عززت إسرائيل سجلها الإجرامي، عندما قتل جنودها المواطن الفلسطيني أكرم بديع بدر وأصابوا مواطنين آخرين، بحجة أن هؤلاء كانوا سيهاجمون حاجزاً إسرائيلياً في شرقي القدس المحتلة.

والراحل أكرم بدر هو رب عائلة من ولدين وثلاث بنات، وذنبه الوحيد أنه واحد من بين حوالي 150 ألف عامل فلسطيني يقطعون يومياً حواجز الموت الإسرائيلية، بحثاً عن لقمة عيش «مغمسة بالذل».

وفي ساعة مبكرة من يوم أمس، فوجئ أكرم وأربعة عمال آخرين، وهم في طريقهم إلى القدس المحتلة للعمل، بوجود قوات إسرائيلية راجلة قبل حاجز يسمى «الزعيم» يفصل الضفة عن المدينة المحتلة، حيث طالبهم جنود الاحتلال بالتوقف، قبل أن يطلقوا عليهم زخات من الرصاص أدت إلى استشهاد أكرم (46 عاماً) على الفور، وإصابة اثنين من رفاقه، بينما استطاع آخران الفرار من السيارة.

وشرح أشرف عبد الله وهو أحد المصابين، الحادث قائلاً «كنا في طريقنا إلى القدس وقبل الحاجز المدعو الزعيم فاجأتنا قوة إسرائيلية راجلة طلبت منا التوقف، وما هي إلا لحظات حتى بدأت بإطلاق الرصاص علينا بشكل مرعب، وبدأنا بالصراخ قبل أن نكتشف أن أكرم فارق الحياة فوراً اثر تلقيه رصاصة في رأسه»، موضحاً «لم نشكل خطراً على أحد، كنا عمالاً ذاهبين إلى القدس. لقد قتلونا عمداً».

وزعمت شرطة الاحتلال في بيان أن قوات «حرس الحدود» أطلقت النار على سيارة فلسطينية حاولت اقتحام حاجز «الزعيم» في شرقي القدس، مشيرة إلى أن الجنود طلبوا من السيارة التوقف لكنها لم تستجب فأطلقوا النار عليها على الفور، الأمر الذي نفاه أشرف، موضحاً أن «السيارة كانت تبعد عن الحاجز أكثر من 300 متر ولم تشكل خطراً على أحد».

واستشهد عشرات العمال الفلسطينيين على مر السنين برصاص جيش الاحتلال على الحواجز الإسرائيلية وداخل أراضي العام 1948، وهم الذين يعانون كثيراً قبل الوصول إلى لقمة العيش التي يصفونها بـ«اللقمة المغمسة بالدماء والذل».

ويعمل أكثر من 150 ألف فلسطيني في إسرائيل، على اعتبار أن ذلك خيارهم الوحيد في ظل عدم وجود فرص عمل كافية داخل الأراضي الفلسطينية التي تبلغ نسبة البطالة فيها حوالي 20 في المئة.

وقال الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد إن «مسلسل الاستهتار هذا يستدعي وقفه جدية أمام هذا الكابوس المزعج الذي بات عمالنا وعائلاتهم يشاهدونه في كل مرة يودعوا فيها أبناءهم إلى مواقع عملهم».

من جهته، حمل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الحكومة الإسرائيلية مسؤولية استشهاد بدر، نافياً رواية الاحتلال التي ادعت أن السيارة حاولت اقتحام حاجز عسكري قرب بلدة الزعيم.

بدوره، قال وائل محمود، أحد العمال الفلسطينيين في إسرائيل «أتمنى لو كان لدي بديل عن العمل لديهم، أولاً نحن نُذل على الحواجز، وثانياً نذل منهم خلال العمل وحقوقنا جلها مهضومة، والأنكى أنهم احتلال، بالنسبة لنا العمل لديهم كالعمل داخل الجحيم، لكن ليس أمامنا خيار آخر».

من جهة ثانية، اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال.

  • فريق ماسة
  • 2012-07-30
  • 10686
  • من الأرشيف

عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى ..الاحتلال يلاحق العمال الفلسطينيين

عززت إسرائيل سجلها الإجرامي، عندما قتل جنودها المواطن الفلسطيني أكرم بديع بدر وأصابوا مواطنين آخرين، بحجة أن هؤلاء كانوا سيهاجمون حاجزاً إسرائيلياً في شرقي القدس المحتلة. والراحل أكرم بدر هو رب عائلة من ولدين وثلاث بنات، وذنبه الوحيد أنه واحد من بين حوالي 150 ألف عامل فلسطيني يقطعون يومياً حواجز الموت الإسرائيلية، بحثاً عن لقمة عيش «مغمسة بالذل». وفي ساعة مبكرة من يوم أمس، فوجئ أكرم وأربعة عمال آخرين، وهم في طريقهم إلى القدس المحتلة للعمل، بوجود قوات إسرائيلية راجلة قبل حاجز يسمى «الزعيم» يفصل الضفة عن المدينة المحتلة، حيث طالبهم جنود الاحتلال بالتوقف، قبل أن يطلقوا عليهم زخات من الرصاص أدت إلى استشهاد أكرم (46 عاماً) على الفور، وإصابة اثنين من رفاقه، بينما استطاع آخران الفرار من السيارة. وشرح أشرف عبد الله وهو أحد المصابين، الحادث قائلاً «كنا في طريقنا إلى القدس وقبل الحاجز المدعو الزعيم فاجأتنا قوة إسرائيلية راجلة طلبت منا التوقف، وما هي إلا لحظات حتى بدأت بإطلاق الرصاص علينا بشكل مرعب، وبدأنا بالصراخ قبل أن نكتشف أن أكرم فارق الحياة فوراً اثر تلقيه رصاصة في رأسه»، موضحاً «لم نشكل خطراً على أحد، كنا عمالاً ذاهبين إلى القدس. لقد قتلونا عمداً». وزعمت شرطة الاحتلال في بيان أن قوات «حرس الحدود» أطلقت النار على سيارة فلسطينية حاولت اقتحام حاجز «الزعيم» في شرقي القدس، مشيرة إلى أن الجنود طلبوا من السيارة التوقف لكنها لم تستجب فأطلقوا النار عليها على الفور، الأمر الذي نفاه أشرف، موضحاً أن «السيارة كانت تبعد عن الحاجز أكثر من 300 متر ولم تشكل خطراً على أحد». واستشهد عشرات العمال الفلسطينيين على مر السنين برصاص جيش الاحتلال على الحواجز الإسرائيلية وداخل أراضي العام 1948، وهم الذين يعانون كثيراً قبل الوصول إلى لقمة العيش التي يصفونها بـ«اللقمة المغمسة بالدماء والذل». ويعمل أكثر من 150 ألف فلسطيني في إسرائيل، على اعتبار أن ذلك خيارهم الوحيد في ظل عدم وجود فرص عمل كافية داخل الأراضي الفلسطينية التي تبلغ نسبة البطالة فيها حوالي 20 في المئة. وقال الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد إن «مسلسل الاستهتار هذا يستدعي وقفه جدية أمام هذا الكابوس المزعج الذي بات عمالنا وعائلاتهم يشاهدونه في كل مرة يودعوا فيها أبناءهم إلى مواقع عملهم». من جهته، حمل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الحكومة الإسرائيلية مسؤولية استشهاد بدر، نافياً رواية الاحتلال التي ادعت أن السيارة حاولت اقتحام حاجز عسكري قرب بلدة الزعيم. بدوره، قال وائل محمود، أحد العمال الفلسطينيين في إسرائيل «أتمنى لو كان لدي بديل عن العمل لديهم، أولاً نحن نُذل على الحواجز، وثانياً نذل منهم خلال العمل وحقوقنا جلها مهضومة، والأنكى أنهم احتلال، بالنسبة لنا العمل لديهم كالعمل داخل الجحيم، لكن ليس أمامنا خيار آخر». من جهة ثانية، اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة