كان العرب أمة، وكان المسلمون رواداً وأصحاب حضارة، كانت الشهامة والكرامة والنخوة والوفاء، والمقاومة والعزة.. كان "البدوي" صاحب فراسة ولغة فصيحة، حتى جاء النفط والغاز؛ صار العرب عبيداً ورجال لهو وترف، صار السيف للرقص لا للدفاع عن الشرف،

وصار العقال قيداً للرأس يمنعه من التفكير والوعي، وصار الدولار "إماماً" للمجاهدين يجذبهم إليه، فتصبح الدوحة عاصمة المقاومة، وتغدو دمشق المدينة التي يسعى المجاهدون المضللون لتحريرها بدل الأقصى وفلسطين، وبوابة الدخول إلى الجنة التي وعدهم بها الأميركيون ومشايخ "ميكي ماوس" ومضاجعة الميتة!

 

صارت سورية المقاومة عدواً يشمت بها من حضنتهم من المقاومين، وجعلت لهم اسماً ورسماً، فلا يعزون بقادتها الشهداء، بل يعزّون بعمر سليمان، الذي وصفه السيد خالد مشعل بـ"الرجل الوطني الذي كان يقوم بوظيفته"، وأيده الوزير "الإسرائيلي" بن أليعازر حين قال: "كان عمر سليمان أفضل من خدموا إسرائيل، وكان وطنياً مصرياً عمل على تقويض حركة حماس وأعطانا الغاز المصري".

سورية آخر من تبقّى من العرب.. عرب الأمانة والانتماء والشرف، كان العرب ينقسمون بين عرب بائدة، وعرب باقية، وبين عرب عاربة، وعرب مستعربة، والآن بين عرب "صامدة" وعرب "مستغربة"، بين عرب العزة وعرب الذل والسكينة.. لذا جاء الملوك والأمراء العبيد يقودون جحافل من المضللين والتكفيريين الجهلاء، يحاولون نيابة عن الحروب الصليبية، لغزو دمشق واغتصابها، بحجة الإصلاح والديمقراطية، وهم الذين لا يعرفون حروفها ولغتها.

سورية بقية العرب.. يشحذ العرب "المستغربة" خناجرهم قبل رصاص الصهاينة والأميركيين، ويصرخون في وجه السوريين: ارموا السلاح فإنكم تخيفون "إسرائيل"! يحاولون اقتحام المسجد الأموي ونبش قبر صلاح الدين ليعاقبوه.. الصهاينة والصليبيون والعرب المستغربة يحفرون قبر يوسف العظمة، والفرنسيون يريدون الثأر لهزيمتهم، والصهيوني الفرنسي برنار هنري سيعود لإعدام السوريين الوطنيين، فيما يسمى "الجيش السوري الحر" يمثل النسخة السورية من "جيش لبنان الحر"، الذي أسسته "إسرائيل" بعد غزوها لبنان عام 1978، بحجة حماية المسيحيين من الفلسطينيين، وها هو الجيش السوري الحر وعصاباته المسلحة يغتالون قادة الجيش السوري والعقول السورية العسكرية والعلمية، وفق لائحة القتل "الإسرائيلية" للعلماء والعسكريين المقاومين في سورية، بعمل مشابه للوائح القتل للعلماء العراقيين بعد الغزو الأميركي للعراق، وعمليات القتل للعلماء الإيرانيين.

سورية آخر ما تبقّى من العرب.. إن سقطت سقط الشموخ العربي والشرف العربي والاستقلال العربي، صار العرب برميلاً للنفط وقارورة غاز، وصار البطل العربي هو الراكع أمام "الإسرائيليين" والأميركيين.

معركة الدفاع عن سورية ليست مسؤولية سورية فقط، إنها واجب كل عربي مسلم ومسيحي في هذا الشرق، وواجب كل المثقفين والإعلاميين ورجال الأعمال والأحرار المساهمة في الدفاع عن آخر ما تبقى من العرب، فمن يريد فلسطين عليه الدفاع عن دمشق.. ومن يريد استعادة كرامته عليه الدفاع عن دمشق.. المعركة في سورية ليست معركة حول شخص الرئيس أو طائفته، بل حول دوره ومنهجه وموقفه من المقاومة والعداء لـ"إسرائيل".

لقد حكم "الإخوان" مصر بعدما تعهدوا بالالتزام بـ"كامب ديفيد"، ويمكن أن يحكم "الإخوان" دمشق، إذا بايعوا أميركا وتعهدوا بالسلام مع "إسرائيل"، وها هم قد أطلوا على الشاشات الإسرائيلية، هل ستحكم حماس من عمان والدوحة؟ وهل سترجع صواريخها التي أخذتها من سورية وإيران.. قصفاً وقتالاً وتفجيراً ضد رفاق السلاح؟

 

من يدافع عن سورية الآن إنما يدافع عن شرفه، وعن القدس والجولان، وعن شبعا وكفر شوبا، وعن المستقبل الكريم والحر لكل عربي ومسلم ومسيحي.. المعركة في سورية والدفاع عن دمشق في تموز 2012، لاستعادة معركة حطين ضد الإفرنجة في تموز 1187، ومعركة ميسلون بمواجهة الفرنسيين في تموز 1920، وشهادة يوسف العظمة.. إنها معركة الضباط الأحرار وثورة 23 تموز 1952 في مصر عبد الناصر، إنها معركة بنت جبيل في لبنان عام 2006، تموز شهر الانتصارات من حطين إلى بنت جبيل إلى دمشق.

أيها السوريون الشرفاء والمسلمون الشرفاء دافعوا عن بوابة القدس في دمشق، ودافعوا عن شرف العروبة والإسلام في بلاد الشام.. إن سقطت الشام سقطت الأمة، ولن ترجع فلسطين، وسيتحول الجهاد المضلل إلى فتن مذهبية وطائفية وقومية.. سيقتل العرب والمسلمون بعضهم بعضاً، فتداركوا العار قبل وقوعه ولتسارع الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية والفكرية والدينية العربية لنجدة سورية والدفاع عنها، فهي آخر القلاع في صحراء الذل العربية، أو ستتحولون إلى أمة تأكل وتشرب وتنام وترقص بالسيف الملون بالذل والعبودية، وتذوب لغتكم بحروف الفايسبوك والانترنت، ولتتوضأوا بالنفط والغاز، ولتزداد وجوهكم سواداً، ولتصلوا خلف "الإمام" الأميركي أو الفرنسي أو "الإسرائيلي

سورية ستقاوم ومعها كل الشرفاء، وشعارها النصر أو الشهادة، وفي لحظة ما ستتوجه المدافع وصواريخ العزة السورية ومعها صواريخ المقاومين الشرفاء إلى أرض فلسطين، لتعلن موقف المقاومين والشهداء بأن المعركة لم تنته بعد، وأن النصر آت لا محالة بإذن الله {والله متم نوره ولو كره الكافرون}.

  • فريق ماسة
  • 2012-07-25
  • 7882
  • من الأرشيف

سورية.. بقية العرب وفلسطين

كان العرب أمة، وكان المسلمون رواداً وأصحاب حضارة، كانت الشهامة والكرامة والنخوة والوفاء، والمقاومة والعزة.. كان "البدوي" صاحب فراسة ولغة فصيحة، حتى جاء النفط والغاز؛ صار العرب عبيداً ورجال لهو وترف، صار السيف للرقص لا للدفاع عن الشرف، وصار العقال قيداً للرأس يمنعه من التفكير والوعي، وصار الدولار "إماماً" للمجاهدين يجذبهم إليه، فتصبح الدوحة عاصمة المقاومة، وتغدو دمشق المدينة التي يسعى المجاهدون المضللون لتحريرها بدل الأقصى وفلسطين، وبوابة الدخول إلى الجنة التي وعدهم بها الأميركيون ومشايخ "ميكي ماوس" ومضاجعة الميتة!   صارت سورية المقاومة عدواً يشمت بها من حضنتهم من المقاومين، وجعلت لهم اسماً ورسماً، فلا يعزون بقادتها الشهداء، بل يعزّون بعمر سليمان، الذي وصفه السيد خالد مشعل بـ"الرجل الوطني الذي كان يقوم بوظيفته"، وأيده الوزير "الإسرائيلي" بن أليعازر حين قال: "كان عمر سليمان أفضل من خدموا إسرائيل، وكان وطنياً مصرياً عمل على تقويض حركة حماس وأعطانا الغاز المصري". سورية آخر من تبقّى من العرب.. عرب الأمانة والانتماء والشرف، كان العرب ينقسمون بين عرب بائدة، وعرب باقية، وبين عرب عاربة، وعرب مستعربة، والآن بين عرب "صامدة" وعرب "مستغربة"، بين عرب العزة وعرب الذل والسكينة.. لذا جاء الملوك والأمراء العبيد يقودون جحافل من المضللين والتكفيريين الجهلاء، يحاولون نيابة عن الحروب الصليبية، لغزو دمشق واغتصابها، بحجة الإصلاح والديمقراطية، وهم الذين لا يعرفون حروفها ولغتها. سورية بقية العرب.. يشحذ العرب "المستغربة" خناجرهم قبل رصاص الصهاينة والأميركيين، ويصرخون في وجه السوريين: ارموا السلاح فإنكم تخيفون "إسرائيل"! يحاولون اقتحام المسجد الأموي ونبش قبر صلاح الدين ليعاقبوه.. الصهاينة والصليبيون والعرب المستغربة يحفرون قبر يوسف العظمة، والفرنسيون يريدون الثأر لهزيمتهم، والصهيوني الفرنسي برنار هنري سيعود لإعدام السوريين الوطنيين، فيما يسمى "الجيش السوري الحر" يمثل النسخة السورية من "جيش لبنان الحر"، الذي أسسته "إسرائيل" بعد غزوها لبنان عام 1978، بحجة حماية المسيحيين من الفلسطينيين، وها هو الجيش السوري الحر وعصاباته المسلحة يغتالون قادة الجيش السوري والعقول السورية العسكرية والعلمية، وفق لائحة القتل "الإسرائيلية" للعلماء والعسكريين المقاومين في سورية، بعمل مشابه للوائح القتل للعلماء العراقيين بعد الغزو الأميركي للعراق، وعمليات القتل للعلماء الإيرانيين. سورية آخر ما تبقّى من العرب.. إن سقطت سقط الشموخ العربي والشرف العربي والاستقلال العربي، صار العرب برميلاً للنفط وقارورة غاز، وصار البطل العربي هو الراكع أمام "الإسرائيليين" والأميركيين. معركة الدفاع عن سورية ليست مسؤولية سورية فقط، إنها واجب كل عربي مسلم ومسيحي في هذا الشرق، وواجب كل المثقفين والإعلاميين ورجال الأعمال والأحرار المساهمة في الدفاع عن آخر ما تبقى من العرب، فمن يريد فلسطين عليه الدفاع عن دمشق.. ومن يريد استعادة كرامته عليه الدفاع عن دمشق.. المعركة في سورية ليست معركة حول شخص الرئيس أو طائفته، بل حول دوره ومنهجه وموقفه من المقاومة والعداء لـ"إسرائيل". لقد حكم "الإخوان" مصر بعدما تعهدوا بالالتزام بـ"كامب ديفيد"، ويمكن أن يحكم "الإخوان" دمشق، إذا بايعوا أميركا وتعهدوا بالسلام مع "إسرائيل"، وها هم قد أطلوا على الشاشات الإسرائيلية، هل ستحكم حماس من عمان والدوحة؟ وهل سترجع صواريخها التي أخذتها من سورية وإيران.. قصفاً وقتالاً وتفجيراً ضد رفاق السلاح؟   من يدافع عن سورية الآن إنما يدافع عن شرفه، وعن القدس والجولان، وعن شبعا وكفر شوبا، وعن المستقبل الكريم والحر لكل عربي ومسلم ومسيحي.. المعركة في سورية والدفاع عن دمشق في تموز 2012، لاستعادة معركة حطين ضد الإفرنجة في تموز 1187، ومعركة ميسلون بمواجهة الفرنسيين في تموز 1920، وشهادة يوسف العظمة.. إنها معركة الضباط الأحرار وثورة 23 تموز 1952 في مصر عبد الناصر، إنها معركة بنت جبيل في لبنان عام 2006، تموز شهر الانتصارات من حطين إلى بنت جبيل إلى دمشق. أيها السوريون الشرفاء والمسلمون الشرفاء دافعوا عن بوابة القدس في دمشق، ودافعوا عن شرف العروبة والإسلام في بلاد الشام.. إن سقطت الشام سقطت الأمة، ولن ترجع فلسطين، وسيتحول الجهاد المضلل إلى فتن مذهبية وطائفية وقومية.. سيقتل العرب والمسلمون بعضهم بعضاً، فتداركوا العار قبل وقوعه ولتسارع الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية والفكرية والدينية العربية لنجدة سورية والدفاع عنها، فهي آخر القلاع في صحراء الذل العربية، أو ستتحولون إلى أمة تأكل وتشرب وتنام وترقص بالسيف الملون بالذل والعبودية، وتذوب لغتكم بحروف الفايسبوك والانترنت، ولتتوضأوا بالنفط والغاز، ولتزداد وجوهكم سواداً، ولتصلوا خلف "الإمام" الأميركي أو الفرنسي أو "الإسرائيلي سورية ستقاوم ومعها كل الشرفاء، وشعارها النصر أو الشهادة، وفي لحظة ما ستتوجه المدافع وصواريخ العزة السورية ومعها صواريخ المقاومين الشرفاء إلى أرض فلسطين، لتعلن موقف المقاومين والشهداء بأن المعركة لم تنته بعد، وأن النصر آت لا محالة بإذن الله {والله متم نوره ولو كره الكافرون}.

المصدر : د. نسيب حطيط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة