوفنا من احتمال ان يكون الإرهابيون قد وصلوا إلى عتبة إقامة معقل لهم على غرار ما فعلوه في العراق، بحيث سيكون من الصعب جدا إلحاق الهزيمة بهم إذا نجح "الثوار" في اسقاط النظام”.

ويبدو أن المسؤولين الاستخباراتيين يكثفون حواراتهم مع وسائل الإعلام – ولو انهم يرفضون الكشف عن هوياتهم – ويستفيضون في الكلام عن مساعدة القاعدة في سوريا، الأمر الذي يعكس المخاوف المتزايدة في واشنطن من مثل هذه السياسة الرعناء التي تنتهجها الإدارة.

من المعروف ان الولايات المتحدة الأميركية تزود المعارضة السورية بمساعدات “غير مميتة”، مثل أجهزة الاتصالات والمعلومات الاستخباراتية، فيما تعمل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) على تسهيل شحن الأسلحة من منطقة الخليج، وخصوصا السعودية وقطر، إلى المتمردين في الداخل السوري.

ويؤكد النائب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي، “مايك روجرز”، رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الاستخبارات، ان لدى اللجنة تقديرات تفيد بأن ربع المجموعات المتمردة في سوريا والبالغ عددها نحو 300 مجموعة، قد تكون مشاركة في القتال هناك، تحت راية تنظيم «القاعدة»، مضيفا أن هذه الأرقام تزداد يوميا، بسبب تدفق مقاتلين جدد إلى سوريا بدون انقطاع.

ويقال إن وكالة الاستخبارات المركزية تستخدم “عملية تدقيق خاصة” لكي تتحاشى وقوع المساعدات الأميركية بين أيدي إسلاميين متشددين، لكن هذه العملية تتم عبر مصادر غير موثوقة، من طرف ثالث، لدرجة دفعت بمسؤولين استخباراتيين إلى التصريح مؤخرا بأن “الحقيقة هي أن الولايات المتحدة لا تعرف من يتلقى المال ولا من يتسلم الأسلحة”.

وانطلاقا مما يظهر انه خليط من الأسباب السياسية والطموحات لتغيير النظام في سوريا، تبدو واشنطن أنها تساعد أولئك الذين دأبت على محاربتهم في حربيها الأخيرتين. ويؤكد المسؤولون في الاستخبارات “ان مقاتلين سابقين من التنظيمات الإرهابية في العراق يستخدمون مهاراتهم في تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة من أجل تنفيذ عشرات الهجمات في سوريا، فيما يقوم آخرون باستغلال خبراتهم في مجال إنشاء وتنسيق وحدات صغيرة من المقاتلين في أفغانستان بغية تجنيد أتباع ومناصرين جدد
  • فريق ماسة
  • 2012-08-17
  • 13246
  • من الأرشيف

“القاعدة” في سورية تقلق واشنطن ....جون غليزر

بالرغم من ان الإدارة الأميركية تعلم جيدا، منذ زمن بعيد، بوجود عناصر تنظيم «القاعدة» وهم يقاتلون إلى جانب المتمردين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة، فإن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأميركية يشعرون بقلق متزايد من التنامي المتعاظم، يوما بعد يوم، لهذا التنظيم الإرهابي ضمن صفوف المعارضة السورية. وهذا ما دفع بأحد هؤلاء المسؤولين إلى القول: “تنظيم القاعدة وسع انتشاره إلى خارج الجيوب المعزولة للنشاط داخل سوريا، ويعمل اليوم على إنشاء شبكة واسعة من الخلايا ذات التنظيم المحكم، ومن هنا برزت مخاوفنا من احتمال ان يكون الإرهابيون قد وصلوا إلى عتبة إقامة معقل لهم على غرار ما فعلوه في العراق، بحيث سيكون من الصعب جدا إلحاق الهزيمة بهم إذا نجح "الثوار" في اسقاط النظام”. ويبدو أن المسؤولين الاستخباراتيين يكثفون حواراتهم مع وسائل الإعلام – ولو انهم يرفضون الكشف عن هوياتهم – ويستفيضون في الكلام عن مساعدة القاعدة في سوريا، الأمر الذي يعكس المخاوف المتزايدة في واشنطن من مثل هذه السياسة الرعناء التي تنتهجها الإدارة. من المعروف ان الولايات المتحدة الأميركية تزود المعارضة السورية بمساعدات “غير مميتة”، مثل أجهزة الاتصالات والمعلومات الاستخباراتية، فيما تعمل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) على تسهيل شحن الأسلحة من منطقة الخليج، وخصوصا السعودية وقطر، إلى المتمردين في الداخل السوري. ويؤكد النائب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي، “مايك روجرز”، رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الاستخبارات، ان لدى اللجنة تقديرات تفيد بأن ربع المجموعات المتمردة في سوريا والبالغ عددها نحو 300 مجموعة، قد تكون مشاركة في القتال هناك، تحت راية تنظيم «القاعدة»، مضيفا أن هذه الأرقام تزداد يوميا، بسبب تدفق مقاتلين جدد إلى سوريا بدون انقطاع. ويقال إن وكالة الاستخبارات المركزية تستخدم “عملية تدقيق خاصة” لكي تتحاشى وقوع المساعدات الأميركية بين أيدي إسلاميين متشددين، لكن هذه العملية تتم عبر مصادر غير موثوقة، من طرف ثالث، لدرجة دفعت بمسؤولين استخباراتيين إلى التصريح مؤخرا بأن “الحقيقة هي أن الولايات المتحدة لا تعرف من يتلقى المال ولا من يتسلم الأسلحة”. وانطلاقا مما يظهر انه خليط من الأسباب السياسية والطموحات لتغيير النظام في سوريا، تبدو واشنطن أنها تساعد أولئك الذين دأبت على محاربتهم في حربيها الأخيرتين. ويؤكد المسؤولون في الاستخبارات “ان مقاتلين سابقين من التنظيمات الإرهابية في العراق يستخدمون مهاراتهم في تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة من أجل تنفيذ عشرات الهجمات في سوريا، فيما يقوم آخرون باستغلال خبراتهم في مجال إنشاء وتنسيق وحدات صغيرة من المقاتلين في أفغانستان بغية تجنيد أتباع ومناصرين جدد

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة