دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مشاورات واسعة تجريها الاجهزة والدوائر المعنية في اسرائيل حول تطورات الاوضاع في سورية، وذكرت دوائر سياسية مطلعة لـصحيفة المنـــار نقلا عن مسؤول اسرائيلي أن تلك الاتصالات المكثفة التي تجريها الدوائر الاسرائيلية ناقشت عشية تفجير دمشق الذي وقع مؤخرا واستهدف أحد المباني الامنية في العاصمة السورية، حيث كانت هناك معلومات مسبقة لدى اسرائيل بوجود استعدادات لعمليات "مزلزلة" في العاصمة السورية، وحسب المسؤول الاسرائيلي فان تلك النقاشات خرجت بتوصية بضرورة تنفيذ هجمات ضد مفاصل مهمة في المنظومة الدفاعية الصاروخية وترسانة الاسلحة غير التقليدية السورية، الا أن نتائج تفجير دمشق والحرب الاعلامية التي ترافقت مع هذا التفجير لم تكن على المستوى الذي توقعته الدوائر الاستخبارية في المنطقة والعالم وهذا ادى الى تجميد الخطة الاسرائيلية. الا أن المسؤول يرى أن تجميد الخطة لا يعني الغاؤها وأن اسرائيل قد تقدم على تنفيذ هجمات عسكرية محدودة ضد بعض المرافق العسكرية في سوريا. وأعرب المسؤول ـ وهو المطلع على الاتصالات التي تجري بين اسرائيل وبعض الدول الخليجية ـ عن دهشته من فحوى الرسائل الخليجية التي تنهال على اسرائيل منذ بداية العام، واشار الى أنه وللمرة الاولى منذ قيام اسرائيل ترسل دول عربية رسائل ذات فحوى تحريضي لدفع اسرائيل الى اسقاط نظام عربي، وتابع المسؤول الاسرائيلي بأنه يتوقع أن تتسبب رياح الربيع العربي في تفتح "أزهار" التطبيع بين اسرائيل والدول العربية وبشكل خاص الخليجية منها.
الا أن مصادر سياسة مطلعة ترى بأن التلويح بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا بدأ يطغى على حملة التخويف الاسرائيلية من الاسلحة النووية الايرانية، وأن الاصوات التي كانت تدعو الى ضربات استباقية ضد ايران بدأت تتراجع لتتحدث عن مخاطر الاسلحة التي يمتلكها النظام السوري والخوف من انزلاقها الى ايدي حزب الله، وفسرت المصادر السياسية هذا التراجع حول ايران بأنه يعود الى المطالب الامريكية من اسرائيل بعدم القيام بمغامرات احادية الجانب ضد ايران في هذا التوقيت، وهذا يعني أن على اسرائيل تخفيف حدة تصريحاتها اتجاه المسألة الايرانية بعد فترة طويلة استغلت فيها القيادة السياسة في اسرائيل هذه القضية لاشغال الرأي العام الاسرائيلي وتوجيه تفكيره عن قضايا وازمات اجتماعية واقتصادية يعاني منها. هذا التحول دفع القيادة الاسرائيلية الى استغلال الموضوع السوري من أجل القيام بحملة تخويف داخل المجتمع الاسرائيلي واشغاله بموضوع الاسلحة الكيماوية التي تهدد امن اسرائيل وانشغاله عن المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها وأن تأخذ تلك التصريحات "التخويفية" مكان الاخبار التي تتحدث عن الازمات الاقتصادية في وسائل الاعلام الاسرائيلية بانواعها المختلفة. هذا الخطاب الرسمي يأتي في ظل الرياح الانتخابية التي تهب على الحلبة الحزبية في اسرائيل، لذلك من غير المستبعد القيام بعمل عسكري محدود لكسب بعض النقاط والاسهم الانتخابية رغم أن مثل هذا العمل قد تكون له نتائج عكسية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة