عاد بندر بن سلطان إلى الساحة من "الباب العريض" رئيساً لجهاز الاستخبارات السعودي، بعد أعوام من التهميش المتعمد، نتيجة تعارض سياسات بوش حيال سورية مع قرار الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز التهدئة مع إيران، ومحاولة استمالة سورية تحت العباءة السعودية، وفك تحالفها مع إيران.

في تلك الفترة، دفع بندر الثمن، فقد أُقصي من موقعه المحبب في السفارة السعودية في واشنطن، مبتعداً عن رئيسه المفضل جورج بوش، الذي كانت تربطه به علاقة غير عادية، انتهت إلى تلقيبه بـ"بندر بوش"، ثم أُبعد عن السعودية فترة، ليعود إليها مجدداً بعد القرار الذي اتخذته القيادة السعودية بالحرب على سورية، فكان الرجل المناسب للمهمة، بندر المعروف عنه عداؤه الشديد لخيار المقاومة الممتد من إيران إلى لبنان.

ولبندر كما هو معروف صولات وجولات في الحرب ضد هذا الخيار، بدأت منذ الثمانينات، حيث تقول بعض المعلومات إن بندر كان متورطاً إلى حد كبير في محاولة اغتيال العلامة محمد حسين فضل الله رحمه الله، والتي ذهب ضحيتها نحو 80 مدنياً لبنانياً، ويفضح رئيس تحرير الواشنطن بوست "بوب وودورد" في كتابه "الحجاب" دور الأمير السعودي في التواصل مع أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية ومخابرات الجيش اللبناني آنذاك، من أجل تنفيذ العملية الإرهابية، ودفعه ثلاثة ملايين دولار.

وسبق أن ترددت معلومات عبر وسائل الإعلام عن ضلوع "بندر بوش" نفسه في عملية اغتيال الشهيد القيادي في حزب الله عماد مغنية، ليتردد اسمه لاحقاً مع بداية الأزمة السورية إثر نشر ما عرف بـ"خطة بندر"، قيل إنه أعدها بمساعدة جيفري فيلتمان؛ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط. كما أنه انغمس في السياسات الأميركية الداخلية إلى حد "شراء الأصوات" لجورج بوش وتأمين وصوله، بالإضافة إلى إيجاد التمويل للألعاب القذرة التي كان يمارسها الرؤساء الأميركيون من عهد رونالد ريغن، فهو كان يتمكن من تحريك الملايين من الدولارات، في حين يعجز الرئيس الأميركي عن ذلك بسبب البيروقراطية و"الشفافية" التي تتحكم ببعض مفاصل الحياة الأميركية السياسية.

يُعتبر بندر بمنزلة "الأب الروحي" لوحدات التشدد الإسلامي، على غرار القاعدة، وصولاً إلى "فتح الإسلام" في شمال لبنان، والتي أريد من خلالها إيجاد تيار إسلامي متشدد يواجه المقاومة في لبنان، وبين هذه وتلك كانت الحرب في العراق وتمويل بعض الجماعات المتشددة هناك.. وأخيراً ما يحدث في سورية الآن من خلق لجماعات التشدد التكفيرية التي يراد من خلالها ضرب أحد حصون الممانعة في وجه واشنطن وتل أبيب.

وتذهب صحيفة "المنار" المقدسية إلى أبعد من علاقات بن سلطان الأميركية، لتشير إلى علاقاته القوية بالمسؤولين "الإسرائيليين"، وتقول الصحيفة إن هذه العلاقة بدأت في منتصف الستينات، عندما كان يتعلم الطيران في بريطانيا، لتتعزز لاحقاً بعد توليه منصب سفير بلاده في الولايات المتحدة، وتصل إلى مرحلة التعاون الاستخباراتي، وهو أدار خلال حرب لبنان الثانية قناة الاتصال وتبادل المعلومات والمشاورات بين السعودية والحكومة "الإسرائيلية"، من خلال زيارات قام بها إلى القدس الغربية، والتقى خلالها رئيس الحكومة آنذاك ايهود أولمرت.

ثمة أمر في حياة بندر لم يستطع أن يتخطاه، بل إن البعض يعتبره سبباً لحقد دفين على العالم بأسره، وُلد بندر في الثاني من آذار عام 1949 في مدينة الطائف، جراء علاقة غير شرعية بين والده الأمير سلطان بن عبد العزيز وجارية سوداء قاصر من خيزران من محافظة عسير في الـ16 من عمرها، وقد اعترف بندر في أحد لقاءاته الصحفية بالأمر قائلاً بالحرف: "أنا مولود غير شرعي لأم سرية".. لم يعترف الأب صراحة بابنه غير الشرعي، لكن تسميته ونيل والدته 10 دولارات راتباً شهرياً، كان كافياً بالنسبة إليه وإليها.

عاش بندر سنواته الأولى بعيداً عن والده، بل وبعيداً عن القصر كله، وكانت صلته بوالده شبه مقطوعة، ما خلا اللقاءات في المناسبات العامة، وتقبيل يده خلال الأعياد، لكنه كان دائماً بعيداً عن بيت العائلة الذي تربى فيه الأولاد الآخرون لسلطان.

اشتُهر بندر بالعمل على صفقات السلاح، التي كانت تخصصه المفضل، فمن خلالها يشتري ولاءات، كما يستفيد من بعض أرباحها، على غرار "صفقة اليمامة" الشهيرة التي تعاقدت فيها السعودية لشراء أسلحة من بريطانيا بقيمة 100 مليار دولار، كان نصيب بندر منها ملياري دولار دفعتها بريطانيا على شكل دفعات خلال عشر سنوات.

في زواجه، اختار هيفاء الفيصل؛ ابنة الملك السعودي الراحل، وشقيقة وزير الخارجية الحالي سعود الفيصل، وقد اعتمد بندر في تسويق سياسته على أخ زوجته، الذي اتبع سياسة متطرفة في هذا الشأن؛ طبقاً لنصائح بندر، وسعود الفيصل الذي يعاني من أمراض عدة، ضعيف أمام صهره بندر الذي يؤثر عليه بشكل كبير، كما أنَّ الخلافات وسط العائلة تجعل آل الفيصل يستندون إلى سلطان وأولاده في صراع سعود الفيصل مع عمه سلمان.

له أربعة أبناء وأربع بنات، ويعد الابن الثالث للأمير سلطان بن عبد العزيز بعد الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك.

- الثبات

  • فريق ماسة
  • 2012-07-25
  • 7640
  • من الأرشيف

ابن غير شرعي للأمير سلطان.. وصديق مقرّب لـ"إسرائيل" وأميركا ... بندر بوش يعود إلى الساحة من بوابته المفضلة: "الفتنة الطائفية"

  عاد بندر بن سلطان إلى الساحة من "الباب العريض" رئيساً لجهاز الاستخبارات السعودي، بعد أعوام من التهميش المتعمد، نتيجة تعارض سياسات بوش حيال سورية مع قرار الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز التهدئة مع إيران، ومحاولة استمالة سورية تحت العباءة السعودية، وفك تحالفها مع إيران. في تلك الفترة، دفع بندر الثمن، فقد أُقصي من موقعه المحبب في السفارة السعودية في واشنطن، مبتعداً عن رئيسه المفضل جورج بوش، الذي كانت تربطه به علاقة غير عادية، انتهت إلى تلقيبه بـ"بندر بوش"، ثم أُبعد عن السعودية فترة، ليعود إليها مجدداً بعد القرار الذي اتخذته القيادة السعودية بالحرب على سورية، فكان الرجل المناسب للمهمة، بندر المعروف عنه عداؤه الشديد لخيار المقاومة الممتد من إيران إلى لبنان. ولبندر كما هو معروف صولات وجولات في الحرب ضد هذا الخيار، بدأت منذ الثمانينات، حيث تقول بعض المعلومات إن بندر كان متورطاً إلى حد كبير في محاولة اغتيال العلامة محمد حسين فضل الله رحمه الله، والتي ذهب ضحيتها نحو 80 مدنياً لبنانياً، ويفضح رئيس تحرير الواشنطن بوست "بوب وودورد" في كتابه "الحجاب" دور الأمير السعودي في التواصل مع أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية ومخابرات الجيش اللبناني آنذاك، من أجل تنفيذ العملية الإرهابية، ودفعه ثلاثة ملايين دولار. وسبق أن ترددت معلومات عبر وسائل الإعلام عن ضلوع "بندر بوش" نفسه في عملية اغتيال الشهيد القيادي في حزب الله عماد مغنية، ليتردد اسمه لاحقاً مع بداية الأزمة السورية إثر نشر ما عرف بـ"خطة بندر"، قيل إنه أعدها بمساعدة جيفري فيلتمان؛ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط. كما أنه انغمس في السياسات الأميركية الداخلية إلى حد "شراء الأصوات" لجورج بوش وتأمين وصوله، بالإضافة إلى إيجاد التمويل للألعاب القذرة التي كان يمارسها الرؤساء الأميركيون من عهد رونالد ريغن، فهو كان يتمكن من تحريك الملايين من الدولارات، في حين يعجز الرئيس الأميركي عن ذلك بسبب البيروقراطية و"الشفافية" التي تتحكم ببعض مفاصل الحياة الأميركية السياسية. يُعتبر بندر بمنزلة "الأب الروحي" لوحدات التشدد الإسلامي، على غرار القاعدة، وصولاً إلى "فتح الإسلام" في شمال لبنان، والتي أريد من خلالها إيجاد تيار إسلامي متشدد يواجه المقاومة في لبنان، وبين هذه وتلك كانت الحرب في العراق وتمويل بعض الجماعات المتشددة هناك.. وأخيراً ما يحدث في سورية الآن من خلق لجماعات التشدد التكفيرية التي يراد من خلالها ضرب أحد حصون الممانعة في وجه واشنطن وتل أبيب. وتذهب صحيفة "المنار" المقدسية إلى أبعد من علاقات بن سلطان الأميركية، لتشير إلى علاقاته القوية بالمسؤولين "الإسرائيليين"، وتقول الصحيفة إن هذه العلاقة بدأت في منتصف الستينات، عندما كان يتعلم الطيران في بريطانيا، لتتعزز لاحقاً بعد توليه منصب سفير بلاده في الولايات المتحدة، وتصل إلى مرحلة التعاون الاستخباراتي، وهو أدار خلال حرب لبنان الثانية قناة الاتصال وتبادل المعلومات والمشاورات بين السعودية والحكومة "الإسرائيلية"، من خلال زيارات قام بها إلى القدس الغربية، والتقى خلالها رئيس الحكومة آنذاك ايهود أولمرت. ثمة أمر في حياة بندر لم يستطع أن يتخطاه، بل إن البعض يعتبره سبباً لحقد دفين على العالم بأسره، وُلد بندر في الثاني من آذار عام 1949 في مدينة الطائف، جراء علاقة غير شرعية بين والده الأمير سلطان بن عبد العزيز وجارية سوداء قاصر من خيزران من محافظة عسير في الـ16 من عمرها، وقد اعترف بندر في أحد لقاءاته الصحفية بالأمر قائلاً بالحرف: "أنا مولود غير شرعي لأم سرية".. لم يعترف الأب صراحة بابنه غير الشرعي، لكن تسميته ونيل والدته 10 دولارات راتباً شهرياً، كان كافياً بالنسبة إليه وإليها. عاش بندر سنواته الأولى بعيداً عن والده، بل وبعيداً عن القصر كله، وكانت صلته بوالده شبه مقطوعة، ما خلا اللقاءات في المناسبات العامة، وتقبيل يده خلال الأعياد، لكنه كان دائماً بعيداً عن بيت العائلة الذي تربى فيه الأولاد الآخرون لسلطان. اشتُهر بندر بالعمل على صفقات السلاح، التي كانت تخصصه المفضل، فمن خلالها يشتري ولاءات، كما يستفيد من بعض أرباحها، على غرار "صفقة اليمامة" الشهيرة التي تعاقدت فيها السعودية لشراء أسلحة من بريطانيا بقيمة 100 مليار دولار، كان نصيب بندر منها ملياري دولار دفعتها بريطانيا على شكل دفعات خلال عشر سنوات. في زواجه، اختار هيفاء الفيصل؛ ابنة الملك السعودي الراحل، وشقيقة وزير الخارجية الحالي سعود الفيصل، وقد اعتمد بندر في تسويق سياسته على أخ زوجته، الذي اتبع سياسة متطرفة في هذا الشأن؛ طبقاً لنصائح بندر، وسعود الفيصل الذي يعاني من أمراض عدة، ضعيف أمام صهره بندر الذي يؤثر عليه بشكل كبير، كما أنَّ الخلافات وسط العائلة تجعل آل الفيصل يستندون إلى سلطان وأولاده في صراع سعود الفيصل مع عمه سلمان. له أربعة أبناء وأربع بنات، ويعد الابن الثالث للأمير سلطان بن عبد العزيز بعد الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك. - الثبات

المصدر : الثبات


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة